أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجاهد عبدالمتعالي - سؤال الديمقراطية في مصر أم سؤال الإسلام؟















المزيد.....

سؤال الديمقراطية في مصر أم سؤال الإسلام؟


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 01:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عفواً على عدم الوقوف في المنتصف/الوسط في هذا المقال... فليس المنتصف دائماً على حق، لأمرين.... الأول منطقي:فلو خيرت بين أمرين أحدهما عدم السرقة والآخر سرقة ألف دولار فمن الحماقة إدعاء أن فضيلة الوسط تكمن في سرقة خمسمائة دولار.
الثاني تربوي: عندنا في قرى الجنوب عادة غريبة قد تفسر حدة الطباع التي يعيش بها الجنوبي، والعادة هي كراهية الوقوف في المنتصف حتى في موقع جسدك.
عندما كنت صغيرا رآني والدي في رابعة النهار تحت شجرة سدر صغيرة أحاول الظل وكان جسدي بعضه في الشمس وبعضه في الظل، فرأيته غاضباً يصرخ فيَّ: إما ظلٌ يكفيك، وإما الشمس خير لك من أنصاف الظلال.
وعليه فلن أكتب باحثاً عن فضيلة الوسط لأصنع وسطاً صادقاً ولكنه لا يجيب عن سؤال الواقع الثوري لمصر: كقولنا (أنا ضد الانقلاب على الثورة، وضد الانقلاب بها كما كان يريد الإخوان) فرغم أن هذه الوسطية هي أكثر الأماكن أمناً وحيادية صادقة، إلا أن الواقع يقول أن هناك سؤال الديمقراطية الذي بات يشكك فيه الناس واستحالته، فهل عزل مرسي من الديمقراطية؟، وهل وصول مرسي بصندوق الاقتراع غير كافي لتحقيق الديمقراطية؟ ما هو شرط الديمقراطية؟ وهل ما رأيناه من إنزال مرسي من على عرش مصر بالقوة يعتبر انقلابا على فرد لا يرغبه الشعب باستثناء الإخوان، أم انقلاب على الديمقراطية التي تعني في الفباءها (حكم الشعب بالشعب) وليس حكم الشعب بالإخوان؟
كل هذه الأسئلة تستجر أسئلة للإخوان المسلمين كقولنا: هل يؤمنون بالديمقراطية أداة لتداول السلطة ومن تداعياتها إمكانية انفتاح المزاج الشعبي لوصول قبطي أو امرأة إلى سدة الحكم؟ إن قالوا نعم فقد كذبوا.. وكتبهم تشهد على كذبهم.
سأقول للقارئ (المسلم) المحتار في سؤال الديمقراطية، ساعدني في تساؤلاتي التي أطرحها عليك، كي أساعدك في تساؤلاتك عن الديمقراطية... هل امتناع عثمان (رضي الله عنه) عن ترك الحكم حتى قُتِل من الإسلام؟ هل ترك الصحابة له ـ دون جيش يحرسه ـ من الإسلام؟ هل تقاتل علي كرم الله وجهه ومعاوية (رضي الله عنه) من الإسلام؟ هل كان اختيار (الصحابي الجليل) معاوية بن أبي سفيان لإبنه يزيد خليفة له من الإسلام؟، هل موقعة الجمل من الإسلام؟
من يجيب على سؤال واحد من هذه الأسئلة سيجد أن سؤال الديمقراطية أسهل من كل المراوغات والمداورات التي سيضطر إليها في إجابته، ليكتشف أن الديمقراطية أكثر حقناً للدماء، وأسهل على الفهم من تعقيدات التاريخ، ولكن مرسي عاشق للتعلل والتحجج مرة بقميص عثمان ومرة برفع المصاحف، يظن نفسه في القرن الأول الهجري، متناسياً أن سؤال الديمقراطية لا يحتاج إلى ممانعة عثمان (رضي الله عنه) ولا تكتيكات معاوية في الملك العضوض، فالديمقراطية بكل بساطة إيمان بالتعددية عبر أبجديتها الأولى (حكم الشعب بالشعب) وليس حكم الشعب بالإخوان عبر الفرد، وأداتها العظيمة تكمن في استبدال طلقة الرصاص بورقة اقتراع، وقد رفض مرسي حتى اللحظات الأخيرة فكرة الاستفتاء... متمسكاً بشرعية الصندوق، متناسياً أن الصندوق يحكي عن الشعب، والشعب حاضر، ويمكن استنطاقه من جديد، وبالضمانات التي يريد، فلا يوجد في الديمقراطية قميص يطلب ثاراته في سفك الدماء، أو مصحف يقتتل على تأويله بين الفرق والمذاهب.
هل تعلمون أين الإشكال في العقل المؤيد لمرسي حتى هذه اللحظة؟ إنه هناك.. إن المحرك الحقيقي للوقوف مع مرسي أو ضده هنااااك... داخل أعماقنا ...فالمؤمنين بالفردانية والتعددية والحرية كمفهوم إسلامي أصيل في أعماقهم يسعدهم زوال مرسي أو على الأقل لا يتعصبون لزواله، ومن يرى الإسلام لا علاقة له بالفردانية والحرية بل مجموعة طقوس وتعاليم جماعية، نحاول أن نقود الناس لها ونراقب بعضنا في فعلها والالتزام بها ( نعيد الناس من جاهليتهم ـ سيد قطب ـ ) فهو مع مرسي.
علماً بأن العلمانية هي القاعدة الحقيقية الضامنة للديمقراطية على مستوى الفرد ــ طبعاً العلمانية بمعناها الإسلامي فلا وجود لرجال دين يكونون واسطة بين الله والناس مهيمنين على الوجدان الشعبي "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله" و "لا رهبانية في الإسلام" وليس بالمعنى الذي يلقنه خطباء المساجد للعوام ـــ مرسي لم يكن علمانياً، بل مؤمناً أصيلاً بتعاليم سيد قطب... وما يراه وما عاشه في الانتخابات، لا يقرأه كديمقراطية وشرعية تصويت ائتلافي إلا من باب المحاجة للخصم... بل يقرأه كتمكين إلهي ينسى معه وعوده لكل الأحزاب والطوائف الدينية المختلفة كائتلاف ضامن.
نعم كلنا مع الإسلام كدين... والإخوان ليسوا بحاجة أن يطرحوا أنفسهم للدهماء كطريق لدولة الإسلام، وما عداهم من المسلمين والديانات طريق لدولة الكفر... أحدهم عند فوز مرسي قال: (فتحنا مصر من جديد!!!) تخريف ولغة دروشة... وما يثير أن الإسلاميين يحصدون أصوات أعلى حيث الفقر والجهل والمرض.. وحيث الأحياء المتعلمة لا ينتشرون فيها... لماذا؟ لأن الإجابة هي نفس الإجابة على سؤال: لماذا ينتشر السحرة والدجالين في الأحياء الفقيرة؟ متناسين أن الدهماء ستنقلب بعد ما رأت أن دولة الإسلام اقترضت بالربا من البنك الدولي، وباركت لإسرائيل أيامها... بل إنشغلت مع (علماء المسلمين) لإعلان الجهاد لعموم الأمة في سوريا المسلمة، ولم نر لا (علماء الإسلام) ولا الإخوان يعلنون الجهاد للأمة في فلسطين طيلة انتهاكات إسرائيل ومجازرها حيث القدس والمسجد الأقصى... فأين ذهب صلاح الدين؟!!.
بقي إجابة سؤال ــ الذي لا يجب أن يكون في المنتصف ــ عن مقاطع وصور حادثة الحرس الجمهوري الأخيرة والإجابة هي:
شباب وشابات الثورة في يناير ضد حسني مبارك التي لم يشارك فيها الإخوان إلا متأخرين جدا، نقول: شباب يناير من الجنسين قدموا دمائهم لأجل زوال الفرد المستبد لقناعتهم بالديمقراطية والحرية دون الحاجة للمزايدة الدينية بأن حسني كافر!!.. علماني!!.. صهيوني!! الخ والمصاب ضد هؤلاء الثوار الحقيقيين في يناير وما قبله كان أبشع وأقذر خصوصاً ضد النساء المناضلات.
أما هؤلاء فيقدمون أرواحهم لعودة مرسي... وكلنا نعلم أن أتباع مرسي المتضررين لم ولن يستخدموا مفردة الديمقراطية إلا بما يعتقدونه فيها من أن: (الديمقراطية بنت وأمها العلمانية وهي عندنا كمنديل الحمام نقبلها فإذا مكننا الله نظفنا بها مصر ليكون الدين كله لله/حزب الإخوان)... فكيف لو ثبت أن مصابي اليوم هم نفس إرهابيي سيناء ومفجري إنبوب الغاز.
اللهم إرحم شهداء يناير وشهيداته مسيحيين ومسلمين من كل الطوائف والمذاهب والأحزاب... هذه ديمقراطية الحق.. أما منديل الحمام فأظنه الآن لتجفيف الحماقة الحمراء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر من العسكريتاريا إلى الإسلامتوبيا
- الدين بين دم الطائفة ودم الإنسان؟
- السحق الطبقي في (تدين المحتسبين) و (أصالة الدرباوية).
- عندما تضيع بوصلة القبيلة
- سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!
- الجميلة ورجل الظلام
- قينان والإخوان هناك طريق آخر
- الخطاب الديني من جيفارا إلى راسبوتين
- الحرية والمخال الكاذب
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجاهد عبدالمتعالي - سؤال الديمقراطية في مصر أم سؤال الإسلام؟