أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسني إبراهيم عبد العظيم - الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بين الإنسان والبيئة 4















المزيد.....


الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بين الإنسان والبيئة 4


حسني إبراهيم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 02:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رابعاً: العوامل الإيكولوجية كوسائل للوقاية والعلاج:

إذا كانت البيئة تمثل أحد مصادر حدوث المرض وانتشاره, فإنها من جانب آخر تعد إطاراً عاماً يحمي الإنسان من المرض من خلال ما تقدمه من وسائل للوقاية من المرض من جهة, وعلاج لبعض الأمراض من ناحية أخرى, ولقد أدرك الإنسان هذه الحقيقة منذ القدم.

ولقد تأكدت العديد من الحقائق العلمية حول إسهام العناصر البيئية المختلفة في الوقاية والعلاج. فالبيئة الطبيعية بعناصرها المختلفة (الشمس – الهواء – الماء – التربة - إلخ) تسهم في وقاية الإنسان من المرض, فالحياة بجوار البحر وضوء الشمس والهواء النقي تساعد على وقاية الإنسان من المرض, حيث أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يساعد على الوقاية من المرض –مثل مرض لين العظام- كما أن مياه البحر المالحة تقي الإنسان من بعض الأمراض الجلدية, وتعد مياه البحر بوجه عام علاجاً لبعض حالات الاكزيما وحساسية الجلد. (المكاوي 1995 : 190-191).

ولذلك نلاحظ أن نوعية الأمراض تختلف باختلاف البيئة, ففي مجتمع الوادي الجديد في مصر –وهي منطقة صحراوية جافة تقع في الجنوب الغربي للقطر المصري- نجد أن الظروف البيئية تمنع حدوث العديد من الأمراض المنتشرة في أماكن أخرى, حيث تندر الإصابة بالأمراض الصدرية المعدية كالدرن, كما يقل معدل الإصابة بالتيفوئيد والالتهاب السحائي, وتنعدم تماماً الإصابة بمرض البلهارسيا. (حسين 1990 : 169).

إن دور البيئة كعامل للوقاية من المرض يتعاظم إذا استطاع الإنسان المحافظة على عناصر النسق البيئي في توازنها, حيث أن وجود المساحات الخضراء يؤدي إلى تزايد معدل الأكسجين في الهواء, وانخفاض مستوى الغازات الأخرى الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون, وهو ما ينعكس بالطبع على مستوى الصحة العامة في أي مجتمع. (عبدالعظيم 2000 : 19).

والواقع أن التحدي الكبير الذي يواجه الإنسان في الوقت الراهن هو كيفية إدارة سطح الأرض, بحيث يمكن المحافظة عليها وعلى مختلف عناصرها, ومن ثم المحافظة على ذلك التنوع العظيم للحياة والوصول إلى التوازن الطبيعي للنسق البيئي, بعدما أحدث الإنسان تغييراً في المناخ بفعل تدخله اللاعقلاني والجائر في مكونات هذا النظام, ينبغي أن يتعلم الإنسان كيف يمزج العناصر الطبيعية مع العناصر غير الطبيعية ليصل إلى ذلك التوازن الحيوي, مستنداً إلى حقائق الإيكولوجيا. (Gates 1994 : 588).

إن التوازن بين عناصر النسق الإيكولوجي, يجعل من هذا النسق مصدراً غنياً بالعناصر الوقائية العلاجية بما يحويه من أنواع نباتية وحيوانية مختلفة, بالإضافة إلى العناصر الأخرى غير الحية.

والحقيقة أن النباتات والأعشاب تتسم بخصائصها الطبيعية, وخواصها العلاجية أو الوقائية بالنسبة لأمراض معينة, وترجع هذه الخاصية إلى وجود بعض المواد الكيميائية في النباتات لها تأثير معين على الجسم, وتضم الأعشاب مجموعة كبيرة من النباتات التي تحتوي على مركبات كيميائية ذات تأثير محدد تعرف بالمادة الفعالة التي تستخدم في الأغراض العلاجية, وتستخدم الأعشاب أو النباتات الطبيعية إما مباشرة في صورة أعشاب مجففة كما هو معروف في الممارسات الطبية الشعبية, أو قد تستخلص منها المادة الفعالة التي تدخل في تركيب المستحضرات الطبية. (خليل 2006 : 317).

وقد كان المصريون القدماء من أوائل الشعوب التي اهتمت بالنباتات والأعشاب الطبية ودرستها وتعرفت عليها واستخدمتها في كافة النواحي العلاجية, وظهر منهم الأطباء العشابون Herbalists الذين تخصصوا في هذا المجال, ودونوا كثيراً من الوصفات الطبية في بردياتهم Papyrus بعض تلك الوصفات ما يزال مستخدماً حتى الآن, وأثبت الطب الحديث فاعليتها, وكان من أشهر المختصين في هذا المجال «أمنحتب» الذي أحبه المصريون القدماء وقدسوه واعتبروه إلهاً للطب .. ثم توالى بعد ذلك الاهتمام بالنباتات الطبية في مختلف المجتمعات بدءً بالإغريق, مروراً بالرومان والعرب, حتى العصور الحديثة. (خليل 2006 : 317-318).

ففي العصور الحديثة اعتمد الإنسان على الأنواع النباتية والحيوانية, ليس لأغراض علاجية فقط, وإنما لأهميتها الدينية والثقافية أيضاً, فالنباتات ما تزال تمثل مصدراً هاماً للعلاج, وتلعب دوراً أساسياً في الطب والصحة العامة, ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) يعتمد ما يقرب من 88% من سكان العالم الثالث بصورة أساسية على الطب التقليدي المستخرج من النبات من أحل المتطلبات الأولية للصحة, وفي الصين –حيث يوجد أكثر أنماط الطب التقليدي شهرة وعمقاً- تم تسجيل أكثر من خمسة آلاف نبات, يستخدم آلف وسبعمائة منها في الأعراض المرضية العامة, وفي أماكن أخرى -كالهند- تم تسجيل ثمانية عشر ألف نبات, يستخدم منها ألفان وخمسمائة لأغراض علاجية وجمالية (مستحضرات التجميل والعطور) كما أن القارة الإفريقية تعد من أوسع الأقاليم اعتماداً على المستحضرات العشبية في إعداد العقاقير الطبية. (Anyinam 1995 : 322).

وقد دفع ذلك منظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات «يونيدو» UNIDO إلى التعاون مع منظمة الوحدة الإفريقية في إجراء دراسات ومشروعات حول جدوى النباتات والأعشاب في ثمانية عشر مركزاً للتجارب العلمية منها على سبيل المثال مصر والكاميرون, وذلك بهدف حصر المصادر الطبيعية للثروة النباتية الطبية في إفريقيا, وتم في المرحلة الأولى تحديد وتصنيف ما يقرب من ألف نبات طبي يستخدم في ممارسات العلاج الشعبي, كما تجرى في نطاق هذا المشروع دراسات مكثفة حول ثروة النباتات والأعشاب الطبية الموجودة في المنطقة الاستوائية الإفريقية وما أدت إليه من نتائج فعالة في علاج حالات الحمى والروماتيزم والسعال والملاريا وغيرها من الأمراض. (إبراهيم 1992 : 184- 185).

والواقع أن الاهتمام بالنباتات والأعشاب كوسائل علاجية لا يقتصر فقط على القارة الإفريقية أو دول العالم الثالث, بل إنها تتجاوز ذلك إلى الدول المتقدمة, حيث تؤكد بعض الإحصاءات الرسمية أن حوالي 25% من المستحضرات الطبية في الدول الصناعية المتقدمة تأتي من مصادر طبيعية خالصة, في حين تشتق 25% أخرى من مصادر طبيعية بعد معالجتها بصورة ما. (Anyinam 1995 : 327).

هذا فيما يتعلق بالبيئة الطبيعية, أما فيما يتعلق بالبيئة بالمعنى الاجتماعي- الثقافي فإن لها دور هام في الوقاية من المرض ومواجهته ومحاصرته بعدة طرق.
فالحقيقة أن البيئة الثقافية تلعب دوراً هاماً في مدى إقبال أفراد المجتمع على الاستفادة من الموارد الطبيعية للبيئة, فإذا كانت البيئة الطبيعية تحوي مصادر للعلاج مثل الأعشاب الطبية, والعيون المائية والرمال (التي تستخدم لعلاج الروماتيزم) والمعادن والأحجار, فإن البيئة الثقافية تحدد معتقدات الأفراد حول جدوى هذه الأشياء, كما تفرز هذه البيئة متخصصون شعبيون في العلاج بتلك الأشياء. (المكاوي 1995 : 190-191).

فالنسق الطبي الشعبي (أو ما يعرف أحياناً بالطب الإثنولوجي) يتضمن بعض وسائل العلاج الشعبي المعتمدة على النباتات والأعشاب المحلية, كما يتضمن كذلك المعتقدات والعادات الشعبية المرتبطة بالصحة والمرض والتي يكون لها وظيفة صحية كامنة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة الجيولوجية, وتزخر المجتمعات المحلية الصحراوية –كالوادي الجديد في مصر- بالعديد من الممارسات والمعتقدات المتعلقة بعلاقة العوامل الإيكولوجية بالصحة والمرض. (حسين 1990 : 16- 17).

وقد أنتجت البيئة الثقافية –كما سبق أن أوضحنا- مجموعة من المتخصصين في ممارسة العلاج الشعبي, منهم المعالجون بالطقوس السحرية والدينية, والمعالجون بالأعشاب, ومجبروا العظام Bone settlers والذين يستخلصون العقاقير من النباتات والحيوانات والطيور (هم أشبه ما يكون بالصيادلة) والذين يستخدمون بعض أجزاء الحيوانات المفترسة في العلاج كالجلد والعظام والأنياب. فكل هؤلاء الممارسين يمثلون جزءً من نسق الطب الشعبي. (Anyinam 1995 : 322).

ويمثل العطار أحد الممارسين البارزين في نسق الطب الشعبي, فالعطارة تمثل أحد العناصر الرئيسية في هذا النسق, إذ أنه يعرف أعراض المرض, ويحدده, ويصف الدواء العشبي اللازم, وما على المريض إلا أن يحكي له الأعراض التي يشكو منها, ويدفع ثمن العلاج ويأخذه, وقد نال بعض العطارين شهرة واسعة بسبب خبراتهم العميقة في العطارة العلاجية. (المكاوي 1990 : 226- 227).

وقد أوضحت دراسة أكاديمية أن للعطار دور واضح في علاج بعض الأمراض, ففي مصر يلجأ العديد من مرضى الالتهاب الكبدي Hepatitis إلى العطار لشراء بعض الأعشاب الطبية اللازمة لعلاج ذلك المرض, ومن أهم الأعشاب التي تصرف في هذا الصدد: الحبة السوداء (حبة البركة), زيتونة إسرائيل, البلح المر, حلف البر وكلها أعشاب تخفف آلام المرض, وتساهم في العلاج. وينال العطار ثقة كبيرة من جانب المترددين عليه, لأنهم يعتقدون اعتقاداً جازماً في قدرته على العلاج, ولديهم قناعة مسبقة بجدوى العلاج بالأعشاب وأهميته. (عبدالعظيم 2000 : 189).

وهناك بالإضافة إلى العطار المعالجون بالكي, حيث يقوم بعض الأفراد من البدو المقيمين في المناطق الصحراوية المصرية بإجراء عملية الكي في عدة مناطق بالجسد لعلاج الالتهاب الكبدي كالساقين والذراعين والظهر والبطن, كما انهم يمارسون أنماطاً أخرى من العلاج الشعبي كالخزم والحجامة والفصد (إنزال الدم من الرأس في حالة الشكوى من بعض الأعراض كالصداع وآلام العين). (عبدالعظيم 2000 : 189).

كما يعد «عسل النحل» من أهم المصادر البيئية في الوقاية والعلاج, وقد كشف الطب الحديث عن أهمية العسل في علاج العديد من الأمراض مثل الروماتيزم والالتهاب الكبدي والأمراض الجلدية, كما أن هناك العديد من المعتقدات حول القيمة العلاجية والوقائية لعسل النحل في أغلب المجتمعات, فالمعتقد الشعبي المصري –على سبيل المثال- حول العلاج بالعسل معتقد راسخ يمتد بجذوره إلى الحضارة المصرية القديمة والديانات السماوية, ولقد توصل المصري إلى الحقائق العلمية المتعلقة بالعلاج بالعسل من خلال خبرته الواقعية المتراكمة, ولم يعتمد على الخيال المجرد, وإنما ارتكز على دقة الملاحظة والخبرة الحقيقية بالبيئة المحيطة به, وقد انعكست أفكار الناس عن العسل في العديد من الأمثال الشعبية. (يوسف1995 : 464).

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن القرآن الكريم قد أشار إلى أهمية العسل وذلك في قوله تعالى: -;-وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ-;- سورة النحل، الآيتان: «68 و69» وهناك أحاديث نبوية كثيرة في هذا السياق, منها قوله –صلى الله عليه وسلم-: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل, وشرطة محجم, وكية نار, وأنا أنهي أمتي عن الكي) - لمزيد من التفاصيل انظر: ابن قيم الجوزية, الطب النبوي, تحقيق وتعليق عبدالغني عبالخالق وآخرين, المكتبة الثقافية, بيروت –بدون تاريخ, ص38.

الخلاصة مما سبق أن هناك تضافر بين عناصر البيئة الطبيعية, وعناصر البيئة الثقافية الاجتماعية في تقديم مصادر علاجية وأساليب وقائية للمرض, وهذا ما يؤكد القضية الأساسية في هذه الدراسة وهي أن البيئة الثقافية تستوعب في إطارها البعد المادي الطبيعي وتتجاوزه إلى آفاق أوسع تتضمن مجمل العناصر الاجتماعية والثقافية.

فالبيئة النقية تمثل إطاراً صحياً للحياة, والثقافة تضفي العديد من المعاني والمعتقدات والقيم التي ترسخ أهمية عناصر البيئة الطبيعية في الوقاية والعلاج, فمياه البحر وهواؤه تجعل فئة اجتماعية معينة كالصيادين يتمتعون بسمات صحية جيدة, حيث يمثل البحر قيمة متميزة في المعتقد الشعبي لجماعات الصيد, وتدور حوله الكثير من المعتقدات والممارسات التي تكشف عن هذه المكانة, فهو رمز الشفاء والطهر والبركة, وهو السبيل للتخلص من التأثيرات السلبية كالسحر والحسد والمرض, هذا بالإضافة لكونه رمزاً للرزق والخير, كما يعتقد أفراد هذه الجماعة أن شرب ماء البحر له قيمة وقائية وعلاجية, حيث يعتقدون في قدرته على شفاء الأطفال الذين يعانون من أمراض لا يرجى شفاؤها, وشفاء أمراض الصدر وتورم القدمين والزلال, وكذلك الروماتيزم, وتطهير الجروح, وتطهير الجلد في حالة الإصابة بالطفح الجلدي وحمو النيل, كما أن هواء البحر يعد علاجاً جيداً للسعال الديكي, وتستغل أشعة الشمس الساطعة فوق مياه البحر لعلاج حالات الضعف والهزال الذي يعاني منه الأطفال, كما أن الرمال تعد إحدى وسائل العلاج لأمراض الساقين, وبوجه خاص الروماتيزم. (الحناوي 1995 : 423- 461).

يتبين إذاً مما أوردناه في هذا المحور تلك الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها البيئة –بأبعادها الطبيعية والاجتماعية والثقافية- للوقاية من المرض وعلاجه, وقد كشفنا عن مدى تدعيم الثقافة للمعتقدات الخاصة بأهمية العلاج بأحد مصادر البيئة المتعددة, وأتضح أهمية نسق العلاج الشعبي المعتمد على مصادر البيئة النباتية والحيوانية وكذلك العناصر غير الحية, والأمر اللافت في هذا السياق هو اتجاه المؤسسات الصحية الرسمية نحو الاعتماد على العناصر النباتية الطبيعية في نظم الدواء الخاصة بها.

إن التحليل الذي قدمناه في هذه الدراسة تكشف عن عمق العلاقة بين اللأبعاد الإيكولوجية والمرض, وهي بدورها إحدى صور علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها التي تشكلت عبر فترات زمنية طويلة, ومن خلال تراكمات ثقافية عميقة.

خاتــمة:

انطلقت هذه الدراسة من فرضية عامة وهي أن المرض ظاهرة اجتماعية- ثقافية معقدة وليس مجرد حدث بيولوجي طبي خالص. وبالتالي فإن تفسيره وفق إطاره العضوي الضيق يمثل إهداراً للفهم المنهجي السليم, وبناءً على ذلك فإن للمرض جوانب عديدة, من أبرزها البعد الإيكولوجي.

وقد كشفت الدراسة عمق الارتباط بين حدوث المرض وانتشاره والعوامل الإيكولوجية التي تتضمن عناصر البيئة الاجتماعية والثقافية, فذلك الارتباط يضرب بجذوره في أعماق التاريخ منذ بدء الوجود الإنساني على الأرض, وأوضحت الدراسة أن العلاقة بين العوامل الإيكولوجية والمرض علاقة جدلية معقدة تتأسس على محورين: الأول يتمثل في كون البيئة –بأبعادها المتعددة- مصدراً لحدوث المرض وانتشاره, والثاني في كونها مصدراً هاماً للوقاية والعلاج, والإنسان هو المؤثر الأساسي في جعل البيئة سبباً للمرض أو مصدراً للعلاج؛ تبعاً لعلاقته بالبيئة التي يعيش في إطارها.

واستناداً إلى ذلك, فإننا نرى أن التعاون بين علماء الاجتماع وعلماء الطب والمهتمين بالبيئة في مواجهة المرض ليس أمراً منهجياً مهماً وملحاً فقط, وإنما فوق ذلك مهمة إنسانية وأخلاقية رفيعة.

مراجع الدراسة:

أولاً: المراجع العربية:

1- إبراهيم, محمد عباس (1992) المدخل إلى الأنثروبولوجيا الطبية, الجزء الأول: الثقافة والمعتقدات الشعبية, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية.
2- الحناوي, فاتن أحمد علي (1995) الطب الشعبي الساحلي: مدخل لدراسة العلاقة بين الثقافة والبيئة, بحث مقدم إلى المؤتمر الأنثروبولوجي الأول: أنثروبولوجيا مصر, كلية الآداب ببني سويف, جامعة القاهرة.
3- الخشاب, عبير السيد (2003) الأبعاد الاجتماعية للصحة والمرض في المناطق العشوائية: دراسة ميدانية على منشأة ناصر, رسالة ماجستير, كلية الآداب - جامعة القاهرة.
4- الخفاف, عبد علي (2001) الجغرافيا البشرية: أسس عامة, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع, عمان.
5- المكاوي, علي (1990) علم الاجتماع الطبي: مدخل نظري, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية.
6- ــــــ (1995) البيئة والصحة: دراسة في علم الاجتماع الطبي, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية.
7- الموسوي, محمد صادق (1989) إسهام الإيكولوجيا البشرية في دراسة الصحة والمرض, رسالة دكتوراه, كلية الآداب, جامعة الإسكندرية.
8- النور, أسامة وشلابي, أبوبكر (1995) تاريخ الإنسان حتى ظهور المدنيات, منشورات شركة إيلجا, مالطة.
9- حسين, علية حسن (1990) البيئة والصحة والمرض, بحث مقدم إلى مؤتمر الأدوار الاجتماعية للأنثروبولوجيا, لشبونة- البرتغال.
10- خليل, نجلاء عاطف (2006) في علم الاجتماع الطبي: ثقافة الصحة والمرض, مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة.
11- شحاتة, عاطف محمد (1992) مقدمة في علم الاجتماع الطبي: الكتاب الأول: السوسيوماتية, مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة.
12- صبحي, نبيل (1992) الأنثروبولوجيا الطبية وخدمة قضايا الصحة والمرض في مصر, الكتاب السنوي لعلم الاجتماع, العدد الثالث, دار المعارف, القاهرة.
13- عبدالعظيم, حسني إبراهيم (2000) العوامل الإيكولوجية والمرض: دراسة سوسيو-انثروبولوجية لمرضى الكبد, رسالة دكتوراه, كلية الآداب ببني سويف, جامعة القاهرة.
14- عبدالمقصود, زين الدين (1981) البيئة والإنسان: علاقات ومشكلات, دار البحوث العلمية, الكويت.
15- عطية, فيليب (1995) أمراض الفقر: المشكلات الصحية في العالم الثالث, سلسلة عالم المعرفة, العدد 161, الكويت.
16- غيث, عاطف (1990) قاموس علم الاجتماع, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية.
17- يوسف, سوزان السعيد (1995) عسل النحل والتراث الشعبي, بحث مقدم إلى المؤتمر الأنثروبولوجي الأول: انثروبولوجيا مصر, كلية الآداب ببني سويف, جامعة القاهرة.

ثانياً: المراجع الأجنبية:

1- Anderson, Ray & May, Robert (1991) Infectious diseases of humans: dynamics and control, Oxford university press, Oxford.
2- Anyinam, charles (1995) Ecology and ethno medicine: exploring link between current environmental crisis and indigenous medical practice, Soc., Sci & Med. Vol. 40, No: 3.
3- Bagon, w(1994) Environment, Encyclopedia Americana, vol.10-;- Grolier incorporated, Danbury.
4- Bennetl, Jhon (1994) Human ecology, Encyclopedia Americana, vol 10, Grolier incorporated, Danbury.
5- Cohen, Mark (1989) Health and the rise of civilization, Yale university press, New Haven.
6- Croll, Niel & Cross, John (1983) Human ecology and infectious diseases, Academic press, N. Y & London.
7- Damjanov, Ivan (1994) Human disease, Encyclopedia Americana, vol. 9, Grolier incorporated, Danbury.
8- Fabrega, Horacia (1974) Disease and social behavior: an inter disciplinary perspective, The MIT Press, Massachusetts.
9- Field, David (1976) The social definition of illness, In Tuckett, David (ed.) An introduction to medical sociology, Tavistock publication, London.
10- Gates, David (1994) Ecology, Encyclopedia Americana, vol.9, Grolier incorporated, Danbury.
11- Hahn, Robert (1995) Sickness and healing: an anthropological perspective, Yale university press, N. H & London.
12- Holland, Celia, et.at.,(1988) Intestinal Helminthiases in relation to the socio-economic environment of panamian children, Soc. Sci & Medicine, vol.26, No.2.
13- Hunter, Jhon (1996) Introduction to Guinea warm on the eve of its departure: Dracuncliasis transition, health effects, ecology and control, Soc., Sci & Med. Vol. 43, No. 9.
14- Klitzman, Susan & Stellman, Jeane (1989) The impact of the physical environment on the psychological well-being of office workers, Soc., Sci & Med. Vol. 29, No. 6.
15- Mechanic, David (1987) Medical Sociology, The free press, N.Y.
16- Montero, Darrell & McDowell, Judith (1986) Social Problems, Macmillan Publishing Company, N.Y.
17- Nwosu, Alphonsus (1983) The human environment and helminthes: a bio-medical study of four Nigerian villages, In Croll, N. & Cross, Jhone , human ecology and infectious diseases, op.cit.
18- Park, Kyung & Clifford, William (1989) sex differentials in cardiovascular mortality: an ecological analysis, Soc., Sci & Med. Vol 29, No: 7.
19- Pederson, Duncan (1996) Disease ecology at a crossroad: man made environment, human rights and perpetual development utopias, Soc., Sci & Med. Vol. 43, No: 5.
20- Pflanz, Manfred & Keup, Heinrich (1977) a sociological perspective on Concepts of disease, International Journal of Social Science, vol. xxix, No.3.



#حسني_إبراهيم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بي ...
- الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بي ...
- الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بي ...
- التصنيفات العلمية للاتصال الإنساني 2
- التصنيفات العلمية للاتصال الإنساني 1
- في سوسيولوجيا المعتقد الشعبي: نظرة عابرة
- التحرش الجنسي وتراجع منظومة القيم في المجتمع العربي
- إقصاء المرأة العربية سابق على وجودها: قراءة في جدلية العلاقة ...
- مفاهيم سوسيولوجية حديثة 10.علم الاجتماع الإنساني Humanist S ...
- مفاهيم سوسيولوجية حديثة 9.العنف الرمزي Symbolic violence
- مفاهيم سوسيولوجية حديثة 8. رأس المال الرمزي Symbolic capital
- مفاهيم سوسيولوجية حديثة 7. رأس المال الثقافي
- أخطاء يجب أن تصحح في الفكر الإسلامي:المرأة لم تخلق من ضلع أع ...
- عبد الرحمن بدوي ودحض أخطاء المستشرقين في نقد القرآن (2)الموا ...
- عبد الرحمن بدوي ودحض أخطاء المستشرقين في نقد القرآن: قراءة ف ...
- مفاهيم سوسيولوجية حديثة 6- رأس المال الاجتماعي Social Capita ...
- هؤلاء الجاهلون . . لماذا يتطاولون على الرسول؟
- منهجيات في دراسة الاتصال
- سوسيولوجيا العواطف
- مفاهيم سوسيولوجية حديثة 4 – «الاشتمالية» Panopticism


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسني إبراهيم عبد العظيم - الأبعاد الإيكولوجية للمرض: تحليل سوسيولوجي لجدلية العلاقة بين الإنسان والبيئة 4