أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف خوري لطيف - لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟















المزيد.....

لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الصراع الدائر فيما يعرف بدول الربيع العربي، لايمت بعلاقة لحرية شرعية للصناديق الإنتخابية ولا لديمقراطية حقيقية كما يدَّعي الإسلاميين، كما أنه ليس صراع سياسي بين أحزاب وقوى وطنية، بل هو حرب ثقافية وصراع فكري على الهوية الحضارية بين ثقافة الإسلاميين وثقافة الدولة العلمانية الحديثة، من تابع بدايات الثورة المصرية يتأكد أن الإسلاميين حاولوا طمس ملامح مدنيتها وحضارتها وهويتها المصرية، ورأينا كيف حاولوا فرض ثقافتهم الماضوية مغلفة بثياب قُدسية لترهيب الشعب لو حاولوا الإقتراب لأفكارهم المتطرفة لتركيع المصريين وتكميم أفواههم والسيطرة عليهم بإسم الدين، أنه عينه نفس الصدام الحضاري الذي تكلم عنه المفكر الأمريكي صامويل هنتنغتون في كتابه «صراع الحضارات»

فمنذ عقود خططت دول الغرب ولاسيما أمريكا وبريطانيا لرعاية الإسلاميين المتطرفين لإستخدامهم في نشر هذا الصراع الطائفي والديني في بلدانهم فيما بعد، وهذا المخطط ما أكده النائب العمالي البريطاني جورج غالوي في محاضرة- يونيو 2012 بعنوان " مؤامرة سايكس بيكو الثانيه على العرب " وهو معروف بآرائه المناهضة للحرب قال فيها : { تقسيم العرب هذه المرة سيأتي على أساس الإختلافات الطائفية والمذهبية إن جرى إستخدامها كوسيلة لتحريض المسلمين حتى إقتتالهم بعضهم لبعض، وجعلهم يتنافسون في التحالف مع الدول الغربية التي وضعت هذه الخطة، وأن الحقيقة المحزنة بدأت تظهر جلياً أن العرب سيخضعون لـ «سايكس بيكو» الثانية كما خضع معظمهم لسايكس بيكو الأولى... كيف يحققون هذا؟ أولا: عن طريق المبالغة بأهمية الإختلافات بين المسلم السُنَّي والمسلم الشيعي، مادام المسلمون يتقاتلون ويكره بعضهم بعضا ويخاف بعضهم بعضاً، لن يلاحظوا أن ثرواتهم تُسرق من أيديهم، وأن بلادهم تحتل وأن القوات الأجنبية موجودة فعلاً في عواصمهم، فالقدس بين يدي جيش أجنبي والعرب لايفعلون شيئاً حيال ذلك ولن يفعلوا... يجب ألا تصدقوا مايقال أن الغرب يفضل مسلماً على آخر أنهم لايأبهون على الإطلاق.. والمؤامرة الثانية هو خلق شقاق مزيف بين العرب وإيران وأنها تخطط لكيفية جعل الجميع يعتنقون طائفتهم... عليكم تجنب سايكس بيكو الثانية مهما بلغ الثمن، لأنها ستؤدي لتفكيك بُلدانكم وإلى تحالفات هشة تكاد تشبه الإنقسام بين الغرب والشرق أبان الحرب الباردة التي قسمت أوروبا لأكثر من نصف قرن... بريطانيا وأمريكا هما المؤيدان الرئيسيان للديكتاتوريات في العالم العربي سابقاً وحالياً... أرجوكم لاتصدقوا أنهم يهتمون بدياناتكم أو بطائفتكم، كل ما يهمهم هو الإستمرار بالتحكم والسيطرة على العالم العربي بسبب الثروات الموجودة في أرضه وبسبب أهمية موقعه الإستراتيجي التي يتمتع بها }
ولم نفاجأ بتصريح السفيرة الأمريكية في مصر آن باترسون بقولها: « أن مرسي رئيس منتخب والقيادة الأمريكية تعارض الحكم العسكري في مصر»، وهم الذين يتغنون بالحريات وحقوق الإنسان، فأمريكا الآن راضية كل الرضى عما يحدث الآن في مصر من صراعات وإنقسامات وصلت حد الإقتتال بين أطياف المصريين، بين سُنَّة وشيعة وبين مسلمين ومسيحيين، وبين الفصائل الإسلامية المتناحرة فيما بينهما، فدول الغرب تعلم أن التاريخ الإسلامي عبر عصوره يقول أن التيارات الإسلامية تتحد فيما بينها على عدوها المشترك، ثم ما تلبث أن تتناحر فيما بينها ليقضي الأقوي فيهم على باقي الفصائل حين يصل ويسيطر على سلطة الحكم الإسلامي الفاشي بديكتاتورية أكثر على الشعوب وهذا ما حططت له وسعت إليه دول الغرب. وهذا ما ذكرته هيلاري كلينتون بقولها« لن يكلفنا غزو العرب شيئاً بعد الآن، سنقضي عليهم بأيديهم»
فما يهم دول الغرب هو تناحر شعوب المنطقة للوصول لمخططاتهم بإلغاء الإتفاقية الحدودية لسايكس بيكو الأولى، لتفتيت الدول المتناحرة كما حدث بالسودان والعراق والآن يحاولون تفتيت مصر و سوريا، فهي حدود سياسية كانت تخدم مصالح القوى الإستعمارية لا شعوبها العربية وآن الآوان لإلغائها لأنها لم تعد صالحة لمصالحهم وأطماعهم ليحل محلها مخطط حدودي جديد، وساعدهم في هذا الإستعداد النفسي لشعوب المنطقة العربية واللعب على مشاعر التدين لتقبل الشعوب الخطاب الديني لحكوماتها الدينية فاشية التي يتم فيها التسبيح لرؤسها الدينيين والتمجيد بحمدهم ليلاً ونهاراً، والحقيقة هو أن ستار الدين ماهو إلا لقمع الشعوب وتركيعها لتقبل حكم دكتاتوري يتفق مع مصالح القوى الإستعمارية بشكله الجديد.
كتب المفكر اليساري الأمريكي واليهودي نعوم تشيكوفسكي مقالة في الجارديان قبيل قيام ثورة 25 يناير وقبل تنحي مبارك، قال فيها أن الولايات الأمريكية ليس لديها أي مشكلة مع الإسلاميين ولا مع معتقداتهم، لأنها تبحث عن " مبارك إسلامي"، يحافظ على مصالحها.

وفي مقابلة له مؤخراً في منتصف يونيو 2012 مع جريدة الأخبار اللبنانية بعنوان «سايكس بيكو تنهار» قال:{ أن سايكس بيكو اليوم تتحطم بعد مرور قرن واحد عليها،وأن كثيرا مما يجري على الأرض سببه الحدود المفروضة من الإمبريالية التي لا علاقة لها بالشعوب، والتي تقطع أوصال المجموعات البشرية، وحول من سيصنع الحدود الجدية: الشعوب؟ أم الامبريالية مجدداً؟ الشعوب؟ أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً، لكن العالم لا يسير هكذا. ربما في يوم ما. لكن ليس اليوم}
وهذا ما دعى باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية لهدم نظام بشار ودعم الحكم الديني، لإعتقداه أنه مع الوقت سيخضع العرب لسايكس بيكو الثانية كما خضعوا للأولى، لهذا تعمل أمريكا الآن جاهدة على ألا تستقل مصر سياسياً وإقتصادياً لضمان مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة، فمصر لديها من الإمكانيات والمقومات ما يجعله من الدول الكبرى والتي تستطيع أن تقود المنطقة العربية كلها بعيداً عن سيطرة القوى الإستعمارية وعلى رأسها الولايات الأمريكية وبريكانيا.
ولكن جاءت ثورة المصريين مخيبة لآمال الأمريكان بعدما إنكشفت الصفقة المشبوهة لرئيسهم الأمريكي باراك أوباما مع الإخواني خيرت الشاطر والتي قام فيها بشراء 40% من مساحة مصر ممثلة في شراء أرض الفيروز سيناء الغالية على قلب كل مصري لأنها تذكره بما دفعه فيها لإستردادها بالغالي والنفيس من دماء وأرواح المصريين في حرب1973،أرض الفيروز سيناء الحبيبة.

لهذا كانت ثورة30 يونيو نقطة فاصلة في تاريخ الشعب المصري بل وتاريخ المنطقة العربية لأنها أجهضت المخطط الأمريكي الذي ما زال يدعم حكم الإخوان وسياستهم الفاشية، لهذا لم يعترف أوباما بسقوط شرعيتهم وشرعية مرسي أمام جحافل المصريين التي خرجت لتدوس على شرعية زائفة فرضها علينا المستعمر الجديد، تلك الثورة التي كانت بمثابة معجزة أذهلت العالم حين خرج أكثر من ثُلث المصريين لإسقاط مرسي وجماعته وأهله وعشيرته وحكمه الديني الديكتاتوري الذي لم يستمر أكثر من سنة ومهلة48 ساعة هو عمر حكم الإسلام السياسي في مصر.

أن أمريكا واسرائيل أصبحتا الآن في ورطة بسبب ما يحدث في العالم العربي، إن أمريكا وأوروبا يخشيان حقاً من إقامة ديمقراطية حقيقية في المنطقة تتطلع إليها الشعوب العربية، حتى لاتستقل الدول العربية عن دول الغرب، لهذا نجد أن أمريكا وإنجلترا - وحليفتهما المملكة السعودية ذات الإتجاه الإسلامي الأصولي المتطرف - على رأس هذه الدول الغربية التي ترعى وتدعم في حضنها الإسلاميين ذوي الفكر الإسلامي المتطرف، لمواجهة المد القومي للشعوب في سبيل تحقيق حرياتهم بديمقراطية حقيقية.
وها هم المصريين بثورتهم الثانية المجيدة أثبتوا أنهم شعب واعي سيتصدوا لأي مخطط لتفتيت أرضهم وأرض أجدادهم، ولن يتهاونوا بالتفريط في سيناء التي تشهد الآن معارك دامية بين الجماعات الجهادية الإسلامية والجيش المصري الباسل بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي أفشل المخطط الأمريكي، وجعل أوباما في موقف المسائلة أمام الكونجرس الأمريكي عما أهدره من 8 مليار دولار هم ثمن شراء سيناء، لإعطائها لحركة حماس لتخفيف كثافة الغزاويين عن كاهل من حركة حماس وتتكفل مصر بمعيشتهم فهم الأهل والعشيرة الذين كفلهم مرسي وجماعته!

ثورات الربيع العربي ماهي إلا موجة خريف إستعماري غربي في ثوبٍ جديدٍ بالإستعانة بحلفائهم من الإسلاميين المتطرفين أصحاب الإسلام السياسي الأصولي، لتفتيت المنطقة والسيطرة على شعوبها بإسم الدين لسرقة ثرواتهم الغنية ولو بسفك دمائهم والتناحر فيما بينهم.
حفظ الله مصر وشعبها من كل معتدي وخائن ومحتل، لتظل واسطة العِقِد تقود شعوب المنطقة للحرية والديمقراطية الحقيقية.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}
- حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب
- الحاكم بأمره، وشعب البلاك بلوك
- أخي المسلم، أنت لستُ كافراً


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف خوري لطيف - لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟