أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - من أجل تجنب المواجهة مع جبهة النصرة واخواتها














المزيد.....

من أجل تجنب المواجهة مع جبهة النصرة واخواتها


برهان غليون

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما بدأ بعض الشباب المسلمين، من العرب والاجانب، في مرحلة سادها الكفاح المسلح، الالتحاق بالثورة، رحب السوريون بهم، لأنهم اعتقدوا أنهم جاؤوا لمناصرتهم في دفاعهم عن أنفسهم ضد عدوان الأسد ونظامه وميليشياته، ولمساعدتهم على إسقاط النظام الجائر والقاتل.




وبالرغم مما أثاره تصرف قادتهم من مخاوف لدى كتائب الجيش الحر سواء بسبب الأفكار المتشددة التي يطلقونها او تجنبهم التعاون والتنسيق مع باقي كتائب الثورة المسلحة، أو رفضهم حتى الانتماء للجيش الحر، صرف السوريون النظر عن الخلافات الايديولوجية والسياسية من أجل التركيز على القضية الرئيسية التي تهمهم وتشغلهم وهي قضية تقدم الثورة وإسقاط النظام.




واستمر الرأي العام السوري يدافع عن التعاون معهم ويرفض الدعوات المتواصلة الأجنبية لمواجهتهم. وتجلى ذلك في رفض قادة المعارضة بأغلبيتهم قبول التخلي عنهم كشرط لتسلم الاسلحة النوعية التي كانت الثورة ولا تزال بأشد الحاجة إليها.




لم يكن السوريون بحاجة لأحد من أجل الاستمرار بالثورة، فلديهم رجال وشباب كثيرون مستعدون لفداء سورية بأرواحهم، إنما لم يكن أحد يرفض حق غير السوريين في التعبير عن تضامنهم مع ثورة الشعب السوري. ومما ساعد على هذا القبول ما ظهر على هذه الكتائب المتشددة دينيا من سلوك حسن تجاه الأهالي ومن الشجاعة وروح التضحية في الميدان.




لكن منذ بداية ظهور هذه الجماعة في سورية إلى اليوم حصلت تغيرات كبيرة على طبيعة وجودها وعملها، فانقسمت على نفسها، وظهرت منها جماعات متفددة، تعلن ولاءات لا علاقة لها لا بالثورة السورية، ولا بسورية نفسها، كما تغير سلوك أفرادها تجاه أبناء المجتمع السوري، فصار من الواضح أنها بدأت في تطبيق برنامج أخر لا علاقة لها بالثورة ولا بأهدافها ومطالبها، هو مشروع فرض وصايتها الخاصة، وحسب مفهومها، على الناس، في المدن والقرى والأحياء، وإكراه السوريين على الأخذ بعادات وتقاليد واعتقادات لا تمت بصلة لثقافتهم وفكرهم واعتقاداتهم وفهمهم للاسلام. ثم في الفترة الأخيرة بدأت بعض هذه الجماعات تمارس الارهاب على الجيش الحر ، وتغتال قادته، بهدف استتباعه أو إبعاده من طريقها حتى يتسنى لها فرض سيطرتها الكاملة في المناطق المتواجدة فيها.




من الواضح أن مشروع هذه الجماعات أو معظمها، لم يعد يتطابق مع مشروع الشعب السوري الذي فجر الثورة ولا يزال يقدم من أجل انتصارها أعظم التضحيات. فهي تعمل من أجل وضع اسس ديكتاتورية جديدة أكثر انغلاقا وقسوة، باسم الدين والشريعة، بينما يخوض الشعب السوري معركة مصيرية للخلاص من الديكتاتورية وإقامة دولة حرة يكون الجميع فيها أخوة متساويين في الحقوق والواجبات، تحترم فيها كرامة كل فرد وتضمن حرياته ولا يفرض فيها أحد على أحد رأيا لا يلقى قبوله أو قناعته.




لم يخرج السوريون ويقدموا ما قدموة من تضحيات بالأرواح والأموال والممتلكات من اجل أن يستبدلوا وصاية بوصاية أخرى، يتخلوا بموجبها عن حرياتهم وكراماتهم وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، وبمشاركة كل فرد منهم. وإذا كان رب العالمين لم يفرض على المسلمين الانصياع لأي كهنوت في ميدان الدين نفسه، فلا يستطيع أحد أن يفرض على السوريين، الذين ضحوا بأغلى مالديهم لقهر الطاغوت، كهنوتا جديدا في السياسة والمجتمع.




أدعو جميع الأطراف إلى الدخول في حوار معمق، تحت إشراف وبمساعدة شخصيات وطنية مقبولة من الجميع، من أجل تجنب الصدام، وتوضيح المواقف، والتوصل إلى تفاهم يضمن استمرار الالتزام بالثورة السورية، والعمل على تطبيق برنامجها، بعيدا عن منطق الاتهام والتخوين والتكفير الذي لا يمكن أن يقود إلا للمزيد من التشتت وسفك الدماء.




كما أدعو جميع الشباب السوريين الذين التحقوا بالجماعات المتشددة بحثا عن إطار عسكري يضمن مشاركتهم الفعالة، إلى اليقظة، وعدم الانجرار وراء مشاريع لا يهمها مصير سورية وشعبها، وإنما تهدف إلى تطبيق أجندات خاصة بعضها متعلق بحقدها المشروع على السياسات الاستعمارية، لكنها تمر حتما بإجهاض ثورة السوريين من اجل الكرامة والحرية، وإحلال سلطة وصاية جديدة محلها.




وأدعو هيئة أركان الجيش الحر، التي تتعرض هي نفسها لهجوم هذه الجماعات، أن توفر لجميع هؤلاء الشباب، السوريين والأجانب، الذين لا مشروع لهم سوى دعم ثورة أخوتهم السوريين، وإسقاط الظغمة الأسدية الحاكمة، وانتصار سورية بلد الاحرار والأخوة والتسامح، الوسائل اللازمة لمتابعة مسيرتهم، بعيدا عن هذه المشاريع الغريبة التي لم تقدم للبلاد التي طبقت فيها من قبل، من أفغانستنان إلى الصومال، سوى تعميم القتل والدمار والخراب.



#برهان_غليون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمص الاسطورة لا تسقط ولا تموت
- إذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا
- خسارة قمة الثمانية في لوخ ايرن ومسؤوليتنا
- حتى لا يكون مؤتمر جنيف للسلام دافعا لتأجيح الصراع وإدامة الح ...
- من المسؤول عن فشل الهيئة العامة للائتلاف في مؤتمر استنبول
- في حتمية انتصار الثورة والتصميم عليه
- لماذا ينبغي أن تبقى سورية واحدة
- حول اتفاق كيري لافروف والمؤتمر الدولي للسلام
- زعيم حزب الله يتوعد السورييين ويهددهم بالتدخل الايراني
- حول موقف الغرب من الثورة السورية ومسؤولية المعارضة
- حذار من الجري وراء سراب اوسلو جديدة
- نحو مرحلة جديدة في مسيرة الكفاح الوطني السوري
- عن العدالة الانتقالية والمحنة السورية
- المسؤولية الدولية في بقاء النظام السوري المدان
- الاتحاد من أجل الحرية
- في خطر التفاهم الروسي الأمريكي على الثورة السورية
- فشل مؤتمر جنيف ٢
- من أجل حل سياسي ينصف المظلومين لا حل يكافيء المجرمين
- خيار الاسد الأول والأخير
- البرنامج المرحلي للثورة السورية: خمس مهام مستعجلة امام إئتلا ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - من أجل تجنب المواجهة مع جبهة النصرة واخواتها