أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدور زكي محمد - تسطيح الديمقراطية في خطاب دول الغرب: القلق على مرسي نموذجاً














المزيد.....

تسطيح الديمقراطية في خطاب دول الغرب: القلق على مرسي نموذجاً


بدور زكي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تشكل التصريحات الألمانية والأميركية بشأن الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، أي مفاجئة لمن يتابعون مواقف الغرب من الأنظمة ذات البعد الواحد، ودولة الإخوان المسلمين نموذج عنها، فطالما كانت الدول ذات الديمقراطيات العريقة سندا للأنظمة الدكتاتورية في العراق وليبيا وتونس ومصر. الخارجية الألمانية طالبت بتمكين مؤسسة محايدة ، ذات مصداقية لا نزاع حولها، على الفور من الوصول إلى الرئيس المحتجز، وأن "يوضع حد للإجراءات التي تحد من حريته" ، كما سبق أن عبرت الخارجية الأميركية عن استيائها مما أسمته " الإعتقالات التعسفية " بحق الإخوان المسلمين. ولا أجد رداً على هذ القلق المصحوب بنبرة نفاقية، سوى ما قاله مقدم البرامج، الصحافي يسري فودة " طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس"، وكان كلامه في معرض التفجع على مقتل حسن شحاتة و ثلاثة من رفاقه، الذين قتلوا وسحلوا بسبب كونهم شيعة، وبتحريض غير مباشر من الرئيس مرسي، في أحد خطبه، فضلاً عن حملات دعاة من الإخوان والسلفيين ضد الشيعة، بوصفهم " خطرين وأنجاس". الموضوع هنا لا يتعلق بالشيعة، فهم في النهاية مواطنون مصريون، يشكلون نسبة ضئياة من المجتمع المصري، لكن إشارتي إليهم ترمز إلى طريقة نظام الإخوان في التعامل مع الآخر المختلف عنهم في تفرعات العقيدة، ودرجة التزامهم بحماية المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم وأديانهم ومذاهبهم، كيف سيكون مستقبل البلاد في ظل حكمهم إذا ما استطال. من حق الناس أن يقولوا كلمتهم إذا ما جار الحاكم عليهم، أو تنكر لالتزامه بتوفير الأمن لهم، هذا ما لا تهتم به ألمانيا والولايات المتحدة، كما لم تهتم حكومات الغرب بجرائم صدام في حلبجة وجنوب العراق، وما أقترفه نظام الأسد الأب في حماه، والقذّافي في ليبيا، وغيرهم. أتساءل عن معانى الديمقراطية لدى الغرب، ومدى ارتباطها بفكرة العدالة، العدالة المجردة، غير الخاضعة لدهاليز القوانين وثغراتها. في مقال للبارونة هيلين نيولوف، في صحيفة التايمز البريطانية ( عددها ليوم 15-07-13)، تقول أنه من خلال عملها في المحاكم وخبرتها القانونية لسنوات عدّة، وكمفوضة رسمية لشؤؤن ضحايا الجرائم، وجدت : " إن نظام العدالة الجنائية قاسياً، لا يراعي مشاعر الضحايا ... كما لا يحترم القيم وكرامة المجني عليهم، وهو مايسبب الصدمة، ويشكل انطباعاً بأن الإهتمام ينصب على الجناة وليس على الضحايا .. ". وهناك حالات كثيرة عبرت عن إخفاق النظام القانوني البريطاني، كما غيره في دول الغرب، في إنصاف الضحايا، ذلك لإن المبالغة في حماية حق الفرد وحريته، أصبحت عائقاً أمام تطور الديمقراطية، ما جعلها تتحول إلى أطر جامدة. في انحياز الولايات المتحدة وألمانيا إلى جانب الإخوان المسلمين، يمكن تبين جانب المصلحة حسب بعض الآراء التي تقول، بأن الغرب ضاق ذرعاً بتوغل الإسلام في بلدانه، ويريد من خلال مساعدته للأحزاب الإسلامية بأن تفوز بالحكم في مصر وغيرها، أن يجعلها تغرق في الفشل وتحرق نفسهاز قد يكون هذا الراي مقبولاً إلى حد ما، لكننا أمام حالة من القلق الظاهر على الديمقراطية في مص، لا تراعي القيم التي يقوم عليها النظام الديمقراطي بشكل عام، فهل غاب عن الدبلوماسيتين الألمانية والأميركية إن الإخوان في عامهم الأول سارعوا إلى أخونة معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها، ولم يستثنوا حتى الأزهر، هل غاب عنهم إن النظام اضطهد المرأة وحاصر الفنون والسياحة؟ إن حصر الديمقراطية في خانة الإنتخابات فقط هو تسطيح لا يليق بتاريخ الغرب وديمقراطيته. ثمة علاقة وثيقة بين العدالة والديمقراطية، جعلني أسوق ما قالته الباروني البريطانية، وأضيف أمثلة أخرى تشير إلى مظاهر الجمود في القانون، وعدم مراعاة حقيقة االزيادة المروعة في نوعية الجرائم، وانتشار العمليات الإرهابية، وفي المقابل تسامح مع الجناة وصعوبات جمّة أمام أي مطالبة بتغيير قانوني يتجاوب مع ضرورات الواقع المتغير. والمسألة في رأيي ليس خبثاً ومصالح في أجندة الغرب، في دعمه للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فقط، وإنما أيضا خلل في الحسابات، واستهانة بخطر التنظيمات الإسلامية على مجتمعات الغرب نفسها.



#بدور_زكي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الاسلام في الغرب


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدور زكي محمد - تسطيح الديمقراطية في خطاب دول الغرب: القلق على مرسي نموذجاً