أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد القمني - نداء.. نداء.. نداء















المزيد.....

نداء.. نداء.. نداء


سيد القمني

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النداء الأول :
إذا كان الإخوان قد تمكنوا من ركوب ثورة 25 يناير ليجعلوها سبيلاً إلى أخونة الدولة، فإن الثورة الثانية في 30 يونيه التي لم يشارك فيها سوى طلاب العلمانية ليبراليين واشتراكيين وناصريين قوميين هي ثورة سياسية استكملت نضوجها لتغيير منظومة الحكم بكاملها. ومن ثم فإن كان الهدف الأول المعلن والضروري هو إقامة صلب الدولة الاقتصادي، فإن هناك شئوناً يجب أن تكون لها الأولوية والضرورة الأقصى، وهي تطهير الجهاز الإداري للدولة وبشكل فوري لا يحتمل انتظار أو ميوعة، وإن كان قد تم عزل الرئيس الخائن والمجرم في حق شعبه الذي أجلسه على الكرسي، وتم إلغاء الدستور وحل الوزارة ومجلس الشورى، فإن ما تم غرسه في جهاز الدولة الإداري من إخوان وعملاء من مديرين وفنيين ومشرفين وخبراء ومحافظين ووكلاء محافظين ورؤساء مدن ومراكز شباب.. إلخ هو سوس يتوحش وينمو في بدن الدولة ينخرها من الداخل ويهدمها بالعمد، وأن يتم استبدالهم بزهور مصر وأولاد بطنها الطاهرة من شبابها المثقف والواعي، وبحماسهم الثوري وعشقهم لوطنهم يمكنهم أن ينهضوا بهذا الجهاز الإداري، ويحوزوا الخبرة الإدارية التي تؤهلهم فيما بعد ليكونوا كوادر تقود سفينة الوطن نحو التقدم والرخاء والسلام وليبحروا ببلادنا نحو النور.
النداء الثاني :
معلوم أن وزارة الأوقاف خلال عام واحد قد قامت بتغذية المساجد في كل ديار مصر بالإخوان المجرمين وبأكثرهم تأثيراً وأشدهم توحشاً ونكيراً، ولو تركنا هذا الوضع كما هو عليه، فإني أحذركم أن عيد الفطر لن يكون عيداً وسيكون هو يوم الحشد الإخواني لإحداث رجة كبرى للوطن، وألا نتوهم أنهم قد ألقوا السلاح، فهم لم يلقوه ولم يستسلموا، وسيستثمرون العيد وصلاة العيد في الساحات الجامعة، وهنا دور الأزهر وهو مستهدف وهدف للإطلاق والتنشين، الذي لابد أن يحمله بسرعة ليقود برجاله ( الشرفاء منهم والوطنيين ) لصلاة العيد الجامعة بكل ساحات مصر. حتى لا يتحول العيد إلى مأتم كبير وأهيب هنا بكل من هم أُضير من حكم الإخوان من رجال الأعمال ليقوموا بتمويل ساحات صلاة العيد ولا بأس هنا من توزيع كُتيب يشرح مأساتنا مع الإخوان ودور المواطن في إعادة البناء في كل ربوع مصر وساحاتها، مصحوبا بالتهنئة بالعيد وبالخلاص من حكم الإرهاب في علب تذكارية تحمل صورة علم مصر، في إيجاز مصحوب بصور الأحداث المؤلمة والمبهجة تشرح جرائم الإخوان ومعاني المواطنة وحب الوطن ودور الجيش والشباب المصري في بناء بلده دفاعاً عن مصالحهم، ليكون كتيبا تذكاريا لثورة 30 يونيو المجيدة، وعلى كل من أُضير الظهور في هذا اليوم لمنع الإخوان من الاستيلاء على المشترك الاجتماعي العام.
النداء الثالث :
إذا كان الإسلاميون قد هُزموا بالسقوط العسكري للخلافة العثمانية فإن فكر الخلافة لم يمت بل غذى نفسه بفكر عدو الخلافة العثمانية محمد بن عبد الوهاب، وازداد شراسة ودموية مستمدا أصوله الفلسفية من ابن تيمية وابن القيم الجوزية ليشكل خطراً تنامى حتى انتهى إلى إرهاب كامل المواصفات. وإذا كانوا قد سقطوا مرة ثانية على يد المصريين الذين سيسجل لهم التاريخ هذه المكرمة والبطولة الملحمية، فإن فلسفتهم الفكرية لم تزل قائمة في ثقافة المجتمع، ومن هنا فإن الثورة الثقافية تصبح المطلب العميق الذي لا يجوز التهاون فيه، ولابد من تشكيل بناء حقيقي للقضاء على الأمية ببرنامج زمني محدد نحتفل فيه بوفاة آخر أمي في مصر، وإعادة تشكيل البرنامج التعليمي المصري في كافة مراحله، مستفيدين بالتجربة المتميزة لدولة الامارات بهذا الشأن التي استضافت فروعا لأهم المؤسسات التعليمية الرائدة في العالم على أرضها، وليس عيباً أن نستفيد بتجارب الأمم المتقدمة بل واستيراد أنظمتها إذا أردنا اللحاق بها. والأهم هنا استعادة رموز النهضة المصريين في الإعلام والتعليم من طه حسين إلى عبد الرازق إلى محمد عبده إلى قاسم أمين إلى العقاد إلى لطفي السيد إلى أحمد أمين إلى الشيخ أمين الخولي، وغيرهم من نجوم تلألأت بها سمائنا ودرسهم إخواننا العرب في بلادهم في النصف الثاني من القرن الماضي ليلحقوا بنا زمن النهضة، وأن يقوم الإعلام بدوره المُلح والمُستدام لإحياء طه حسين وعبقريات العقاد والمسرح والسينما والباليه من فنون ترتقي بالروح وتسمو بالنفس، أم كلثوم والقصبجي والسنباطي وزكي طليمات ويوسف بك وهبي وزكي باشا رستم، وإعادة التماثيل التي تم رفعها إلى ميادين مصر وشوارعها وفتح الشوارع للفنانين العالميين في حُسن ضيافة لإعادة الجمال لبلدنا بهية البهية والمحافظة على جرافيتي الثورة الذي يُعد أجمل معرض مفتوح، عودة مطلوبة لقفزة نحو الأمام للخروج بالفن وخاصة الموسيقي والغنائي مما وصل إليه من هبوط وتدن مقرف لا يليق بعاصمة الفن العربي في الزمن المباركي، غير المأسوف عليه، نريدها علمانية بسيادة منهج التفكير العلمي واستحضار روسو وفولتير ومونتسكيو وبتهوفن وموتزارت والشعر الحديث والقصة والرواية والمسرحية.. ثورتنا لم تقم لتغيير رئيس أو وزارة فقط. إن جمال عبد الناصر رغم كل اختلافي مع التجربة بسبب الهزيمة العسكرية الفادحة، التي حولت صباي لحزن لا ينتهي، فإنه كان صاحب رؤية شاملة، لذلك تحول انقلابه العسكري إلى ثورة حقيقية بمشروعه الطموح، فارتقى بالتعليم إلى التعليم الحديث ودعم بقوة الفنون بأنواعها تشكيلية وتمثيلية، وظهرت في زمنه روائع السينما والمسرح والغناء والموسيقى والحريات الشخصية ( دون السياسة بالطبع )، تجربة عبد الناصر درس لمعنى الثورة، فالثورة ليست تغيير الحكام لأن الرمال المتحركة تحتنا والطين يغلف العقول والعيون والنظافة من هذا كله بثورة ثقافية شاملة تصحبها ثورة في التعليم والإعلام لتثبيتها على أعمدة خراسانية متينة هدف يجب أن يبدأ الآن ولا يقل أهمية عن الاستقرار الاقتصادي.
سؤال كُفري :
قبل ثورة 25 ينار 2011، كان صاحب هذا القلم هدفاً لكل ألوان التجريح والتصغير وحرب الإشاعة والتخوين والمحاكمات لدرجة كانت أسوأ من تكسير العظام، ومع إشاعة تزويري لدرجة الدكتوراه تخلي عني كثير من الليبراليين كما لو كانوا يتعلمون منى زيفاً وتزويراً أو يقبلون كتاباتي لأني دكتور وكما لم أدخل جامعات وأتخرج منها، وكان هذا أكثره ألماً على نفسي، حتى ألجأني الإسلاميون إلى حائط بلا مهرب لإثبات إسلامي، ولم يتم قبول هذا الإثبات وظلوا على ديدنهم في حالة تكفير ديني ووطئي لا تهدأ حتى طالبوا بسحب الجنسية عني، هذا كله رغم حصولي على حكم ضد من أطلق الشائعة وسبكها وروجها، ولاحظت أن بعضهم ممن سحبوا الدرجة مني قد دونوا على الويكيبيدا تراجعهم ولكن خُطوة واحدة ومنحوني الماجستير فقط، ولم يشغلني في الأمر كله إلا موقف تلاميذي وزملائي، وقد أعلنت وأصر على إعلاني أني راسب ابتدائية قديمة ( لم أحضر هذا الزمن بالمناسبة )، ولم يعد إلى حضني من أفنيت العمر في تعليمهم بإخلاص وتفاني. المهم أن كل هؤلاء من تلاميذي وزملائي قد أصبحوا مع حكم الإخوان جميعهم وبلا استثناء خونة كفاراً بعقد الشدة على الراء، ولم أعد وحيداً في الكفرولم أعد وحيدا في التزوير ولم أعد وحيدا في الكفر الوطني، وهو ما أنبأتهم به أنه سيحدث لو وصلوا الإسلاميون من أي فصيل إلى الحكم قبل أن يصلوا إليه بسنوات، وأصبح الكفار كثرة يملأون الوطن والكفر ملة واخدة، وصار لي عُزوة وأصبح زملائي وتلاميذي يقفون معي في نفس الطابور لكن خلفي بإنوف مكسورة.
و السؤال الذي أطرحه بعد أن قام المكفراتية بتكفير المجتمع المصري أزاهرة وصوفيين وليبراليين وعلمانيين واشتراكيين وناصريين وأقباط وشيعة وبهائيين في سيل فتاوى موثق صوتاً وصورة، هو :
إذا كنا قد صدر بشأننا فتاوى تؤكد كفرنا فأننا قد أصبحنا جميعاً في النار، وانهيار سلطان أصحاب الفتاوى لن يخرجنا منها، فقد نفذ السهم وصدرت الفتاوى ومعها لن يصح لنا صوم رمضان ولا صلاة ولا اعتكاف ولا تراويح. في 30 يونيه دخل 40 مليون جهنم والمعنى أن من صام وصلى واعتمر بالأرض المقدسة فكل فعله باطل بعد تسجيلهم في سجلات مالك خازن النار، فهل والحال كذلك أن يتوقف المصريون عن العبادات لأنه ما دمنا كفار إذن مهما فعلنا فلا قبول لهذه العبادات ولا معنى لها. لأنهم بذلك إنما يصومون ويصلون ويعتمرون في جهنم. فلماذا إذن ؟ ولماذا لا نعيش على كيفنا نعب من الخطايا ولذات الطريق إلى الجحيم ؟
على من أصدر هذه الفتاوي أن يوضح لنا هل كانوا جميعاً مفترين على الله والدين والعباد، وكذبة وأشرار ومجرمين ؟ مطلوب منهم أن يجددوا لنا مصير الشعب المصري، كل الشعب المصري رفضهم وكفر، هل ستعترفون أنكم المفترين على الله ودينه وعباده وتعلنون ذلك من باب مصلحتكم في عفو ربكم ولتلقوه بأقل قدر من الآثام ؟ أم ستتركوننا في جهنم للأبد ؟.. سؤال يتعلق بمصير شعب عريق في إيمانه.



#سيد_القمني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الظلام/ النور سابقاً/ وأمور أخرى
- قلق مشروع
- من دفتر على الرصيف
- صراع بين زمنين
- هدم الدولة (2) ..تدمير الأخلاق
- هدم الدولة (1)..الماعت
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال(3)
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال (2)
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال
- واقع ومستقبل الأقليات في الفقه الإخواني
- شهادة زمن ما قبل التمكين (2-2)
- شهادة زمن ما قبل التمكين (1-2)
- وعادت لمصر شمسها الذهب
- الإخوان هم النسل النقي للهكسوس - العزف مع حركة -كتالة- النوب ...
- العزف مع حركة -كتالة- النوبية (3)..الإخوان وإعادة فتح مصر
- العزف مع حركة كِتالة النوبية (2)…. الإخوان وأهلنا في النوبة
- العزف مع حركة -كتالة- النوبية - 1 -..إبراهيم الأبيض
- قليل من الفلسفة يصلح العقل ويحفظ الوطن ( مابين العدل الإلهي ...
- الأديان ليست مهمتها صنع النظريات العلمية
- صدى الغزوات الإخوانية والسلفية في تاريخ الخلافة الإسلامية


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد القمني - نداء.. نداء.. نداء