أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مصر الآن.. صراع بلا وسيط!















المزيد.....

مصر الآن.. صراع بلا وسيط!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة أطراف في مصر هي الآن "الصراع" و"وقوده"؛ إنَّها: "التيَّار الإسلامي"، وهويتدرَّج في اللون نفسه، وفي القَلْب، أو المركز، من هذا التيَّار، جماعة "الإخوان المسلمين"، وحزبها، والرئيس المصري (المنتخَب، المعزول، المحتَجَز، المعتقَل) محمد مرسي؛ والتيَّار الذي يُمثِّل خليطاً من قوى وأحزاب وجماعات يَجْمعها العداء (المتزايد حِدَّةً) لجماعة "الإخوان المسلمين" على وجه الخصوص؛ والجيش (أيْ المؤسَّسة العسكرية، أو البيروقراطية العسكرية) الذي قاده وزير الدفاع السيسي سياسياً بما زَجَّ به في أتون هذا الصراع، وجعله طرفاً من أطرافه؛ أمَّا "الوسيط المصري"، أو "العنصر المصري" الذي لديه من "الأهلية السياسية" ما يسمح له بالتوسُّط لإنهاء وحل وتسوية هذا الصراع المتفاقِم، فلا يَشْغُل حيِّزاً يُعْتَدُّ به في الحياة السياسية المصرية الآن؛ وهذا ما يُكْسِب "الوسيط الخارجي" الآن مزيداً من الوزن والثِّقَل والأهمية؛ وإنَّ على هذا "الوسيط (الذي يَضُم، في المقام الأوَّل، الولايات المتحدة والسعودية وقطر)" أنْ يَعْرِف (وهو يَعْرِف) أنْ لا أسهل من تسوية (ليست بتسوية) تُرْضي طرفاً بعينه، وما أصعب من تسوية (هي التسوية) تُرْضي الأطراف جميعاً (ولو رضي بها كل طرف على مضض).
وكلُّ هذا الذي حدث ويحدث كان ممكناً اجتنابه لو..
لو كان لثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى قيادتها السياسية الثورية المنظَّمة الخاصَّة بها. لو كان لها، لاجتمعت هذه القيادة في ميدان التحرير، ولقرَّرت (وأعلنت) وثيقة دستورية مبدئية، مع ما يشبه "خارطة طريق"، ولأَمَرَت الجيش بالتزامها، وبالتعاون مع هذه القيادة، لإلزام "المعارضين" بها، ولانبَثَقَت من هذه القيادة "حكومة ثورية انتقالية مؤقتة"، تحكم وتقود البلاد في الفترة الانتقالية، ولقَامَت هذه الحكومة (والقيادة) بإعداد مشروع دستور جديد للبلاد، تُضمِّنه المبادئ والقيم الخاصة بـ "الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة"، والتي تضمَّنتها دساتير ديمقراطية عالمية، ولطَرَحت هذا المشروع لاستفتاء شعبي، فإذا اُقِرَّ بدأ، عندئذٍ، خلق كل شيء في مصر، أيْ خلق سلطات الدولة جميعاً.
لماذا لم نرَ هذا المسار؟
إنَّ الإجابة توضِّح حقيقة ما يحدث في مصر الآن.
يوم الثلاثين من يونيو، قرَّر السيسي الامتثال لـ "مطالب الشعب"؛ وهذه المطالب كانت مطلباً واحداً هو "انتخابات رئاسية قبل أوانها".
لكنَّ السيسي "استجاب لإرادة الشعب" بما يُوافِق مبدأ "مصلحة المؤسسة العسكرية أوَّلاً"، فاحتجز أو اعتقل الرئيس مرسي (وعزله عن العالم بعد عزله له عن الرئاسة).
لماذا فَعَل هذا الذي لم يكن مطلباً للشعب؛ لا بل لم يَرِد في "بلاغ السيسي"، الذي لم يُرقِّمه بالرقم (1)؟
لو تبنَّى السيسي مطلب "الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها" من غير أنْ يعزل ويحتجز ويعتقل الرئيس لَبَان فعله للعالم أجمع على أنه "انقلاب عسكري خالص"، وإنْ استذرع بـ "ثورة 30 يونيو". لو فَعَل ذلك لقرَّر الرئيس مرسي (بصفة كونه القائد الأعلى للجيش) إقالته من منصب وزير الدفاع، ولَمَا استطاعت دولة في العالم أنْ تشكِّك في شرعية قرار مرسي هذا.
من الآن يمثِّل الشعب المصري؟
ما أَعْلَمَهُ على وجه اليقين هو "مَنْ لا يُمثِّل الشعب المصري"؛ وإنَّ أحداً من المسبِّحين بحمد المُنْقِذ والمخلِّص السيسي لا يجادِل في أنَّ "كل المُنْتَخَبين"، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المغدورة، لا يُمثِّلون هذا الشعب.
وحده السيسي أراهُ الله الحقَّ حقَّاً ورَزَقَه اتباعه، والباطل باطلاً ورَزَقَه اجتنابه، فآمَن بإرادة الشعب الذي نزل إلى الشارع في الثلاثين من يونيو، وامتثل لها، فَحَقَّ له أنْ يكون الممثِّل الأعلى والأسمى لإرادة الشعب المصري، والذي منه اشْتُقَّ الرئيس المؤقت، الذي منه اشْتُقَّ "الإعلان الدستوري"، الذي منه سيُشْتَق "المُنْتَخَبون الجُدُد"؛ لكنَّ الشعب الذي أدْمَن النزول إلى الشارع يوشِك أنْ يهتف: "الشعب يريد إسقاط الرئيس المقبل"!
الشعب (أيْ إرادته) مصْدَر السلطات جميعاً في الدولة؛ الشعب مَصْدَر كل شرعية في الحُكْم.
حسناً؛ لكن كيف يُتَرْجِم الشعب إرادته، أو كيف يُعبِّر عنها تعبيراً مشروعاً من الوجهة الدستورية؟
الإجابة هي: بـ "الانتخابات"؛ بـ "صندوق الاقتراع".
لكن السيسي (وصحبه) يقول إنَّ الشعب عبَّر عن إرادته بنزوله إلى الشارع (ولقد كانت هذه الوسيلة أجدى من صندوق الاقتراع).
حسناً، إذا كانوا صادقين في زعمهم، فَلْيُضَمِّنوا الدستور الجديد مادة تقول إنَّ إرادة الشعب يُعبَّر عنها بوسيلتين (دستوريتين) هما: "صندوق الاقتراع" و"النزول إلى الشارع".
وفي "الدستور المصري الجديد"، يجب أنْ يُنَصَّ على أنَّ للجيش وظيفة (أو مسؤولية) أخرى غير "حماية الأمن القومي"، هي تَمَثُّل، وتمثيل، إرادة الشعب، والنزول عليها، وتجسيدها في الطريقة التي يشاء!
إنَّ نزول الشعب إلى الشارع (لأيِّ سبب كان) مع استجابة العسكر (الفورية) لإرادته ومطالبه، وتعطيلهم (الفوري) للعمل بالدستور، يجب أنْ يُعْتَرَف به، من الآن وصاعداً، على أنَّه القاعدة الدستورية الأولى في الحياة السياسية المصرية!
أهو "إنقلاب" أم "ثورة" هذا الذي حدث في مصر؟
إنَّه سؤال فاسِد؛ لأنَّه لا يقود إلى الإجابة الآتية: ما حدث في مصر إنَّما هو قيام "حكم بونابرتي".
في مصر ثلاث قوى أساسية: "مبارك، عهداً وحكماً وحزباً ونفوذاً"، و"جماعة الإخوان المسلمين"، و"الجيش".
الأولى ضُرِبَت، والثانية تُضْرَب، والثالثة ستُضْرَب أخيراً؛ فهل في هذه الطريقة تفهم الولايات المتحدة الربيع العربي في مصر؟
دَعوني أجتهد في الإجابة، فأقول إنَّ بعض "النتائج" كانت "أهدافاً" و"غايات". "النتيجة" الآن في مصر، وفي دولٍ عربية أخرى، هي تنامي الكراهية الشعبية لحكم جماعة "الإخوان المسلمين"، ولـ "الحكم الإسلامي" على وجه العموم.
كان قولهم في الولايات المتحدة (وغيرها): دَعُوهُم يَحْكمون، فيختبرهم المجتمع، ويختبر معهم شعار "الإسلام هو الحل"؛ فتذهب نتائج حكمهم بكثير من الأوهام التي تستبد برؤوس العامة من المسلمين، فيُصبح ممكناً الخيار الليبرالي، أو شعار "الليبرالية هي الحل".
وإنِّي لأُدْرِج هذا الفشل (والإفشال) لتجربة الجماعة الإسلامية في الحكم في سياق الحرب التي بدأتها القوَّة العظمى في العالم على "الإرهاب (الإسلامي)"، وأعْتَدُّه الجولة الثانية من هذه الحرب؛ فالجولة الأولى كانت تتسربل بالعداء لـ "القاعدة"، وتبتغي جعل الناس في الغرب ينظرون إلى الإسلام (والمسلمين) على أنَّه الأصل (والمنبع) الفكري لـ "القاعدة".
أمَّا الجولة الثانية، والتي بدأت في مصر، فغايتها جَعْل المسلمين أنفسهم في كراهية متزايدة للجماعات والأحزاب الإسلامية.
الولايات المتحدة ما عاد لها مصلحة في بقاء حُكَّام من أمثال وأشباه مبارك، فتركتهم يسقطون ويتساقطون، مستثمرةً، في هذا السياق، نفوذها القوي في المؤسسة العسكرية المصرية؛ وكانت تعلم عِلْم اليقين أنَّ لا بديل الآن من الساقطين المتساقطين إلاَّ جماعات "الإسلام السياسي"، وأنَّ الجماعات الليبرالية (التي ترضيها، وترضى عنها) لن تحكم قبل ثُبوت وتأكُّد فشل "الحكم الإسلامي (وهو فشل داخَله كثير من مساعي وجهود الإفشال)"، وارتفاع منسوب الخوف الشعبي من عواقب وتبعات هذا الحكم.
ولقد تركتهم يحكمون، وصادقتهم، أو بدت صديقة لهم، وراضية عنهم، حتى حان موسم القطاف. والآن أخرجتهم، وتهيَّأ لائتلاف العسكر والليبراليين المناخ الشعبي الملائم.
لقد أبدعت الولايات المتحدة نمطاً من الانقلابات العسكرية الذي تختلط فيه خيوط العسكر وخيوط الشعب؛ وكل هذا بدأ بـ "غزوة نيويورك" للشيخ المرحوم أسامة بن لادن!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى أنَّ -الحركة- تتسبَّب في -إبطاء الزمن-؟
- تأمُّلات مصرية!
- إنَّها الثورة المضادة يقودها بونابرت صغير.. فالحيطة والحذر!
- مِنْ -مرسي- إلى الأَمَرِّ منه.. -المُرْسيسي-!
- هذا ما أتوقَّعه في الساعات المقبلة
- ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!
- -يناير- الذي تجدَّد في -يونيو-!
- عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!
- مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!
- هل سمعتم ب -الطلقات الخنزيرية-؟!
- -جنيف 2- كما يراه المعلِّم!
- ظاهرة اشتداد الطَّلَب على الفتاوى!
- الثلاثون من يونيو!
- لماذا -المادة الداكنة-؟
- بينيت وقصة التملُّك بالاغتصاب والأسطورة والجريمة..!
- حربٌ وقودها الأحياء ويقودها الموتى!
- -مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!
- إطالة أمد الصراع في سورية هي معنى -الحل السياسي-!
- حركة الزمن عند تخوم -ثقب أسود-
- ما معنى -بُعْد المكان الرابع- Hyperspace؟


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مصر الآن.. صراع بلا وسيط!