رغد وعبد الباري وعمي صدام

خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 12:52
المحور: كتابات ساخرة
    

بد لي ان اذكر بداية إنها (اشهد ما بالله) جميلة ، والضمير عائد لرغد بنت الرئيس المخلوع الذي بدون ضمير ، والخلع اقرته قوانين الاحوال الشخصية في مصر بعد ضغوطات (دولية) لتتمكن هالة صدقي من خلع زوجها



إنها جميلة لماذا نكذب على انفسنا وتستحق ان يربط شخص مصيره بمصير نظام دكتاتوري من اجلها كما فعل حسين كامل مع عمه السيد الرئيس ، والمهم فوق هذا انها وفية... فهي لا زالت تحب والدها المخلوع الذي اصبح يكره نفسه ، ولا زالت تحترم وتحب زوجها القتيل والمتهم بالخيانة وتقول اشهد ما بالله انه ظل حتى اخر ايامه وفيا للوالد ولا يناديه الا عمي السيد الرئيس

يوم تحدثت رغد بنت صدام لقناة العربية كان في حديثها شحنة من الحميمية منعنا من التعاطف معها انها بنت المخلوع ابن العوجة

ولامت يومها رغد المقربين الغدارين ولا مت الجندي العراقي الذي كان يهرب مذعورا للاسف (كما قالت ) إلا انها نسيت (للأسف أيضاً )غدرالسيد الوالد (المخلوع) باركان نظامه والمقربين بما فيهم الخال عدنان خير الله ، ونسيت كذلك غدر السيد الوالد بعراقه ...بمشرديه وقتلاه ... ونسيت كذلك مقابر السيد الوالد الجماعية ... وتحدثت عن ابتلاء السيد الوالد باخوة من مثل وطبان وبرزان وسبعاوي ، ولم تكمل ايضا بابناء من مثل عدي وقصي ولم يبق الا السيد الوالد ، وبالمناسبة غدر نفس حروف رغد ويحتمل أن السيد الوالد اسماها بهذا الإسم لأنها ولدت بعد جولة من جولات الغدر التي كان يمارسها

وقبلها تحدثت ايضا بنت وطبان و قالت ان مشكلة والدي أنه اخ لصدام (المخلوع ) ولم تقل عمي السيد الرئيس

اما عبد الباري (عطوان ) الزعيم القومي والوريث الشرعي لبطولات صدام الكلامية فقد علق لقناة الجزيرة ( المناضلة) على أول شريط يظهر بصوت (عمه ) صدام المجيد بعد اختفائه وانهيار نظامه والسقوط الشهير لتمثاله ، والذي كما تذكرون (أي شريط صدام ) وهب فيه العجلات للذين بحوزتهم سواء كانت ملك للحزب او الدولة واستثنى( ولاحظوا جيدا من استثنى دلالة على النزاهة اللولبية) رئيس الجمهورية ورئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس الوزراء وهذه الثلاثة عائدة لـ (عمه) السيد الرئيس ... والوزراء واعضاء مجلس قيادة.....الخ

فقد قال عبد الباري يومها أن( عمي السيد الرئيس) صدام واثق من عودته..!! نعم فهو عمه إذ من عادة تابعي شيخ العشيرة ان ينادونه يا عمي ولعلكم لاحظتم ذلك في المسلسلات البدوية إذ يأتي الراعي راكضا صائحا : ياعمي الحلال انسرق ياعمي . والحلال قد يكون جريدة في عهد الاعمام المعاصرين الذين من طراز عم عبد الباري

يومها قال عبد الباري ان عمي يتحدث بثقة وكأن الامور ستعود الى نصابها الصحيح وهو واثق من ذلك

وكان برهانه على هذا (أي عبد الباري وليس عمي السيد الرئيس ) انه تحدث (أي عمه ) في امور تفصيلية كما في خطاباته السابقة ويومها أيضاً تجاهل عبد الباري وعمه ان بوش (الإبن ) قد خلع السيد الرئيس ولم يوقنوا (يومها ) ايضا ان من يخلعه بوش لا راد له



ونسي عمه السيد الرئيس انه لم يعد هناك لا حزب ولا رئيس ولا ثورة ولا مجلس لها بل هناك مجلس حكم صحيح انه انتقالي وصحيح أن له تسعة رؤساء لكن ماالضير في هذا فماذا استفادت الشعوب من عهد الرئيس الواحد الاوحد



وقال عبد الباري (في ذلك اليوم الأغر : على عادة عمه في تسمية الايام ) ان قصي وعدي شهداء ولن نختلف مع عبد الباري حول شان يقرره الله الذي في الاعالي ولكن ندعو ربنا ان ينال عبد الباري الشهادة وكل الرؤساء المناضلين المدافعين عن كرامة الامة على طريقة عمه ، كما انالها الله لعدي وقصي وهم يدافعون ...

مالذي يدعوني لتذكر كل هذا بعد كل التحولات التي تكرست على الارض ، من الانتخابات إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، ما اريد قوله أني حقيقة من يومها وأنا معجب برغد ليس لجمالها فقط بل لوفائها للسيد الوالد وزوجها القتيل و ... وكذلك معجب بعبد الباري لوفائه الشديد لعمه بعد أن تنكر له كل اولئك الذين كانوا يستلمون كوبونات من نفط العراق ، إلا قلة وفية على رأسها عبد الباري



وقد كان لي صديق في المرحلة الاعدادية دائما يسألني لماذا لا يتزوج محمود ياسين نجلاء فتحي؟ وكانا نجميه المفضلين وانا منذ ترملت رغد وانا اتساءل لماذا لايتزوج عبد الباري رغد ويصبح موقفه مبررا امام نفسه والعالم ومغفورا له سلفاً كل ما يتحدث به عن عمه

ولان هذا الزواج لم يتم ولان احدا لم يتقدم لرغد حتى هذه الايام... ها انا اعلن انها اذا وافقت على الزواج مني فأنا جاهز وقابل لكل شروطها بما فيها التطوع للدفاع عن عمي السيد الرئيس (المخلوع ) بجانب عبد الباري ومعن بشور واخرين من القلة الاوفياء ، وهذا الدفاع سيكون اعلاميا فقط(كما عبد الباري وأقرانه ) فانا لا طاقة بي على حرب أو إرهاب ولا من يحزنون ...

#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات