أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حداد بلال - تعلموا من مانديلا !‎‎














المزيد.....

تعلموا من مانديلا !‎‎


حداد بلال

الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروي و العهدة علي الراوي ان هناك زعيما افريقيا قد تمكن من قيادة بلاده الي مخرج الامان بعيدا عن الحروب الاهلية وجميع المزعبلات الدكتاتورية التي كانت تحيط بها في ذلك الوقت،فكان بذلك "نيلسون مانديلا" هو صاحب هذه الاسطورة الافريقية التي استطاع بفضلها اثناء فترة حكمه وبعد خروجه من السجن بالضبط،من بلورة بلد بمثل حجم جنوب افريقيا الي دولة يضرب بها المثل في مناهضة سياسة الحركة العنصرية التي كادت ان تجتاح البلاد، حينها لولا حنكة وسياسة مانديلا الناجحة التي يضرب لنا فيها درسا انسانيا تسامحيا حول كيفية لم شمل عرقين مختلفين احدهما من البيض و الاخر من السود داخل بلد واحد،لتكون بذلك قضية جنوب افريقيا من اروع قصص النجاح الانساني اليوم والتي نتمني ان تستدركها دويلات الربيع العربي لتجنب حروب طائفية واهلية قد تحدث داخل ارجائها .
نيلسون مانديلا يبعث اليوم برسالة الي الثورات العربية خصوصا ثورتي مصر وتونس اللتين شهدتا صراعات داخلية بين الاخوان المسلمين و المعارضة اشبه بالتي كانت ستحدث في السابق بجنوب افريقيا بين البيض والسود حين سادت فيهما الروح الانتقامية،لذلك يدعوا مانديلا اليوم الثورتين المصرية والتونسية بان الكراهية لا تعالج بالكراهية الاخري بل يستوجب استدعاء لغة التسامح والصفح عن الاخر"النظا م السابق "واستدلال طاولة الحوار مع المخطئ "الاخوان المسلمون "لمنحه فرصة كي يعدل فيها سلوكه، لانه بامكان اي مجتمع ان ينتقل ويتحرك نحوي الديموقراطية السليمة و بصورة انجح مما هي عليه الان،بدليل ان بلد مثل جنوب افريقيا وصل الي مستوي متدني في التعامل الانساني الا انها خرجت بسلام من دائرة اهاويل الصراعات الاهلية التي كانت تعاني منها في السابق بفضل سياسة التسامح ونسيان الماضي المرير الذي كان يعج فيما بينهم.
وحينها كان "مانديلا" قد واجه اكبر تحدي قبيل خروجه من السجن،الا وهو قطاعا واسعا من السود اردوا محاكمة كل ما له صلة بالنظام السابق،لكن "مانديلا" لم يابي بذلك فاسس "لجنة الحقيقة و المصالحة"التي جلس فيها المعتدي والمعتدي علية وتصارحا وتسامحا كل منهما وكان بذلك الخيار الامثل له،ولولاه لانجرفت جنوب افريقيا الي حرب اهلية والي ديكتاتوريات جديدة،بعكس ذلك نراه اليوم لاسف في ثورات الربيع العربي التي لم يبث كل الطرفين "النظام " و"المعارضة" في تبادل التهم وتقديم الانتقادات لبعضهما ربما لتصفية حسابات قديمة بدلا من الاجتماع علي طاولة واحدة تراعي فيها مصالح شعوبهما علي قدر مايحدث الان في مصر بين الاخوان المسلمون وفصائل النظام السابق من تصفية حسابات سابقة لاوانها .
ويضرب لنا "مانديلا" بلا شك درسا في الاسلام حين ختم في اخر نص رسالته الي الثورات العربية وبالاخص لحاكم عربي بعد تسلمه زمام الحكم في بلده وسط فوضي عارمة وتصفية حسابات مع النظام السابق قائلا له:لما وصلت الي الرئاسة بعد سجن واضطهاد قرابة الثلاثين سنة كان اول ما تذكرته وعملت به هو قول نبيكم لمعارضيه لما تمكن منهم في في مكة : (اذهبوا فانتم الطلقاء)،فعملت بهذا المبدا ونجحت وانت اولي مني بالعمل به" مما يدل علي قيمة"مانديلا "ورحه الانسانية لتطبيق معالم الاسلام من مفاهيم التسامح ورفض مقابلة الاساءة بالاساءة لانها تولد روح الانتقام والفتن التي تؤدي الي اراقة الدماء،فياليت يفهم كلامك هذا يا "مانديلا" سادتنا العرب وجمبع مسيسينا لكي ياخذوا بهذا المبدا الذي اخذته انت،فبالرغم من انه غير مسلم الا انه جد متاثر بتعاليم الاسلامية اكثر ربما من هؤلاء الذين يتخذون من الاسلام رمزا لمطامعهم دون ان نري فيهم ذلك.
فتعلوا الدروس من مانديلا في فن التسامح والمصالحة اللذين رفعا بهما وجه جتوب افريقيا عاليا لتحض بمكانة في ركب الدول المتقدمة بعد نموذجه الناجح هذا في بعث الروح المصالحة الانسانية من جديد وترك تلك البواعث الانتقامية الدافعة دائما الي قتال الشوارع التي لا يجد منها نفعا.



#حداد_بلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة وطنية فلسطينية
- الاستسلام ليس من خيراتنا
- امريكا تخاطبكم !
- في المغرب: بكالوريا اخر زمان!
- خريف تركي وليس ربيعا!‎
- الجزائر: أين اختفى الرئيس؟
- ارحموا اساتذتنا المضربين !
- اسرائيل : حجة لنا ام علينا ؟
- كلما عرفت المغرب اكثر.. كلما احببت الجزائر اكثر
- ارضاء اسرائيل غاية لا تدرك
- انها حربك يابن اوي؟!
- نريد افغانستان جديدة ؟!
- البطالة..تعددة الاسباب و النتيجة واحدة
- سيناريوهات ما بعد تفجيرات بوسطن
- الواجهة الكيماوية السورية..الي اين ؟
- النووي الذي ارعب امريكا واسرائيل
- طابور الفساد ؟!‎
- ايديولوجية الامريكان !
- وما زلنا اشباه دمي.. تلهوا بنا اسرائيل‎
- طيف الساحل الافريقي علي الخليج العربي


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حداد بلال - تعلموا من مانديلا !‎‎