أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز ميرسيني - رسالة المتملقين أم رسالة المتألمين للبارزاني؟















المزيد.....

رسالة المتملقين أم رسالة المتألمين للبارزاني؟


عزيز ميرسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت رسالة موقعة من مجموعة كبيرة ضمت واحدا وستين كاتبا وأديبا ومثقفا من كردستان الغربية. تطلب هذه الرسالة من البارزاني التدخل لوقف الدم الكردي.
هؤلاء السادة، لا أعرف العديد منهم، ومنهم من هو أشهر من نار على علم، ومنهم يدري عن البارزاني وعن الطالباني أكثر من معرفة كليهما بأنفسهما، استخدمت هذه المبالغة لأوكد عن معرفة العديد من أصحاب القلم والفكر والتحليل بجوهر شقي الإقليم معرفة تامة. مع معرفة هذا البعض أو العديد عن ماضي البارزاني ونده الطالباني اللذان دفعا الثورة إلى الاقتتال وشقا الصف الكردي السوري بعد بيان الحادي عشر من آذار. والتدخل المريب في الشأن الكردي السوري، وتلطخ يديهما، عدا بدماء كرد العراق، وبدماء كرد إيران وتركيا أيضا، وإجهاضهما للحركة الكردية في كلتا الدولتين وفي كردستان الغربية كذلك تبعا لمصلحتهما. تتجه هذه المجموعة، بل هذا الجيش العرمرم إلى من تربى وعاش إلى آخر لحظة في الاقتتال ولم يتخذ حقن دماء أبناء جزئه، على الأقل، خطا أحمر، بل ثخن من هدر دمائهم، ليناشدوه ويستعطفونه لحقن دمائنا! إن دلت هذه الرسالة علي شيء؛ إنما يدل على أنها مجموعة متملقة لا أكثر، لا تبغي الدفاع عن الشعب وما يحل به من مآسٍ وويلات. وفي الآونة الأخيرة على يد شقي الإقليم بامتياز تم امتهان الكرامة الكردية في جزئنا الغربي من كردستان؛ تريد هذه المجموعة برسالتها هذه تضليل الجماهير في كردستاننا الغربية على أنها أي المجموعة حريصة عليها!
لو أن هؤلاء العظماء الواحد والستين وجهوا مدافعهم، ومدافعهم هذه أكثر تأثيرا ووقعا من صواريخ روسيا (إس 300) الإقليم، لانصاع، ليس رئيس الإقليم وحده، بل لاستنفر مجمل سكان الإقليم لتقديم يد المساعدة والعمل من أجل إنهاء محنة هذا الشعب المغلوب على أمره والكف عن المتاجرة بقضيته. ولكن شعب عظماء كتابه وأدبائه ومثقفيه متملقون يستجدون الصدقات على عتبات أمثال شقي الإقليم، ليذروا الرماد في أعين جماهيرهم كونهم حريصون على أمنها وسلامتها، وأنهم مناضلون حقا. والجماهير المغلوبة على أمرها لا تجد من يفرج عن كربتها، بتعرية هؤلاء المتطفلين والمتملقين. لو أننا في كردستاننا الغربية كنا نملك كاتبين بمرتبة الفنان الكاريكاتوري الكبير يحيى سلو لكان وضعنا غير هذا الذي نحن فيه الآن. لم يخجل هؤلاء أن يتوجهوا إلى من فرض الهيئة الكردية العليا على الجماهير الكردية والأحزاب الكردية السورية على حد سواء، مع العلم أن الجماهير تنعت هذه الأحزاب باللاوطنية الكردية وبالمتخاذلة والمخترقة... مع كل ذلك لم تعط تلك الأحزاب المتهمة لمن يريق الدماء في عامودا، ويغتال ويختطف الكرد، ويجني بضرائبه غير المتحملة من الكرد الفقراء أموالا لا طائلة لها، أكثر مما يستحق، فجاء صاحب الفخامة رئيس الإقليم ليخص ما رفضته الأحزاب والجماهير الكردية إلى استحقاقه بالنصف المتعادل مع مجمل الحركة الكردية. وهذا أكثر من الاستغراب لتصرف هؤلاء. على الجماهير الاحتفاظ بهذه القائمة، للمستقبل المنظور، لتكون قائمة من تملقوا لمن يقايضون ويتجارون ويفاصلون على قضيتنا.
وأشد ما لفت انتباهي اسم الكاتب العظيم هوشنك أوسي، هذا الذي لا يشق له غبار من أي من الكتاب في كردستان الغربية، وهو من فضح سياسة الإقليم وبقلمه البتار ولمرات يصعب حصرها، عندما كان هذا، الإقليمَ لاحقا والثورة الكردية سابقا، مبينا مثالب قيادته وقيادتها، وبكل علمية ومنطق. واليوم يأتي هو، وإن كان في مؤخرة هذه القائمة المتملقة، ليستنجد بالمسبب لما يجري في عامودا من إراقة للدماء، ويدفع كردستان الغربية إلى اقتتال كردي كردي. هل هذا يعنى أن الكاتب الكبير أوسي يريد أن يقول لنا أنه كان على خطأ عندما كان يفضح مثالب تلك القيادة. أم أنه انجر وراء العاطفة والشعور عندما طلب منه زملاؤه أن يضم اسمه إلى اسمهم، فتخلى عن المنطق السابق الذي عرف به وإلى اليوم وغلب عليه الحياء والخجل من رفض مطالب الزملاء. بالرغم من خلافي الفكري مع هذا الكاتب العظيم، أكن له كل التقدير، واعتبره ثروة كردية يجب الحفاظ عليه والافتخار به.
بوجود أوسي بين هؤلاء أفقدني الأمل في خروجنا من هذه الأزمة. هذا لا يعني أنني لا أكن لبقية الكتاب والمثقفين الكرد التقدير والاحترام؛ إنما لكل بستان ما يميزه ولكل دولة أو مدينة معلمها، وما يميز، بنظري، كتابنا في كردستان الغربية الكاتب القدير أوسي واعتبره معلما من معالمنا. ونحن الكرد لدينا مثل يقول: "الملح دواء كل شيء إذا فسد الملح لا يوجد دواء يصلحه". كان جديرا أن يكون المعلم بعيدا عن هذه الشريحة التي تميزت كتاباتها ومنذ البداية بالارتماء في أحضان هذا ومن حضنه إلى حضن الآخر وهكذا أو على الأقل لم تجرأ شريحتنا هذه في جرح أمثال الإقليم بما يستحق إما خوفا على نفسها أو رغبة في تحصيل بعض من بركاته، وبقي أوسي وفيا للحضن الذي كان فيه، بالرغم من انتقاداته لهذا الحضن، ليثبت أنه يتبع الحق والحقيقية ويتخذ العلم والمنطق سبيلا له، لا الاحتضان. واليوم، قد يكون خجلا، ينضم إلى من لم يخط قلمه كما يجب عن حق الشعب الكردي وطليعته الشبابية بما يليق به.
كان بوسع هذا الجيش الجرار أن ينتقد حكومة الإقليم بشقيه لما يجري في كردستاننا الغربية وتحميلها مسؤولية ذلك بكل مسؤولية وأمانة، لا أن تتوسل وتستجدي من يسبب في هدر دمائنا ويقايض بقضيتنا، إن كان لتركيا أو لإيران او للنظام السوري نفسه. وهؤلاء من دون استثناء يدرون بذلك، ولكن لم يخط أحد منهم سطرا واحدا بما يستحق في انتقاد الإقليم. يعيش معظم هؤلاء في الغرب المتدن ويرون ما يفعله كتاب وأدباء ومثقفي هذا الغرب المتمدن، فهم لا يتملقون، ولا يستجدون هذا أو ذاك، بل هم رقباء وضوابط على حكوماتهم وقادتهم. إذا انشطّت حكومة ما أو قيادة ما عن مصالح الوطن والجماهير انبرت أقلامهم لترشقهما بوابل من القذائف ذات العيار الثقيل، كي تعودا إلى الطريق المستقيم. للأسف نرى كتابنا كأنهم يبتغون عن طريق أمثال هذه الرسائل عطايا السلطان، كما كان عادة الشعراء أيام عرب الجاهلية وإلى اليوم، أو أنهم يريدون تضليل الجماهير بأنهم المدافعين عنها والمضحين من أجل مصلحتها.
أعتبر من جانبي هذه رسالة عار قدمتها شريحة جد مهمة من كردستان الغربية للإقليم. لو أنها كانت صادقة مع نفسها ومع قضية شعبها لكانت منذ البداية فضحت الإقليم بما يجريه بحقنا تحت اسم الوطنية ووضعه الحساس. فشعب كردستان الغربية يموت من الجوع ومن دون الدواء، ويموت أطفال المعدمين من الكرد هناك، وتجارة أربيل مع أردوغان تفوق المليارات، وتنافسها تجارة السليمانية مع الملالي بنفس الحجم. بينما معبر سيمالكا مغلق. وعفرين محاصرة، والتصفية جارية بحقنا، والإقليم يتفرج علينا، يدفعنا إلى الاقتتال. ونأتي لنطالبه بالتدخل ونطلب منه الاسترحام. هل فكرت هذه الشريحة، قبل توجيه رسالتها هذه إلى رئاسة الإقليم، جيدا؟
-----------------------------------------
عزيز ميرسيني [email protected]



#عزيز_ميرسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز ميرسيني - رسالة المتملقين أم رسالة المتألمين للبارزاني؟