أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث فائز الايوبي - المثقف المزعوم واعراض الحمل الكاذب














المزيد.....

المثقف المزعوم واعراض الحمل الكاذب


ليث فائز الايوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 11:32
المحور: الادب والفن
    



من هو المثقف المزعوم ؟
سؤال يتبادر الى ذهن كل من يسعى للنبش في ( مزرعة ) الثقافة بحثا عن محاصيلها .
البعض يعتقد لضحالة فكره وعقم خياله, انه بمجرد ان يتأبط كتابا سميكا ويرتدي بدلة داكنة وربطة عنق وقورة سيغدو مثقفا جادا ، وانه بمجرد ان يرتدي بنطالا ضيقا ونظارة سوداء وتي شيرت فضفاض بألوان فاقعة سيصبح مبدعا معاصرا ، وانه بمجرد ان يهمل نفسه ومظهره ويزاحم الضفادع الضالة على شرب مياه البرك الآسنة حتى يغدو فنانا متمردا ، مطعما عباراته ولا شك ببعض المصطلحات الفكرية المعقرة والملتبسة في ذهن ميشيل فوكو ذاته ..!
حتى تلتبس على بعض السذج في محيطنا الثقافي حقيقة هذه الكائنات (الزلالية ) خصوصا عندما يكون هذا " المثقف المستعار " – لقلة الخيل وترفّع الفرسان او مهازل الزمان - نافذا في مؤسسة او نقابة او صفحة ثقافية ، فتراهم يغضون النظر عن زلاته العفوية بسذاجة اكثر عفوية ، وهذا هو دأب الوسط الملفق الذي يتستر على التلفيق بممارسة المزيد من التلفيق .

انا شخصيا لا ازعم اني صادفت الكثير من هذه النماذج المسلية بسبب قلة احتكاكي بالاوساط التي تفرز هذا النوع من الحشائش الضارة ، والسلاحف الزاحفة على بطونها من اعماق المستنقعات ، لكني ازعم اني كنت شاهدا على اطرف المواقف والنماذج التي حاولت سبر اغوار اعماقها الهشة وتفكيرها الضيق بطريقة استفزازية نجحت في استخراج كل الاورام والاوهام الهاجعة في اعماق هذا النكرة او ذاك ..
ثمة اناس لا تنتفخ اوداجهم امام أي حديث عابر لا ناقة لهم فيه ولا جمل عن هذه الظاهرة او تلك الا بهدف التصدي لها بطريقة متخبطة وسقيمة وكأنه أي هذا المثقف المزعوم ، اله عليم يعكف على تنظيف اظافره وهو يراقب بصمت على حد وصف جيمس جويس .
هذه النماذج المهووسة باستعراض الذات وجلدها في الخفاء بسبب اعراض الغيرة والضغينة والتحسس من الآخرين ، طالما عانينا من عاهاتها وتطفلها وهلوساتها واوهامها المتفاقمة ، وهي تسعى للسطو على الاضواء الكاذبة باي طرق ملتوية متاحة امامها ، حتى وان اقتضت الضرورة الى الامعان في ايذاء النفس والتشنيع بها والحط من شأنها واختلاق الذرائع امام كل من يضطر للبطش والتنكيل بها .

شخصيا ساورد حادثة طريفة مررت بها اثناء عملي في مؤسسة ثقافية مغمورة ، مع مدير شعبة طاريء اكثر ضحالة منها ، ناقم على نفسه وعلى الثقافة برمتها من مدراء الصدفة اياهم ، وهو نموذج حي لافرازات المؤسسات الرسمية العوراء وركامها .. ومن واجبنا كمثقفين اخضاع هذه النماذج على طاولة التحليل ودراسة سلوكها والكشف عن اورامها ..

صاحبنا الطريف هذا وبسبب عقدة النقص التي كانت تساوره وفقر قاموسه اللغوي لم يكن يتورع من السطو على أي عبارة او جملة تروق له لغرض التشدق بها وممارسة هوايته الاثيرة في استعراض الذات لا اكثر ، فكان يعمد لقلة العمل الى عقد اجتماعات متتالية للموظفين والموظفات لا لشيء الا لاستعمال هذه العبارة او تلك الجملة التي عثر عليها مؤخرا ويريد اسماعها لكل من ساقه حظه العاثر للعمل مع هذا ( المثقف ) المأزوم .
ذات يوم وفي حوار جانبي ممل انهيت مكالمتي الهاتفية معه بعبارة ( لكل حادث حديث ) ، ويبدو انها راقت له كثيرا ، فما كان منه الا الاسراع لعقد اجتماع طاريء في اليوم التالي لهذا الغرض ، وفي الاجتماع راح يتوعد الموظفين بضرورة الالتزام بالحضور اليومي وعدم عصيان الاوامر الادارية و .. و .. و .. مشفوعة في نهاية كل تهديد بعبارتي المسكينة اياها وهو يرغي ويزبد " بعدها سيكون لكل حادث حديث ...!" .

وما ان علم صاحبنا ذات يوم بكوني شاعر وان احدى الزميلات ( الحسناوات ) قد كتبت عني دراسة نقدية حتى سارع كعادته الى عقد اجتماع عاجل معلنا امام جميع الموظفين بانه (شاعر) ايضا ! وانه كان يخفي امر هذا ( الجنين اللقيط ) لاعتبارات كونية وعشائرية وعائلية ، وانه سيعلن انسحابه من العملية الثقافية الرسمية برمتها ، دون أي شعور بالندم ، لكي يتفرغ لرعاية وتربية هذا الوليد القاصر .!
بعد ايام معدودة لا اكثر قرأ صاحبنا غريب الاطوار هذا عددا من اعمدتي الصحفية المنشورة في الصحف والمجلات فراقت له عبارة ( ليس الا ) التي عادة ما انهي بها مقالاتي ، فسارع ايضا الى عقد اجتماع ( ثقافي ) طاريء من مستوى عامل خدمة فما فوق للاستئناس بآراء جميع ( المستشارين ) ! ، ولثقافته المحدودة ايضا لم تسعفه الكلمات في صياغة اي جملة مفيدة تنتهي بعبارتي الاثيرة تلك ... وطيلة اكثر من ساعتين ونصف ونحن نتطلع بنفاد صبر وانزعاج حقيقي للرذاذ المتطاير من فمه وهو يهرف بما لايعرف ويمطرنا بكلامه الفارغ الذي لاجدوى فيه ملوحا بيديه الخاويتين وكأنه لفرط اندماجه في دوره وحماسه يمارس السباحة امامنا عائما في نهر غير مرئي ، حتى اضطررت عامدا لاختلاق ذريعة مكشوفة من اجل الخروج من ذلك الاجتماع الخانق والتقاط انفاسي دفعا لما لا يحمد عقباه ، لكنه فاجأني بنظرة امتنان لا توصف وكأني انقذته من حالة مخاض عسير او عملية اجهاض كبرى محاولا اخفاء اعراض حمله ( الثقافي ) الكاذب ولا شك قائلا : تفضل يا عزيزي .. تفضل .. ولكن لدقائق .. ليس الا !



#ليث_فائز_الايوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبدع .. وسرير الوظيفة
- درويش .. اخر شاعر فلسطيني
- تنورات رسمية جدا ..!
- اتحاد الادباء .. اتحاد مع وقف التنفيذ ..!
- الشاعر العراقي ليث فائز الايوبي انا بطبيعتي كائن يبحث عن صوم ...
- المربد .. صفعة للذوق العام
- ادباء ام زوائد دودية..؟!
- نعم للمجلس الاعلى للثقافة .. ولكن حذاري !
- امير الشعراء .. ام بعير الشعراء ..؟!
- الأنطلوجيات الشعرية .. طوق نجاة ام ضحك على الذقون ؟!
- قصاص الشعب والطاغية اللعوب .. !
- المراكز الثقافية في الخارج


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث فائز الايوبي - المثقف المزعوم واعراض الحمل الكاذب