أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - وطن... مواطن... أشياء أخرى














المزيد.....

وطن... مواطن... أشياء أخرى


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 07:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


( العليج حين الغارة ما يفيد ) مثل بدوي

ثمة تساؤلات تنخر في تلافيف هذه المخيلة البسيطة لماذا كل هذه المعمعة؟ ولماذا كل هذا التقاتل حول شيء بات يقاس بمدى الخطورة القادمة من وراء كلماتها؟ لماذا الوطن لماذا المواطن لماذا التساؤل الآن بالضبط لماذا لم يكن قبل الآن؟

أسئلة حاولت من خلال بعض الهلوسات البسيطة التي قد تتحول في تلافيف مخيلتي إلى أفكار لعل وعسى أقنع نفسي بها قبل أن أطرحها لغيري لكي يبدي الرأي فيها وإن لم يكن راضياً عنها فيشرح لي ما هو الصح ولماذا أنا على خطأ.

هذه هي حال الدنيا فعندما تكون في قمة الهرم لا تفكر في الذين هم أدنى منك وعندما تكون غنياً لا يهمك إن بات جارك إلى جنبك جائعاً وأنت تعلم بأنه كذلك.

وجدنا أنفسنا في الدنيا هكذا لا أحد ينفعنا عند الضيق وعند الفرج تكون الدنيا كلها في علاقة حميمية معك وبطبيعة الحال وبشكل دائم ما بعد الضيق إلا الفرج.

سابقاً على عهود البداوة وعلى الرغم بأننا لم نبتعد عنها كثيراً لكن الكلام يسرد هكذا حين كانت الغارت تقوم بين العشائر والقبائل المختلفة كان الفرسان يمتطون خيولهم استعداداً للهجوم على القبيلة الأخرى أو للدفاع عن قبيلتهم أي سواءً كان غازياً أو مدافعاً يكون على الدوام جاهزاً ممتطياً جواده للإغارة أو الدفاع عن مضارب ومراعي القبيلة فإذا كانت خيول القبيلة مشبعة بالعلف والأكل والشراب وكانت تتدرب على الجري والركض وفرسانها قد تعودوا على هذا الشيء يكون الفوز لصالحهم بالمنطق والرؤية العقلية لهكذا غارة ولكن إذا كانت الخيول لم تشبع يوماً في حياتها لا ماء ولا كلئاً وفارسها لم يمتطيها ساعة واحدة لا على العكس كان على الدوام نائماً فماذا ننتظر من هكذا معركة فأتى المثل البدوي بأنه مهما قدمت للجواد من مأكل ومشرب ومهما حاولت أن ترفع من معنويات الفارس لا يفيد هذا الدفع المعنوي والمادي بأي شيء لكي ينتصر في المعركة أو يدافع عن نفسه على أقل تقدير فصار المثل القائل ( العليج حين الغارة ما يفيد ) وهذه حالنا اليوم.

في عمر سورية الزمني ومنذ استقلالها إلى هذه اللحظة نسمع بين الحين والأخر فتاشات لغوية وقنابل كلامية تفيد هذه الفقاعات الصابونية الكلامية بأننا مواطنون والوطن في خطر والوحدة الوطنية مهددة من قبل أعداء الوطن وسرعان ما تنتهي هذه الأكاذيب كما ينتهي يوم الأول من نيسان وهو اليوم المعروف لدينا بيوم الكذب أو كذبة نيسان فيعود الوطن والمواطن إلى سباته العميق حتى قدوم خطرٍ أخر.

عن أي وطن نتكلم عن أي مواطن نتحدث على أية وحدة وطنية نخاف من الأعداء هذه الكلمات الفضفاضة التي تؤكل بها عقولنا أو كقول الحلبية ( تلحس مخي فيا ) وفقط لأن الوطن بات في خطر ًًًًلأن المستفيدين أحسوا بأن كيانهم بات يهتز والمفر الوحيد والملجأ الذي يحميهم ويمد في أعمارهم هي أغنية الوطن والمواطن والوحدة والوطنية لكي يلم بها مرة أخرى هؤلاء البسطاء والدراويش.

لماذا الآن الوحدة الوطنية لماذا الآن الوطن لماذا الآن المواطن لماذا لم يكن قبل التهديدات وقبل المخاطر المحدقة لماذا لم يكن عندما كان المواطن في أمس الحاجة إلى الوطن والمواطنة والوحدة الوطنية الحقيقية لماذا الآن تطرح هكذا شعارات أليست اللعبة باتت مكشوفة وهي بأن تكرار هذه الأغنية باتت تسمع في الأذن لحناً نشازاً وليست أغنية يطرب لها المرء أو تحرك مشاعره وأحاسيسه ليلب النداء مرة أخرى ويعطي جرعة من الأنسولين لينقذ بها البنكرياس المهترء من جراء داء السكري أو جرعة من الأدرينالين ليرفع بها ضغط الدم في القلب الميت وعلماً بأنه بات الكل يعرف ابتداءً من الوطن وانتهاءً بالمواطن بأنه حتى الصدمات الكهربائية لم تعد تجدي نفعاً في إحياء القلب المتوفي منذ زمن بعيد والأفضل أن نلحد كلاً من المواطن والوطن والوحدة الوطنية في إحدى المقابر الوطنية والتي دفنت بين طياتها العديد من هكذا وفيات وإكرام الميت دفنه.

نحن بحاجة إلى قاموس جديد يشرح لنا المعنى الحقيقي لكل المصطلحات والكلمات التي باتت غريبة على مسامعنا ونجد نوعاً من التحسس عندما يهمس أحد بها في آذاننا ونحتاج إلى تعاريف واضحة وصريحة لكل من الوطن والمواطن والوحدة الوطنية وكل الكلمات التي على شاكلتها لكي نقيسها على أنفسنا هل تطبق علينا أم لا أم أنها لأناس لم يعودوا يعيشون على أرض الوطن وباتت هذه الكلمات غريبة دخيلة على واقعنا وأجنبية على مسامعنا فعن أي وطن نتكلم وعن أي مواطنة طالما لا يوجد شيء اسمه إنسان أو بات الشخص منا يرى نفسه كل شيء إلا أن يكون إنساناً أو مواطناً في هذا الذي يسمى وطناً.

وفق هذه المقاييس وهذه التعبيرات الحالية والتعاريف التي وضعتها قوى تريد المواطنة و الوطن والوحدة الوطنية على مقاسها وخاضعة لضرائبها وكل وثيقة لا يوجد ختمها عليه تكون باطلة بحكم قانونها ودستورها فلا يوجد شيء اسمه الوطن ولا المواطن ولا أشياء أخرى فقط هناك شيء وحيد بات الكل يعرفه بأنه هناك شيء واحد قادم ألا وهو... الخطر.

أعود واكرر المثل البدوي الذي يصف حالتنا بكل معنى الكلمة ( العليج حين الغارة ما يفيد ).



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرة في الملعب السوري
- انهض أيها البلبل الحزين - إلى محمد شيخو
- هل المرأة الكوردية متحررة؟ أم لا؟
- المجازر العراقية كالمجازر الأرمنية
- ويقال عنهم بأنهم كفار
- خفافيش الظلام
- اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل
- الفائز الأول هو العراق والشعب العراقي
- الانتخابات العراقية تحت الاحتلال
- انتخابات العراق ... عرس العراق
- يمين متطرف أم تطرف يميني
- وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو
- روزنامة نوروز
- الحوار المتمدن مثال الصحافة الحرة
- بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية
- الخطاب السياسي الكوردي في سورية ثنائي الرؤى ... ازدواجي المو ...
- ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير2
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير1
- لماذا لا نرجمك أنت يا حسن الطائي؟


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - وطن... مواطن... أشياء أخرى