أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر زكي الزعزوع - -المعارضة-سر وجود -النظام-














المزيد.....

-المعارضة-سر وجود -النظام-


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 11:07
المحور: المجتمع المدني
    


في العراق، وقبل سنتين وشهر تقريبا، كان ثمة "نظام"!. هل كان ثمة نظام حقاً؟ الذين تبين فعليا بعد الحرب الاميركية، بكل ما حملته من احتمالات الخراب والدمار والفوضى، بعد عشرين يوما من حرب انطلقت في 20/3 وانتهت في 9/4 الذي تبين أنه لم يكن هناك أي نظام في بغداد، بل كان ثمة تلك "الطغمة" الحاكمة فقط، والتي لا تملك من مقاليد السلطة سوى رأس النظام وبضعة رؤوس تحيط به، تلخص أغلبها في مجموعة من أوراق اللعب، وزعتها القوات الاميركية، على سبيل الهزء والسخرية ليس إلا، وتساقطت تلك الرؤوس تباعاً بدءاً برأس النظام وولديه مروراً بالآخرين، ولعله لم يتبق من مجموعة أوراق اللعب سوى ورقتين أو ثلاث لا أثر فعلياً لها، وهي قد تكون مختبئة، أو لاقت حتفها إبان الحرب أو بعدها ووريت الثرى دون أن يدري بها أحد.
المهم أن "نظام" بغداد، القمعي، الديكتاتوري، الجلاد، السفاح... إلخ، لم يكن "نظاماً" كما هو مفروض بالنظام أن يكون، فالمعروف أن النظام لا يتألف من ثلة من الأشخاص، بل هو عبارة عن مؤسسات وإدارات، ومديرين وقياديين، وكل ما يمثل "النظام" من تفاصيل...
بالمقابل، فإن في العراق وقت سقوط "النظام" لم تكن هناك "معارضة"، على الرغم من أن المعارضة العراقية في الخارج تجاوز عدد أفرادها الملايين، ولكن المعارضة الداخلية لم تكن موجودة كما ينبغي أن تكون المعارضة، السبب في ذلك طبعاً هو عدد السجون الهائل، وأساليب التصفية الدموية، و اللارحيمة، وربما، أقول ربما تآمر بعض القوى الخارجية على قوى الداخل العراقي ما أفقدها قدرتها على أن تكون "معارضة" فاعلة.
فـ"المعارضة"ليست مجرد مجموعة من الأشخاص الذين يختلفون مع "النظام" في وجهة النظر فقط، بل هي نظام قائم بذاته قادر على الحلول محل النظام في حال زواله. فلو أن، وهذه فرضية، صدام حسين والذين حوله، لاقوا حتفهم بحادث تحطم مروحية مثلاً، ومن دون تدخل قوى خارجية، فما الذي كان سيحدث في العراق؟ الأمر المؤكد أن قوى "النظام" نفسه ستقوم بإدارة الدفة، وستظهر على السطح قائداً وضرورة تاريخية ليكون بديلا عن ذاك الذي زال، والدليل على ذلك أن القوى التي استطاعت إلى حد ما الإمساك بزمام الأمور بعد انهيار "النظام" بفعل الحرب هي القوى التي تشكلت في الخارج، وأما قوى الداخل فلا وجود فعلياً لها.
وربما تكون الحالة العراقية أنموذجا حياً وواضحاً لأغلب الحالات الموجودة على الساحة السياسية العربية، فلنفترض جدلاً بأن المعارضة المصرية، وهي بالمناسبة لا تشكل نظاماً بديلاً عن النظام القائم كونها تضم الكثير من الفصائل التي تختلف على نقاط أكثر من تلك التي تتفق عليها، قلت لنفترض جدلاً أن المعارضة المصرية تولت الحكم في مصر بعد نجاح أحد أقطابها في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أيلول المقبل فما الذي سيحدث؟
ستجد هذه المعارضة نفسها تصطدم مباشرة مع الحقيقة التالية وهي أنها غير قادرة على تشكيل حكومة، وإن استطاعت فعل ذلك فهي ستلجأ إلى سياسة إرضاء الأطراف التي تحالفت معها لدفع عجلتها في الانتخابات، إرضاء فلان على حساب فلان، والتيار الذي وقف إلى جانبنا أكثر يأخذ حقيبتين وهلم جراً، حتى تبدأ مرحلة الخلافات، والسجالات التي سيدفع ثمنها المواطنون الذين صدقوا القادة الجدد بأنهم يأتون بـ"نظام" جديد.
المشكلة طبعا لا تكمن في المعارضة بل تكمن فيما كان يسمى "نظاما" والذي أمسك العملية السياسية في البلد بقبضة من حديد، فأنسى الأحزاب والتيارات الأخرى كيف "بيلعبوا سياسة" كما يقول المصريون.
حال "النظام" العربي تشبه إلى حد كبير حال "المعارضة" العربية، فلا النظام هو نظام كما ينبغي أن تكون الأنظمة، ولا "المعارضة" معارضة كما يجب أن تكون.
روائي وصحفي سوري



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سوريا-ليست-سورية-
- ما هكذا يكون النقد ياأستاذ نصرة
- فلنفكر معا
- اعتصام وتفكير
- طهروا أبناءكم
- مامعنى رأيك؟
- بيانان الأخوان المسلمون ورفعت الأسد يدعوان للمصالحة الوطنية ...
- آخر أخبار الوطن
- نص المحو
- قاب فراغين
- فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا
- بيكاسو يدين (الحريـــة) الأميركية
- قصائد
- الروائية السوريةأميمة الخش: المفجع أن ثقافتنا باتت من الركاك ...
- حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم
- كِفَايَتِي مِنَ الحُبِّ
- كتاب اليأس - للمقاومين الحق في أن يقاوموا .. ولي الحق في أن ...
- حوار مع الرسام السوري برهان نظامي : حين أمسك بالسكين أحس بأن ...
- يامجلس الحكم العراقي: لا تصنع الديمقراطية بالإلغاء
- عبد الرحمن منيف قصة موت غير معلن


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر زكي الزعزوع - -المعارضة-سر وجود -النظام-