أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - أمريكيا والإسلام















المزيد.....

أمريكيا والإسلام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تموت كافة الأديان السماوية في العالم كله إذا مات النظام الأمريكي الليبرالي أو إذا غاب للحظة عن الوجود فبفضل الأمريكان الإسلام موجود وبغيرهم لا يمكن أن يكون موجودا ولا يمكن أن تقوم له قائمة مطلقا,فإذا انهزمت أمريكيا سيموت الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والكونفوشوسية,وحتى الأديان الوثنية,إذا مات الأمريكان فهذا معناه خراب بيت بالنسبة للمسلمين, إن الدين هو منبع الثروات الليبرالية,فإن مات الدين يموت الثراء الفاحش والفقر الفاحش وتموت الرأسمالية كليا وفي الدول العربية إذا ما مات الإسلام يموت اللصوص في بلداننا والحرامية وأبناء الأفاعي,إذا مات الدين يموت معه أيضا الفقر,أنا لا أتهم الرأسمالية بالفساد ولكن أتهم مسلمينا بالفساد كون الدين بالنسبة لهم نقطة ضعف يخدعون من خلاله المواطن ويسرقون ما في جيبه,أما الإسلام نفسه على الطريقة الأمريكية لا يمكن أن يكون حجر عثرة في طريق نمو مؤسسات المجتمع المدنية والعسكرية.

والإدارة الأمريكية تعلم بأنه لأي نظام حكم سياسي إيجابياته وسلبياته ومن سلبيات الإسلام أنه لا يقبل بأن يشاركه أحد في الحكم,وهذا تهديد للأقليات العرقية والدينية والثقافية على حدٍ سواء,فهو مع النظام الرأسمالي قلبا وقالبا ولكن لا يقبل بالتعددية السياسية والثقافية وهذا ما نكشف عنه في كل مرة نختبر فيها الإسلام والنظام البيئي المحيط به,إن الناس العوام العاديين لا يفهمون هذه النقطة فالمحافظة على الإسلام هو المحافظة على شكل الهيمنة الأمريكية على السلطة, ولكم أن تأخذوا بالحسبان بأنه أيضا إذا مات الإسلام قبل موت أمريكيا فهذا يعني أن أمريكيا ستموت حتما,فالإسلام يحقق لأمريكيا مفهوم الهيمنة على السلطة,فالإسلام والأمريكان وجهان لعملة واحدة وزوجان من الصعب فصلهما عن بعض, يموت النظام الليبرالي الحر إذا مات الإسلام,إن الإسلام والرأسمالية الليبرالية درسا وتعلما على معلمٍ واحد,وتخرجا من نفس المدرسة وهم صنوان متقاربان ولكن هنالك في نهاية القصة قصة أخرى نهايتها غير سعيدة,فهذا الحب الكبير بين الرأسمالية وكافة الاتجاهات الدينية نقطة تعارض كبيرة وخصوصا مع الإسلام بحيث أن الليبرالية تعترف بحرية الجميع في حين أن الإسلام نفسه لا يعترف مطلقا إلا بسلطته وحده وبالتالي نحن أمام نهاية غير سعيدة للزواج الذي يحدث بين الإسلام والأمريكان,على أن الهدف الأسمى للأمريكان هو الهيمنة على المنطقة من خلال السلطة الدينية.

إن الإسلام هو المهيمن عندنا على المنطقة والأمريكان دخلوا منطقتنا باسمه ولن تزول أمريكيا من الوجود إلا بزوال الاتجاهات الدينية اليمينية غير المتطرفة في العالم كله.

المشكلة الأساسية في الإسلام وفي أمريكيا هو أن أمريكيا تريد نشر سياسة الحرية والديمقراطية في الدول العربية الإسلامية وبنفس الوقت تريد الحفاظ على اليمين الإسلامي أو المحافظة على جناح اليمين الإسلامي غير المتطرف فهذا على حسب ما تشير إليه الدراسات والتجارب المخبرية لا يتعارض مع النظام الديمقراطي الحر بل على العكس هنالك حالة شد وجذب كبير بين الإسلام وبين الرأسمالية, وعلى هذا الأساس تحاول الإدارة الأمريكية نشر الإسلام السلفي السني وليس الشيعي في المنطقة بهدف الوقوف أيضا ضد المد الشيعي الإيراني ألصفوي في المنطقة,إنها تريد الهيمنة باسم الدين,وهذا يحق لها شرعا,فبغير الدين لا يمكن أن تهيمن السياسة على عقلية المواطن العربي سواء أكان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا,لذلك النظام الأمريكي يرحب باليمين الديني غير المغالي والمتطرف وباسم الدين تتدخل الولايات الأمريكية في الحياة العامة بكل تفاصيلها,


ولكن هنالك حالة تنافر بين واقع الإسلام الحالي وما ترمي إليه أهداف الإسلام السلفي وبين حقيقة الإسلام نفسه,وذلك للكشف على الإسلام من حيث صلاحيته أو المدة التي يستطيع الإسلام أن يقف فيها صامدا دون أي زعزعة,هنالك يا أصدقائي حالة تنافر بين الإسلام وبين المؤسسات المجتمعية الرأسمالية المنتشرة في كافة أرجاء البلدان الرأسمالية الديمقراطية الحرة,فالإسلام مثلا يقيم شكلا من أشكال الاختلاف بينه وبين معظم مؤسسات المجتمع المدني,وعملية توزيع السلطة لا يقبل فيها الإسلام لأن الإسلام يريد أن تكون له السلطة بالكامل وهذا هو المفهوم الذي تلعب عليه الإدارة الأمريكية وهذا ما تريده أمريكيا بالأساس من أجل تحقيق مفهوم الهيمنة الأمريكية على معظم الدول العربية الإسلامية ومن هنا يدخل الإسلام لمساعدتها مساعدة حقيقية, فالذي تدفع فيه أو له قطر والسعودية ملايين الدولارات كله من أجل الهيمنة السلطوية على المنطقة بكاملها,ولكن خيبة الأمل تلوح من بعيد في الأفق عندما يستلم الإسلاميون السلطة لممارسة هيمنتهم على كل مفاصل الحياة فهنا تحدث الكارثة حيث يظهر الإسلام من جديد معاديا لتلك المؤسسات,فالمؤسسات الرأسمالية الحرة والمدنية مثل الأندية الثقافية تتعارض مع الإسلام لأن الإسلام لا يريد إلا رأيه هو ولا يريد الرأي الآخر,إنه لا يجتمع سيفان في غمدٍ واحد, السلام يحقق للإدارة الأمريكية مفهوم الهيمنة ولكنه في نفس الوقت يقيم تعارضا بينه وبين مؤسسات دولة القانون والمؤسسات,فدولة القانون والمؤسسات تعترف بالجميع بمن فيهم الشواذ والذي تراه أنت شاذا يراه غيرك شيئا عاديا وعلى هذا الأساس تريد دولة القانون والمؤسسات الاعتراف بكل الأطياف السياسية بمن فيهم الأقليات في حين أن الإسلام لا يعترف بتلك المؤسسات,فالإسلام لا يقبل بترخيص بيت دعارة,أو استخراج رخصة زواج المثليين,أو الاعتراف بالمثليين وإعطائهم كافة حقوقهم المدنية فالمجتمع الإسلامي ينظر إلى كال هؤلاء نظرة دونية ويحتقرهم وينبذهم,وبالتالي يفقد هؤلاء حقهم في الحياة الكريمة, زد على ذلك كله أن الإسلام يريد أن يحكم بما أنزل الله وليس بما تفرضه طبيعة الحياة المدنية وتطورها.

فاليوم مثلا لدينا الكثير من الأطياف والاتجاهات السياسية التي تريد ممارسة السلطة ولكن الهيمنة الإسلامية تدحض هؤلاء إلى الوراء أو تقوم بإقصائهم لاعتقادهم بأنهم هم السلطة الحقيقية وبأنهم وحدهم على حق وباقي الناس على الباطل, حتى أن هنالك تنافر بين كافة الاتجاهات الإسلامية فالإسلام أيضا يقيم تعارضا مع ذاته فالسلفية ضد الإخوان والإخوان ضد حزب التحرير وجماعة التبليغ ضد السلفية....إلخ,والحبل على الجرار.

من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية دعم الاتجاهات الإسلامية للهيمنة على المنطقة للوقوف ضد قوتين بارزتين وهما:المد الشيعي,والمد اليساري القادم من روسيا, فهؤلاء اليساريون ما زالوا يشكلون خطرا كبيرا ضد الهيمنة الأمريكية على المنطقة وإذا ما دخل منطقة الخليج أي اتجاه يساري ماركسي أو لينيني أو غير ذلك فإن الخطر لا محالة أنه واقع وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفقد هيمنتها على النفط في الخليج العربي,وبالتالي أمريكيا تريد النفط وتريد اليمين الإسلامي عضوا فاعلا حول آبار النفط في الخليج العربي,أمريكيا تريد مثلا كافة اتجاهات اليمين المحافظ في العالم كله وليس في البلدان العربية, فأمريكيا تريد الإسلام اليميني غير المتطرف وتريد المسيحية اليمينية وتريد اليهودية اليمينية والكونفوشوسية والبوذية وكافة الأديان والمعتقدات بما فيه المعتقدات الوثنية وعبادة الطواطم(الطوطم) في القارة الأسترالية,فهؤلاء جميعا يخدمون الرأسمالية والليبرالية والهيمنة على ثروات تلك الأمم, الأمريكان لا يريدون اليسار لأنه يقف في وجه الرأسمالية فإذا انتصر اليسار المتطرف فإن الأمريكان سيموتون هم والثراء ولن نشاهد بعدها رجلا ثريا يمشي في الشارع على رجليه.

إذا مات الأمريكان مات الثراء,وإذا مات الأمريكان مات معهم الإسلام,وماتت معهم المسيحية واليهودية,فأمريكيا في هذه الأيام هي المسيطر الوحيد والزعيم الروحي الوحيد لكافة الأديان في العالم وهي وحدها من تركب موجة الهيمنة الكلية على العالم لأنها تريد أن تكون سيدة العالم من خلال استغلال اليمين الإسلامي المعتدل والمتطرف,فالمعتدل في الداخل والمتطرف يدخل الحروب للسيطرة ومن ثم يتم حرقه تدريجيا ليموت التطرف وليعيش اليمين المعتدل ,وخصوصا الإسلام,إذا انقرضت أمريكيا فهذا معناه أن نقرأ الفاتحة على جنازة الإسلام, لأن قوى اليسار ستحل بمحل اليمين الإسلامي المعتدل, ولكن كما قلنا أن أمريكيا تريد الإسلام في حين أن المسلمين والإسلام السياسي يتعارض مع الحياة المدنية العصرية فهو لا يعترف بالتشريعات الحديثة ولا يقبل إلا بالقرآن كحد فاصل بين الإنسان وبين معترك الحياة الثقافية والروحية للإنسان المعاصر,فالإسلام لا يقبل التعددية الفكرية والتعددية السياسية إنه يطرح نفسه كبديل عن كل هؤلاء وهنا تكمن خطورة الإسلام,والذي يريد الكشف عن هذه الظاهرة فعليه مراقبة ومراجعة ما يحدث أو ما حدث لمعظم الدول التي اعتلت فيها التيارات الإسلامية أعلى المراتب السلطوية وأخيرا مصر كانت الحفرة التي حفرها الإسلام لغيره ووقع هو فيها عن غير قصد,فما معنى أن يحكم الحاكم بالقرآن؟بلا شك ستحدث مصيبة كبرى,وستموت كل أشكال الحياة السياسية والثقافية على الأرض,ولن نجد أي شكل من أشكال الحرية والديمقراطية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعب الفكري
- نشرنا الغسيل
- أنا مليونير حقيقي
- فشلوا في تربيتي
- الكفار هم خير أمة أخرجت للناس
- نحن أكذب أمة عرفها التاريخ
- خوفي وقلقي
- أيهما أفضل المواطن المسلم أم المُلحد؟
- حقيقة الدين الإسلامي
- بين الأمس واليوم
- نحن
- عصر التنوير
- السحر الحقيقي
- بوذا والتخلص من الرغبات
- نفحات مسيحية
- العودة للتراث
- نحن أمةٌ مجرمة
- وسخ الدنيا
- من الذي سيصلح الأرض,المسيح أم المفكرون؟
- العرب الفراعنة


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - أمريكيا والإسلام