أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - أخضر الحلم أخضر














المزيد.....

أخضر الحلم أخضر


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


أبحث عن صفحة بيضاء في جسدها المضرّج بالشهداء والأمل المدمّى، كي أكتب: الحلم أخضر. عبثاً، أبحث عن خضرة الاعشاب والشجر والحقول، أبحث عن ما تبقى من خضرة في قلوب وأرواح النساء والصبايا والاطفال والعجائز والشيوخ، خضرة لم تطلها الحرائق والقذائف وخداع الدول الكبرى والصغرى! الأفكار والسّاسة الشياطين، الغيلان، الأشباح، أبحث ولا أجد غير خطوط الدم متدليّة من أطراف الأطفال وأطراف المدن وقلوب الأمّهات! هل يجفّ حلمنا الأخضر بعد كلّ هذا الدم! بعد أن غسلناه بينابيع الحريّة المباركة؟ هذا هو السؤال الذي ليس له إلّا إجابة واحدة: لن يجفّ الحلم بعد أن سقى دم السوريين أعمق الجذور، رغم كلّ مواقف العالم المتخاذلة، فحين أفرع غصن الثورة، رغم كلّ قحط وجفاف السنين التي لم تبقّ شيئاً قابلاً للحياة، كما تصوّر الدكتاتور المغتصب الصغير. ولكن ما أن تساقطت حبّات المطر الأولى، حتى بدأت الحياة بالحياة.
**
سورية خضراء وحمص فرعها الأجمل.

تلملم سورية المدن الجريحة، تلملم الشهداء، الحارات، البيوت، الشرفات وأنجمها الهاربة، تلمّ عنواين مجهولة من أعين الراحلين حين يسرق الموت خطاهم من الطرقات، تلمّ الحنين من قلوب الصبايا الدامية، تلمّ الدفء المتساقط من صدور الأمّهات حين يتكاثر النشيج، تلملم حتى تدمى يداها وتفرّ من أحداقها الصور. العالم يغلق عينيه وأذنيه وقلبه، وحمص تصرخ تحت الحصار، وأيّ حصار؟ حصار صارت فيه السماء ثقباً جهنميّاً لآلاف القذائف العمياء والصواريخ المُبصرة، المدينة صامدة رغم كلّ هذا الجحيم الخرافيّ المحيق: الموت تحت أنقاض البيوت المتهاوية، أحد أشكال الموت، الموت جوعاً، وجه من الوجوه الكثيرة التي يباركها الحصار، الموت من تقرّح الجروح ونقص الأدوية ورفيف الطيور، الموت من الموت الذي لا يموت! حمص تحت الحصار، صامدة بمعجزة الإنسان السوري إلى الآن! قلبي لا يحتمل كلّ هذا الوجع، يبكي ولا يفعل شيئاً وحمص تغنّي كما تغني بقيّة المدن السوريّة، أغنية خالدة لن ينساها الزمان.

أيّام بلا شعر ولا رسائل ولا قبل
الكلام جاف وعتيق على فمي
تختنق الصرخة ويتراكم الغضب
وحمص تحب الشعر طازجاً
وتكره الصمت والكيمياء!
**
مصر إلى أين؟

الثورة، أيّة ثورة بالمطلق، ثورة الشعب بكلّ مكوّناته، لا يستطيع تيّار أو فكر أن يحصرها في قمقمه الضّيّق، إلّا اختنقت وفرّخت أمراضاً ستدفعها بالضرورة إلى شكل من الدكتاتوريّة، دكتاتوريّة ستحاول أن تصبغ الثورة بلون واحد، وهذا ما يتنافى مع طبيعتها كثورة مجتمعيّة تمثّل جميع مكوّناته وشرائحه صاحبة المصلحة الحقيقيّة بالثورة. وما يحدث في مصر الآن، ليس بعيداً عن هذا، ولكن السؤال، إلى أيّ حدّ ستبقى الحريّة عنوان ثورتها الدائم، الحريّة التي لا تقصي أحداً، الحريّة الصافية كدماء الشهداء، الحريّة التي تجمع كل المصريين، والتي لن يستطيع أن يحتكر اسمها أحد، حتى لو لمعت على أكتافه كل النياشين والنجوم!
**

يا أمّ الدنيا
يا أمّ الفقراء والمساكين
يا نسيس روحنا الخضراء
انتظرناكِ
انتظرنا يفيض النيل
لننقذ العرائس والعرسان
هذه الزفّة لكِ
الدفوف ورقصة الدراويش
لتستقيمي على الأرض التي تدور
زيّناك بحليّ أفراحنا
وأشعلنا شموع الحسين
لنضيء عقلك الباطن
ونهشُّ عنكِ الخرافة
لتفتتن قناديلكِ بالحارات.
هذه القلوع لكِ والمراكب
الطيور ونوارس البحر
حوريّات المتوسط ودلافينه
البيارق والفرسان
أصوات الباعة
الخبز والبرسيم وطقطقة أحناك الرواة.
**
ها أنا أعيركِ ثوب عيدي يا "بهيّة"
وأنتظر أن يأتي الحمام بالبشائر
وأنتظر أن يطيّر المتوسط سرب نوارسه البيض
ليس للسماوات أقفال ولا للأغاني
هي الأعياد تتأخّر عادة
حين تشتدّ العواصف ليلاّ
وتضيع طريق فجرها الطيور.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعاب صبيانيّة
- يوم الطفل السوري في ميونيخ
- ورود الأمل.
- صمود
- الذي يحدث ليس قابلاً للتصديق!
- هذه سوريتنا يا أولاد الضّباع.
- يحقّ لها أيضاً أن ترتاح الجسور
- رسائل
- أحوال عينيكِ هذا المساء
- زيد الرحباني طلع فالصو يا محمود.
- أمكنة
- كيف ستكون ذاكرتنا القادمة؟
- لا تشبهني هذه القصيدة تماماً
- وجوه
- ماذا بعد؟
- أيّها العيد، قف على باب قلبها.
- قصيدة -استشراف- والثورة السورية بعد عشرين عاماً
- تغريبة السوريين
- غبار الأصدقاء.. غبار المدن
- على وسادتها ينام التاريخ قلقاً


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - أخضر الحلم أخضر