خفايا خطيرة من كواليس حزب العمال الكوردستاني يرويها شاهد من قلب الحدث 3

دلو آرام

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 20:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

أوجلان والخيانة العظمى لكورد سوريا 2004

عندما كثرت الانشقاقات في صفوف الحزب تم إبلاغ أوجالان إذ لم يكترث بكل هذا وقال ان الحزب يمر بمرحله الغربله الطبيعيه اي ان كل ضعيفي النفوس (الخونه ) هم الخاسرون .وهم ضد بناء دولة
كوردستان وهم بالاصل عملاء ويجب تصفيتهم بأقرب وقت لأنهم أعداء القضية الكوردية
والشيئ المهم انه وبعد التأكيد من اي مشكله، يتم النقاش حول كيفية مجابهة هذه المشكله والحلول دون تكرار هذه المشكله. ومن بعض الحلول هي اعادة هيكلة الكتائب عبر اعادة فرزها وتغيير صف الضباط واعادة تعيين ضباط من الكتائب الاخرى. ومن الحلول الاْخرى انه يجب تشكيل فصائل من المتطوعيين والذين يتم اختيارهم من القيادة لتدريبهم وارسالهم الى شمال كردستان bakor اي ديرسم وسرحات وبوطان وزاكروس داخل الاراضي التركيه.وبالفعل تم اختيار العشرات من السوريين للانضمام الى هذه القوات التي بات معروف عنها ان الذاهب منهم لن يعود الا وهو مشوه او مصاب بعاهه دائمه، او انه سيموت هناك لا محاله. وتعمدو اقتراح الاكثريه من الكورد السوريين و كانوا يتعمدون طرح الحلول دون رؤية المقاتليين لاهلهم.
ولللأسف فالعديد منهم حتى الآن لا يعرف تلك الحقائق الذي عرفناها فيما بعد عند مقابلتنا لرفاقنا المنشقين في شمال العراق او في السجون السوريه، ولكن العديد منهم كان يرفض الحديث في موضوع الجبال لأسباب عديده منها: الخوف من التعرض للقتل أو المضايقه من أتباع الــ pkk او من المخابرات السوريه، لانه لو تحدث عن الاسباب المؤديه لانشقاقه سيعرض حياته للخطر ويمكن ان يقتل لان المؤيدين للـ pkk لا يحبون من يتحدث عن سلبياتهم، و لو تحدث او حاول الرجوع لاحضان الــpkk سيكون مصيره في السجون لان الكثير من المنشقين قد مر في تجربة السجون السوريه وقد وقع على تعهد بعدم التعامل مع الحزب مرة اخرى.
والكل يعرف الاسباب التي جعلت الحكومه السوريه تطرد اوجلان من سوريه والتضييق على نشاطات حزب العمال، وحتى ما قبل الثوره السوريه المباركة كانت الحكومه السوريه تعتمد سياسه صارمه بحق اعضاء حزب العمال وجناحه السوري الاتحاد الديمقراطيPYD، ويتم اعتقال اي مشتبه به وسجنه لفترة غير محدوده حيث كان المنشقون في موقف لا يحسدون عليه. حيث ان ارتكاب اي خطأ قد تكون لها نتائج وخيمة تؤدي بحياة الشخص وعائلته للخطر. حتى العديد من رفاقي كانوا يتجنبون مقابلة منشق اخر من رفاقه لان مجتمعنا الكوردي ضيق والكل تقريباً يعرف بعضه البعض. والذي كنا لا نعرفه قد تعرفنا عليه في شمال العراق واغلبنا تعرف على البعض في السجون السوريه، اي بعبارة أخرى يجب علينا اخذ الحيطة والحذر دائما واين ما ذهبنا، والشيئ الاكثر اهميه هو الخوف على سلامة الاهل والاخوهوحتى الأصدقاء أيضاً.
قنديل كانت ساحة صراع مريرة وفي كثير من من المرات قالو على لسان القادة ان اي تهديد ممكن ان يتعرض له الحزب سيكون الهدف الاول قنديل، ولهذا السبب شهدت وديان قنديل الكثير من التصفيات الجسديه. وحتى الان هناك شكوك حول أستشهاد الكثيرين هناك.
وبعد تعرضي لكل هذه الصدمات كان قرار الانشقاق هو الانسب، ولأني لم اشأ ان اعرض حياة بعض رفاقي للخطر، فقد كنت استطيع التنسيق مع العديد من رفاقي الذين انشقوا في ما بعد لكي ينشقو معي ويتركو الجبال لاصحابها الذين هم على استعداد للتخلص من اي شخص يعتبروه مخالفا لسياستهم المتعرجه. فتركهم أفضل شيئ أقوم به لان اي محاوله للنقد أو الاختلاف معهم ستكون النتيجة (بطاقه الى باريس ) و مصطلح باريس لمن لايعرفه هو عملية تصفية جسدية لاي شخص ينتقد سياسة حزب العمال او يقوم بأي تصرف لايعجبهم. حيث يتم تصفية الشخص في وادي الشهيد هارون بدون محاسبة أو مسائلة وحتى أغلب المرات لاتدفن جثثهم يتركونها للوحوش لكي تنهشها.
وأحيانا لايقتلونهم يربطونهم بالأشجار ويسكبون على جسمهم المربى لكي يلدغهم الحشرات ويموتون
بأبشع الطرق اللتي لاتخطر على بال أي شخص .
لا ينخدع احد منكم، فهم دائما يقولون انه يمكنك ان تنتقد اي واحد من الحزب وحتى عبد الله اوجلان. ولكني طيلة تواجدي في الجبل لم أسمع اي شخص ينتقد اوجلان بغض النظر من المنتقد وحتى لو يكون احد الضباط الكبار، واكبر مثال على ذالك الشهيد رستم الذي قتل على يد بشمركه الاتحاد الوطني ومعه كل افراد فصيلته في عام 2001 .
حصل ذلك عندما تم ارسال رستم مع فصيلته الى سلسلة الجبال المطله على رانيه وجور قورنه، وكان مصيره الموت مع رفاقه البالغ عددهم 25 شخص تقريبا، عدا واحد فقط اسمه (سرحد) الذي وقع بالصدفه في شق بين الصخور واغمي عليه وفي اليوم التالي عندما افاق استطاع الزحف الى اقرب نقطه للمقاتلين. وبعد شفائه تمت محاكمته على انه خائن وجبان (Opportunist) وانه تعمد الهرب وترك رفاقه للموت وكانت تهمته: لماذا لم تستشهد مع رفاقك؟؟!!
وتمت تصفيته في وادي الشهيد هارون قطعت له بطاقة الى باريس ......
وكان السبب الرئيسي في استشهاد الهفال رستم وكل رفاقه هو عدم امدادهم بالذخيره وتركهم لمصيرهم لسببين: الاول هو التخلص من الشهيد رستم الذي كان قائداً لأحد الكتائب المقاتله لانه كان من اشد المعارضيين للهجوم على قوات البشمركه التابعه لاتحاد الوطني، ويذكر انه دارت نقاشات حاده بينه وبين مراد قريلان قبل استشهاده بشهر وبضعة ايام، والشيئ الاخر هو الاستفاده من موته للعب بمشاعر المقاتليين وحثهم على الانتقام. وعلى خلفية استشهاد الهفال رستم تم ارسال ثلاث فصائل بقيادة هاشم الغوي guyi وتم قتل اكثر من 50 عنصر من البشمركه. وبعد انتهاء المعارك تم تسمية ذالك الجبل على اسم الشهيد رستم.
بعد التفكير العميق قلت في نفسي وبعد المرور بكل هذه التجارب القاسيه والمؤلمه وتجارب وقصص لااستطيع قولها لانني لا أريد أن أتذكرها .قلت بنفسي يجب ان انشق ولا مكان لي هنا بعد هذا اليوم، وان بقيت هنا ساعتبر نفسي بلا عقل. ولكني كنت افكر ما السبيل للوصول الى الاراضي السوريه دون الوقوع في ايادي البشمركه "الاتحاد الديموقراطي الكردستاني"(PUK) لان قياداتنا كانت تقول لنا أنه إذا وقع أي واحد منا في ايادي بشمركه الاتحاد الديموقراطي الكردستاني (PUK) سيقتلونه فوراً دون رحمة وسينكلون بجثته أيضاً..
بصراحه الكثير منا كان يصدق هذه الخرافات و هذا الكلام لاننا قتلنا منهم الكثير في عام 1997. وفكرت ملياً كيف احاول الوصول للأراضي السوريه بدون الوقوع بايديهم خوفا الأسر. وفي ما بعد أكتشفت انني كم كنت مخطئ كثيرا وانهم اناس وطنيين وعندهم الانسانيه وهم اكبر بكثير من ان يتصرفوا كما كان قادة حزب العمال يروجون لنا عنهم.
ذات يوم كنت في مهمة استطلاع مع مجموعتي المؤلفه من اربعة اشخاص. وانا في داخل مناطق الاتحاد الديمقراطي الكوردستاني على اطراف جبل كاروخ karox المطل على مدينة روندوز RAWANDUZ وفي الساعات الاولى من غروب الشمس، تم الاتصال بي على جهاز اللاسلكي انه هناك شخصين قد هربوا من احدى الكتائب القريبه من منطقة زاركليه ويعتقد انهم سيسلكو الوادي المؤدي الى قريه صغيره تدعى ( گوندی-;- دە-;-رگە-;-ڵ-;-ە-;- ) ويجب علينا ان نقوم بكمين للحيلولة دون وصولهم الى تلك القريه والإمساك بهم. عندها تركنا موقعنا واتجهنا الى مكان جيد للقيام بكمين على اطراف الوادي
وقتها خطرت ببالي فكرة ذهبتُ لوحدي وابقيت على الثلاثه البقيه هناك بحجة المراقبة واتجهت الى مكان قريب من البيوت على اطراف القريه وحينها قاربت الساعه على الثالثه بعد منتصف اليل. اتصلت بمركز قيادة كتيبتنا وكان الضابط المناوب كمال المقرب من آمد ديار بكرلي وقلت له اني رأيت الشخصين الهاربين وهم يدخلون الى القريه ولا استطيع الدخول الى القريه خوفاً من الاشتباك مع الشخصيين الهاربيين لانهم أصبحوا قريبين من البيوت.
بقي صامتا قليلاً وقال : قم بقنصهم قبل فوات الاون لأنك لن تستطيع الامساك بهم دون الاشتباك معهم والتسبب في بلبله في القريه، ويمكن ان يتفاقم الأمر الى اشتباك مع البشمركه. اقنصهم وانسحب من هناك دون ان يحس بوجودك احد. هنا قلت في نفسي انهم مستعدين لقتلي ان عرفو اني احاول الانشقاق عنهم. وقلت له ساحاول. وبعد مرور 5 دقائق اتصلت به وقلت له: قمت بقنص أحدهم وطرحته أرضاً أما الثاني فقد تصاوب بكتفه ودخل الى القرية وأنا لم أستطع اللحاق به لآنني
أرى الآن ثلاث سيارات تابعة لقوات البيشمركة خرجت من القرية .
فقال لي انت بطل وانت مقاتل كوردي عد أدراجك الى الكتيبة وغداً في الأجتماع الصباحي سيتم
رفع رتبتك العسكرية ...قلتُ في نفسي يالك من شخص خائن سترفع رتبتي لانني قتلتُ صديقي
فغداً ستقتلتي لكي ترفع رتبتك ...شكرته واقفلت الخط ....
قمت بكل هذه التمثيليه لكي اتاكد من قراري واتأكد أنني لن أندم في يوم من الأيام على الانشقاق من صفوف حزب العمال. وعدت الى رفاقي الثلاثه واخبرتهم انه يجب عليهم ان ينامو قليلا بينما اقوم انا بنوبة الحراسه. ولانهم كانو متعبين كثيرا غطو في نوم عميق
صدقوني كانت اسوء لحظه في حياتي كلها. كنت اتمنى اخبارهم وتوديعهم ولكن ان فعلت هذا لما كنتم تقرؤون هذه السطور الان. فكتبت لهم ورقة وطلبت منهم ان يعودوا الى الكتيبه لاني سانتحر في مكان لن يستطيعوا فيه العثور على. الموت في اي مكان مجهول حيث تلتهمني الوحوش والذئاب خير لي من هذا المكان لاني لم اعد اريد الاستمرار في هذه المهزله التي اتعبتني اكثر من اي شيئ آخر. وتركت سلاحي وذخيرتي وكل ما احمله من معدات وبدأت بالابتعاد عنهم دون التفكير باي شي سوى الابتعاد عنهم قدر الامكان والمضي نحو الاراضي السوريه، اي نحو الجنوب.
هنالك الكثير من الخبايا المفزعة التي تحدث في جبال قنديل، فذاكرتي لا تتسع لها كلها وقلمي يقف عاجزا عن وصف هول ما كنا نشاهده من فساد وخيانة وانحلال أخلاقي. أتمنى أن تسغفني ذاكرتي في الحلقات القادمة وأكتب لكم بعضا منها

#دلو_آرام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات