أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - هديل عبد الرزاق أحمد - بمناسبة صدور كتابها الجديد (الأجنبية)، عالية ممدوح تؤكد أنها مجموعة هويات لم تنجز بعد















المزيد.....



بمناسبة صدور كتابها الجديد (الأجنبية)، عالية ممدوح تؤكد أنها مجموعة هويات لم تنجز بعد


هديل عبد الرزاق أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 11:14
المحور: مقابلات و حوارات
    


بمناسبة صدور كتابها الجديد (الأجنبية)، عالية ممدوح تؤكد أنها مجموعة هويات لم تنجز بعد .. وتنتشي بلذة المحو، وتعدّه (حارسها الأمين)... وتقتل الشوق، لأن آثاره أخطر من آثار الزلازل.
حاورتها: هديل عبد الرزاق أحمد

في بيت من بيوت الأعظمية، أبصرت نور الوجود، وكافحت طغيان الخوف والقهر بالكتابة. عبرت ممرات الألم، وحاربت الموت، لتمارس فعل الحياة على الورق.. ولأنها ترفض الأقفاص هاجرت مع الحمائم نحو مدن كثيرة، فحطت رحالها في أكثر من واحدة.. والآن يصلنا هديلها من باريس... إنها الروائية العراقية المغتربة عالية ممدوح، الفائزة بجائزة نجيب محفوظ عن روايتها المحبوبات عام 2004 ، والتي تعيش غربة تختار مقاساتها وألوانها بنفسها...
مارست شهوة الألم فامتلأت رواياتها بالعويل والفقدانات والخيبات.. لم تبحر يوماً إلاّ بعكس اتجاه كل التيارات، كسرت رواياتها كل التابوات، واخترقت كل الخطوط الحمراء، وكل مألوف وثابت في مجتمع يَطحن ويُطحن..
كان لنا معها هذا الحوار، الذي تألقت فيه فيلسوفة جميلة، وعميقة، ومسكونة بكل المتضادات، وبكل الفضول والخطر بحسب اعترافها.
وقبل أن نبدأ حوارنا معها أحبت أن تبدأه هي:
بدءا أود ان ادون امتنانا وتقديرا للدكتور الناقد والباحث والمشرف على رسائل طلبة الدراسات العليا والدكتوراه نجم عبدالله كاظم، الذي عرّف بأعمالي بامانة واخلاص اكاديميين لطلبته فعرفني على الباحثة هديل عبد الرزاق، والتي أتوقع ان تكون صوتا نقديا ممتازا في التحليل والتأويل في قادم الأعوام الآتية، فقد قامت بالتفلية والغوص في رواياتي، ولقد أتعبتها بدوري، كما اتعبتني واسعدتني بطريقة اسئلتها الاستفزازية ذات الذكاء والعمق، فهي تشي بانني أمام قارئة تفحص ما يقع تحت الجلد، جلد المؤلفة، وبالتالي جلود الشخصيات المركزية للأعمال الروائية، وأخيرا للتواد الحميم، والتواصل المتأخر، مع الكاتبة المميزة التي اتابعها وعن بعد وأنتظر جديدها دائما؛ ميسلون هادي .

ثم ابتدأ مشوار حوارنا في رحلة ممتعة..

1. كتاب (الأجنبية) الصادر حديثاً عن دار الآداب في بيروت، مثار فضول وتساؤل المتلقي عن الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه، هل هو رواية، أم سيرة ذاتية، أم ماذا؟
الأجنبية كتاب يدخله اللبْس ويحاول أن يحرّف مفهوم ضرورة وضع ما يسمى بالجنس الأدبي؛ رواية، قصص قصيرة، بحث ونقد الخ. فتنت بكتب امبرتو ايكو السردية الفكاهية التي تحمل سيرورتها الداخلية من الظرْف والأسى والسخرية أكثر من بعض رواياته التي لم توفق الترجمة مع الأسف في نقلها إلينا. أي كتاب أهميته من داخله، من أسئلته واستفزازه وعصيانه على وعلى... وليس من جنسه وتجنيسه. هذه محاولة وربما ستتبعها محاولات؛ كتاب مضاد للآجناس الكتابية ولم لا؟ حاولت ان اخفف من غلواء الكتابة الروائية، وأدع السيرة الذاتية معوجة في عامودها الفقري فندخل في مكر الكتابة الحرة. لم أُشغل نفسي في التصنيف لكي اواصل الكتابة في هذا الكتاب وعلى سجيتي، ترى ما أهمية التجنيس اليوم والعالم اصبح يهاجر ويرحل وبلا ارض مستقرة . ناشرتي العزيزة رنا أدريس وهذا من حق الدار فالكتاب سلعة في الختام، وضعت على الغلاف الداخلي للكتاب وهو قيد الطبع كلمة "رواية" وحين وصلني الكتاب في نسخته الأخيرة على النت وشاهدت كلمة رواية فشرحت كما نوهت سابقا وتم خذفها. الكتاب ليس رواية وأيضا هو ليس سيرتي الشخصية والتي كلما أقرأ لقب سيرة على أي غلاف كتاب أشعر أنني أمام عمل قانوني وبه نوع من المرافعة ونحن داخل محكمة. والرواية أيضا لم تجتمع في الكتاب إلا بما يشبه النمش فوق جلد الكتاب. حسنا، ما على القارىء الرصين إلا جلب ذاته هو لكي يراه على حاله وأصله، ولذلك كتبنا على غلاف الكتاب الخارجي العنوان وتحته بخط صغير : بيوت روائية ، فالكتاب مقسم الى بيوت وفي كل بيت غرف خلفية وجنينة وطارمة صغيرة وسرداب معتم رطب علينا تهويته وفتح أسارير وجهه العتيق وهذا هو الأهم .

2. لمن وجهتِ الأجنبية؟ فالقارئ يلاحظ أن الكتاب ضمّ اسماءً لأشخاص معروفين وتضمنت شهاداتك بحقهم وشهاداتهم بحقك، فكان اشبه بشهادة على العصر، فهل هو موجه لأحد ما بعينه أو لأشخاص أو فئة؟
اهديت الكتاب إلى أصدقائي، ودائما أتذكر قولا ظريفا لصديقة جد عزيزة تقول لي ؛ إنك تستحقين اعداءك. وأنا إلى هذه اللحظة لا أعرف من هم فعلا؟ فلم اتوقف عندهم يوما. كلمة شهادة على العصر كما جاءت في السؤال فضفاضة فأنا لم أبلغ إلا عن الفشل والنقص في الحياة، حياتي وحياة من جاورته. تذوق الخوف البطىء، تأمله وتحليله لكي لا يتملكنا نهائيا فالخائف لا يكتب أدبا مهما لأنه غير قادر للذهاب إلى الأقصى في كل شيء لكن الخوف ذاته مادة إبداعية شديدة الأغراء تجعلنا نمعن الفحص الغائر العميق داخلنا لكي نحل مكانه البسالة واليقظة والعزيمة.

3. الخوف.. برزت ثيمته وهيمنت على بنية وتوجه الكتاب، وامتدت من الطفولة لتشمل كل ما بعدها من مراحل ومحطات حياتية، هل كبر الخوف معك بمرور السنين، وهل هو اليوم أكبر من السابق أم أقل، ومم تخاف اليوم عالية ممدوح؟
اليوم لست هيابة قط مما أريد قوله وفعله وتدوينه. لقد ذهبت إلى أمكنة وأزمنة وكتبت عنها، عن تواريخ دامية وأشخاص شرهم موصى عليه، وعبر حقبة سقوط الملكية إلى دخول الشقر والسود بالدبابات الأمريكية إلى بلدي. اشتغلت على خوفي الشخصي وحاولت القيام بكشف وجهه وبدون أعذار أو ذرائع . اليوم خوفي غير خاضع لقواعد ذاتية تأخذه إلى المسكوت والتابو وغير المألوف والمحرم فقد جربته كله الخ . اليوم الخوف نقطة ارتكاز غير محدودة على أمة ذاهبة وبخطوات أسرع من البرق إلى حتفها بعدما توصلت إلى انجاز مشروع الأقصاء والتزمت والتكفير والغاء الآخر. هذه أمة مهووسة بالماضي، مسممة من ذاتها لذاتها، تعاند الجدار الذي وصلته ومصرة على ضرب الجدار ولو بصورة عبثية. تحصل أمورا لا يسعنا الا القول انها تحمل طابعا أجراميا وشائنا. تحضرني قصيدة الشاعر الكبير ادونيس: {هذا هو أسمي } وفي مقطعها: "" فليأتي الخراب الجميل "" الخراب الذي يحضر اليوم في عموم البلدان ذات الحيوية الحضارية قد بدأ منذ عقود لكنه أخذ اليوم طابع بث الرعب والذعر وليس في عبارات مبهمة وأنما بلغة فصيحة جدا؛ ان المستقبل ليس مؤجلا وأنما ملغى .

4. تقولين في (الأجنبية) أنك تخفين رقبتك النحيفة والطويلة خوفا عليها من الكسر "إن الرقبة النحيفة والرفيعة جداً قد يتم كسرها بمنتهى السهولة" هل هناك ما كسر عالية ممدوح، هل شعرت يوما بالانكسار وبأن شيئا ما كسرك فعلاً؟
آه ، ما زلت أقوم بهذا وبتنوع ، وبعد التقدم بالسن وتغيير لحم الرقبة صار الشال ضرورة ذات نفع جمالي أكثر شياكة عن السابق، وهو أيضا مصالحة مع الذات لتقبلها ونحن نصل سن الأفول التام. أظن ان ما نتصوره قد حصل في أحد الأيام ان أحدهم كسر رقبتي أو فلان الفلاني استطاع خرس أو قطع لساني الطويل أيضا أو أو... أشعر اليوم العكس من ذلك تماما، لم لا يكون هو ضحيتي وأنا جلاده. إننا لا نعرف كيف يرانا الآخر وبأية خانة يضعنا وما هي نوعية الأذي الذي نسببه له أو لها أو لهم؟ علينا ان لا ندير اللعبة على حساب الكسر والانكسار، والربح والخسارة . بعض خساراتي اذا كان من الضروري استخدام كلمة خسارة وفي جانبها الشخصي كانت ربحا صافيا أضاف إلى رصيدي الروحي والإبداعي الكثير. هنا في الغرب القاسي جدا، العقلاني والبارد والفردي فوق التصور، ما عليك إلا ان تتعلم صيانة وحدتك الروحية الصافية وان تقوي عزلتك وتعاود وتتعلم في كل لحظة ان يكون تواضعك لامتناهيا فالعالم هائل ومذهل من حولنا والحياة جد قصيرة والاحتياطات التي نملك من الطاقة والشغف والصحة توشك ان تنضب .

5. هل تشعر عالية ممدوح اليوم أنها بلا هوية، هل شعرت يوما انها سلبت منك، سواء من قبل الرجل، أو الآخر الغربي، او السلطة. وماذا تعني الهوية لك؟
الهوية مدلول رجراج متحرك ولا يستقيم في تعريف ثابت ونهائي. ليست هناك هوية رقراقة بيضاء وخام . اصحاب الدم الأزرق طوحت بهم الحروب وآخرها الحرب العالمية الثانية وقد يعودون ثانية على أسس اقتصادية وانتروبولوجية متحركة وجديدة قادمة: {اليمين المتطرف وفي جميع أنحاء العالم وبضمنه الحركات الأصولية المتزمتة والتكفيرية عندنا وفي الشرق الأقصى أيضا الخ}. هويتي لم تقض مضجعي يوما، حتى والسفارة العراقية بباريس ترفض تجديد جواز سفري العراقي ولفترة أعوام، (اليوم انتهت محنتي). لم اشعر انني أحيا في حالة عمى أو انني محرومة من الصلابة الروحية لكني بقيت لا استطيع تلبية الدعوات الأدبية التي توجه إلي وفي شبه سجن الخ . كنت وما زلت قادرة على تعريف نفسي بنفسي وخارج جميع المرجعيات والتصنيفات بأسرها، هويتي ليست عراقية صافية ولا سورية صافية فأنا لا أرى حالي هكذا. مجرد أثنتان فقط، هل يعقل هذا؟ إنني كائن أحاول امتلاك أكثر من عينين وذراعين ورأسين. لا أقدر على الأنفصال عما يحدث في بلدًي العراق وسوريا لكنني أعيش في هوية، هويات متعددة من هذا الصحو والوعي الثقافي والذهني الذي يمنع عني منعا، آمل ان يكون نهائيا، الشطط والتزمت والاقصاء والتأثيم والثأرية. وهذا لم يتحقق إلا بإعادة تربية وتأهيل ذاتي وأفكاري، واولوليات حياتي ووجودي وقراراتي ما بين الغرب والشرق . إن الثراء الثقافي الذي أعيشه يدفع بي إلى تأمل وتحليل كل هذا الذي يحصل عندنا وعندهم، الغرب والشرق. ولعل كتاب الأجنبية به البعض من الأسئلة التي ما زلنا نتداولها كعرب ومسلمين في محاولة ان لا نعذب أنفسنا بانفسنا فوق عذاب الآخرين لنا. لا أحد يقدر على سلب هويتي إلا إذا كنت على استعداد على السلب والنهب وبالتالي على الأختفاء. لم يقدر لا رجل ولا سلطة ولا نظام سلب هويتي فلا أحد يختار لك هويتك، ولا هويتك هي أمر منجز تام. الهوية عملية تراكمية ذات صيرورة مستمرة حتى نغادر الدنيا.

6. ثوب نرتديه أمام الناس..أو فصله لنا أهلنا والمجتمع، ماهي مقاساته لدى عالية ممدوح؟ ماهو لونه؟ وماهي متانته للسباحة ضد التيار؟
الثياب أقنعة مثل غيرها من الأقنعة . أفضل ان اعرضها في مؤلفاتي ، كما في ـ غرام براغماتي، في فصل خزانة الملابس المستعملة حين أخذت راوية الشخصية المركزية في الرواية كل ثوب وذهبت معه إلى الغاز الشغف والنشوة في تفكيك آلياتها في سبر العلاقات البشرية والغرامية . تأويليا ، لم انكمش تحت ثيابي خجلا أكثر من بنات الحي أو المدرسة التي درست فيها . البيئة التي تربيت فيها كانت منفتحة دينيا فوق التصور، لا أذكر انني قٌهرت أو أُجبرت على الفروض أو الواجبات . لكن تلك البيئة أيضا كان نفاقها بدون حدود، ولذلك كنت اواجهه عبر سلوكي الفج والساخر. بقيت اواجه مخاوفي بسيل من الفكاهة والصلافة فما زلت للساعة اكافح طغيان الخوف بالكتابة . فلم أسمح لمخلوق أن يكون وصيا على مصيري وقراراتي حتى لو كان بعضها على خطأ . عموم ثيابي هجينة لا تؤمن أو لا تعترف بالثياب الواحدة ، أو الزي الموحد ، أو اللون الثابت . الهجنة في كل شيء . علاقاتي وصداقاتي واصحابي عبر العالم . اولئك الذين اتعلم منهم التواضع الجم واتقان سيول الوحدة ، وحدتي التي ابجلها فوق التصور ولا اسمح لأحد باختراقها حتى لو كان لوحيد مثلي . هل تعلمين يا عزيزتي هديل ، وللتو ، وأنا ادون هذه السطور أفكر لو لم اكن كاتبة لكنت مصممة أزياء أو صاحبة مقهى شعبي يعرض الازياء والموسيقى ويقرأ صفحات من كتب مختارة مع الشاي العراقي الثقيل . شخصيا لا علاقة لي بما يسمى الموضة ، التأليف على الموضة النضالية ، أو الوطنية، أو الدينية، ولا حتى في الازياء فأنا بالفعل اصنع موديلاتي ولوحدي ، ثيابي الشخصية وكتبي. بدءا من الشالات والقلائد واشتباك الموديلات ما بين الافغاني والفارسي والهندي، والكردي والعربي الخ. إنني لا أجيد السباحة إلا ضد التيار فهو يدع تيلة الموهبة تتفتح وتزهر .

7. سميت موقعك الالكتروني بالغلامة على اسم رواية شهيرة لك، من صنع هذه الغلامة في داخل عالية ممدوح؟
لابد من الاشارة ان عنوان الموقع وتأسيسه كان بمبادرة لطيفة، وبعد قراءة الغلامة من الشاعر الكبير سعدي يوسف الذي عرفني بدوره على الفنان الحيوي جدا ، ومؤسس خصوصي للمواقع الأدبية والثقافية عبد الرزاق حسن . كنت مترددة جدا ثم حصل وبدأ الموقع يستقبل ضيوفا من جميع انحاء العالم فهو بثلاث لغات . أظن وبعد تأسيس هذا الموقع بدأت اشعر ان لدي ضيوفا سوف ادعوهم أسبوعيا على مائدة من اطباق اشتغلنا عليها سويا . اؤلئك من شغفت باعمالهم واستهوتني أفكارهم . فالموقع في الأخير هو فسحة للضيافة على كل مؤلفة/ مؤلف التفكير الجدي بتأسيسه والمثابرة على تحديثه حتى لو تدخل بعض الخبثاء لعرقلة إعداده او ارباك ملفاته وبطريقة خرقاء ومضحكة، لكنه يظل عمل إبداعي يضاف إلى أعمالك . عليه أود إعلان ذلك فمن الجائز من يقرأ هذا يفكر بتأسيس موقعه وها انا أروج لعبد الرزاق فهو يستأهل الكتابة إليه على هذا العنوان :
[email protected]
أما اسم الغلامة ، هنا علي التنويه ، ان مؤنث رجل هو رجلة . الغلامة تأنيث للغلام نادر الاستعمال . هو لقب اطلقه علي شخصيا أحد الاصدقاء وإذا ما زال حيا فله أجمل التحيات ، كنت شديدة النحول وصاحبة قسمات وبنية غلامية . لم تنسحب تلك الاستعارة بكل حولتها ، ولا ماتت في الخفاء . استحضرتها وشطفتها من الغبار فسلمتها لصبيحة ذات الأسماء الحركية المتعددة ، فهي تستحقها أكثر مني .

8. تعلقاً بالسؤال السابق تعد رواية الغلامة من أكثر رواياتك غنى معرفياً، وغموضاً، وامتلاءً بالأسرار، ما هو السر في مغادرتك الواقع وتوظيفك لأسطورة برج بابل في الفصل الخاص بقصة هجران وحبيبها رامي؟
أسئلتك شديدة الإثارة يا هديل وهي تردني إلى حالي وليس إلى النص فقط . تردني إلى حقب دموية . على صعيد الإبداع في جميع صيروراته ، شخصيا أفضل الأعمال التي لا تمنحني نفسها حالا وليكن أبدا. لكي أبقى على حوافها وتلاطمها. حتى في العلاقات البشرية افضل البشر المدجج بالاسرار والغموض فهو يثيرني جدا ويثير فضولي ويبدو لي حاشدا بالاخطار التي تتربص بي لكي اتأهب لها في عدة معرفية وروحية. لا تستهويني المؤلفات التي تقول لغزها منذ الصفحات الأولى فأعرف الختام. الغلامة، حاولت شحنها بهذا سرديا وبناء وتشكيلا للشخصيات. من قال ان الاساطير لا تعود وتهزم الواقع والوقائع ، واي واقع باستطاعته ان يقاوم الاساطير. أظن بعض الاساطير راسخة الجذور. كدت أقتل حالي لاستجلابها إلى النص والاشتغال على الفجوات ما بين كلكامش وانكيدو وأنا ادعها تتكيف مع شظايا رامي البعثي الغدار الذي مزق فؤاد هجران. ما كان أمامي إلا قصة برج بابل وكيف أرويه بالاستعارات الايروتيكية والميثولوجية دون غيرها من الأساطير. في هذا الفصل بالذات تنحى الواقع نهائيا وانتظرتُ هجران بفارغ الصبر ان تبقى في أعلى البرج، فنزولها كعروسة كان سيدعها ُتزف إلى الجنون والاختفاء ضمن بناء الاسطورة ذاتها وهذا ما حصل.

9. هاجرت من بغداد منذ ثلاثين عاماً، هل ثمة شوق يعتريك لبغداد؟ وأي المدن أقرب إليك الآن؟ هل تنتمين الى المكان الجديد بسهولة؟ وماهو ناتج القسمة الطويلة لباريس على بغداد؟
يوميا أقتل الشوق ما ان يمد رأسه ويريد ان يقلبني رأسا على عقب. الأشواق آثارها أخطر من آثار الزلازل . علي اليوم ان اخترع جهازا جديدا لقياس مضاد للأشواق التي ينبغي الانفلات من مرضها وحماقاتها. لم يبق أي حيل عندي . جدتي كانت تسمي ذلك بـ ـحوصلة على الاشواق ، حتى أنني ما زلت أتساءل؛ ما هي الغاية من الأشواق؟
أما تلك المدن الأقرب إلي فهي باريس بمعنى من المعاني بعد مدينتي الإبليسية بغداد ثم بيروت ، المدن التي تبدأ بحرف الباء فكتبت عنهم نصا طويلا . باريس ، كانت فيها خصوبة أنوثتي تشتغل بوتيرة جميلة ومطيعة لي، وحيويتي وبشاشتي الروحية في الأوج . إنني أعيش عمري بكل اطيافه ولحظاته وأنا في الأوج في الحياة والتدوين بصرف النظر عن المستوى الإبداعي. إن مناخات الحرية الهائلة تدوّخ وهي ذات عدوى مخيفة لي شخصيا ولشخصيات كتبي. هنا احاول ان أكون أنا، أصير أنا، ان لا أنكر عيوبي وعثراتي واغلاطي. النكران ظاهرة عراقية وعالمية بالطبع. البعض ينكر سنه ومرضه ، غرامه وهشاشته. ينكر خيانته ونذالته. الانكار في التحليل النفسي، مرض اذا تفاقم يوصل صاحبه للانحلال وخداع النفس. انت تسمينه اندماجا كما تقول به أدبيات الجمهورية الفرنسية. أنا لم اقدر على الاندماج حتى مع الرجل الذي اغرم به. مزاجيتي وفرديتي وربما أنانية الكاتبة تربك الآخر كثيرا .

10. كم مسودة تكتبين للعمل الواحد؟ وكم هي مساحة المحو والإضافة بعد المراجعة؟ وهل تقومين بإتلاف بعض المسودات؟
أكتب، ودائما وكأنني أكتب للمرة الأولى. قلبي ينتفض بين ضلوعي واسمع ازيزه العالي فأنا لا اثق كثيرا بما أكتب، فاعاود واعود. المحو حارسي الأمين وهو الذي يجعلني انتشي بلذته. طاعتي للشطب وقيادته لي اقوى واشد وقعا من الكتابة ذاتها. جميع مسودات كتبي احتفظ بها ونادرا ما اعود إليها إلا عرضا. كدستها في اكياس ووضعتها في المخزن الخاص بكل شقة تحت الأرض . ما زلت أكتب رواياتي على كراسات بيضاء ذات سطور متناسقة شغل الانكليز. اشتريها بالجملة من المكتبة البريطانية هنا. استخدم النت في كتابة مقالاتي فقط . ما عدا الغلامة معذبتي الحقيقية والتي أعدت بعض فصولها 16 مرة . باقي الروايات أشتغل على فصل وراء فصل حتى اشعر انه صار ناجزا . منذ المحبوبات وإلى كتابي الذي اشتغل عليه اليوم، احضَر ما اريد من ارشيف ونصوص وكتب تضيء ما انوي الاشتغال عليه. لقد شطبنا صفحات كاملة انا والمترجمة الفرنسية من الغلامة. وهذا ذاته حصل في الطبعة العربية الجديدة التي ستظهر من الغلامة والمحبوبات عن دار الآداب بعد انتهاء عقدي مع دار الساقي .
في رأيي ليست هناك نصوص مقدسة ولا يجوز المس بها أطلاقا. في بعض دور النشر في الغرب يقوم الناشر برمي اعشاشك وطيورك التي بقيت تربييها لأعوام إلى المحرقة، هكذا بتحاب أو بشجار مع العمل إلى ان يظهر للعلن فيبدو للبعض منا أن لا علاقة لنا به.

11. للشخصية أهمية كبيرة في داخل عالمك الروائي، فهي تحيا التناقضات والتحولات والأزمات، وتواجه مصائرها، وتعبر عن ذواتها بنفسها، فتكشف رواياتك عن بعد سايكولوجي عميق، كيف تتعاملين مع شخصياتك؟ هل تسعين إلى إحكام السيطرة عليها، أم أن زمام الأمور سرعان ما يفلت من بين يديك؟
احاول ان لا يفلت هذا اللجام من يدي . واحاول ان لا ادعه رخوا أيضا فيقضي على الفعل ومنجزاته. حين اشتغلت على الغلامة أنا والمترجمة الفرنسية ووصلنا إلى فصل هجران، شعرت انه سيغمى علي مثلها. وكلما يقع بصري عليها وأنا أقَلبها بين الكلمات والاستعارات يقشعر بدني واضرب الأرض بقدمي؛ كيف تركتني لقسوتي ان اقوم بتهشيم جمالها الصاعق وغرامها المستحيل وتفتيته كما في تلك المقاطع في مستشفى الأمراض العصبية. علينا ان ندع الموت أو الجنون أو الخراب يختبىء في رجل أمن أو قميص مستشفى مسموم أو كبرياء نبيلة لا تحتمل الظلم والهوان كما مع هجران. هذه الشخصية الوحيدة التي أنا التي تشبثت برقبتها ولليوم لكي لا يقضى عليها بتلك الطريقة التراجيدية فبقيت تسحبني معها لجنونها التام . صبيحة جبارة، قاهرة، حتى طريقة موتها اخافتني وهي ترتبها لي. قصاصها الوحيد هو تأليفها وسطوتها وسخريتها من المؤلفة. أما الشخصية التي ما زلت اتمنى العثور عليها واقعيا والتي وقعت في غرامها، فهي شخصية نسيم جلال في التشهي ـ صدقا، لا اعرف هل يجوز للمؤلفة ان تقع في هوى أحدى شخصياتها اللطفاء؟ ترى ما المانع من ذلك؟ إنني أبحث وبشغف قاتل عن ذلك النسيم الجميل العليل فيما حولي، في الحياة، في المكان والزمان فهو شخصية جعلت قلبي يدخل في حماسة لا نظير لها. هذه شخصية استطيع ان اسلمها قلبي واخذ مواعيد لنفسي معه. عاطفيا، إذا ما عثرت عليه في احد الأيام سوف اكتب ذلك علنا.

12. كيف تنظرين إلى (ثورات الربيع العربي)، وإلى واقع المرأة في ظل الحكومات العربية الجديدة؟ هل هنالك مجال للتفاؤل برأيك؟ وما تأثير هذا الأمر في أعمالك الروائية القادمة؟
قد يبدأ المرء قديسا وينتهي سفاحا. الأعمال دائما بالخواتم. لكن بجانب هذا التدمير الذاتي الذي شاهدناه في العراق قبل وبعد واثناء الغزو والاحتلال ولليوم، ونشاهده في بلاد العرب وفي كل مكان مر به الاعصار. خضات الشعوب تنتظر في بعض الأحيان عاما ضوئيا وليست شهورا. في رواية المحبوبات حملت سهيلة راية الرقص الشعبي. فالرقص حالة من الوجد الصوفي والانغمار في الكون والموسيقى والجمال، في التعدد والاختلاف. حَملت سهيلة ذلك الأرث الحضاري لوادي الرافدين في مغزى واحد؛ إن داخل جسمها وآليات رقصها كان العراق يقتحم ويتبرعم في سائر الفنون. اردت ان ارفع الحيف عما لحق بالفن من أمور شائنة، وما لحق بالمرأة من ضيم وغصص. من تنكيل وقهر. سهيلة العراقية كانت مخلوقا مضادا للتطرف والتعصب والتكفير والاقصاء. فمحبوباتها متعددات الالوان والاجناس والاديان. فكانت تنتج الجمال برقصها وتعمل من الصداقات رافعة للحضارات والثقافات عبر مروحة أنثوية شاسعة جدا. وكأنني كتبت تلك الروح الباسلة والجامحة لكي اجعلها علامة أو بيرقا عراقيا اصيلا لما ينوي ان يفتك ويرسم للعراق من ردة شنيعة للنساء ، وهذا هو الذي ظهر ساطعا في مصر وليبيا وتونس من ادوار عصر الانحطاط العربي في اعلى مراحله .

13. يشكل النهر في رواياتك هاجساً لا يمكن للقارئ أن يغض الطرف عنه، فشخصياتك ترتبط بشكل روحي معه، بل نجدها ترتبط مع الفرات بعاطفة تثير التساؤل، على العكس من العلاقة مع دجلة، فلماذا شكل الفرات في رواية الغلامة فضاءً للحياة والحب، في حين شكل دجلة فضاءً للجريمة والقتل والاستلاب والموت؟
ولدت في حي الأعظمية في بيت قديم وأمام جامع الأمام أبي حنيفة النعمان. كان دجلة ما ان امد يدي حتى ألمسه وانا اقف أمام الجرف. كان نعمة ورجاء ، لكنه كان أشد اقلاقا لي حين شاهدت رجال الشرطة يلاحقون المتظاهرين في العهد الملكي وأنا طفلة، فأزهقت ارواح الشباب وهم لا يجيدون السباحة. الأنهار العظيمة في كثير من الأحيان تكافئ مكتشفيها وعشاقها بالقتل. ولكن بفضل اولئك الشبان اليافعين الجسورين كنا نستطيع ان ننتزع من حيواتهم طريقة حزينة في انقاذ الغير أيضا. ما يخص صبيحة بالذات في رواية الغلامة، كانت منازلتها الكبرى، هي السباحة في الفرات مع بدر. الفرات كان منطقة نفوذها وغرامها وسطوتها ودجلة كان ختام عشقها وحياتها. نهران ختما على صبيحة بالذات بالتطهير ولعنة الفتك.
عشتُ في السماوة حين كنت في الصف السادس الأبتدائي وكان والدي معاونا للشرطة ونسكن في بيوت خاصة لمديرية السكك الحديدية وكان بيتنا يقع قريبا من الفرات. إذن، أنا كفتاة كانت مياه الرافدين تغسلني وتعيدني مجلوة ونظيفة. هذا من الأسئلة الفاتنة يا هديل، فلم ينتبه أي ناقد وكثير جدا من النقاد كتب عنها صفحات إلا أنت لأكتشاف الكنايات ما بين نهرين عظيميين غامضين لم يمنحا من جاورهم الطمأنينة. فالمياه العذبة والمالحة لم يستنفدها التاريخ بعد.

14. من يتفحص نتاجك الروائي يجده زاخراً بحضور الآخر الغربي فيه، ماذا يشكل لك الآخر، وما هو موقفك منه؟
إنني مفتونة بثقافات وأديان الشرق الأقصى. في الرقص والرسم والطهي، في الأزياء والغناء الخ. لقد اشتغلت على ذلك في رواية التشهي حين استحضرت المؤسسة العلاجية وحسب الشروط والقوانين الصينية والهندية. علينا الأقتراب من الآخر، أياً كان ولو لبضع خطوات ومن جانبنا علينا ان نحاول ذلك، ربما من اجلنا نحن بالذات، والتعرف على ثقافته ومطبخه وازيائه بجانب الذهاب إلى ما يستهوينا من أفلام وموسيقى وفنون آتية من الغرب أيضا .

15. ترجمت رواياتك إلى العديد من اللغات الحية، فحبات النفتالين وحدها ترجمت ربما إلى أكثر من عشر لغات، وآخر ما تم ترجمته من رواياتك (الغلامة) التي ترجمت إلى الفرنسية، ماذا يشكل لك هذا الأمر، وهل تجدينه يحدث بطريق عشوائي بحيث يخدم رواية دون أخرى؟ أو إنه وسيلة لإيصال أفكار معينة ينتقيها الغرب خدمة لقضاياه وليس وسيلة للتعبير عن قضايانا؟
النفتالين ترجمت إلى سبع لغات ولدي عروض من لغات لم يبت بها بعد. بعد كل هذه السنين تبقى الترجمة مهمة جدا في المجال الأكاديمي للدراسات العليا، للطلبة الأجانب الذين ينظرون إلينا كنماذج تستدعي منهم شطفنا بالماء والصابون لكي يظهر لحمنا الحي. عمل حول رواياتي الكثير من ذلك، ولقد قدمت النفتالين للتدريس في السوربون فترة عامين وحضرت في أحد الأعوام يوما دراسيا كاملا. كانت تجربة شديدة الثراء. لكن كل هذا لم يحفر عميقا في وجدان القارىء الغربي كما حفرت آداب غيرنا من الشعوب. أظن أن المترجمين الأجانب لأعمالنا أقل حرفية ومهنية قياسا للترجمة من اللغات اللاتينية فهم من نسب وشجرة لغوية واحدة. كل الاعمال التي ترجمت من رواياتي وقعت بها أخطاء فادحة وأحيانا قاتلة ومضحكة أيضا. وإذ أقول هذا فهو يعني فشل أو ضعف مريع في مشروع الترجمة إلى اية لغة عالمية ومهما أدعى أو كابر الكاتب الفلاني أو الكاتبة الفلانية وقال خلاف ذلك.

16. رواية التشهي وما أحدثته من لغط واسع امتد طويلاً ولا يزال، من أين استوحيت فكرتها؟ وكيف استطعت اختراق عالم الرجل الخاص، والتعبير عن خصوصية قد يعجز الكاتب الرجل التعبير عنها بهذا الشكل؟
قبل هذا وغيره من اللغط الذي رافق وما زال رواية التشهي، التي منعت وحوربت هي أيضا. الأمر لا يتعلق فقط بمناقشة العنّة، أو العجز الجنسي لدى الرجل، الذي يعتبره جميع الرجال، والنساء أيضا، ولم لا، ازهاقا لذكورتهم ورجولتهم. حسنا ، هذا مضفور في نسيج الرواية وسرمد برهان الدين يعلن ويكشف ذلك أمام صديقه الطبيب الباكستاني. لكنني كنت وما زلت معنية، ومن الجائز ان اقوم بتطوير ذلك في أعمال قادمة إذا لم اغادر الدنيا؛ في محاولة البحث في الجنس وكيف يصبح المرء غير قادر على الحب وبالدرجة الأولى. معظم التعاطفات الجسدية ما بين الذكور والأناث تنطلق من هذا الوسط، أو هكذا يسعى أحدنا نحو الآخر، أو ينغمس به إلى الركبْ. الجنس وغيابه يهدد وجود الحب ذاته. الجنس رغم خطورته وهيمنته حالة عابرة لا تستغرق إلا ثوان لكن التنسيق الأعظم والأخطر هو الحب. فلا يجوز حلول الجنس مكان الحب والاعتماد عليه كنوع من التعاطف. خطورته أن منعه يؤدي إلى الجريمة. فالجرائم الجنسية {غير الاشباع التام} لدى الملايين في جميع أنحاء العالم ولأسباب اقتصادية، دينية، وأجتماعية، نسبة تلك الجرائم مروعة ولا تصدق إذا ما قيست بعدد نسب جرائم الجوع للغذاء والطعام .
إن الموضوع الجنسي اليوم هو الذي يدع الرجل وفيما حولنا وما يحصل أمامنا في بلدان العالم العربي والشرق، هو الاجهاز التام وعلى الأثنين سويا: على الجنس المتعافى، غير العنيف والمريض اوالبطاش بالمرأة، وبالحب الذي ينكره الآخر وبالتدريج. واللازمة التي سيقترحها علينا هؤلاء وأولئك هو ضبط غدد الكراهية والبغض واطلاقها في وجوه الجميع نساء ورجالا، عشاقا ومغرمين، نخبا وجمهورا عريضا. هذه حروب العرب والمسلمين القادمة.

17. بماذا تشبّهين عملية الكتابة؟ ولماذا يشعر المتلقي بأنك تكتبين من أجل الانتقام وصب اللعنات والويلات، ولماذا يغص عالمك بالألم ولا يجد القارئ فيه مكاناً للفرح؟
لم اتضايق يوما من شحة سروري، فالتشاؤم عندي خصب والشك يريح أعصابي، بالرغم من كوني شديدة المرح أطلق الفكاهة في وجوه اصحابي، لكنني اخفي وراءها ألألم الرقراق. يسخر منا الفرح كثيرا ولم التق بحياتي مخلوقا فرحا، بالرغم من انني اردد في بعض الأحيان؛ افرحي فالله يحب الفرحان. ولكن هذا عبث. هي صيرورة وجودية لا علاقة لها بصب اللعنات على القارىء ولا أحد من الكتاب ينوي عمل ذلك. أكتب نصا طويلا عن الوحدة، وحدتي، التي تحولت إلى طريقة عيش ونظام غذائي وسلوكي، فحملتها على محمل الجد والتقدير، فوثقت بها المراحل الأكثر اشراقا وإبداعا في حياتي.

18. ما هي أنواع الكتب التي تجتذبك وتجدين متعة في قراءتها؟ وما مديات تواصلك مع الرواية العربية في العراق؟
أقرأ الشعر كثيرا، وفي كثير من الأحيان أحاول القيام بترجمته كما عملت مع أحد نصوص الكاتبة الفرنسية ذائعة الصيت هيلين سيكسو. اقوم بهذا من اجلي بالدرجة الأولى فهو يعلم اتقان الشطب، والاكتناز في المعاني. أقرأ العلوم وأعشقها فعلا فهي تبوب فوضى دماغي. بالتأكيد أقرا الرواية العالمية المترجمة عن اللغات الحية. أقرأ الكتاب الورقي، أفضله. تستهويني وما زالت رائحة الورق واصابعي وهي تكتب الملاحظات بين الهوامش. لا يصلني من العراق أي شيء فأنا لا اعرف ماذا يحصل إلا عبر الصحافة العربية وبعض الصحف العراقية. أتابع فعليا ما ينشره الكاتب العراقي المهاجر أو المقتلع، أو ال بين بين، الذين يتوزعون بين أمكنة لا تخطر على البال.

19. أية فكرة تشغل بالك الآن؟
اتصور حالي في حالة اطلق عليها نفاس الكتابة. امرأة تكتب في حالة من الانتشاء من هذا فهو يعلمها السكنى في بيوت من اصطفيتهم فعلا، فالتقي بهم ما بين الجادات العريضة ومقاعد المترو والقطارات السريعة، والوسائد النظيفة التي انام فوقها. هم أرقي وسهادي، صحتي وسقمي.



#هديل_عبد_الرزاق_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا أيتام أوطاننا
- صور نضال المرأة في أدب عالية ممدوح الروائي
- الجولة الأخيرة
- تمثّلات حضور الآخر في القصة العربية الحديثة
- رحلة البحث في الذات والوجود عند ذي الرمة... قراءة في إحدى قص ...
- انزلاق
- تمظهرات الخطاب الاستشراقي، في إطار نزعة القوة، والفوقية، وال ...
- تجليات حضور الآخر في أدب ميسلون هادي القصصي
- أضغاث ذاكرة .. قصة قصيرة
- خلل المنهج النقدي في موازنة الآمدي ... قضية (السرقات الشعرية ...
- مضيق الحناء.. البنية الغرائبية... دلالة جمالية للتعبير عن مس ...
- كل الأشياء - قصة قصيرة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - هديل عبد الرزاق أحمد - بمناسبة صدور كتابها الجديد (الأجنبية)، عالية ممدوح تؤكد أنها مجموعة هويات لم تنجز بعد