أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - كيف يتم خداع الجماهير؟














المزيد.....

كيف يتم خداع الجماهير؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 07:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاليا، على امتداد رقعة العالم العربي، ستظل الجماهير تتحرك بشكل أو بآخر، من أجل التغيير وتوسيع هوامش حريتها وبناء دولة القانون والديمقراطية وتحقيق العدالة والقضاء على رؤوس الفساد والولاء للأجنبي -أي بكل بساطة – تسعى إلى أخذ دورها الطبيعي بين دول العالم وشعوبه بعد أن هُمّشت من قبل حكامها وأصبحت ضعيفة ومسلوبة الإرادة على امتداد عقود. هذا في وقت أضحت فيه تحديات العصر كثيرة ومعقدة ، وما يتطلب القيام به والتحرك من أجله يحدد مستقبل البلاد والعباد، في عالم مضطرب وخاضع للعبة الأمم ، ومع الإدراك بأن هذه التحديات حقيقة قائمة وعميقة ، فإن واقع الحال يتطلب المراجعة وإعادة الحسابات والتقييم وإحداث أكثر من قطيعة في أكثر من مجال وميدان، وذلك تمهيدا لإحداث التغيير الاستراتيجي الذي بات ضروريا في حياتنا. وإذا ما تذكرنا بأننا نعيش في عصر الحريات وحقوق الإنسان وعصر الاحتمالات المتعددة وفي عصر المعلوماتية وعصر العولمة بآثاره المعقدة ، وفي عصر أصبحت خطى التغيير فيه أوسع ومداها أبعد وتكلفة الفشل في مواجهتها ستكون عالية ومأساوية جدا . فاليوم – أراد من أراد وكره من كره- إن الجماهير اكتشفت حقها في الانتفاضة والتمرد على الاستبداد والظلم والقهر والإقصاء والتهميش ، بعد أن عانت الكثير من كل هذا.
وقد اعتمد القائمون على الأمور جملة من الاستراتيجيات لمحاولة إلهاء الجماهير أو خداعها بعد أن فرضت التطورات والمستجدات التي عرفها العالم العربي، على حين غرة، التخلي عن استراتيجية استعمال قوة الإكراه المادي القمعي دون حدود والتي كانت معتمدة وكقاعدة لصد التحركات الجماهيرية.
ومن المعلوم أن الاستراتيجية هي كلمة استخدمت أصلاً في الحياة العسكرية وتطورت دلالاتها حتى أصبحت تعني فن القيادة في مواجهة الظروف الصعبة وحساب الاحتمالات المختلفة فيها واختيار الوسائل الرئيسية المناسبة والناجعة لها. في حين أن التاكتيك هي عبارة عن مجموعة من الخطط قصيرة الأجل المتتابعة التي تعتبر استراتيجية عند تجميعها معاً وفن تطبيق الاستراتيجيات هو التكتيك الذي يعد بمثابة الطريقة المثلى للتنفيذ.

فالاستراتيجية هي مجموعة الأفكار والمبادئ والإجراءات التي تتناول ميداناً من ميادين النشاط الإنساني بصوره شاملة متكاملة. وتكون دلالة على وسائل العمل ومتطلباته واتجاهات مساراته بقصد إحداث تغييرات أو منعها من الحدوث.

فماذا عن استراتيجيات خداع الجماهير؟
أجملها العالم والمفكر نعوم تشومسكي في عشرة نقتبس منها

- استراتيجية الإلهاء أو التسلية: وهي عنصر أساسي للضبط الاجتماعي، وتتمثل هذه الاستراتيجية في تحويل أنظار الرأي العام والجماهيرعن المشاكل الهامة والتحويلات والقرارات المقررة من طرف القائمين على الأمور والنخب السياسية والاقتصادية في الحكومات إلى طوفان من القضايا الهامشية والأخبار اللامجدية وإبقاء انتباه الجماهير مُنصب على قضايا حياتية معيشية خدماتيه مثل قضايا انقطاع الكهرباء ،انقطاع المياه... أو مهرجانات ودورات رياضية وغيرها للحفاظ على جماهير منشغلة باستمرار دون أن تكون لها أدنى مجال للتفكير بالقضايا الرئيسية المحورية المستقبلية ( وقد سماها تشومسكي بأسلحة كاتمة من أجل حروب هادئة ).

- خلق أو اختلاق المشاكل ثم تقديم الحلول: وهذه الاستراتيجية تعتمد على خلق مشكلة ثم ردة فعل ثم حلول، أي مشكلة لرفع الدعم عن سلعة تموينية يكون هناك ردة فعل جماهيرية تقوم بعدها الحكومة بإيجاد الحلول المناسبة لذلك ، مثل غض الطرف عن ذلك مؤقتاً، كذلك فرض ضرائب معينة، أو زيادة الضريبة وهكذا .....

- استراتيجية التقهقر : وتتبع هذه الاستراتيجية من أجل تقبل الشعب لإجراءات وقرارات غير مقبولة تؤثر على حياته المعيشية والمستقبلية ولكن يتم تطبيقها تدريجياً وبالتقسيط على مدى عدة سنوات. مثل خوصصة الشركات الكبرى، تكون في بادئ الأمر وعود بعدم تسريح العاملين فيها ثم بعد عدة أشهر يبدأ التسريح تدريجياً مع أو دون دفع مستحقات ، حتى تصل الشركة إلى الاستغناء عن أكبر عدد ممكن من المستخدمين والعمال تدريجياً، مما خلق هشاشة اجتماعية وتفرض الشركة المخوصصة أجورا هزيلة للعمال الجدد وشروط لصالحها. فلو طبقت استراتيجية الخوصصة دفعة واحدة لأحدثت لا محالة ثورة عمالية في كل الشركات إنما تم تطبيق الخوصصة على مراحل وتسريح العمال على مراحل وهكذا .

- استراتيجية تعويض الانتفاضة بالشعور بالذنب : تعتمد هذه الاستراتيجية على جعل الفرد يشعر أنه هو المسؤول الوحيد عن شقائه بسبب نقص ذكائه وكفاءته وقدراته وتعليمه مما يسبب حالة اكتئاب لدى الفرد /المواطن / الشاب الباحث عن العمل ، وبالتالي تثبط من عزيمته.

- استراتيجية العاطفة بدل التفكير: وتعتمد هذه الاستراتيجية على المحافظة على فرق كبير بين سكان المناطق النائية عن المناطق الحضرية سواء في جودة التعليم أو الخدمات الصحية أو الخدمات الرياضية والثقافية وغيرها.
إذن تعمل هذه الاستراتيجية على بقاء هوة الجهل التي تعزل الطبقات الاجتماعية الدنيا عن الطبقات الاجتماعية العليا. فجودة الخدمات التعليمية المقدمة إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا في المناطق النائية هي الأضعف كذلك جودة الخدمات الصحية وغيرها، إن لم تكن غائبة بالمرّة .

- استراتيجية تشجيع الجماهير على قبول البلادة أو الجهل أو البلاهة (لا داعي لتفسيرها)... وهكذا...

علما أن الاستراتيجيات الحديثة في الدول الديمقراطية التي تحترم مواطنيها تبنى على التشاركية مع كافة الجهات المعنية في كافة القطاعات العمومية والخاصة لمواجهة الصعوبات وتحقيق الأهداف ومعالجة الأزمات مهما كان نوعها، ولن يتأتى ذلك إلا بنزول القائمين على الأمور وصناع القرار إلى الميدان والتعايش مع المواطنين همومهم وقضاياهم المعيشية لتتجاوز كل المحن المعيشية التي من الممكن أن تعترضهم. فعهود الوصاية على الجماهير وحجرها قد ولّت بلا رجعة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصام العلم والأخلاق والسياسة
- مغاربة يقاتلون بسوريا هل هي ظاهرة أو مجرد حالات معزولة
- الهروب من السجون والمعتقلات من الحماية إلى اليوم
- 2013 المغرب تحت مجهر التقارير الدولية
- قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي
- -لادجيد- المخابرات العسكرية أو الخارجية : ظلها في كل مكان
- هل من الحكمة المطالبة بإلغاء معاش البرلمانيين والوزراء الساب ...
- ضرورة فضح الديون الكريهة -المكسي بديال الناس عريان-
- فاز -الإصلاحيون- في إيران فهل تتحسن العلاقات المقطوعة بين ال ...
- المغرب: السلفيون يلجون السياسة من بابها الواسع
- الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الاسباني هل بات المغرب يشك ...
- اغتصاب الأطفال عندنا أضحى مقلقا جدا عندنا
- ضلّلونا بأكثر من مقلب
- الجزائريون ينتظرون رئيسهم من سيحصل على تأشيرة ولوج قصر المرا ...
- لا حديث عندنا إلا على الأزمة فما هي مشكلتنا بالضبط؟
- الجنرال إدريس بنعمر العلمي أسد حرب الرمال الذي أسر الرئيس ال ...
- إذا انكشف السبب سقط العجب: خبايا الرد الجزائري العنيف للمطال ...
- الفاسدون وما أدراك بالفاسدين
- الإصلاح الضريبي لازال الامتحان مؤجلا
- على خلفية مرض الرئيس الجزائري ماذا بعد عبد العزيز بوتفليقة؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - كيف يتم خداع الجماهير؟