أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - جاء وزير الإسكان يكحلها..!














المزيد.....

جاء وزير الإسكان يكحلها..!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلغني أيها الملك السعيد أنّ السيدين وزير الإسكان محمد الدراجي ( وهو مهندس شاب طَموح شاهدت لقاء تلفزيونياً معه ذات مرة فكان مُقنعاً ومهذباً وذا دراية بوظيفته وأهميتها، إنما تنقصه التجربة كما بدا لي وتعيقه ارتباطاته الحزبية عن تجسيد تلك الطموحات )، و زميله محافظ بغداد الجديد علي التميمي ( لا أعرف عنه شيئاً مع الاحترام ) احتفلا يوم الأربعاء الماضي بتسليم بناية المحافظة الجديد. و خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا ذلك صرح الوزير بأن ثمة أكثر من مليون ستمائة ألف مواطن يسكنون العشوائيات في بغداد وأنه يرى أن الحل هو في تحويل الأراضي الزراعية في أطراف بغداد إلى أراض سكنية لأن ( مركز العاصمة لا يحتمل بناء مجمعات سكنية، لذلك سنتجه إلى الأطراف).
والحقيقة المرة هي أن الوزير وزميله المحافظ الجديد - إنْ كان متفقاً معه - يحاولان حلَّ المشكلة الإسكانية بإحداث كارثة كبرى بأطراف بغداد الزراعية فكانا كمن جاء يكحلها فأصابها بالعمى!
معلوم أن العراق برمته يتعرض منذ عقود لعملية تصحير وتآكل سريع ومستمر في رقعته الخضراء لأسباب خارجية فـ:
-شمالا، ثمة السدود التركية العملاقة، التي خفضت حصة العراق من مياه الرافدين الى أقل من النصف.
- وشرقا، ثمة المشاريع الإيرانية المائية الجشعة والتي قطعت بموجبها السلطات الإيرانية أكثر من 40 رافدا تصب في دجلة وشط العرب.
-وغرباً، ثمة محاولات السلطات السورية منذ عقود للاستيلاء على أجزاء من حصة العراق المائية من الفرات.
وإذا ما أضفنا إلى هذه العوامل، ما تقوم به وزارة الإسكان، ومحافظة بغداد، والمحافظات الأخرى، و وضعنا إلى جانبها ما يقوم به تجار العقارات والمزارعون الجشعون من عمليات إبادة حقيقية لغابات النخيل في المحافظات بهدف بيعها كأراض سكنية غالية الثمن بعد الاحتيال على القانون الذي يمنع ذلك، فسنكون أمام عملية تدمير منهجية وقاسية للبيئة العراقية ستقضم ما تبقى من الأراضي الزراعية، التي لم يبقَ منها الكثير بسبب عمليات الاقتطاع والإهداء التي تقوم بها السلطات الرسمية لعلية القوم من برلمانيين ونقابيين وصحفيين وعسكريين وذوي شهداء وسجناء سياسيين سابقين ...الخ. إنَّ هذه الأفعال سيكون لها تأثير كارثي قد يفوق تأثير السدود التركية والمشاريع الإيرانية والسورية على العراق والأجيال العراقية القادمة والتي ستستلم عراقاً لا يختلف كثيرا عن الربع الخالي، تتناثر فيه العمارات والمجمعات السكنية البلهاء والناقصة أو العديمة الخدمات مقابل أن يحصل الوزير الفُلاني أو المحافظ العلاني على المزيد من الأصوات الانتخابية من الشعب المسكين وليس من أجل سواد عيون العراقيين ذوي الحاجة للسكن اللائق! ولكن لماذا لم يفكر الوزير ببديل آخر غير ريف بغداد الأخضر؟
السيد الوزير تحججَ بأن مركز بغداد لا يحتمل مجمعات سكنية، وقبله تحججَ مسؤول آخر بأن الوزارات الأخرى لا توافق على منح أراضٍ حكومية لمشاريع الإسكان بسبب البيروقراطية والفساد. وهذه الحجج لا تصمد أمام الحقائق والبدائل التالية إذْ يمكن توفير الأراضي السكنية في مركز العاصمة عن طريق:
- هدم الأحياء القديمة والآيلة للسقوط ( كما حدث بالضبط عند إنشاء شارع "حيفا" الجميل في حي الجعيفر بالكرخ ).
- إزالة الأحياء العشوائية وتحويلها الى مجمعات سكنية حديثة ضمن أسلوب الإسكان العمودي ومنح الأولوية في التمليك بعد الإنجاز لأهالي تلك الأحياء القديمة والأحياء العشوائية.
- تحويل أحياء السكن الأفقي كمدينة الثورة" الصدر حاليا" الى سكن عمودي علما بأن هذه المدينة تضم 79 قطاعا ومساحة كل قطاع أكثر من 25 ألف متر مربع.
- كما يمكن إحراج الوزارات والوزراء و المسؤولين الذين يعرقلون أو يسوفون في تخصيص الأراضي السكنية لمشاريع الإسكان وعرض الحقائق والوثائق الخاصة بذلك على الرأي العام.
شهادة: في إحدى الدول البعيدة التي تحترم نفسها وشعبها، ثمة قانون يُلزِم مَن يجتث شجرة لأسباب لا يمكن الطعن فيها، كأن تكون الشجرة نفسها مصابة بمرض لا علاج له، بأن يقوم بزراعة شجرتين من ذات النوع في أماكن قريبة من الشجرة التي تم اجتثاثها! ولماذا نذهب بعيدا، ففي جارتنا تركيا حدثت الانتفاضة العارمة الأخيرة بعد أن حاول أردوغان اجتثاث عدة أشجار من ساحة "تقسيم" ليحولها الى منشآت سياحية و "مولات" لصالح المستثمرين الأجانب والبرجوازيين المحليين؟
زبدة الكلام : ثمة ضرورةُ لازبة لسنِّ قانون يمنع منعاً باتاً تحويل الأراضي الزراعية الى أراض سكنية أو تفعيل هذا القانون إنْ كان له وجود حاليا، وتشديد العقوبات فيه على المخالفين إلى درجة تجريمهم... وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والكويت: قصة حب ملتبسة!
- مسؤولية تركيا وإيران عن كارثة التلوث البيئي في العراق
- دماء الأبرياء في رقبة شيخ الفتنة مساعد آل جعفر وأمثاله!
- العراق: الكونفدرالية هي الحل؟
- يعيش مُرسي .. يسقط المالكي!
- زخة بيانات - عوراء- وطائفية!
- حكومة تكذب وشيوخ قبائل يصدقون!
- تصحيح/ مشكلتنا ليست مع الله بل مع عبد الله !
- تسييس الدم البشري في العراق
- في ذكرى اغتيال رفيقي الشجاع حسن علي فليح !
- هل يصلح السيستاني ما أفسده غالبريث؟
- الوجه الآخر لابن خلدون في مسرحية -منمنمات تاريخية-!
- الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون /ج2 من 2ج ...
- الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون!
- الوهراني والسخرية الفنطازية من مثقفي زمانه
- الحكيم الديموقراطي عادل زوية !
- التشيع العراقي نقيض التشيع الصفوي وهازمه
- كُرد، كورد أم أكراد ولماذا؟
- المالكي وشركاؤه..دكتاتورية أم فوضى؟
- شيعة العراق من المعارضة إلى السلطة !


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - جاء وزير الإسكان يكحلها..!