أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - قصة الفخ الطائفي















المزيد.....

قصة الفخ الطائفي


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 13:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في السبعينات من القرن الماضي ولللاسف لا اتذكر التواريخ بالضبط لمرور مدة طويلة على القصة وتقدمي بالعمر ومصائب ونكبات الحياة سببت ضعف االذاكرة عندي .....
حدثني صديق لي و كان قيادي سابق في الحزب الشيوعي العراقي ( رحمه الله ) وفي حديث خاص بيننا ... قص علي قصة بطلها كان احد القادة الامنين الكبار ومن المشاركين في تنفيذ انقلاب 17 تموز ...
لقد كان هذا الضابط صديق مقرب لصديقي الشيوعي وكان يأتمنه ويحدثه وربما يستشيره في بعض قضايا الساعة السياسية بحكم كون صديقي سياسي محنك وعندهخبرةسياسية لايستهان بها كاي شيوعي منشيوعي ذلك الزمان ...وفي يوم من الايام حدثه عن اقتراح قدمه شخصيا الى رئيس الجمهورية انذاك المرحوم احمد حسن البكر ...وكان ضجرا وغير مرتاح لرد فعل الرئيس انذاك على المقترح المذكور ..
وحسبما أخبرني صديقي الشيوعي ( وانا واثق من صدق روايته ) ان مقترح القائد الامني الكبير للسيد الرئيس انذاك .. كان يدعو الى... استغلال فرصة احتفاء جماهير بغداد بوصول قفص ذهبي تبرعت به حكومة ايران لنصبه على ضريح احد الائمة في كربلاء ( لا اتذكر بالضبط ايهما لمرور اكثر من اربعين سنةعلى القصة ) .. وفى قمة الازدحام في شارع الرشيد ...تقوم زمرة مدربة ومنتخبة من قوات الامن بافتعال هجوم مسلح على القفص ونسفه ...ورمي بعض الجثث التي ترتدي الملابس والزي الكردي ...وبذلك يتهمون الاخوة الاكراد بارتكاب الجريمة مما يثير مشاعر وعواطف غالبية الشعب العراقي ومقدمي الهدية من الايرانين ضد مرتكبي الجريمة والمفروض هم متمردي الاكراد في شمال العراق ...وبذلك تتمكن الحكومة العراقية من كسب التاييد الايراني وقطع المساعدات عن المتمردين الاكراد ...اي ضرب عصفورين بحجر واحد ..
لان التمرد الكردي في شمال العراق كان على اشده ..والحكومة في بغداد عاجزة عن اخماده ...
ولهذا جاء المقترح المذكور ... كخطة تعبوية كيدية فتنوية للخروج من موقف شائك وعويص ومعقد لايحتاج الى جهد كبير وبتضحية صغيرة بقتل أثنان او ثلاثة من السجناء الاكراد ( طبيعي هذه من وجهة نظر صاحب الاقتراح انذاك وقناعته الشخصية ) ..... ...
مما سيؤدي الى حقد وكراهية على الاخوة الاكراد عامة والمتمردين (العصاة ) كما كانوا يسمونهم انذاك خاصة ...عندها تتراكض جماهير الوسط والجنوب ويتطوع الشباب لمقاتلة االمتمردين وبدوافع دينية مذهبية ...اي بدوافع الشحن الطائفي والمذهبي ...
وللامانة التاريخية وكما حدثني صديقي الشيوعي عن صاحبه الضابط الامني وصاحب المقترح ( رحمهما الله جميعا ) ...ان المرحوم الرئيس احمد حسن البكر صار عصبي عليه وبغضب لم يكن يتوقعه منه رفض المقترح جملة وتفصيلا واعتبره ليس اخلاقيا وليس من شيمة العراقيين ( طبعا ايام زمان وليس هذه الايام ) والعرب ويستنكر اتباع وانتهاج هذا الاسلوب في حل المشاكل مع الاخوة الاكراد لانه خطر ومكروه ..
والى هنا انتهت القصة ووصل القفص الى مكانه المخصص وبسلام وبدون اية مشكلة وكانت الفرحة عامة للجميع ...
انني أذكر هذه القصة ليس من باب سرد القصص لاغراض المتعة والتسلية او كحدث اسجله للتاريخ ...وانما كدرس وعبرة لساسة اليوم وقياديه عراقيين وعرب ومسلمين ممن اصبحوا خبراء و من هواة نصب الافخاخ الطائفية لخصومهم للحفاظ على مناصبهم ومراكزهم القيادية وابتزاز الفقراء والبسطاء من المواطنين وبنفس الوقت لتسليط الضوء على الافخاخ الطائفية وطبيعتها والتي كثر استخدامها في السنوات الاخيرة ...وتسببت في قتل الملايين من الضحايا الابرياء ولا احد ينتبه لما تسببه هذه الجرائم وهذه الافخاخ الطائفية ضد ألانسانية ...
وما تفجير مرقد الامامين العسكريين ... الا مثلا وشاهدا لفخ طائفي واضح المعالم والاهداف كان ضحيته الشعب العراقي بكل طوائفه ...وقد نجح في اشعال الحرب الطائفية كما تتذكرون ... وحقق اهدافه المرسومة للاسف الشديد..
يوميا نرى ونسمع اخبار ما يحدث في العالمين العربي والاسلامي من جرائم العنف الطائفي كالهجومات المسلحة وتفجير الكنائس المسيحية وقتل الرهبان والمساجد الاسلامية والحسينيات الشيعية وقتل المصلين بالجملة ونبش قبور الصحابة والاولياء ...كلها تعتبر افخاخ طائفية ...لاثارة الفتنة ..
ان استهداف المناسبات الدينية ...وللطوائف المختلفة تعتبر افخاخ طائفية ... فالخطاب الطائفي المتشنج في خطب الجمعة والمؤتمرات الدينية التي تعقد هنا وهناك والمثير للعواطف الموالية او المعارضة لهذه الطائفة او تلك ...تعتبر افخاخ طائفية ... وظاهرة انتشار الفضائيات الدينية واالطائفية (كل من صخم وجهه ولبس عمامة ..فتح فضائية دينية طائفية تنفث سمومها ليلا ونهارا )وكلها تدفع للاقتتال والفرقة بين ابناء الشعب الجاهل وحتما ..
ان اخطر ما يحدث في السنوات الاخيرة ...هو استثمار الطائفية في الصراع او لاهداف السياسة والسياسيين والحكام والمنافقين ..وهذه احقر وابشع ظاهرة ووسيلة يستخدمها السياسي لتحقيق طموحاته الشخصية والانانية ..
ولنأخذ مثلا ...زج حزب الله اللبناني في الفتنة السورية ( قد تكون بحجة حماية المراقدالمقدسة وبالتاكيد هي منطقية ومقبولة ولكنها مرفوضة في حالةحزب الله خاصة ...حيث شوهت سمعة الحزب المقاومة )...اقولها وبصراحة انه فخ طائفي لتدمير واستنزاف سلاح المقاومة وصمود هذا الحزب المقاوم للاحتلال الصهيوني ... لقد تحول الى حزب مليشيات طائفية شيعية صرفة ..ودفعه للانحراف عن الهدف الاصلي وهو تحرير الارض اللبنانية والعربية ...وهذا ماتصبوا اليه اسرائيل وترقص له ( بالجفية مثل مايكول العراقيين )... وهوالتخلص من اشرس مقاوم عربي مسلم لجبروتها وعنجهيتها وطغيانها على الحق الفلسطيني العربي الاسلامي ...
ان الاوان ومهما تكن نتائج الحرب العدوانية والكونية ضد سوريا ...ان ينسحب الحزب من الساحة السورية ...وينتبه للفخ الذي ينصب له في الساحة اللبنانية نفسها .. وهو ليس ببعيد عن المعلم الاسرائيلي واصدقاءه اللبنانيين ...
اما مقام السيدة زينب والمراقد الشيعية الاخرى فهي بحماية الشعب السوري ...فمن حماها طيلة 1400 سنة ليس حزب الله اللبناني ولا حزب الله العراقي ولا حتى ايران نفسها ...وانما حفظته الارادة الربانية الالهية ... والشعب السوري ...
وهنا كان بودي ( شخصيا ) لو ان حزب الله ابتعد عن الاصطفاف الطائفي وانتهز واستغل الفرصة والفوضى والاعتداءات الاسرائيلية على الجيش والشعب السوري وفتح جبهة الارض المحتلة في الجولان المحتل ومنذ اربعين سنة امام مقاتليه من المقاومة العربية والعمل على تحريرها واشغال وجر العدو الاسرائيلي الى حرب سورية كان هو من اججها وعليه ان يتحمل نتائجها وليس السوريين وحدهم من يدفع الثمن ...لكن احتفظ بمكانته بين اللبنانين والعرب وبذلك لفاز حزب الله باحترام احرار العالم كلهم ... ولما وقع بالفخ الذي نصبته اسرائيل واصدقاءها له ...
وفي الاخير لابد لي من الاشارة الى مثل طئفي ااخر ( طبيعي من وجهة نظر شخصية بحتة ) ...فكما تعلمون ان كل مكونات وطوائف الشعب العراقي تعاني من التهميش والاستغلال والاذلال من حكومة المحاصصة الوطنية الحالية وليس ابناء المنطقة الغربية وحدهم من همش وعانى ( وكما يصورها بعض الطائفيون )
لهذا نجد ان فشل انتفاضة الانبار وبقية المحافطات وبالرغم من صمودهم لعدة اشهر وتعرضهم للحر والبرد وكل المنغصات والتضحيات التي قدمها المعتصمون طيلة هذه الاشهر ...وخرجوا بخفي حنين ..
كان بسبب الخطاب الطائفي الذي تبناه خطباء منصة الاعتصام و قادته من السياسيين ومن رجال الدين المتحزبين والذي نصبوا انفسهم اوصياء على الشعب العراقي وضيعوا قضيته ..
وللاسف كاانت النتيجة ومنذ الايام الاولى للانتفاضة ... تسبب هذا الخطاب الطائفي في تقسيم جماهير الشعب العراقي الى قسمين مناصر ومؤيد لاهل الانبار المعتصمين وقسم معارض وموالي للحكومة والاحزاب الحاكمة وبالتالي خرج شعبنا المظلوم من المولد بلا حمص (كما يقول المثل ) ...
وأنا اعتبره شخصيا هو فخ طائفي نجح من نصبه ومستغلوه من الساسة في امتصاص نقمة الشارع العراقي بكافة طوائفه ... وكل منهم ( من القادة ) جيره لصالحه وحصل على حصته من الكيكة والكعكة ...وبقي المعتصمون من البسطاء والفقراء ينتظرون الفرج من صاحب الفرج ...
ولكي لا اطيل عليكم ...هناك دعوات من هنا وهناك ...تنادي بخلق حركة تمرد عراقية اسوة بحركة التمرد الشبابية المصرية ...وبالتاكيد هي خطوة ضرورية ومباركة للعراق والعراقيين ...
ولكن شباب العراق ليس كالشباب المصري .. ورموز الطائفية في العراق اشرس من غيرهم في مصر ...فمتى ما تمكن دعاة حركة التمرد العراقية من فضح واكتشاف الافخاخ الطائفية والمبادرة بتفكيكها ...عندها يمكننا التعويل على حركة حقيقية وفعلية للتغيير منحال الى حال وبنهج سلمي ومسالم حقيقي وليس كلامي ...والا انصح ان نبقى ...نمارس مختلف انواع الادعية ...مع كثير من الجهش والبكاء ...واللطم على مواكب الشهداء ...وننتظر الفرج من صاحب الفرج ...
اللهم احفظ مصر وسوريا ولبنان ...وكل العرب والمسلمين في كل ديارهم ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهو اهمال عسكري ..ام خيانة ؟؟؟
- يا مالكي ترة (الحمى تجي من الرجلين )
- شتان بين دعاة السلام ودعاة الحرب
- ولاء كم ووفاءكم لمن يا مزدوجي الجنسية؟؟
- الاسلام السياسي ...سلاح خطير..فأحذروه
- لاتستغربوا ...العيب فينا ...يا عراقيين
- من سينتصر في الحرب االعبثية ..الروس او الامريكان ؟؟؟
- الفتوى المشؤومة التي قتلت اولادنا الابرياء
- هل من الممكن سرقة اصواتنا الانتخابية ؟؟
- واخيرا ...حل يوم الطحن الانتخابي الديمقراطي
- افتراءات كيمياوية للتدخل في سوريا
- طز بالعملية السياسية
- مأساتنا في غياب التوزيع العادل للثروة القومية
- لو تخلوني العب بكيفي ...لو اخرب الملعب
- هل حان موعد تدمير كوريا الشمالية ؟؟؟
- البعض يغضب ويفقد اعصابه !!!!
- الى متى يبقى الفقير هو من يدفع الثمن بحياته؟؟
- سفرة أبتلاء لمدينة كربلاء
- ابويه مايكدر بس على أمي
- ماذا يريد منا مخططوا تفجيرات الامس الدامي؟؟


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - قصة الفخ الطائفي