أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الوائلي - الارهاب والثقافة ..... ادوات النظام المقبور وكيفية وئدها في العراق الجديد














المزيد.....

الارهاب والثقافة ..... ادوات النظام المقبور وكيفية وئدها في العراق الجديد


سعيد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 11:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فرز النظام الدكتاتوري المقيت الذي عشعش لأكثر من ثلاثة عقود وارتدى عدداً من الأقنعة وبان قبحها عند نزولها الى الشارع ، رغم مسحات تجميلية تارة ، وتارة اخرى بأجراء عمليات تجميل واسعة النطاق ، من اجل ان تكون صورته اكثر قبولاً في الشارع العراقي ، وكان من اهم وسائل ديمومته " الأرهاب والثقافه " ، فأرهاب النظام الذي كان كالأفعى يلدغ تحت جنح الظلام على طريقة المقابر الجماعية وتكميم الأفواه بأساليب جيوش القدس والشعبي ، والأعدام بالتلغيم تحت لائحة الأبتكار في اساليب القتل ، كانت كلها وسائل ارهابية لم ينتبه لها القاصي والداني لأن النظام في حينه قد سيطر بشكل تام على كل شاردة ووارده ، ولذا بعد ان انفرط عقد انظمة اجهزته المخابراتية بانت عوراته كما هي وعلى حقيقتها تماماً منذ سقوط التمثال وحتى الآن ، ويكفي ان نسمع في كل يوم كم عدد السيارات المفخخة التي انفجرت هنا وهناك في هذا الحي ام في ذلك الشارع ، والهدف كما هي العادة قتل اكبر عدد ممكن من العراقيين ، وكأن لسان حاله يقول ( اما ان العب او اخرّب الملعب ) وهكذا بان معدن البعث الردئ بعد ان كان مغلفاً بهالات الوطنية وشعارات الأشتراكية ، وبفضل وسائل اعلامه القذره ذلك المشرط السحري الذي لولاه لسقط النظام المسخ بالضربة الفنية القاضية منذ فترة طويلة ، ومن اهم تلك الوسائل " الثقافة " بكل ما تحمله من معنى ( الشعر بشقييه الفصيح والشعبي ، الصورة ، التمثال ، لوحة تشكيلية ، مقال مدح تافه ، روايه ، قصة قصيره ، مسرحية ، اوبريت ، كلمات اغنيه تمجد في القائد الضروره ، لحن موسيقي جميل مركب تركيباً مجاً على كلمات لا تستحق كتابة النوطة الموسيقيه وووو....الخ ) ، ولا اريد هنا ان اقاضي اولئك الشعراء او الكتاب او النحاتون والرسامون والموسيقيون والشعراء الغنائيون الذين طبلوا وزمروا ، لا اريد ان اقاضي احداً على الأطلاق في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة الى اللحمة الوطنية ، وانما لابد لنا كأمة عريقة ان نحلل وندرس اسباب الأنتكاسات بقلب صريح ومفتوح ، لا من اجل ان نجرّح بأحد لذاته وإنما لنناقش الضواهر بحد ذاتها بمعزل عن الأسماء والعناوين ، وبمعنى ادق ان نشير الى تلك المشارط السحرية التي جملّت النظام المقبور، وان نجعل منها خطوط حمراء ليس من السهل للأقلام المبدعة بكل مصنفاتها ومسمياتها ان تقترب منها في المدى المنظور والبعيد، ولنتفق على منهج ملزماً لكل الأدباء والكتاب والشعراء ، وليكن شعارنا " لا مدحاً سياسياً بعد اليوم " لأن الخراب الذي نحن فيه بشقييه المادي والنفسي لا يشق له غبار، لقد وصل الى العظم وإن كُسِر ( بكسر السين ) لا سامح الله ستكون الأنتكاسة على مستوى جيل او اجيال من الخراب ، وعليه فأن السرطان الذي يسري في جسم العراق حالياً وآلامه المبرحة التي يأن منها منذ سقوط التمثال ، هو نتيجة لأصابته القاتله في زمن النظام ، حين كان عشاً دافئاً لأستيطان الأمراض السارية التي استوطنت في الجسد العراقي منذ ان تسلط المجرم الجرثومة على رقاب العراقيين ، وعلينا ان نوقف هذا السرطان ، فبتر الأعضاء المتسرطنه او السرطانية مهما غلت خيراً من دفن الوطن بأكمله .
وارى حتى الآن لم نقدم على هذه الخطوة بعد ، والحق يقال ربما لم نقدم ابداً ، ومن اجل ان لا نقف بعيداً نسترق السمع الى البلاد والعباد وكيف يتسلق المتجبرون اسوارهما تحت هذه الراية ام تلك ، وتكون طبقة المثقفين هي السلالم التي تؤدي الى السرير الذي يغُتصب عليه الوطن ، ومن اجل ان لا يحدث هذا للمرة الثانية او الثالثة او الألف ..... فهذه البلاد التي مزقتها اضافر الطاغية الصنم من قبل ، والمحتل من بعد ، رغم ان النار الثانية وان احرقتنا ولكنها لن تقدمنا بعد كشواء شهيّ على موائد الطغات ، وما زالت بأيدينا مفاتيح كثيرة وعلينا ان نجيد فن " القفل والفتح " كشعب مذبوح قد تعلم من دروس الماضي والحاضر الدروس التي على اساسها سنبني صرحاً ثقافياً لا يميل الى هذه الجهة السياسية ام تلك ، الى هذا القائد السياسي ام ذاك ، علينا ان نواجه اعتى العواصف رافعين راية العراق الواحد ، علينا نحن المثقفون ، ان نوقع تعهداً شرفياً في هذا المعنى ونقسم على ان ولائنا الثقافي حاضراً ومستقبلاً للوطن الغريق ، من اجل ان يبقى حراً شامخاً بعيداً عن قبضة العتات والطغات وآكلي لحوم البشر .

شاعر ومسرحي مقيم في ديترويت



#سعيد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالـــة مفخخـــة بــ سبعة ملايين دولار
- كســــارة الريـــــح
- صــــلاة الملائكــــه
- طبــــــول ومزاميــــر
- لقد كسبنا النصر الى الأبــد
- للحـــزن جنــــود مــن عســــــل
- اغنيات الى الوطن
- مسامير تحت الجلد
- نعش الشتاء الطويل
- لابــــد ان يذوب
- الغام وسياراب مفخخه وموت
- رماد متقشر
- في وقت متأخر من الليل
- انيــــن المنافـــي
- القـش المتعطــش لقدحــة كبريت
- الغـــام وسيارات مفخخـــه وموت
- الحصاد الأول


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الوائلي - الارهاب والثقافة ..... ادوات النظام المقبور وكيفية وئدها في العراق الجديد