أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأحزاب الدينية والحداثة















المزيد.....

الأحزاب الدينية والحداثة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأحزاب الدينية والحداثة
طلعت رضوان
تنشأ الأحزاب وتتأسّس على برنامج سياسى (الموقف من الديمقراطية والعلاقة بين الحاكم والمواطنين ومبدأ تداول السلطة إلخ) وبرنامج اقتصادى (دورالدولة ودورالقطاع الخاص من أجل التنمية إلخ) وبرنامج اجتماعى (الموقف من العدالة الاجتماعية وتوزيع الدخل القومى إلخ) وبرنامج ثقافى (الموقف من الإبداع ومن حرية الرأى والتعبيرعنه إلخ) وهكذا فى باقى مناحى الحياة التى ترفع من شأن الوطن والمواطنين : باب عن الصحة وباب عن الزراعة وباب عن السياحة إلخ وتنقسم الأحزاب (فى دولة الحداثة) بين يمين ووسط ويسار. فى هذا التقسيم تختلف الأحزاب فى التفاصيل ولاتختلف فى الجوهر(فكلها تقر آلية الضريبة التصاعدية فيكون الاختلاف فى النسبة المئوية) وكلها تقر مبدأ تداول السلطة بينما الاختلاف فى البرنامج السياسى لكل حزب. وكلها مع التنمية وتعظيم البحث العلمى من أجل النهضة ومع تنشيط السياحة إلخ ولكن من منظور كل حزب وفق برنامجه. باختصار فإنّ هذا التقسيم يُراعى فيه المصلحة العليا للوطن ، فلا مكان لحزب يسعى للتفرقة بين المواطنين على أساس الإنتماء للدين. أو حزب يُوافق على التفريط فى أى جزء من حدود الوطن لصالح دولة أخرى. أى أنّ جميع الأحزاب تجعل الوطن قبلتها الأولى.
فى ضوء هذا التعريف السائد فى العلوم السياسية، والمُطبّق فى الأنظمة الليبرالية، تأتى الموافقة على إنشاء أحزاب (دينية) بهدف هدم دولة الحداثة، التى تحترم كافة معطيات العصرالحديث، فلا سقف لحرية البحث العلمى، ولاسقف لحرية الإبداع، ولاتفرقة بين المواطنين (بالفعل وليس مجرد نص دستورى معطل) على أساس الدين أوالجنس، لذا يكون من حق المسلم تولى رئاسة الدولة فى مجتمع أغلبيته من ديانة أخرى حتى ولو كانت غير سماوية (الهند نموذجًا : رئيس الدولة مسلم "أقلية" ورئيس الوزراء من السيخ "أقلية" بينما الأغلبية هندوس) ومن حق المرأة تولى أرفع المناصب بما فيها رئاسة الدولة (النماذج عديدة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند) فلا فرق بين أنثى وذكر. ومن هذا التوضيح يتبين للعقل الحرأنّ الحزب المؤسس على مرجعية دينية ضد دولة الحداثة، أى ضد المساواة بين المواطنين، وبالتالى التفرقة فى حقوقهم الدستورية على أساس الانتماء للدين وليس للوطن. فالأحزاب الإسلامية لاتسمح للمرأة ولا لغير المسلم من تولى رئاسة الدولة. ولاتعترف بمعنى (الوطن) ولذلك كان من اليسيرعلى الرئيس (المسلم) محمد مرسى ومكتب (إرشاده) التنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، والتنازل عن سيناء لأتباعهم الحمساويين الذين قتلوا جنودنا على الحدود بالتواطؤمع الرئيس (المسلم) ومكتب (إرشاده) لذا كانت حركة (تمرد) وتظاهرات واعتصامات الملايين من شعبنا قبل وبعد 30يونيو موجات من ثورة شعبنا ضد الحكم باسم الدين. ورغم الفرحة بقرارابن مصرالعظيم السيسى بعزل الرئيس (المسلم) فإنّ الأحزاب التى تتباهى بأنها (سلفية) أصرّ أعضاؤها على سرقة الفرحة بالقتل والدمارمن أجل عودة رئيسهم (المسلم) لكرسى عرش مصرمن جديد. وإذا كان من المفهوم أنْ يُدافع (السلفيون) عن مخططهم الإجرامى المعادى لشعبنا، فإنّ الكارثة تتمثل فى المُتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة السائدة الذين كتبوا وصرّحوا بأحقية الأحزاب (الدينية) فى الجلوس على مائدة / موائد المفاوضات مع الرئيس المؤقت وباقى القوى الوطنية، والاستماع لآرائهم فى من يكون رئيس الوزراء ومن يكون النائب لرئيس الدولة ثم فرض عدد من أتباعهم كوزراء فى التشكيل الجديد. المحسوبون على الثقافة السائدة يتظاهرون بمعارضتهم للسلفيين. بينما تلك (المعارضة) تهتم بتجميل صورتهم فى شكل نصائح (مثالية) مثل ((كونوا مع الثورة ولاتكونوا ضدها)) وهى أشبه بنصائح إدوارد سعيد للإدارة الأمريكية بتحسين شروط الاستعمار، كما كتب المفكر السورى الكبير صادق جلال العظم فى كتابه (ذهنية التحريم) إنّ المصريين أدعياء الليبرالية يُمارسون دور(الماكيير) لمغازلة الأصوليين، بينما تفرض عليهم الليبرالية الحقيقية الدفاع عن (الحداثة) التى أول حرف فى أبجديتها (لايجوزتأسيس أحزاب على مرجعية دينية) لم أقرأ ولم أسمع لأى من أدعياء الليبرالية كلمة واحدة عن جريمة استمرارالأحزاب الدينية التى يجب النظر(بأدة قانونية) فى إلغائها. قرأتُ وسمعتُ كثيرين يُدافعون عن الحزب الذى تستر وراء الاسم الحركى (النور) بينما تصرفاته عكس ذلك : فقبل أنْ تنجح أحداث شهر طوبة / يناير2011صرّحوا بأنّ الخروج على الحاكم (حرام) وتركوا ميدان التحرير بالاتفاق مع الإخوان بعد التفاوض مع عمر سليمان فى 2فبراير2011. وفى محنة استفتاء 19مارس 2011أشاعوا بأنّ الجنة نصيب من يُصوّتْ بنعم والنار مصير من يقول لا. وتركوا الشباب يُواجهون الموت فى أحداث محمد محمود بالاتفاق مع الإخوان. وأعضاؤه فى البرلمان اتهموا المتظاهرين بالحصول على 200جنيه وتعاطيهم الترامادول. وأعلن أحد نواب الحزب أنّ تعليم اللغة الإنجليزية (حرام) وأنّ تدريسها مؤامرة أمريكية على مصر(والمغزى والهدف الاكتفاء باللغة العربية التى لاتصلح للعصرالحديث ، خاصة فى العلوم الطبيعية) وساندوا الإخوان فى إقصاء كل مختلف معهم (تأسيسية الدستور- نموذجًا) وكان لهم النصيب الأكبرفى إعداد الدستورالإخوانى المعادى لأبسط قواعد المواطنة، ومع ذلك ادّعوا (كذبًا) أنه أعظم دستورفى العالم. وساندوا الإخوان فى جرائمهم ضد المعارضة. هذا بخلاف السلوكيات غير الأخلاقية لبعض من ينتمون لذاك الحزب الظلامى (واقعة العضو البلكيمى فى عملية تجميل الأنف وإنكاره لتلك العملية واتهامه للشرطة كذبًا بالاعتداء عليه وسرقة أمواله. وكذا ضبط العضو فى الحزب الظلامى على ونيس وهو يمارس الفعل الفاضح مع فتاة داخل سيارته. ورفض أعضاء الحزب الظلامى عزل مرسى لذا لم يشتركوا فى حملة (تمرد) ولم يشتركوا فى ثورة 30يونيو. كما أنّ أعضاءه شاركوا فى مذبحة قتل شبابنا المؤيدين لقرارابن مصرالبارالسيسى. ومع ذلك فإذا بقيادتهم يتمسّحون فى ثورة 30يونيو، ولايخجلون من الادعاء بأنهم مع شباب الثورة الذين وصفوهم من قبل بأنهم ((بلطجية ويعملون لحساب جهات أجنبية ويتقاضون منها الأموال ويتعاطون المخدرات)) فلماذا مغازلتهم؟ لماذا السماح لهم بفرض شروطهم؟ لماذا الإصرارعلى استمرارهم فى المشاركة السياسية وهم أعداء للوطن؟ لماذا إصرارهم على لعبة السياسة (القذرة) ولديهم مئات الألوف من المساجد والزوايا وعشرات الفضائيات يُمارسون فيها الدعوة للمحبة وللخير كما يزعمون؟
مصرمنكوبة بمتعلميها المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة البائسة. مصر رهينة النفق المظلم الذى يود الأصوليون حبس (مصرنا) فيه، النفق المعادى ل (نور) العلوم الطبيعية والإنسانية، وضد مبدأ (المواطنة) وأرى أنّ الخروج من هذا النفق المظلم الأحادى إلى (نور) التعددية والاعتراف بالآخر المختلف لن يكون بمغازلة الأصوليين الحالمين بعودة عقارب الزمن للخلف والتخلف. وعلى الشباب الثائر الوعى بأنّ معركتهم الفكرية مع أدعياء الليبرالية المحسوبين على الثقافة السائدة، هى معركتهم بذات الدرجة وهم يخوضون نضالهم الفكرى مع الأصوليين الإسلاميين، وذلك لتحقيق حلمهم بمصر الحداثة والحرية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورتريه ل ( ع . ف )
- السيسى حفيد حور- إم - حب
- الحداثة والإسلام نقيضان لا يلتقيان
- نص عبرى / حداثى
- اعتذار للأستاذ أحمد الخميسى
- الحضارة المصرية وأصل الموسيقى
- العلاقة بين الآثار والسياحة
- أحمد الخميسى يفتح كنوز أوراقه الروسية
- وعد بالفور بالمصرى
- العرق والدين آفتان للتعصب
- أحادية الفكر
- التنفس بالقصبة الهوائية العبرية
- الأصل المصرى لقصة سندريلا
- علم الآثار والأيديولوجيا العروبية / الإسلامية
- دراما حياة ومأساة فيلسوفة مصرية
- مغزى مصطلح ( إسرائيليات )
- توضيح وشكر
- شكر للأستاذ Jugrtha
- حصان طرواده والأربعين حرامى
- الدين والفلسفة : علاقة إتساق أم تعارض ؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأحزاب الدينية والحداثة