أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - على طريق البرازيل، يا مصر!














المزيد.....

على طريق البرازيل، يا مصر!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسير مصر على طريق البرازيل، فثمّة العديد من نقاط التشابه السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ بين البلدين، ومن حيث الموقع الجيوسياسيّ، والثروة والمساحة والكمّ السكانيّ والمستوى الثقافيّ والرقيّ/والتخلّف و... والنزوع نحو الديمقراطيّة والأمن ومستوى العدالة والكرامة و...، واستشراس فساد الرأسماليّين ومؤسّسات الحكم والسلطة، وانفلات الدين السياسيّ و...
حالة العنف والفوضى و"البلطجيّة" والمظاهرات المنادية بالديمقراطيّة والشرعيّة؛ هي طفرة تنتعش ما بين تراكمات كمّية الاستبداد والفساد والبطالة والركود ... وبين تحوّلات كيفيّة نحو الديمقراطيّة والحريّة والعدالة والتنمية... لذلك فهي لا تؤثّر على ثقتنا بقدرة الشعوب، ولن تفقدنا الأمل بشعب مصر العظيم، وبعقلائه وبحكمائه وبقياداته الخلاّقة القادرة على تجاوز المحنة و... وأن تحتذي بالبرازيل.
شعب مصر ليس أقلّ من شعوب نامية نهضت وسارت على طريق الديمقراطيّة وتربّعت على عرشها، وأصبحت لا تفرّق بين حاكم ومحكوم، وبين سيّد ومسود و...
إنّ خرق رئيس البلاد للقواعد الديمقراطيّة التي أوصلته إلى سدّة الحكم، وانتهاكه نزاهة الحكم والدستور، وتصرّفه كرئيس عصابة في غياب وتغييب للسلطة التشريعيّة والقضائيّة، وفشله في إدارة شؤون البلاد؛ يعطي الشعبَ الحقَّ في عزله، ومؤسّسات القضاء أن تحاسبه وتحاكمه محاكمة علنيّة وحرّة وعادلة.
في مصر التي تعيش طفرة ما بعد تراكم الفساد والاستبداد وكمّ الأفواه والإفقار والاستئثار، وما قبل التحوّلات المدنيّة والديمقراطيّة والعدل والنموّ، لم يكن عزل الرئيس حالة شاذّة وغير متوقّعة. لقد جرى مثل هذا العزل، في السابق، في مثل هذه الطفرة، في مصر نفسها، وفي العديد من الدول الأخرى، وخير مثال على ذلك البرازيل؛ إذ ثار الشعب وعزل "فيرناندو كولور ميلو" أوّل رئيس جمهوريّة منتخب بانتخابات ديمقراطيّة بعد سيطرة الجيش على الحكم حتى أواخر سنة 1989، رغم أنف الإدارة الأمريكيّة وتهديداتها بقطع المعونات والمساعدات الماليّة والعسكريّة والفنيّة!
في مصر، ليس غريبا أن تفجّر قيادات عسكريّة ثورات شعبيّة، ففي سنة 1881طالَب ناظر الجهاديّة أحمد عرابيّ (وزير الدفاع اليوم) بترقية بعض الضبّاط، ورفض تنفيذ أمر الخديويّ توفيق بأمر/بطلب من الاستعمار، بفصل ضبّاط آخرين من الجيش، انتفض عرابيّ وقال مقولته المشهورة: "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا، فوالله الذي لا إله إلاّ هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبد بعد اليوم"، وفجّر أوّل ثورة وطنيّة جماهيريّة في مصر أطاحت بالحكم. كذلك قاد جمال عبد الناصر وحركة الضبّاط الأحرار ثورة 23 يوليو/حزيران 1952 الجماهيريّة الشعبيّة، وعزلوا الملك فاروق، وبنوا الدولة القوميّة الوطنيّة، وتبنّوا المبادئ الاشتراكيّة وطبّقوها؛ فأحمد عرابيّ وجمال عبد الناصر والضبّاط الأحرار كانوا من قيادات المؤسّسة العسكريّة.
المشاركة السياسيّة، في الانتخابات الديمقراطيّة، في الدول النامية متأثّرة ومتداخلة ومرتبطة بالمال وبالدين السياسيّ وبالفساد وبأجهزة الدولة وببعض التشكيلات الاجتماعيّة؛ لذلك مشاركة المواطن في العمليّة الانتخابيّة، لا تعطيه إمكانيّة التأثير في عمليّة صناعة القرار وفي صياغة مبادئ اللعبة السياسيّة؛ بل تبقى هذه الإمكانيّة من اختصاص قيادات الرأسمال، والدين السياسيّ، وبعض التشكيلات الاجتماعيّة التي تحافظ على نفوذها وتغلغلها وهيمنتها المباشرة وغير المباشرة على أجهزة ومؤسّسات الدولة، وعلى دوائر صنع القرار والسياسة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة.
لكن، المشاركة الواسعة للجماهير المصريّة، وخصوصا الشباب، في مظاهرات الميادين؛ هي أكثر تعبيرًا عن رأي الأكثريّة من نتائج الصناديق، وبالتالي هي مؤشّر لاحتمال تراجع الفساد السياسيّ، والحدّ من إحراز المكاسب الفئويّة، والاستئثار بالمناصب، وتقييد رأس المال بالقواعد الديمقراطيّة.
كم تمنّيت أن أكون في هذه المرحلة مصريّا، لأشارك الشعب المصريّ تضحياته وثورته التي تأخذه إلى قمّة الديمقراطيّة، وإلى مستويات سياسيّة واقتصاديّة أعلى من الموجودة في البرازيل. عاشت مصر!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة الأمّة فوق مصلحة الجماعة
- باسم الانقسام
- بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ
- لا يكفي أن نعرف الهدف ونرغب به
- مسايرة المحتلّ تشجّعه على التمادي
- يمينيّ بالقول وبالفعل
- -القادير-
- بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال
- كيف سنتذكّر العدوان؟!
- المصالحة والممالحة قبل الزيارة
- الصابرون على لسعات الضمير
- أحمد سعد فارس الشمس
- لن تنتهي الحرب إلاّ إذا انتصرنا للحقّ
- كيف نجعل المادة التعليميّة رافعة للنجاح؟
- لهم طبيعتهم، ولنا طبيعتنا
- لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم
- ماذا إذا بيبي لم يعد يصدّق أحدًا؟
- شيخ العشائر
- المطلوب الآن تحديث وتطوير القوى
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبّاس


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - على طريق البرازيل، يا مصر!