أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - طرق نقل الأفكار إلى الآخرين و فهم الرأي الآخر














المزيد.....

طرق نقل الأفكار إلى الآخرين و فهم الرأي الآخر


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 10:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد استخدم أفلاطون المحاورة في صياغة ونقل الأفكار إلى الآخرين ، وقد حققت طريقته النجاح في بناء ونقل أفكاره , وقد استخدم هذه الطريقة الكثير من المفكرين منهم جاليلو ، وتم استخدام الجدل والمحاورة الذاتية مثلما فعل ديكارت في التأملات ، وكانت هذه الطريقة فعالة أيضاً في صياغة ونقل الأفكار .
و قديماً استخدمت الطريقة الشعرية في رواية الملاحم المتضمنة للأفكار ، وكانت قد استخدمت في أول الأمر القصص والروايات لنقل الأحداث والأفكار المتضمنة فيها .
وقد كانت الأمثال الأكثر استخداماً وفاعلية في صياغة ونقل الأفكار والمعاني، ونحن نلاحظ هذا الكم من الأمثال لدى أغلب الشعوب .
والآن هناك طرق كثيرة لصياغة ونقل الأفكار المستخدمة في التربية والتعليم الابتدائي والثانوي والجامعي، وباقي طرق ووسائل الإعلام والتواصل ، وإن طرق صياغة ونقل الأفكار تحظى دوماً باهتمام كبير ، لأهميتها وفاعليتها ، وبالتالي تأثيراتها الكبيرة .
إن معرفة وفهم فكر و وجهة نظر الآخر ليس بالأمر السهل ، فهو صعب لعدة عوامل منها :
1_ لا يمكن معرفته إلا بطريقة غير مباشرة ، أي محاولة تمثيله بالوقوف مكانه، وهذا صعب لأنه يحتاج إلى قدرات كثيرة .
2_ عدم أهمية رأي الآخر بشكل مباشر ، فهو لا يهمنا بشكل مباشر يفرض علينا السعي لمعرفته وفهمه ، فذاتنا ورأينا هو المحسوس والمهم لنا .
3_ عدم توفر معلومات كافية لبناء ومعرفة الرأي الآخر فأغلبه محجوب عنا .
لذلك من الأسهل على كل منا اعتماد رأيه و فرضه على الآخر ، وهذا ما يفعله أغلبنا ، فخياراتنا هي الواضحة والملموسة والمعروفة، أما خيارات ودوافع الآخر فغير ظاهرة بوضوح لنا، وبالتالي أهميتها وتأثيرها بالنسبة لنا ضعيف ، فكل منا يحاول فرض دوافعه وخياراته على الآخرين ، كما يقوم الآخرون بفرض خياراتهم علينا . ولا بد من تنظيم ذلك طالما نحن والآخرون موجودون ويجب أن نبقى معهم شئنا أم أبينا .
من سوء التصرف وعدم فاعليته فرض خياراتنا على الآخرين , إلا في حالات خاصة وبعد معرفة دوافعهم وخياراتهم والأوضاع التي نحن جميعاً موجودون فيها.
إن معرفة دوافع وخيارات الآخر ورأيه وكذلك معرفة الوضع العام ، بالإضافة إلى معرفة دوافعنا وخياراتنا ثم السعي إلى إجراء صفقة مناسبة لنا وله هو المطلوب , فالصفقات نقوم بها نحن والآخر ، فكيف نحقق ذلك بمشاركة الآخر ومراعاة دوافعه ورأيه ، ودون فرض خياراتنا عليه ؟
هنا المشكلة ، ويمكن أن تحل ، أو هي حلت بوضع الأنظمة والأعراف والقوانين الاجتماعية بكافة أشكالها .
إن معرفة وفهم الآخر هامة وضرورية في حالة التعامل معه ، ففي كافة العلاقات الاجتماعية يلزمنا فهم ومعرفة الآخر ، لكي يتم التعامل معه بفاعلية وكفاءة ، وهذا ما قد حصل ، فقد تكيفت الانفعالات والعواطف بناء على فهم ومعرفة الآخر .
فالتعاطف والمشاركة والتقمص .. كلها آليات غريزية متوارثة ، مهمتها فهم ومعرفة الآخر والتواصل معه بفاعلية .
فالحياة البشرية الاجتماعية تكيفت بما يسهل التعامل والتواصل مع الآخر بشكل انفعالي تعاطفي غريزي . وكان هذا قبل نشوء اللغة ، وبعدها اتسع فهم الآخر وأصبح التعاطف والمشاركة بناء على الإشارات واللغة والدلالات الانفعالية يسهل فهم الآخر .
وكلنا يعرف ويفهم الانفعالات ودلالاتها الكثيرة بمجرد النظر والملاحظة للآخر ، فيمكن نقل وتبادل المعلومات الكثيرة عن طريقها .
ونشوء اللغة سهل فهم الآخر والتواصل معه من جهة ، وطور وعقد العلاقات البشرية من جهة أخرى , وبالتالي صعب فهم ومعرفة الآخر وما يفكر فيه- لزيادة الاحتمالات الممكنة في فك رموز ومعاني اللغة - وذلك نتيجة تطور المعارف والعلوم والعلاقات البشرية بشكل كبير ، وكان ذلك وبشكل خاص نتيجة سيطرة الكثيرين على انفعالاتهم وعلى الإشارات والدلالات الغريزية التي تظهر الوضع الداخلي للإنسان وبالإضافة إلى الكذب والمجاملة والتحايل وإظهار عكس الواقع .....الخ ، كل ذلك صعب فهم الآخر ، وخاصة إذا كانت هناك فروقاً في البيئات الاجتماعية والفكرية والعقائدية واللغوية .
والعقبات الكبرى في الوقت الحاضر في طريق فهم الآخر هي تعقد الأوضاع ، وبشكل خاص اختلاف الانتماءات ولاسيما المراجع، فالدلالات الفزيولوجية والنفسية والانفعالية واللغوية تداخلت مع بعضها ومع ما تم اكتسابه من عادات و معارف و ثقافات كثيرة مختلفة .
قدرات التواصل البشرية الخارقة تجعل كل إنسان عالم نفس
إن الذي مكن الروائي من بناء وتشكيل أو خلق الشخصيات في القصص والروايات والمسرحيات والأساطير .. هو قدرته على تمثٌل مشاعر وأفكار الآخرين عن طريق التواصل الفكري واللغوي والنفسي والانفعالي والحسي والرمزي ...الخ .
وكما ذكرنا مضامين الرسائل المتبادلة في اللقاءات المباشرة أوسع بكثير مما نتصور, وكل منا يملك قدرات تواصل أوسع بكثير من اللغة المحكية ، ( اللغة المحكية بما تتضمنه من نبرات الصوت وطريقة الإلقاء .....الخ لها قراءاتها ومدلولاتها ومعانيها الفكرية والنفسية ).. والإعجاز في هذه القدرات ما يشاهد لدى الكثير من الأدباء والروائيين في بناء وخلق الشخصيات والحوادث والمواقف .. لا يمكن أن يحدث دون وجود بنية تحتية له ، أي مؤهلات وقدرات وعناصر لازمة له .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائنات الفكرية
- الإحساس والوعي والتفكير 3 ( التفكير)
- الإحساس والوعي والتفكير 2 (الوعي)
- الإحساس والوعي والتفكير
- كيف تعامل الإنسان مع التفكير والدماغ
- نشوء وتطور الدماغ
- التكاثر لدى الكائنات الحية , ونشوء الذكر والأنثى
- العدالة والإنصاف والمساواة بين البشر
- والتعصب الانتماء والعنصرية
- إن التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر
- التفكير الأولي والتفكير بالتفكير
- أمنّا الحياة
- محاولة لفهم الأسس العصبية للأحلام
- كيف نشأت أنظمة الحكم الديمقراطية ,وكيف نطورت.
- نحن البشر كيف نفكر
- العلم أم الفن
- حل لغز - سبعة -
- كيف نبنى أحكامنا .
- الإيحاء وغسيل الدماغ
- الإعلام الورقي والإعلام الإلكتروني


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - طرق نقل الأفكار إلى الآخرين و فهم الرأي الآخر