أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - فوز بلير التاريخي انتصار للديمقراطية














المزيد.....

فوز بلير التاريخي انتصار للديمقراطية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير نصراً تاريخياً في الانتخابات البريطانية الأخيرة التي جرت يوم أمس، الخميس 5/5/2005، فلأول مرة في التاريخ يفوز حزب العمال بالسلطة للمرة الثالثة على التوالي. ولهذا الانتصار أهمية بالغة ليس للشعب البريطاني فحسب، بل لجميع الشعوب المحبة للديمقراطية والحرية والسلام. فبقاء بلير على رأس السلطة في بريطانية يعتبر انتصاراً على الإرهاب في العراق وفي أفغانستان وفي كل مكان من العالم، وانتصاراً لمشروع نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.
فعلى الرغم من الضجيج العالي الذي افتعله تحالف اليسار واليمين ووسائل الإعلام في الغرب ودعاة مناهضة الحرب على الفاشية في العراق، فقد عبرت الأغلبية الصامتة من الشعب البريطاني عن رأيها بصمت عبر صناديق الاقتراع وأصدرت حكمها العادل بأحقية توني بلير وحزبه في الحكم للولاية الثالثة. وهذا درس لأنصار الإرهاب من الإعلاميين العرب أن الضجيج العالي لا يعني الحقيقة. وكما قال بلير فجر اليوم لمناصريه ان عليهم "ان يفخروا بالإنجاز الذي حققوه، وان يصروا على تحقيق الأهداف، وان يستمروا في الاستماع الى الناس وبإعطائهم الأجوبة الحكيمة، لأن الأكثرية قالت كلمتها ورفضت العودة الى حكم حزب المحافظين".
إن انتصار بلير جاء منسجماً مع حركة التاريخ ومع ما يجري في العالم من تحولات إيجابية لصالح البشرية في هذه المرحلة، إذ يأتي ضمن سلسلة الانتصارات التي حققتها الحكومات التي قررت مواصلة الحرب على الإرهاب ونشر الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وإطفاء بؤر التوتر في العالم. ففي نهاية العام الماضي أصدر الشعب الأمريكي حكمه العادل عندما صوت لصالح الرئيس جورج دبليو بوش وكان هذا التصويت بمثابة تأييد الشعب الأمريكي للحرب على الإرهاب البعثي-السلفي. وقبل ذلك بأشهر صوت الشعب الأسترالي لجون هاورد، رئيس حكومة استراليا الذي حقق نصراً رائعاً في ولايته الرابعة رغم ضجيج خصومه من مناهضي الحرب على صدام، حيث شارك في التحالف مع قوات متعددة الجنسيات بقيادة أمريكا لدعم عملية تحرير العراق واستقراره ودمقرطته وأصر وما زال على عدم سحب قواته منه ومواصلة الحرب على الإرهاب حتى تحقيق النصر النهائي وجعل العالم أكثر أمناً وسلاماً.

وفي الثلاثين من كانون الثاني/يناير من هذا العام، تحدى شعبنا العراقي تهديدات الإرهابيين، فشاركت الغالبية في الانتخابات التي كانت الأولى من نوعها في تاريخ العراق من حيث التعددية والشفافية والنزاهة ومصداقية النتائج وعدم تدخل الحكومة في نتائجها، وكانت درساً بليغاً في التحدي والصمود وانتصار شعبنا للديمقراطية وازدرائه للإرهاب والإرهابيين وأنصارهم من الإعلام العربي وفقهاء الموت.

وهكذا، فانتصار بلير يوم أمس جاء تكملة للانتصارات الرائعة التي تحققها الشعوب في صالح نشر الحرية والديمقراطية وإلحاق الهزيمة بالإرهاب ودعاته وشلة المتايسرين ممن استفادوا من هبات صدام حسين وكوبوناته النفطية من أمثال جورج غالاوي وغيره. وبالمناسبة، شكل جورج غالاوي في لندن حزباً مسخاً سمّاه "حزب الاحترام Respect party" ورشح عدداً من أتباعه لخوض الانتخابات. والمؤسف أنه فاز ولو بمقعد واحد له. وقد نشرت صحيفة الصندي تايمس اللندنية في عددها الأخير مقابلة مع زوجة غالاوي الفلسطينية التي تطالبه الآن بالطلاق بتهمة الخيانة الزوجية وتقول كيف يسمي حزبه "احترام" وهو لا يحترم حتى زوجته. فهنيئاً لشعبنا أن يكون أعداءه من هذا القبيل "المحترم" جداً.

لقد أثبتت نتائج الانتخابات البريطانية أن الشعوب لا تتأثر بالدعايات الزائفة، فأغلب وسائل الإعلام البريطانية، بما فيها مؤسسة البي بي سي، وقفت ضد بلير شخصياً وحزبه بشكل عام وراحت تفتري عليه الكثير من التهويشات وحاولت إثارة الشكوك في مصداقتيه. فقد بلغ انحياز البي بي سي ضد بلير حداً أنها ألغت مقابلة مع فتاة عراقية (شهناز إبراهيم) والتي دعتها المؤسسة ذاتها للمشاركة في برنامج حول الحرب ضد صدام حسين، ولما عرف معدو البرنامج أنها تؤيد الحرب على النظام الفاشي ألغوا مشاركتها رغم تجشمها عناء السفر إلى المحطة، مما حدا بنائب رئيس حزب العمال جون برسكوت أن يقدم شكوى رسمية احتجاجاً على تصرف المؤسسة الإعلامية المنحاز. ولكن في نهاية المطاف، كان مردود هذه الحملة الإعلامية الظالمة معكوساً على المفترين أنفسهم، فهم الذين خسروا مصداقتيتهم وصوت الشعب البريطاني لصالح بلير وحزبه.

نعم ا تقلصت أكثرية مقاعد حزب العمال في البرلمان من 167 مقعدا في العام 2001 إلى 66 ، ولكن يجب أن لا ننسى أن أي حزب يفوز للمرة الثالثة تتقلص أكثريته إلى الحد الأدنى، فمثلاً أكثرية مقاعد حكومة المحافظين الأخيرة التي انتهت عام 1997 كانت حوالي 22 مقعداً فقط. لذلك فأكثرية حزب العمال ب 66 مقعداً تمكن الحكومة بأخذ القرارات وسن التشريعات بصورة مريحة.
لا شك أن القضية العراقية لعبت دوراً كبيراً في تقليص عدد المقاعد لحزب العمال ونسبة المصوتين، فقد استغلت ماكنة الإعلام والفئات المناهضة للحرب على صدام هذه القضية استغلالاً بشعاً لتشويه صورة بلير وحزبه ولكن رغم ضراوة الحملة انتصر العقل الجمعي البريطاني على الفئات الصاخبة من الانتهازية السياسية.

حبذا لو اطلعت الشعوب العربية عامة وشعبنا العراقي خاصة على التلفزة البريطانية لتراقب العمليات الانتخابية والمنافسة الحرة والحضارية بين المرشحين والطريقة الهادئة التي يصوت بها الناخبون وأسلوب الإعلان عن النتائج والتهاني التي يقدمها الخاسرون للفائزين وتقبلهم النتائج بروح رياضية عالية ومزاجية مرحة. فهذه الانتخابات عبارة عن دروس في الديمقراطية وروح التسامح والتعامل الحضاري مع الآخر المختلف، على الضد مما يجري في المنطقة العربية من ترويج ثقافة الموت والتحريض على الإرهاب وشحن الشباب بكراهية الآخر وتحويلهم إلى قنابل بشرية لقتل الأبرياء.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة شر لا بد منه!!
- حملة الانتخابات البريطانية والقضية العراقية
- محنة العراق وبن سبأ الإيراني
- فتنة المدائن صناعة بعثية
- هل البعث قابل للتأهيل؟؟؟
- ملاحظات سريعة في ذكرى سقوط الفاشية
- مغزى عولمة تشييع البابا يوحنا بولس الثاني
- علاقة سلوك البشر بالحيوان في الرد على بن سبعان
- لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟
- تحية للمرأة في يومها الأغر
- سوريا والإرهاب
- أعداء العراق في مأزق
- اختيار الطالباني رئيساً ضرورة وطنية
- من وراء اغتيال الحريري؟
- بريماكوف الأكثر عروبة من العربان!!
- وحتى أنتِ يا بي بي سي؟
- العراق ما بعد الانتخابات
- مرحى لشعبنا بيوم النصر
- يوم الأحد العظيم، يوم الحسم العراقي
- الشريف الحالم بعرش العراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - فوز بلير التاريخي انتصار للديمقراطية