أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - (خرافات) الاسلام الأعرابي : مرسي ولي الله !!














المزيد.....

(خرافات) الاسلام الأعرابي : مرسي ولي الله !!


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(ان احد الدوافع الرئيسة لصنع الخرافة هو: خلق أفكار حول بطل ما كي يتخلص من مشكلة ما ، عن طريق نقلنا إلى عالم الأحلام و المنامات ..! ).
تقول الحكاية : ان رئيسا لمصر في زمن العولمة كان يدعى مرسي ..وكان مرسي يموت عشقا بحب الكرسي. وعلى الرغم من انه كان رئيسا منتخبا إلا ان حشود الملايين قد انتفضت عليه وطالبت باسقاطه . بعدما فوجئت ان هذا الرئيس لا يحسن إلا مهنة الخطابة . و اية خطابة ! انها خطابة القصاص والوعاظ الذين يداعبون احاسيس وعواطف بسطاء الناس بامثالهم وحكاياتهم الشعبية. لقد ملّ الشعب والعسكر من سماع تلك الخطب ، الرنانة الطنانة ، التي تخوض في جميع الشؤون والخالية من كل مضمون . قررا تنحيته احتراما لمكانة العقل المصري. لكن انصاره رفضوا عزل مرسي ، الرئيس الشرعي . لانه كان يحكم بالشريعة . شريعة الغاب التي بدأت بتقديم قرابينها على مرأى ومسمع من فضائيات العالم . ومن العلامات الفارقة على تطبيق الشريعة التي اراد مرسي حكم الناس بها ما جرى في ( ابو النمرس )عندما راح الانصار من ابناء الاهل والعشيرة - مهللين ومكبرين - ينهشون لحوم ابناء جلدتهم تحت انظار ابي الهول ! فقال الشعب : يا للهول !! سنؤكل يوم اكل الثور!. فلبى العسكر النداء وكان ما كان ..)
اذن البطل ، الرئيس في مشكلة ولا بد من صنع الخرافة حيث عوالم المنامات و الاحلام التي تستهوي اسماع السذج من عامة الناس.
فـ (خرج الشيخ أحمد عبدالهادي من وعاظ جماعة الإخوان المسلمين ، على المعتصمين قائلا : إن بعض الصالحين في المدينة المنورة أبلغه برؤيا أن جبريل عليه السلام دخل في مسجد رابعة العدوية ليثبت المصلين . وأنه أيضا رأى مجلساً فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، والرئيس مرسي والحضور. فحان وقت الصلاة ، فقدّم الناس الرسول ولكن الرسول قدّم مرسي ). اما الحلم الاخر و كما يروي عنه الشيخ عبدالهادي : ( أنه شاهد صحراء بها 50 جملاً وبها شباب وأطفال صغار يلعبون في الرمل ولكن مع الوقت جاع الشباب والإبل واشتد بهم العطش فكان الفزع لله ومع اشتداد الاستغاثة بالله انفلقت الأرض فخرجت ساقية ارتفاعها 10 ادوار تقلب الارض وشربت الابل وشرب الناس والأطفال وسمع الناس صوتا : ارعوا إبل الرئيس محمد مرسي)(هذه الاحلام مقتبسة من مقال : جبريل نزل الى رابعة العدوية ومرسي يحكم 8 سنوات ، مصطفى سليمان).
حقا انها احلام غرائبية عجائبية ، لكن الاعجب و الاغرب و الاكثر سذاجة منها هو التبرير والتفسير لاسباب ذكر تلك الخرافات . وهنا نقتبس بعض النصوص التفسيرية من المقال السابق الذي نشره موقع قناة العربية بتاريخ 12 يوليو 2013) :
( أما الداعية الإسلامي الشهير د.خالد الجندي فيرى أن مثل هؤلاء الشيوخ والوعاظ إنما يقولون مثل هذه الأقاويل من قبيل الشحن المعنوي لفريق المؤيدين ، فهؤلاء الوعاظ مهمتهم في مثل هذه الأحداث تفعيل العامل النفسي للمعتصمين وهذا حقهم ، كما أن من حق الفريق الآخر أن يعمل على رفع معنوياته".ويقول د.خالد الجندي للعربية نت ، "أما الرؤيا في حد ذاتها فعهدة صدقها وكذبها على صاحبها وقائلها فقط ولا يترتب عليها أمر من الأمور الشرعية ، كما أن رؤيا الأنبياء حق ولا يجوز لأحد أن يدعي كذبا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قال أحد إنه رأى النبي فليس لنا أن نكذبه أو نصدقه وإنما يقع صدق الرؤيا أو كذبها على من قال بها ).
لقد حاول كاتب المقال ان يضيف بعض التفسيرات الاخرى مثل النفسية والصوفية مستعينا بشهادات الاطباء النفسيين والخبراء بشؤون الحركات الاسلامية ، طامحا الى استيفاء الموضوع من جوانبه المتعددة. وعلى الرغم من كل ذلك الجهد فانه لم يمس الجانب الجوهري الذي اسس لانتشار مثل تلك الخرافات في خطابات المسلمين . ان هؤلاء المشايخ الوعاظ هم اسلاف اولئك القصاص الذين ادخلوا كل الحكايات والقصص العجائبية في تراث المسلمين والذين ظهروا في زمن معاوية وبتشجيع منه. فقد نقل الشيخ محمود ابو رية في كتابه عن ابي هريرة الحديث الاتي : أخرج الزبير بن بكار في اخبار المدينة عن نافع وغيره من اهل العلم قالوا : لم يقص في زمان النبي (ص) ولا في زمان أبي بكر ولا في زمان عمر ، وانما القصص محدث ، أحدثه معاوية حتى كانت الفتنة ، وقد فتح الباب للقصاص في المساجد والمحافل ليقصوا له ما يهواه ).
وكم تمنينا ان تكون موضوعات او ثيمات ذلك القص ادبية بحتة ، تؤسس لفن جميل مثل الرواية التاريخية او الملاحم اليونانية التي عرفت في الغرب ، لكن اجواء ذلك القص كانت ذات طابع سياسي قد غلف بثوب ديني. ولم يكتف هؤلاء القصاص الوعاظ بسرد الاحلام و المنامات على الناس بل ذهبوا ابعد من ذلك عندما اسندوها الى النبي (ص) (بوصفها احاديث منقولة عن لسانه) . ومن تلك الخرافات ما رواه ابن كثير في تفسيره عن ابي هريرة أنه قال : سمعت رسول الله يحكي عن موسى على المنبر ، قال : ( وقع في نفس موسى هل ينام الله عز وجل ؟ فارسل الله تعالى اليه ملكا فأرقه ثلاثا ، و اعطاه قارورتين ، في كل يد قارورة ، و امره ان يحتفظ بهما ، فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ، ثم يستيقظ فيحبس احداهما عن الاخرى ، حتى نام نومة فاصطفقت يده فانكسرت القارورتان ).
وقال ابو هريرة : كنا مع رسول الله في سفر، فقال : يا ابا هريرة ، أ معك شيء ؟ قلت : تمر في مزود ، قال : جيء به ، فأخرجت تمرا ، قال : فمسه ودعا فيه ، ثم قال : ادع عشرة ، فاكلوا حتى شبعوا ، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله . وبقي من تمر معي في المزود : فقال يا ابا هريرة : اذا اردت ان تأخذ منه شيئا فادخل يدك ولا تكفه ، قال فأكلت منه حياة النبي ، وأكلت منه حياة ابي بكر كلها ، وأكلت منه حياة عمر كلها ، وأكلت منه حياة عثمان كلها ، فلما مات عثمان انتهب ما في يدي ، و انتهب المزود . ألا اخبركم كم اكلت منه ؟ أكلت منه أكثر من مائتي وسق ).
هناك العشرات بل المئات من مثل تلك الروايات التي اسسست لذلك الخطاب الديني الخرافي الوعظي المعاصر الممزوج بعوالم حكايات الف ليلة وليلة ، والذي جعل من مرسي وليا صالحا في المنام ورئيسا شرعيا في العيان.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام الاعرابي يستمد قسوته من بيئة الصحراء
- الاسلام الاعرابي يحوّل مصر الى قطعان بربرية
- حكاية عراقيَين وسعوديَين تكشف عن طبيعة تفكيرهم : ( اقلب المر ...
- الجهل الأعرابي الذي يصف ( 150 ) مليون شيعي بالكفار يجب ان يج ...
- أخلاق ملوك الأعراب ..القصر الاموي مثالا
- السب والشتم عادة أعرابية احياها بنو أميّة
- كاره شهير للإسلام الأعرابي والصهيونية يحل ضيفا على سوريا
- صناعة (الفرس المجوس) و صنيع الأعراب ..
- سجادة -صفوية- تُباع ب (33) مليون دولار على شخص أعرابي !
- نابليون بونابرت يعلن : نحن المسلمون الحقيقيون !!
- اعتنق الاسلام الأعرابي .. تصبح جزارا بامتياز
- هدم الاضرحة وحرب الايقونات بين البروتستانتية والوهابية
- عصبية الأعراب قيمة عابرة لحدود الاديان
- تصنيع .. ثقافة القطيع
- ابن تيميّة شيخ الاسلام الأعرابي
- يزيد أمير الأعراب ..
- الاستشراق وقصص الحكواتية والأعراب
- اللحية السفليّة تثير السخريّة ..
- ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!
- شواهد من خطب الاسلام العربي .. عبد الملك السعدي انموذجا


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - (خرافات) الاسلام الأعرابي : مرسي ولي الله !!