أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام شعبان عامر - الكفر بالثورات














المزيد.....

الكفر بالثورات


عصام شعبان عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 07:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لاحق ولا باطل ولكن طلب وغاية ومغالبة ووصاية تدافع وتنافع شعارات جعجاعة وترهات وفجاعة .
فعل ورد للفعل فر وكر هذه هي حقيقة الثورات على مر التاريخ يثور الناس من اجل أن يدفعوا عن أنفسهم الظلم ثم لا يلبثون أن يفعلوا هم الظلم نفسه الذي ثاروا من أجل أن يدفعوه عن أنفسهم فيقع ظلمهم بينهم فيدب الخلاف بينهم الذي ليس هو باختلاف .
وممارسة القتل تعطى للنفس جرأة في استرخاص الدماء والاستخفاف بالأرواح ومع وجود الخلاف يكثر التنازع وتزداد المنازعة وبمزيد من النزاع يتحول إلى صراع ومن صراع إلى قتل وسفك للدماء التي تؤدى بالضرورة إلى مزيد من القتل وسفك الدماء .
شعارات الثورات دائما تكون من أجل الحرية والعدالة والعيش فإن حدث تنازع تحولت الشعارات إلى مغالبة وإقصاء وأنا فقط والباقي يموت بالقتل المعنوي أو بالإرهاب بمزيد من الدماء والقتل
تسقط الطاغية لتنصب الطواغيت فالثورات تقوم دائما ضد طغاة فسدة مستبدون يحتكرون السلطة ويفسدون بها في الأرض فيزداد الفقر وتزيد المعاناة ويئن الناس ويضجروا من الظلم والقهر .
الإحساس بالعجز والصمت يولد رغبة داخلية في الانتقام والتشفي إن الرغبة في هذه الحالة ليست مجرد رد الظلم بل الانتقام الذي يولد الكراهية والحقد عندها لن يصير الرد مجرد رد للفعل بل هو فعل مولد لرد فعل آخر في متوالية لا تنتهي فالثورة مستبدة قد تنفع المجموع فى مجمل بدايتها لكن على الأغلب عندما ينفرد فى السلطة فيها واحد سيستبد على الجميع ليناصر ويشايع جماعته وزمرته ومؤيديه وهم على الأغلب الأعم من لهم نفس انتمائه وهواه ويرتبط معهم فى المصالح والمغانم والرغائب ثم ما يلبث المناصرون والمؤيدون ما يرتكبوا كل أفعال الاستبداد والظلم ويمارسوا القهر المعنوى والنفسى والسلطوى على عموم الناس لينتهى بذلك أن تبرز له و لهم معارضة وعندها يبدأ التسلط بالقهر فتزيد المعارضة الرافضة ولو فى الخفاء ثم ما تلبث أن تشب نيران ثورة جديدة .
لكل ثورة ظروفها وأطرها فالثورة هى فن المستحيل فى الزمن الممكن ولكى تكون هناك ثورة لابد أن تقود الظروف والعوامل للقيام بها وهى تخضع لعملية الدفق الذاتى ويمكن أن ترتد فى عملية عكسية متمثلة فى صورة ثورة مضادة ويمكن أن تخلق حالة من اللاثورة واللادولة حتى يتغلب القوى فيقهر الكل على احترام دولته ولكنها ستظل دولته هو وزمرته وليست دولة الجميع حتى ولو خلصت له على الحقيقة حتى ولو هتف الجماهير له نفاقا ولا تكون دولته دولة للكل إلا إذا استطاعوا أن يعبروا عن أنفسهم من خلالها أما وأن يستبد بها ويستفرد واختطافها سيجعلها تتلبس بثيابه ألا وأنه سيفشل حتما أن يبنى دولة للكل والمجموع لأن فساد فكرته ما تلبث أن تفسد الدولة وتحولها إلى أشتاتا ممزقة .
نواميس الحكم تفرض على الحاكم أن يقف على مسافة واحدة من جميع أطراف دولته وأن يضرب بعضهم ببعض تارة ويفصل بينهم تارة اخرى لتخلص له الدولة على الحقيقة ويكون حاكما للكل ينتصر لضعيفهم على قويهم يقرب بعيدهم ويبعد منه قريبهم لكى ليس فقط يستقيم له الامر بل من اجل الحفاظ على الدولة وهيبتها ثم يجب عليه أن يضرب بيد من حديد كل فيه اعوجاجا ليقومه ولا يجوز أن تكون له عصبة تطغى هى على الناس فيكرهه الناس هو وعصبته بل يجب عليه ان يكون الناس هم عصبيته فإن خرج عليه أحد يريد خلعه قتله الناس بأيديهم بل انقلب عليه الناس ليعيدوا حاكمهم من ارتضوه .
ثم إن الدولة لا تخلص لحاكم بأغلبية الجبر قدر ما تخلص له بأغلبية الحب فإن أحبه الناس رفعوه على رؤسهم وإن كرهوه انتعلوه حذاء بأرجلهم لذلك وجب عليه أن يكون قويا فى غير عنف لينا فى غير ضعف يمسك عصى الحكم من المنتصف فلا يغلب طرفا على طرف بل يقرب الكل ويبعد الكل بحيث يقف الكل له خاضعين ولحكمه راضين .



#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبا لكم أبناء إبراهيم !! أصل التوحيد بين الهوية والهوى (1)
- حوار مع قاعدى وهابى متسلف اخوانى
- كومبارس فى مسرحية إرادة الذوات تحت مسمى الإرادة الإلاهيه
- زمن البهلول
- من يأخذ ثأر الحسين ؟؟؟؟!!!!!!!
- العقل المبدع 1
- مقولات بين الحياة والموت
- هاى مرسيتلر هاى مرشدلر !!!!!
- متى نهدم الأصنام ؟
- ثورة مصر.... الإنقلاب على الثورة بين مطرقة شفيق وسندان المرس ...
- الله يتجسد 3 أزمة الصراع بين الدين والعلم من الكهنوت إلى الل ...
- عبادة الكهنوت وصناعة الفرعون المتأسلمون إلى أين ؟
- الله يتجسد 2
- دعاء الأنبياء2 الثورة – الإنقلاب على الثورة
- دعاء الأنبياء 1مدخل سيستولوجى وسيكولوجي
- (2) الإسلام المفترى عليه بين جهل أبنائه وكذب أدعيائه وتربص أ ...
- (1) الإسلام المفترى عليه بين جهل أبنائه وكذب أدعيائه وتربص أ ...
- خطوات على طريق التطور 2 الدين – الفلسفة – العلم ثالوث الصراع ...
- خطوات على طريق التطور 1
- الكفر يقتل أحيانا


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام شعبان عامر - الكفر بالثورات