أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين وآفاقها وعلاقتها بالثورات العربية















المزيد.....


اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين وآفاقها وعلاقتها بالثورات العربية


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 00:00
المحور: مقابلات و حوارات
    


الحوار الأسبوعي رقم 26
عنوان الحوار: ثورة البحرين وآفاقها وعلاقتها بالثورات العربية
ضيف الحوار: نادر المتروك
تاريخ الحوار: 5-5-2013
خاص مجموعة يساري

اندلعت ثورة البحرين في 14 فبراير 2011م، لكنها لم تكن حدثاً مفاجئاً، أو خارج التّوقّعات. من المعروف أنّ البحرين تشهد في نهاية كلّ عقد من تاريخها؛ انفجاراً احتجاجيّاً، يأخذ في الغالب شكل الانتفاضة الشّعبيّة. يعود ذلك إلى الاحتقانات المتراكمة، والتاريخ المليء بالاضطهاد السّياسي والاستئثار بالثّروة الاقتصاديّة للبلاد من قبل العائلة الخليفيّة التي تسيطر على البلاد منذ أكثر من قرنين من الزّمان. يمكن إحالة الثّورة الأخيرة في البحرين إلى الانتفاضة التّسعينيّة التي اندلعت في عام 1994م، للمطالبة بالإصلاح الاقتصادي وتفعيل دستور 1973م، والذي جمّدته السّلطة في عام 1975م، وفرضت بعدها قانون أمن الدّولة سيء الصّيت.

خلقت انتفاضة التسعينات سياقاً ثوريّاً عارماً، ورغم أنها انتهت مع مجيء الحاكم الجديد (الحالي)، واضطراره لطرح ميثاق العمل الوطني (2001م)، والذي أدّى إلى انفراج أمنيّ عام، ولكن الأمور لم تستمر أكثر من عام، حيث كان من الواضح أن النّظام أراد أن يُعيد ترتيب الأوضاع بما يخدم استمرار هيمنته السّياسية، وهو ما تأكّد مع فرض دستور 2002م، والذي قنّن الاستبداد الخليفي، حيث توالت القوانين الإكراهيّة التي تقيّد الحرّيّات العامة، وتضبط إيقاع المجتمع المدني وفق الحدود التي ترسمها السلطة، وبما لا يؤثر على تدخّلات السّلطة وسياساتها في الفرْض والهيمنة. وتمثّل ذلك تحديداً في قانون العقوبات، وقانون الجمعيات السياسيّة، وقانون الصحافة.

مع هذا القهر السّياسي تزايد حجم السّخط الشّعبي، وبدأت تظهر مجموعات ضغط جديدة، تتبنّى ملفات مطلبيّة لها علاقة بالإصلاح الاقتصادي، والتوزيع العادل للثّورة، ومكافحة التمييز الممنهج الذي تتبعه السّلطة ضدّ المواطنين الشّيعة على وجه الخصوص. ولّد الحراك الجديد شحنة من الممانعة ضدّ مشاريع النّظام، وبات من الصّعوبة بمكان الانسجام معه أو القبول بقهريّاته، وكان الانفجار الكبير ينتظر ظروفاً تحسينيّة مساعدة، لإعطائه الزّخم الأوسع وضمانات الاستمرار والامتداد. وكان فصل "الرّبيع العربي" هو اللّحظة الحاسمة التي وفّرت الظّروف الموضوعيّة لإنجاز الثّورة "الكاملة" في البحرين.

خلال عامين من انطلاق الثّورة، مرّت العديد من الأحداث والتطوّرات. منذ 14 فبراير – 14 مارس (2011) كانت الثّورة تبلور حضورها الشّعبي الواسع، ورسمت أهم ملامحها المطلبيّة والجدليّة. تحرّكت الثّورة في إطارين، الأوّل مثّلته الجمعيات المعارضة، والتي تمسّكت بمطالب إصلاحيّة للنّظام، ولكنها لم تقبل بالإصلاحات الشّكليّة أو الملتوية، كما كان في السّابق، وهو ما جعل الجمعيات تتماهى – في مقاطع عديدة – مع الإطار الثّوري الميداني الذي قاد الثّورة منذ البداية وحتّى الآن، وكان سقفه المطلبي يتحرّك تحت عناوين إسقاط النّظام، وتقرير المصير، والانتقال إلى الحكم الجمهوري.

في 14 مارس 2011، أعلن الملك قانون الأحكام العرفيّة، ودخلت قوّات درع الجزيرة إلى البحرين، وتمّ سحق المعتصمين في دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء)، وشُنت أوسع عمليات التّطهير والمكارثيّة ضدّ المتظاهرين والمشاركين في الاحتجاجات. وبرغم القتل، والقمع الواسع، وسياسات التّشويه والتعمية، والتواطؤ الدّولي، إلا أنّ النّاس والمحتجّين لم يعودوا إلى منازلهم، ولم يتراجعوا عن مطالبهم، بل استمرّت وتيرة الثّورة بالتّصاعد، واستطاعت أن تحافظ على حضورها في الدّاخل والخارج.

الثّورة في البحرين مُحاصرة بتهمة الطّائفيّة، وعمدت السّلطة إلى إثارة هذه النّزعة منذ البداية، وذلك من خلال تجييش الشّارع السّني، وإغراقه بمجموعة من التوهّمات، من قبيل الخطر الإيراني القادم، ونيّة المحتجّين تنفيذ "مخطّط صفوي" لتصفية أهل السّنة في البحرين وتهجيرهم منها. لقد استطاع الحكم الخليفي – وإلى حدّ بعيد – تحويل سنّة البحرين إلى "طائفة موالية" حصْراً، واستعان في ذلك بالإخوان المسلمين والسّلفيين، حيث بادروا إلى التّرويج للرّواية الحكوميّة، وتولّوا هندسة خطاب طائفي معادٍ للثّورة، وقد قدّم الإخوان المسلمون في قطر والسعودية ومصر دعماً مفتوحاً للسّلطة في البحرين وإعادة تدوير الاتهامات النمطيّة الموجّهة للثّورة.

في التقييم الحالي، أخفقت السّلطة في كلّ أهدافها الرّامية إلى الإجهاز على الاحتجاجات في البحرين. وبرغم أموال شركات العلاقات العامة، والتجييش الطائفي – فضلاً عن الانتهاكات الفادحة – لم تكسب السّلطة نقاطاً حقيقيّة ضدّ الثّورة، التي دخلت عامها الثّاني بعنفوان أكبر، تجلّى في زخم الحضور الميداني، وقوّة التشكيلات الثّورية – وعلى رأسها ائتلاف شباب 14 فبراير – في مقابل تضعضع الخطاب التبريري لقوى الموالاة، وافتضاحها أخلاقيّاً.

نادر المتروك


Aadeed Nassarr:
بعد عامين ونيف على انطلاق الانتفاضات الشبابية والشعبية في البلدان العربية مغربا ومشرقا، وبعد محاولات تطويقها والالتفاف عليها بمختلف الأساليب التي تفبركها قوى رأس المال العالمي بمراكزها وأطرافها مستخدمة كافة الأساليب من القتل المباشر للمنتفضين إلى استخدام الجيوش في عمليات القمع كما حصل في البحرين من استجلاب قوات درع الجزيرة، وكما حصل في اليمن، مرورا باستخدام قوى الاسلام السياسي للالتفاف على الثورات وإجهاضها، وصولا إلى استخدام كافة أنواع الأسلحة والمجازر بحق المدنيين العزل كما في سوريا وكذلك وسم الانتفاضات والثورات بطابع مذهبي سواء من قبل الأنظمة وتوابعها أو من قبل أطراف وقوى الثورة المضادة من قوى الاسلام السياسي ..
معنا اليوم الاستاذ نادر متروك كاتب ومحلل سياسي من البحرين ليطلعنا على تطور وآفاق ثورة البحرين والمداخلات الإقليمية والدولية التي تحاول إرباكها.
باسم إدارة مجموعة يساري أرحب بالرفيق نادر المتروك معنا في هذه الأمسية. كما أرحب بكل من يطرح مساهمته سؤالا أو مداخلة. آملين أن تكون جميع الأسئلة والمداخلات هادفة ومفيدة ومحددة من أجل الحصول على المبتغى من هذا اللقاء.
نتمنى أن تطلعوا على نص المداخلة التمهيدية التي قدمها الاستاذ نادر المتروك، أعلاه قبل طرح الأسئلة والمداخلات.
Nader Al-Matrook:
بدايةً، أشكرُ الرّفاق في موقع "يساري"، على هذه الفرصة. أودّ الإشارة، تأجيجاً للنّقاش، إلى أنّ الثّورة في البحرين، برغم عدالتها وأخلاقيّتها، إلاّ أنّها مُطالبة بإجراء نقديّة موازيّة لاستمرارها الثّوري. هي بحاجةٍ لإنهاء إشكاليّة التخثّر المذهبي، من جهة، والرّؤيّة الوطنيّة الكاملة من جهةٍ أخرى. في الأولى؛ هي معنيّة بإقامة ذلك الحاجز الحريري بين بيئة شارعها الغالب، وبين خطابها العام ورؤيتها السّياسيّة. وفي الثّانية، يُنتَظر منها الخروج من "التابو" الإيراني، والغموض المفاهيمي لمقولاتها المختلفة: الدّولة المدنيّة، الانتقال الديمقراطي (بخصوص المعارضة السّياسيّة)، وإسقاط النّظام، والحكم الجمهوري (بالنّسبة للقوى الثوريّة وتابعيها).
Ali M Zein:
مساء الخير للجميع ، سأنطلق من اخر نقطة ذكرها الرفيق نادر ، كلنا نعلم أن الفكر الثوري بحاجة الى يسار ماركسي يحوله قوة مادية عبر اقناع الجماهير به عبر ملامسة جوهر مشاكلها ، وهنا تقع على كاهل الرفاق في البحرين مهمة تاريخية مرتبطة بالواقع الاجتماعي للتكوين البحريني ، فهناك نشهد انتفاضة كانت لظروف موضوعية غالبية من فيها من الشيعة ، وكما ذكر الرفيق في نصه أن النظام لعب على هذا الوتر لصبغ الانتفاضة طائفيا ، و هذا الاختلاف البحريني مع سائر البلدان العربية نقطة قوة ، يمكن استشمارها في عدة ميادين ، أولا الميدان الداخلي عبر توضيح التناقضات الطبقية الموجودة و توضيح معسكري الثورة و أعدائها وربطه بالتشابه مع البلدان العربية و توقيت انتفاضتها المتتالي ، اما خارجيا فعلى اليسار الماركسي البحريني اتخاذ مواقف جذرية من الانتفاضات الشعبية وخاصة تلك التي تواجه خطرا والتفافا طائفيا شبيها للذي يحصل في البحرين، فبتأييد الانتفاضة البحرينية لباقي الانتفاضات العربية ، تبدأ الحواجز الطائفية بالانكسار، هذه المهمة ملقاة ليس فقط على كاهل اليسار الماركسي البحريني بل على كاهل كل اليسار العربي المشارك في الانتفاضات الشعبية .
سؤالي هو : هل يلتفت اليسار البحريني للتنسيق مع اليسار العربي بهدف توطيد جبهة اليسار ومواجهة الطائفية والرجعية وتجذير الانتفاضات طبقيا؟
كما حبذا لو يخبرنا الرفيق نادر عن وضع اليسار البحريني .

Nader Al-Matrook:
شكراً عزيزي علي. كنتُ قبل أسبوع في القاهرة لحضورة مؤتمر بعنوان "اليسار والثّورات العربيّة". وقدّمتُ ورقة بشأن وضعيّة اليسار البحريني. من المؤسف أنّ اليسار البحريني يُعاني، مثل عموم اليسار العربي، من حالٍ من العطب، والشّيخوخة، والعصبويّة، فضلاً عن مأزق الانتهاء الأيديولوجي. ثمّة ثلاث قوى سياسيّة تتبنّى اليسار. جمعيّة المنبر التقدمي، وهي وريثة اليسار الشّيوعي في البحرين، وهي تحمل إرث أقدم تنظيم سياسي في الخليج (1954)، ولكن رموز هذا اليسار انتهوا إلى أن يكونوا موالاة، أو نصف موالاة للسّلطة. جمعيّة التجمع القومي، وفيها يتجمّع بقايا اليسار المحسوب أيديولوجيّاً على البعث العراقي. لهم موقف إيجابي من الحراك الثّوري، ولكنهم لا يمثّلون أية رمزيّة تُذكر لليسار، فضلاً عن التأثير الجماهيري. وأخيراً، جمعية العمل الوطني (وعد)، وهي تضمّ إئتلافاً خليطاً من اليسار والقوميين والليبراليين، وهي الأقرب للحالة الثّورية، وأمينها العام، الرفيق إبراهيم شريف، محكوم 5 سنوات في سجون النظام حاليا. يمكن أن نعود في طيّات النقاش للمجادلة في هذه الأمور، ولكن – إجمالاً – لم يُحقّق اليسار البحريني تميّزه الإيجابي، وأبرزت الثورة أهم عوامل الكمون لديه، حيث افتقاد الرؤية السياسيّة المنسجمة مع عوالميّة اليسار الجديد، والانغلاق الحزبوي والنّخبوي، وعدم القدرة على بلورة خطابٍ سياسي يتفاعل مع محيطه الاحتجاجي العام، والميل نحو ترسيخ علاقات وطيدة مع الوضع القائم (السّلطة السياسية، أو النظام السياسي العام)، وليس تطوير العلاقات التفاوضيّة، بله الالتحاميّة، مع الجماعات المطلبيّة المنتشرة في الشارع.
ماجده جادو:
كما اوضح الرفيق فان مشاكل اليسار البحرينى لا تنفصل عن مشاكل باقى اليسار فى العالم العربى ومأزق الثورات العربية التى بلا قائد ثورى حقيقى يقود ويوجه وينظم من خلال طرح رؤية سياسية وبرنامج ثوريين وليس اصلاحيين بعيدا عن الصراعات المذهبية والطائفية التى تستغلها الانظمة الرجعية فى تاجيج الصراعات كى تحرف الانظار عن الصراع الطبقى الحقيقى واذا ما العمل ؟ فى يسار اصلاحى انتهازى متفكك تغلب عليه النزعات الذاتية وانعدام الرؤية الثورية والانجراف وراء اوهام البرلمانات وعدم الارتباط بالجماهير كطريق وحيد للخلاص ؟
Nader Al-Matrook:
عزيزي علي. في مسألة التّوظيف الجدلي لبيئة الثّورة الغالبة (الشيعة)، يمكن أن أُثير إشكاليّة معقّدة. لاشكّ أنّ الحرمان الطبقي، والإحساس بالمظلوميّة الاجتماعيّة، والتّسلّط المهيمن عبر نظام التمييز والامتيازات للنظام.. كلّ ذلك يُمثّل تمهيداً وقائعيّاً للنهوض بمهّمة رفض الواقع، وتحريك المطالبات الاجتماعيّة والتحرّر العام. وهذا ما حدث بالفعل. لكن، ثمّة مأزقين هنا. الأوّل، أنّ السّلطة تملك فائضاً من القوّة والهيمنة والموالاة في الدّاخل والخارج، أسعفها على استثمار الانتماء الشّيعي للمحتّجين لصالحها، لاسيما في ظلّ المحرِّكات الطّائفيّة التي أعادت إحياءها – وفي جدليّة متوقّعة في واقعنا العربي المسنود إلى تاريخ طويل من الظلاّميّات – جهاتٌ لها صلة بالرّبيع العربي وثوراته. المأزق الآخر، هو أنّ المعارضة في البحرين والقوى الثّوريّة قاطبةً؛ لم تعتنِ بمعالجة المسألة المذهبيّة. ورغم أنّها، حقيقةً، لم ترفع شعاراً طائفيّاً، وحافظت على وطنيّة حراكها المطلبي، ولكنها لم تنجح في التّعبير، أو الإفصاح، عن هذه الوطنيّة، وهو ما نراه مثلاً في علاقاتها الإقليمية المسنودة بالانتماء "المذهبي"، وعدم قدرتها على حسم موقفها من الثّورة السّوريّة، لأسبابٍ كثيرة منها انشدادها لبؤرتها المذهبيّة (إيران، وحزب الله)، وتردّدها – أو قل ضعفها – عن بلورة رؤية واضحة ومتكاملة بشأن الواقع الدّولي العام.

عمار ديوب:
أقول لصديقي نادر: يا رفيقي العزيز، وأنا بأشد السعادة بذلك. وأضيف وكون الثورة حقيقة موضوعية في البحرين، ولها كل الأسباب الموضوعية للاندلاع والتجدد. وقد أفرد الشباب، نقداً لليسار وللمعارضة التي في جزء منها طائفية. وكون الأمر كذلك، فهي تعطي النظام القدرة على استخدام الطائفية كايديولوجيا مضادة. ولكن وكون اليسار يعنينا، ونعتقد وقد يؤمن منا البعض به، لكونه قادر على تلمس المشكلات التي ترزح مجتمعاتنا بها، ولكونه شلليا وكسولا وغير قارد على مجاراة الثورات العربية كما يجب، رغم أن تيارات اليسار المنخرطة بالثورات تحاول بشكل أو بأخر.
يأتي السؤال لك، وأنت الباحث والمجتهد الدائم: كيف لليسار أن يلعب دوراً ثوريا بحق، وكيف يمكن أن يكون قادرا على قيادة الثورات ونقل مجتمعاتنا مما هي عليه، إلى مجتمعات حديثة بالفعل؟
Nader Al-Matrook:
أهلا ماجدة. أتّفق معكِ طبعاً في تشخيص المأزق العام لليسار. ما العمل إذن؟ لستُ مؤهّلاً لاقتراح إجابات كبرى، فنحن نعلمُ جميعاً أنّ زمن "الإجابات الكبرى" انتهى. لكنّي أميلُ إلى استعادة الحلول (الإجابات) غير المكتملة في سياقنا العربي، أو تلك التي لم يُتح لها الاكتمال والنضوج. أشير إلى تجربة اليسار الإسلامي (كوني أحد الذين خرجوا من سياقهم الإسلاموي)، واليسار الجديد، والحراكات الاحتجاجيّة التي يتوزّع فيها شبّان اليسار على امتداد عالمنا العربي. يجب أن يلتقي هؤلاء الشّبان، وأن يُمارسوا حلولهم، ونقودهم، و"شغبهم" النّقدي، وأن يطرحوا رؤاهم الجديدة ليسارٍ عربيّ جديد، يتخفّف من وطأة "الكبار" – الذين نحترم – وأثقال الأيديولوجيّات المغلقة، والشّعاراتيّة المفتوحة على الأوهام. ولقد لمستُ، في أكثر من موقع، شباباً عربيّاً يعرف كيف يُقدّم يساريّةً تُحفاظ على مقولات اليسار، ولكنه في الوقت نفسه يستطيع أن يُقدِّم نفسه حِلاّ من الإخفاقات المتكرّرة لليسار العربي العريض. أقول: افتحوا الطّريق لليسار الجديد الذي يكتبه هؤلاء الشّباب.
Nader Al-Matrook:
صديقي الحبيب عمّار. لتحقيق انطلاقة فعليّة لليسار، لابد برأيي؛ من إنجاز مهمّة – أعتقد أنّ أستاذي سلامة كيلة يؤسّس لها – وهي الانتقال من "تضخيم الأيديولوجيا" إلى "تعويم الأيديولوجيا". لا أعني، بالطّبع، التحلّل من مقولات اليسار، والدّخول في توفيقات تركيبيّة مزيّفة ومفتعلة و"وصولية" مع الأيديولوجيّات "الحارسة" (العقيديّة)، ولكنّي آمل من شباب اليسار إبراز إحساسهم للكبار؛ بأنّ ثمّة "افتراقاً جيليّاً" طبيعيّاً، يفترض أثراً طبيعيّاً، بدوره، في الرّؤية، والطريقة، وأسلوب العمل. هذا المنجز الشبابي – والذي ينبغي أن يأخذ شكل "المشغل الدائم" – يقول للجميع، بأنّه يمكن أن ننُجز يساراً غير مهموم بالصّراعات الحزبويّة. من الممكن إقامة المراجعات النّقديّة للآباء، من غير أن يكون ذلك مُثقلاً بعقدة "قتل الأب". من الممكن أن نختلف مع "مضارب" اليسار القديمة، دون أن يعني ذلك الخروج من الوهج اليساري وألقه. اليسار الجديد الذي يُفترض بالشّباب التّفكير فيه؛ لابد أن ينطلق من بيئة التّفاعل الإيجابي مع الثّورات العربيّة، ومنها لطرح كلّ حزمة "الإشكالات" التقليديّة التي سمحت باختطاف اليسار، أو فرض الحصار عليه.
عمار ديوب:
صديق العزيز، تناولت أنت في نصك الأساسي وفي ردودك نقداً للاسلام السياسي، وإذا كان من الصحيح، أن نحدد النقد لكل تيار إسلامي بعينه، كي يكون النقد مفيداً بشكل حقيقي، ولكن ولاسباب عدة، وكون الاسلام السياسي بتنويعاته الشيعية والسنية، جزء من المعارضة السياسية وفي كل العالم العربي، ولكون انتقاله إلى الحكم لم يغيّر من رؤاه وطريقة تفكيره وأسلوب عمله، وبقي يحاول أن يحتكر المجتمع باحتكاره للسلطة، والسؤال هل بمقدور هذا الاسلام وأقصد السياسي أن ينتقل فعلاً إلى مرحلة التفكير السياسي الحديث، ويصبح جزء من عالم السياسة القائم على مبدأ المواطنة لا مبدأ الشريعة والفتوى والماضي؟

Nader Al-Matrook:
الصّديق عمّار، سؤالك – فعلاً – هو جزءٌ من اشتغالي البحثي هذه الأيّام. الفرضيّة التي أشتغلُ عليها هي: حين ينتقل الإسلام السّياسي – بكلّ تنويعاته الأيديولوجيّة والمذهبيّة – إلى الإيمان بأيّة مقولة مدنيّة، مثل المواطنة، والديمقراطيّة، والدّولة المدنيّة، فعلينا أولاً اختبار جهازه المفاهيمي، وصيرورة خطابه العملي ثانيّاً. بحسب فرضيّتي، هي أنْ لا إسلاماً سيّاسيّاً يمكن الوثوق به طالما أنّه بقي ثابتاً على أرضيّته الفتوائيّة والغيبيّة؛ المُعانِدة بنيويّاً لكلّ ما هو مدني. وأستعيدُ هنا إثارة هامة طرحها سلامة كيلة في حوارٍ أجريته معه في أبريل 2010م؛ وهي أنّه يتوجّب علينا أن نُحمِّل أنفسنا قدراً كبيراً من الشّكّ والرّيبة تجاه انفتاح الإسلامويين على مفاهيميّات المدنيّة الحديثة، وأنْ نضع أيدينا على قلوبنا دوماً، خشية الانكشاف على حفلة "تكاذبٍ" يقومون بها علينا، كما عبّر فوّاز طرابلسي ذات لقاء أخير معه. أية مصالحة بين الموقع الإسلاموي، وبين اليسار الجديد، أو مع الفكر المدني المعاصر؛ يفترض أن يبدأ بمراجعة جذريّة للعقائديّات الكابحة والمانعة التي يتأسّس عليها الإسلامويون، وخصوصاً العقائد الخمس للمتأسلمين التي تحدّث عنها صديقنا المشترك سعيد ناشيد مؤخراً في مقالٍ له.
Aadeed Nassarr:
الرفيق نادر
بالعودة إلى الحالة البحرانية، وبعد أكثر من سنتين على الحراك المتواصل، كيف تقيمون الموقف الإيراني منه؟ وما هي برأيك احتمالات تحرر هذا الحراك من أي رهانات على ميزان القوى الإقليمي وتقلباته؟

عمار ديوب:
طيب جميل هذا الكلام، أنا انطلق من الحق المطلق بالتمثيل السياسي، ما دامت الاحزاب السياسية تعترف بالمواطنة وأن الجميع متساوون أمام القانون، والسؤال، كيف يمكن أن نتعامل مع قوى سياسية وتحديداً الطائفية منها، والتي تنطلق من تدمير المواطنة لصالح الطائفية، في إطار دولتنا الحديثة الدولة المنشودة؟ وثانياً ما هي وسائل اليسار بتعرية الاسلام السياسي في المجتمع، ما دام يلغم المجتمع بأزمات متعددة تبدأ من الاقتصادي ولا تنتهي بالسياسي، لتكرس مجتمعاتنا كمجتمعات تابعة وقابلة للتفتت والانهيار.
Nader Al-Matrook:
عزيزي نصّار. الإيرانيّون ينظرون إلى البحرين، كما ينظر الأمريكان لها. الفارق هو في المبنى الأيديولوجي المختلف بينهما. لاشكّ أنّ الإيرانيين وضعوا أمام الثّورة في البحرين خياراتٍ مغرية، خصوصاً في إطار الحصار المنيع الذي فُرض على الثّورة من النّاحية الإقليميّة. لقد قدّمت إيران خطاباً إعلاميّاً وتعبويّاً مؤيّداً للحراك المطلبي في البحرين، ولازالت تفعل ذلك. المفارقات في هذه المسألة لا تنتهي. الانشداد المذهبي، بالتأكيد، سيطر على الموقف الإيراني هنا، ولكنّ ثمّة مصالح "إيرانيّة" خالصة في الموضوع، لها علاقة بنزعة التفوّق الإيراني، واستلامها لزمام المنطقة، إضافة إلى ترحيل الملف الإيراني إلى طاولات الصّراع الإقليمي والدّولي، وهي بذلك – إيران – أسهمت في تأخير الحلول الممكنة للوضع البحريني، ورهنته للصّراع الإقليمي والدّولي. وهذا، ويا للمفارقة، يتمّ بابتسامة عريضة من القِوى السياسيّة المعارضة في البحرين، والتي تظنّ أنّ التّرحيل الإقليمي والدّولي لقضية البحرين؛ يمدّها بقوّةٍ نسبيّة يضمن لها توازناً داخليّاً. ما يحدث الآن، هو أن إيران تنقلُ أسْقامها المركّبة، وبنحوٍ ناعم، إلى فضاء الحراك المطلبي في البحرين، وحتّى الآن لا يبدو في الأفق أنّ المعارضة والقوى الثّورية بصدد إنجاز موقفٍ "مستقل" من الجبروت الإيراني. يبقى ثقل الأيديولوجيا المذهبيّة حاضراً، وإنْ ابتكر أهلُه وسائل التّخفيف منه، أو التّخفّي وراءه. وعلى هذا، فإنّ التجاذب الخارجي للبحرين سيمتدّ زمناً آخر..
Nader Al-Matrook:
عمّار، لا مناص من تعاملٍ مدنيّ مع القوى الظّلاميّة والطّائفيّة. حرّية الفكر، والتّسامح مع الآخر (بمعنى عدم إلغاء فرصه في إظهار أفكاره والتدليل عليها) والانفتاح على المغايرين.. هي قيمٌ كونيّة، لا يمكن إخضاعها للتّقسيم الظرفي، أو للخصومة الفكريّة، أو الخصوصيّة المناطقيّة. من خلال تجربتي في "الغلاف الإسلاموي"؛ يمكن الإتّكال على الفعل النّقدي الفكري في إحداث شروخٍ داخل النّظام العقيدي للإسلامويين، وعلينا أن نتسلّح هنا بالصّبر، والوثوق بنتائج التراكم النّقدي المُنتظر. لابد من إثبات "اللا دينيّة" التي يتقوّم عليها جوهر الفعل الخارجي للإسلامويين، وبالتّالي كسْر احتكار هذا الرأسمال الرّمزي، أو التخندق خلفه. جزء من مهمّة اليسار هو إعادة تشغيل همّة الاجتماعي، وحضوره في قلب المعادلة الشّعبيّة، والانصهار مع الهمّ اليومي للمسحوقين وعموم الكادحين. هذا المجال مخطوفٌ من الإسلامويين، والانحسار عنه من قِبل اليسار هو استسلامٌ، أو رفع اليد عن أكبر جهاز عبوديّ (استعبادي) للمجتمع، يُديره مُلّاك النّص الدّيني، وباسم الله والدّين.
Karim Reda:
الاصدقاء الاعزاء مرحبا بكم ومرحبا بالرفيق نادر ولكن كيف يمكنني كمصري تقديم الدعم لثورة البحرين؟ و كنت قد قابلت الناشط البحريني حسين يوسف في القاهرة لتنظيم تظاهرة امام السفارة البحرينية في القاهرة لكنه استبعد الفكرة بسبب ضعف عدد الجالية البحرينية في مصر.
Karim Reda:
لابد من تطوير اداء المعارضة البحرينية وتكتيكاتها من خلال التظاهر امام سفارتها في جميع انحاء العالم.
Nader Al-Matrook:
أهلاً كريم. الصّديق العزيز حسين يوسف لاشكّ بأنّه قادر على اقتراح وسائل دعم مناسبة للثورة البحرينيّة في القاهرة. وربّما أراد حسين الإشارة إلى أنّ التظاهر من قبل الجالية البحرينية - غير المقيمة - يمكن أن يجلب متاعب حال العودة للبلاد، وقد مارس النظام مكارثيّة لا حدود لها لكلّ الطلبة والطالبات ممن مارسوا التظاهر العلني ضدّه في الخارج. برأيي، من أهم وسائل الدعم هو الإسهام في إبراز الوجه الوطني للثورة، من خلال تقشير مطالبها وشعاراتها أمام الرأي العام العربي والمصري، لاسيما وأن الإخوان المسلمين في مصر تحالفوا بشكل مباشر مع النظام لإسقاط الثورة واعتبارها مرتهنة لمكبوت طائفي مفبرك. وشكرا لك
Karim Reda:
صديقي العزيز اني من أشد المعجبين بثورة البحرين لانها غيرت صورة ممالك الخليج المنطبعة في الذهن كممالك تعيش في العصور الوسطى لكننا في مصر نواجه مشكلة كبرى نحن اعضاء التيارات المدنية وهو عنصرية وطائفية بل وتاثير التيارات السلفية بما تمتلكه من مساجد و مقرات وأموال وهي تروج لمفاهيم مثل المد الشيعي وهو ما يؤثر علينا ونحن ندافع عن ثورة البحرين.
Nader Al-Matrook:
كريم، أُدرك كلامك تماماً. لقد توالد السلفيّون على هامش الرّبيع الثوري، وهم يعتاشون على الاحتراب الطائفي والتنفّس عبر خلافات الفتن الأولى. وكنا ولازلنا نعاني منهم في البحرين، حيث يُوكِل إليهم النظام القيام بالمهام القذرة باسم الدين وأهل السّنة والجماعة.ولكن ينبغي إدراك أن هؤلاء لا يملكون شروطا موضوعيّة لوجودهم، ويتوّقف حضورهم في الحياة على درجة استعمال الآخرين لهم، ولذلك فإنهم مؤقتون دوماً، ويخضعون للتعرية وعواملها بسرعة.
Aadeed Nassarr:
نشكر لضيفنا الصديق الباحث نادر المتروك وجوده معنا لهذه الأمسية في هذا الحوار المفيد، كما نشكر لكل من ساهم في هذا اللقاء الحواري. على أمل لقاءات متجددة، مجموعة يساري تحييكم وإلى الأمام.
Nader Al-Matrook:
الشكر لكلّ الرفاق، الشّكر لموقع "يساري". محبتي لكم جميعا



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: سورية : الحل و ...
- ربيع مارون الراس الدموي
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...
- مجموعة يساري - اللقاء الحواري الأسبوعي: النشاط اليساري الميد ...
- تحديات الثورة السورية، ودور اليسار في مواجهتها والتغلب عليها
- يسار الثورة
- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفري ...
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية
- خاص مجموعة يساري: الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية – م ...
- اللقاء الحواري الأسبوعي في مجموعة يساري: الحراك الشعبي في ال ...
- في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: الل ...
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و ...
- الحوار الاسبوعي الذي تجريه مجموعة يساري: قضية المرأة مسألة أ ...
- لماذا فشلنا في اسقاط النظام الطائفي في لبنان


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين وآفاقها وعلاقتها بالثورات العربية