أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - تحديات جديدة امام فدرالية كردستان















المزيد.....

تحديات جديدة امام فدرالية كردستان


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 13:09
المحور: القضية الكردية
    


لم تشهد اية قضية دستورية او سياسية عراقية ذلك الجدل الواسع المثير والمستمر مثل ما تشهده الآن ومنذ تحرير العراق واسقاط النظام الكتاتوري مسالة الاستحقاق الفدرالي وتطبيقاته العملية في كردستان .
فالموقف السياسي من فدرالية كردستان التي اقرها قانون الحكم الانتقالي ( الدستور المؤقت ) متلبس بتوجهين اساسيين : واحد يرفضها بالجملة كتعبير عن آيديولوجيات اصولية من قومية شوفينية او دينية – طائفية في اطار نهج الاسلام السياسي داخل العراق وخارجه , وبسبب معرفة واطلاع الراي العام لا ارى ضرورة تذكرالا من باب التاكيد الى تشخيص مختلف الجماعات الارهابية داخل العراق كاحدى اطرافه , اضافة الى معظم انظمة دول الجوار العراقي واخص بالذكر الحاكمة منها في البلدان المقسمة للشعب الكردي . وقد بات واضحا للعيان ان هذا التوجه المعادي للحق الكردي المشروع لا يقتصر على هذا الجانب فحسب بل يستهدف مستقبل العراق الديموقراطي الجديد ووأد تجربته الرائدة في التغيير والتقدم والبناء بما فيها احباط ارادة احرار العراق ووطنييه في تصدييهم الشجاع لعملية انجاز الحل الديموقراطي السلمي النهائي للقضية القومية الكردية ولقضايا القوميات العراقية الاخرى والذي يمكن ان يتحول الى نموذج يحتذى به في سائر بلدان المنطقة المتعددة القوميات وبالتالي وضع نهاية لاضطهاد قومية لاخرى وتحقيق العدالة والمساواة وتوحيد ارادة الشعوب وتعزيز تماسكها امام انظمة الاستبداد التي تستمر حتى الآن معتمدة على الصراعات والمواجهات العنصرية وانقسامات الجبهات الداخلية وثغرات الوحدة الوطنية بين سائر الجماعات والفئات .
اما التوجه الآخر فتتتنازعه مواقف وتيارات ورؤا مختلفة ومتناقضة احيانا في اطار مضمون وتفاصيل وجوانب التطبيق الفدرالي الذي يتقبله الجميع – نظريا - من حيث المبدأ , يظهر التباين والاختلاف بين من يرى الفدرالية حقا قوميا مشروعا للكرد ويترك لهم تداول التفاصيل حسب ارادتهم , ومن يعتبرها حقا مشروطا يخضع لضرورة اجراء استفتاء عام في كل العراق بمعنى آخر يجب ان يقرر عرب العراق مصير الكرد وليس وحدهم , ومن لا يرى في الفدرالية الا نوعا من الاجراءات الادارية الذاتية على صعيد المحافظات والمناطق بمعزل عن حقائق التاريخ والجغرافيا والطموحات القومية المشروعة , ومن يعتبرها كما هو قائم الآن في كردستان – كامر واقع – دون المساس بالامر الواقع الآخر الذي دشنه نظام البعث في مجال التعريب وتغيير التركيب الديموغرافي وتوزيع والحاق الاقضية والنواحي بدواعي عنصرية الى جانب الابقاء على كركوك خارج الفدرالية الكردستانية .
مسالة التطبيق الفدرالي في اية ساحة في العالم لا تتوقف على تفاصيل متشابهة وان كانت تجمع حول الحد الادنى من مبادئها المتعارف عليها دستوريا وقانونيا وسياسيا , ولذلك فالنظام الفدرالي او الاتحادي محكوم بظروفه المحيطة به في كل زمان ومكان وهو من المرونة بحيث يرضخ بسهولة لارادة الساسة والمشرعين في مجالات بنوده الدستورية ونظمه وقوانينه وصلاحياته وطبيعة صلاته بالمركز عبر برلمانه وحكوماته ومدى مشاركته في السلطة الاتحادية على صعيد صنع القرار ونسب حصوله على الثروة الوطنية بهدف اعادة البناء والعمران , واذا كانت هذه المبادىء العامة تسري على الحالة الكردستانية في العراق فلا بد من اضافة عناصر اخرى اساسية تتعلق بخصوصيتها والتي يعتبر قبولها او رفضها ضمن التحديات الراهنة في مواجهة التجربة الفدرالية الكردستانية :
التحدي الاول : هو مدى فهم وقبول كون العراق بلد مركب من العراق العربي والعراق الكردستاني وتفهم طموح الكرد في تقرير مصيره بنفسه المجسد في الاتحاد الاختياري والشراكة العادلة واختلاف الحالة الكردية كظاهرة قومية – تاريخية – جغرافية عن فدرالية المحافظات والمناطق ذات اللون الواحد التي لا تتميز بالتعددية القومية مثل التمايز الذي نلحظه بين فدرالية بلجيكا والمانيا او الهند والامارات العربية على سبيل المثال .
التحدي الثاني : هو الى اية درجة يمكن التسليم بخصوصيات فدراليات القرن الواحد والعشرين ومميزاتها المستحدثة في ظل النظام العالمي الجديد وزمن العولمة ووحدانبة القطبية المنحازة الى جانب حق الشعوب وحقوق الانسان وكذلك مدى التجاوب مع خصوصيات الفدرالية الكردستانية في العراق التي مازالت على مسافة متساوية بين مضامين حركة تحرر وطني قومي ومستلزمات الكيانية الحديثة وحقيقة عمقها الكردي الاستراتيجي من معظم الجهات وضرورات انفتاحها الثقافي والانساني وتفاعلها الاقتصادي مع المحيط والتي تتطلب دون شك نسج علاقات اقليمية دبلوماسية وثقافية واقتصادية مع الامتداد المجاور لانرى لها مثيلا في فدراليات القرن العشرين وما قبله ويقل نظيره في التجارب الاخرى .
التحدي الثالث : يتعلق بكيفية قراءة فرادة التجربة الفدرالية الكردستانية في مسالة انتخاب رئيس الاقليم من قبل المجلس الوطني الكردستاني المنتخب ديموقراطيا وانتخابه في مرحلة لاحقة عبر الاستفتاء الشعبي المباشر والعملية برمتها تشكل سابقة تاريخية فريدة وتصب في مجرى ترسيخ العملية الديموقراطية واضفاء المزيد من الشرعية – البرلمانية والشعبية – على كيانية اقليم كردستان الفدرالي وتعزيز صلاحيات رئيسه المستمدة من الدستور ومن ارادة شعب كردستان امام مخاطر اية احتمالات قد تحدث مستقبلا باتجاه مصادرة حقوق الاقليم من جانب المركز لمختلف الاسباب والذرائع .
كرديا يخطىء من ينظر الى مسالة صلاحيات ومهام رئيس الاقليم بعيون حزبية او جهوية ضيقة لان هذا الرئيس مؤتمن على صيانة الامن القومي الكردستاني ووحدة العراق الديموقراطي الفدرالي التعددي ويرمز الى الشخصية القومية والوطنية لشعب كردستان وعلاقات الاخوة والصداقة مع الشعب العربي والشعوب والقوميات الاخرى , كما يخطىء اكثر من يدعو الى مقاربة وضع وصلاحيات رئيس الاقليم مع نظيره الرئيس العراقي الذي رشحه السيد مسعود بارزاني ومن ثم انتخبه المجلس الوطني العراقي بصلاحيات رمزية بالتكامل والتكافل مع نائبيه كنتيجة لتوافق وطني بين مكونات العراق القومية والطائفية اما رئيس الاقليم وحسب اتفاق جميع الاطياف الكردستانية فيتم اختياره من شعب كردستان ولا يرضخ انتخابه لشروط ومتطلبات الصفقات السياسية او التوافقات الوطنية حول الاسماء والوظائف وبالتالي فان صلاحياته هي من صلاحيات الكيان الفدرالي وتجسيد لارادة الكرد في تقرير مصيره بهذا الشكل الذي اختاروه وسيكون مسؤولا اولا وآخرا امام البرلمان الكردستاني يسائله في اي وقت يشاء حول برنامجه وبيانه الرئاسي والتزاماته القومية والوطنية .
على ضوء المستجدات العراقية وفي ظروف المرحلة الراهنة التي تحيط بالمزاج الشعبي العام في كردستان والذي تجسد البعض منه في نتائج الاستفتاء الحر المستقل على مصير الكرد قبل نحو عام وما تمخض عنه من انشداد نحو حق تقرير المصير وتمسك بتمتع برلمان ورئاسة وحكومات وادارات اقليم كردستان بحقوقها الكاملة دون نقصان بعد عقود من الاضطهاد والمعاناة والحرمان وامام التحديات المحيطة في الداخل والخارج فان اي تعطيل لعملية انتخاب رئاسة الاقليم او اية محاولة للنيل من صلاحيات الرئيس من اية جهة كانت لن تكون لمصلحة ترسيخ الفدرالية وتعزيز الجبهة الداخلية ولن تخدم عملية التغيير الديموقراطي في عموم العراق الجديد وهي موجهة بالدرجة الاولى ضد المصلحة القومية لشعب كردستان وتسيء الى هذه التجربة الديموقراطية الحرة الرائدة التي يعتز بها كل الاحرار ودعاة التغيير والسلم الاهلي في منطقتنا .
شعب كردستان العراق بكل قومياته وتلاوينه الفكرية والسياسية وما يحمل من تراث كفاحي وتجربة نضالية طويلة سيستطيع بحسه القومي الديموقراطي وانتمائه الوطني الصادق تجاوز جميع المعوقات ومواجهة مختلف التحديات الراهنة وسيختار لا محالة طريق – الكوردايه تي – بديلا عن الآيديولوجيا الحزبية المتزمتة التي فات اوانها وانتهى دورها ولا تمثل الا مجموعات مصالح معينة التي بدات تقف عائقا امام موجة التطور والتحديث والتغيير الديموقراطي في مجتمع كردستان كما في البلدان والمجتمعات المجاورة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
- الحرية لشعوب ايران
- كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
- شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
- مهام عاجلة على اعتاب المرحلة الجديدة في سوريا
- هنيئا لكم يا شباب وطوبى لكم يا احرار
- هل تعيق - الشيعية السياسية - دمقرطة لبنان والعراق
- كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى
- من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -
- بعد عام من - الهبّة - الكردية السورية
- العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد
- بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهاب ...
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين
- نداء عاجل الى مروان عثمان رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
- محاولة في اعادة تعريف اسس العلاقة الكردية - العربية
- يا كرد العراق حذار من التصويت بلغتكم في سورية
- العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي
- نحو عام مشرق جديد
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...


المزيد.....




- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - تحديات جديدة امام فدرالية كردستان