أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - كم من العرفاء سيصبح لدينا؟














المزيد.....

كم من العرفاء سيصبح لدينا؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 09:55
المحور: كتابات ساخرة
    


جرّد الرئيس الأمريكي العميد احتياط جينيس كاربينسكي, وهي امراة من رتبتها العسكرية وتخفيضها إلى رتبة عقيد. وكانت الكولونيل( الآن) كاربينسكي رئيس معتقل أبوغريب عندما تعرض المعتقلون العراقيون لاعتداءات من جانب بعض الجنود الأمريكيين في السجن المذكور سيء الذكر,والذي احتل هذا المركزالمرموق منذ أيام الحقبة السوداء التي جثمت على صدر العراق لمدة خمسة وثلاثين عاما بالتمام والكمال,ختمها الفرعون الأكبر بقيلولة مطولة في وكر مع الجرذان.والناس في بلاد الله الواسعة تفتخر ببناء الجامعات, والمستشفيات, ومراكز الأبحاث وأماكن الترفيه ,فيما يقوم العربان ببناء السجون ,التي تسرطنت وأصبحت معروفة ومشهورة للقاصي والداني,وتمارس أعمالها بكل سرية, ولا يعرف أسرارها سوى الله والغاطسون في بحور المخابرات .ويدل كثرة أعدادها على أن هذه الشعوب كلها خارجة عن القانون ,وبحاجة لإصلاحيات لتعيد لها رشدها ووعيها وثنيها عن غيها.وبدلا من أن تسأل ,المواطن أوالمثقف العربي من أية جامعة أو معهد علمي تخرجت , صار لزاما عليك أن تسأله أولا في أي معتقل سجنت ,وكم سنة من "الخبرة" لديك ,وبكم زنزانة انفرادية وجماعية تنقلت.

وقال البيان إن العميد كاربينسكي مذنبة بهجر الخدمة, ومتهمة بإخفاء حادثة اعتقال تتعلق بسرقة من متجر. ويقول مسؤولون أمريكيون إن التحقيق طال معلومات عن القبض على العميد كرابينسكي للاشتباه في قيامها بسرقة "مستحضرات تجميل"- تصوروا تفاهة الأمريكان - من متجر في قاعدة جوية وعدم قيامها بإبلاغ رؤسائها بالحادث.ومهما تكن الآراء في موضوع قضية أبو غريب وتفاعلاتها ,فإن فيها ولاشك شيء من الشفافية التي نفتقرها كثيرا في غابات العربان المترامية الأطراف.ولا شك أيضا أن هذه "الحركة التأديبية" قد تكون مسرحية إعلامية هدفها تجميلي بحت ,رغم أن الرئيس بوش ليس بحاجة لها كونه ضمن فترة رئاسية ثانية وأخيرة لغاية العام 2008.ومن المعلوم أيضا أنها يمكن أن تكون أيضا كبش فداءscapegoat كما صرحت هي بنفسها ذات يوم,وأن المسؤولين الكبار عما جرى من حروب ,وفظاعات, وانتهاكات, هم خارج دائرة المساءلة, والعقاب, ويتمتعون بالحصانة ,والأبهة, والتمترس وراء الشرعية, وفي أعلى مراكز القرار.إذن, جاءت هذه العقوبة الأخيرةعلى خلفية حادثة أخرى بالدرجة الأولى لا علاقة بما حدث بسجن أبو غريب رغم أن ذيول الحادثة ماتزال ماثلة في الأذهان.

وقد اعتقد البعض أولا أن هذه العقوبة قد أتت بشكل رئيسي على خلفية قضية أبو غريب, لكن تبين لا حقا أن لها سببا آخر.سامح الله هؤلاء الأمريكان "الظلمة" على هذا التعسف بحق العميد(العقيد لاحقا) جاربينسكي .فهل من أجل تعذيب بضعة سجناء تمت إماطة اللثام عن وضعهم,فيما أصبحت هذه الممارسات جزءا من الحياة اليومية في إصلاحيات العربان,وفقدان قليل من مستحضرات التجميل لا تساوي بضعة دولارات تحال هذه الجميلة الشقراء إلى القضاء وتجرجر في المحاكم؟ وتخفض رتبتها العسكرية وتشرشح في الفضائيات؟أهكذا تعامل السيدات في البلاد التي يتشدق أصحابها بحقوق الإنسان؟والسؤال الأهم ألا يستحق هذا الوجه الجميل "شوية" مستحضرات تجميل؟

والآن ماذا لو طبقت هذه "القوانين الجائرة" على بعض من جنرالات العربان الذين أبلوا بلاء حسنا ,وتركوا أثرا طيبا في السجون ,والبنوك ,"وساحات النضال"؟وكم من العرفاء سيكون لدينا عندما تطبق مثل هكذا قرارات؟وإذا كانت بضعة دولارات قد أفقدت جاربينسكي رتبة عسكرية ثمينة في واحد من أقوى جيوش البشرية على الإطلاق,فما هي الرتبة التي سيصل إليها أولئك الذين لم يشبعوا من شفط الدولارات في كانتونات الأعراب ؟وهل سيبقى لهم أي تصنيف آدمي ,أو عسكري بعد ذاك؟وسيكون هناك جحافل من الجنود والعرفاء والمجردين من شرف الجندية يقفون طوابيرا طويلة بانتظار حكم القضاء. ولما تبقى لدينا عند ذاك ,واحسرتاه, جنرالات يلبسون البذات الفاخرات ,والمرقطات ,المرصعات بالنياشين ,والأوسمة ,والميداليات التي توشح الصدورعن "حروب الردة" التي خاضوها ضد الأطفال والنساء والفقراء في أحزمة البؤس الجرداء.

والسؤال الأهم كم من مستحضرات التجميل سيُستهلك لتنظيف اليد والوجه واللسان؟ولماذا لايسرق أي جنرال أية مكياجات؟ والكارثة الكبرى أنه بعد كل "قرصنة"مفضوحة يقوم بها البعض ,وكل مخالفة كبرى ترتكب,وكل إساءة مؤلمة تلطخ وجه الأوطان الجميلة ,وبدل أن يُنحى مرتكبوها ,وينالوا جزاءهم العادل ,تراهم يُرقون ,ويحتفى بهم ويعاملون كأبطال فاتحين ,ويرفلون ويتنعمون بما كسبت يمناهم .واللهم لاحسد ,ولا اعتراض ,وصحة و"جميل وهنا".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم الأسباب في لبس البراقع واللثام
- ياليتهم علمانيـون
- متى تكسر جميع الخوابي والجرار؟
- فيـلم عربي طويـل
- محاكمـة البعـــث
- من يجرؤ على محاكمة أكثم نعيسة؟
- عِشْ ودعْ الآخـرين يمـوتون
- ثقافـة التسـامح
- في زيارة خاصة لأكثم نعيسة
- ما ليس عرضـيًا
- العجـوزالشمطـاء
- أمـن الأمريــكان
- على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟
- صبـرًا آل دليـلــة
- تكريساَ لمبدأ المواطنـة
- المرحـلة التاريخيـة
- ما أروعـك أيتها العروبـة
- المفســدون في الأرض
- على القـوائم السـوداء
- الحصـاد المُـــر


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - كم من العرفاء سيصبح لدينا؟