أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - حميد شباط العدو الأول للحكام الجزائريين















المزيد.....

حميد شباط العدو الأول للحكام الجزائريين


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حميد شباط العدو الأول للحكام الجزائريين
ورقة لوضع المزيد من العصي في عجلة المغرب العربي


اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، السلطات المغربية، بغض الطرف عن التصريحات التي أدلى بها حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، سيما تلك المتعلقة بضرورة بلورة استراتيجية رسمية لاستعادة الصحراء الشرقية المغربية المحتلة من طرف الجزائر. واعتبر أن تصريحات من جدا القبيل تعتبر بمثابة هجوم صريح على الجزائر وضد نظامها السياسي.
إن تصريحات شباط النارية بهذا الخصوص أرعبت قصر المرادية وحكام الجزائر وأرعشت نظامهم السياسي، واعتبروها هجوما سياسيا ومحاولة للنيل من النظام الجزائري. وقد أكد عمار بلادي على أنه كان من المفروض أن تقوم السلطات المغربية بمعاقبة حميد شباط.
ولم تقف درجة ارتعاش الحكام الجزائريين عند هذا الحد وإنما فاقتها إلى حد التشكي مما يعتبره دما وتشويها للسمعة وقدحا ، الذي أضح يعاني منها النظام الجزائري من قبل جملة من المسؤولين المغاربة. في واقع الأمر إن المسؤولين الجزائريين انزعجوا من تصريحات شباط خاصة أنه زعيم حزب كبير يشكل أحد دعائم الائتلاف الحكومي. ولم يفوت المسؤولون الجزائريون فرصة الظهور في صورة المظلوم لكن القادر على الدفاع عن أرضه.
وهذا في وقت سبق فيه الإعلان عن شبه اتفاق بين مسؤولي البلدين على تقييم صريح وصادق لمختلف أوجه طيف العلاقة الثنائية والعمل على تهييئ الشروط الكفيلة لإنجاح عملية التكثيف التدريجي والعملي لهذه العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية في مناخ سلم.
فهل قصر المرادية اختار التستر بهكذا ورقة التوت، واستغلال تصريحات شباط واعتباره العدو الأول للجزائر، غير مسبوق النوع والصنف، لتغطية خطة وضع المزيد من العصي في عجلة المغرب العربي وعرقلة كل ما يستوجب تفعيله من قرارات شجاعة انفضح أمر القائمين على الحكم بالجزائر بخصوصها؟
إن التعاطي الأخير مع قضية إعادة فتح الحدود تبيّن بجلاء خطة "التغطية بورقة التوت" التي كشفتها ردود أفعال قصر المرادية إزاء تصريحات حميد شباط وشخصيات مغربية أخرى. وما دام الموقف الرسمي هو عدم قبول فتح الحدود ، فقد تظاهرت الجزائر بموافقتها على الفتح لكن شريطة تحقيق شروط "تعجيزية" منها:
أولا: "يجب على المملكة وقف تشويه سمعة الجزائر في وسائل الإعلام في الاجتماعات العالمية وأمام الشخصيات الدولية."
ثانيا: "على المغرب القيام باستثمارات في الوسائل المالية واللوجستية الكبيرة لحماية الجزائر من الاتجار بالمخدرات والتهريب."
ثالثا: " على المغرب الإقرار بالموقف الجزائري حول الصحراء واعتماده، أي اعتبار القضية تصفية الاستعمار وحلحلتها في الأمم المتحدة."
وهكذا ضمن جنرالات الجزائر التخلص من الإحراج بخصوص إعادة فتح الحدود بقذفهم للكرة، بهذه الطريقة في ملعب الجار الغربي. إنه تشخيص مفضوح لخطة "التستر بورقة التوت"، وذلك كسبيل للتغاضى عن الحقائق التاريخية والموضوعية والطرفية من أجل تبرير رغبتهم الواضحة في الإبقاء بشكل مصطنع دائم على الوضع القائم. وهذا لأن حكام الجزائر أضحوا محرجين منذ مدة لما يفهمه الرأي العام الدولي بخصوص قواعد حسن الجوار وضرورة التعاون وحق المواطنين في التنقل، والتي تعد قيما دولية لا يمكن تقييدها بشروط، والأكثر من ذلك بادعاءات سياسية غير مبررة.
كما أن خطة "التستر بورقة التوت" كشفت بوضوح ندم جنرالات الجزائر على الإعلان السابق بقبول بلدهم بفصل العلاقات الثنائية بين الجارين عن تطور ملف الصحراء. علما أن المغاربة كافة يعتبرون الجزائر، بكل تأكيد، طرفا في هذا النزاع المفتعل، ويعلمون علم التقين أن مسؤولية قصر المرادية التاريخية والراهنة، وانخراطه الدبلوماسي وتعبئته السياسية والمؤسساتية ومسؤوليته الإنسانية تظل جلية وواضحة تماما بهذا الخصوص.
وإذا كانت قضية الصحراء المغربية تعتبر قضية وطنية جوهرية ومصيرية في نظر المغاربة، يتشبث ، فإن الشعب الجزائري ، من جهته، يعبر عن انتظارات وطموحات وانشغالات بشأن قضايا أخرى وطنية ومغاربية والتي يراها أكثر أهمية بالنسبة إليه من النزاع المفتعل الذي أثقل كاهل الشعبين لعقود ورهن الكثير من إمكانيات التنمية. إن قصر المرادية وجنرالات الجزائر يضعون قضية الصحراء في صلب العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية وبذلك يصدون كل أبواب تفعيل المغرب العربي بأي شكل من الأشكال. وانكشف هذا الأمر أكثر عندما احترم المغرب بشكل كامل، المقاربة التي تم وضعها بخصوص التعاطي مع العلاقات الثنائية، والتي أريد لها أن تحمي المسلسل الثنائي وتترك، بالموازاة مع ذلك وبشكل منفصل، البلدين يدافعان عن وجهتي نظرهما حول قضية الصحراء. وها هم جنرالات الجزائر تنكرون ، مرة أخرى، لالتزامات قطعتها الجزائر، وبذلك يرهنون مصير المنطقة بمعاكستهم، جملة وتفصيلا، تطلعات الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، ولاسيما حقهما في حرية التنقل والتعاون على بناء غد أفضل. والمحصلة المتوقعة من هكذا تصرف هو الوصول إلى نقطة قطيعة أخرى في العلاقات المغربية الجزائرية، لأنها السبيل لضمان تحكم الجنرالات في مصير الجزائر والجزائريين.
وكشفت خطة "التستر بورقة التوت" بشكل أكثر وضوح أن قصر المرادية وجنرالات الجزائر طرفا أساسيا وجوهريا في النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية، وبذلك انفضحت أكذوبة "الجزائر طرف محايد".
لقد وجد الحكام بالجزائر في خطة "التستر بورقة التوت" السبيل المواتي حاليا لعرقلة كل الجهود من أجل تحسين العلاقات المغربية الجزائرية.
وقبل هذا انفضح أمر حكام الجزائر عندما كشف دحو ولد قابلية، وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري - في رد سلبي على المساعي التي ظل المغرب يبذلها من أجل إيجاد حل نهائي لملف الحدود المغلقة مع الجزائر - عن تعزيز بلاده للحدود مع المغرب بـ 24 مركز مراقبة جديدا. وقد غلفّ ذلك بالقول إن الحكومة الجزائرية وجدت نفسها ملزمة ومضطرة إلى الانتقال من مستوى تهيئة ظروف العيش الملائمة لسكان المناطق الحدودية، من مناصب شغل وآليات تشغيل، إلى مستوى الردع لمواجهة ظاهرة التهريب.
عموما إن نحن وضعنا كل ما انكشف أمره بخصوص المواقف الرسمية الجزائرية السالفة الذكر، فلن نجد أي داع للاستغراب أو المفاجأة.
إنها كلها جاءت كرد فعل الجزائر على جملة من المستجدات داهمت الدبلوماسية الجزائرية في ظرف وجيز وأضجعت مخاوفه من مرقدها. و منها نجاح المغرب في تفكيك لغم مشروع المقترح الأمريكي، الداعي إلى توسيع مهمة بعثة الأمم المتحدة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، والذي خلف صدمة في دوائر القرار بالجزائر، خصوصا في الطريقة التي تصرفت بها عواصم مؤثرة مثل موسكو والصين، وهي الأقرب إلى الجزائر من المغرب تاريخيا، وكذا توافق العواصم الغربية على ضرورة التقارب المغربي الجزائري كمدخل لحل النزاع في الصحراء، وهو ما ظلت الدبلوماسية الجزائرية تتجنبه ترسيخا وتكريسا لشعارها التاريخي ويافطتها المضللة في مواجهة المغرب ، والتي مفادها أنها غير معنية بالصراع، وأن موقفها يتمترس في خانة وفائها لمبدأ تقرير مصير الشعوب . ومنها أيضا التصريحات التي صدرت عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الرباط قبل وصوله إلى الجزائر، والتي أقرّت باستعداد تركيا للوساطة بين المغرب والجزائر، وتأكيده على عدم اعتراف تركيا بالجمهورية الوهمية التي ظلت الجزائر ترعاها بقوة في كل المنتديات، بل وتبوئها وزنا غير طبيعي في أولويات العمل البدلوماسي للجزائر. ومنها كذلك
‎ المقاربة الجديدة التي أضحى يعتمدها المبعوث الأممي، كريستوفر روس ، والتي اختارت وضع المغرب والجزائر وجها لوجه في ملف الصحراء، من خلال فتح قنوات موازية، مما أسقط في الماء دواعي التمثيلية للصحراويين التي ظلت الجزائر ترعاها عبر الجمهورية الوهمية التي تدعمها داخل التراب الجزائري وتموّلها على حساب مصالح الشعب الجزائري ومن ماله ، مما ضيّق هوامش الرقعة التي اعتادت الجزائر أن تتحرك فيها بخصوص ملف الصحراء دون أن ينكشف أمرها أنها فاعلا أساسيا وليس مجرد طرف محايد يدافع عن مبادئ إنسانية سامية. وما جز أكثر في نفوس جنرالات الجزائر تقدير الأمين العام للأمم المتحدة، "بان كيمون"، للدعم الذي يقدمه المغرب لجهود المنظمة الدولية ، الرامية إلى إيجاد حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
ولم يقف حكام الجزائر عند الحد، إذ أن المخابرات الجزائرية هي التي كانت وراء إشاعة مرض الملك محمد السادس مؤخرا، وذلك لإثارة البلبلة بالمغرب من جهة، ومن جهة أخرى لغرض التغطية على مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والذي تم التستر عليه قبل أن يفضح الأمر.
وهذا إن دل عن شيء، فإنه يدل عن سعي جنرالات الجزائر الحثيث إلى قطيعة جديدة بين الجارين، قد تتغير معطياتها مع تطور الظروف، علما أن أهم وصفة مكنت بقاء الجنرالات في سدة حكم الجزائر من وراء الستار تكمن في أطروحة "خطر العدو الخارجي المستدام : الجار الغربي للجزائر".



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر ...والانحدار إلى المجهول
- كيف يتم خداع الجماهير؟
- خصام العلم والأخلاق والسياسة
- مغاربة يقاتلون بسوريا هل هي ظاهرة أو مجرد حالات معزولة
- الهروب من السجون والمعتقلات من الحماية إلى اليوم
- 2013 المغرب تحت مجهر التقارير الدولية
- قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي
- -لادجيد- المخابرات العسكرية أو الخارجية : ظلها في كل مكان
- هل من الحكمة المطالبة بإلغاء معاش البرلمانيين والوزراء الساب ...
- ضرورة فضح الديون الكريهة -المكسي بديال الناس عريان-
- فاز -الإصلاحيون- في إيران فهل تتحسن العلاقات المقطوعة بين ال ...
- المغرب: السلفيون يلجون السياسة من بابها الواسع
- الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الاسباني هل بات المغرب يشك ...
- اغتصاب الأطفال عندنا أضحى مقلقا جدا عندنا
- ضلّلونا بأكثر من مقلب
- الجزائريون ينتظرون رئيسهم من سيحصل على تأشيرة ولوج قصر المرا ...
- لا حديث عندنا إلا على الأزمة فما هي مشكلتنا بالضبط؟
- الجنرال إدريس بنعمر العلمي أسد حرب الرمال الذي أسر الرئيس ال ...
- إذا انكشف السبب سقط العجب: خبايا الرد الجزائري العنيف للمطال ...
- الفاسدون وما أدراك بالفاسدين


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - حميد شباط العدو الأول للحكام الجزائريين