كريم اعا
الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 19:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
.
مادام السيد الوزير لم ينضبط لقرار حزبه الذي مارسه زملاؤه، وتشبث بالبقاء في منصبه بحجج لا تم بصلة للعمل المؤسسي، وهي أقرب لثقافة السخرة، فإنه لا محالة سيكرس ممارسة سياسية أرادها دعاة الإصلاح من الداخل من الماضي، وهي آلية التعيين والعزل ولغة الإشارات والمراسيل.
فالسيد الوزير إن جاءه الوحي بالبقاء أو الرحيل سيعزز فكرة التحكم في المشهد السياسي من قبل الحكم الفردي وأنصاره، وسيؤكد بالملموس أن لا شيء تغير في مغرب اليوم باستثناء تطور لغتي التضليل والعصا.
أما إذا تمسكت به الحكومة ليستمر في منصبه فتلك مصيبة أشد. إذ ستجد قيادتها أمام تناقض كبير بين شعاراتها المتمسكة بالحكومة السياسية والرافضة للتكنقراط، وبين وجود وزير دخل برداء حزبي ويريد الاستمرار حين نزل زملاؤه من القطار.
لكن المتأمل لتاريخ المغرب وتطور مشهده السياسي يدرك أن لا علاقة بين الخطاب وبين الممارسة.
فهذا وزير للفلاحة داخل حكومة سياسية بدون لون سياسي أغلبي، ربما سينهي التعديل المنتظر حالة اليتم هاته ويلم الشمل العائلي، في ظل الحديث عن دستور جديد ومؤسسات سيادة شعبية.
المشترك بين السياسيين الذين ينهلون من الثقافة البرجوازية هو نفاقهم الكبير. يظهرون عكس ما يفعلون، ويضحون بمصالح من وثقوا بهم تحت يافطة الممكن والمستحيل.
لقد تعلم النظام القائم بالبلاد أن خير وسيلة لكسر شوكة المحتجين والثوار هي تجريدهم من آليات المواجهة والمجابهة بالدرجة الأولى، وزرع الأوهام في صفوفهم ثانيا.
أزيد من خمسة عقود أثبتت أن مناصري الاستغلال والاضطهاد لا يتوانون عن قمع خصومهم، واستمالة معارضيهم وزرع الأوهام في صفوف أوسع الجماهير حول إصلاح أعتقد أنه لن يتحقق بالأدوات الفاسدة. ففاقد الشيء لا يعطيه.
#كريم_اعا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟