أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يوسف ابو الفوز - نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟














المزيد.....

نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 13:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هذا العام ، تحتفل اوساط عالمية ، شعبية ورسمية ، بالعيد الستين للنصر على الفاشية ، ففي روسيا الاتحادية اعلن عن اقامة حفل تاريخي دعي اليه غالبية زعماء العالم ومنهم زعماء المانيا، وقررت الجمعية العامة للامم المتحدة ان تعقد جلسة خاصة مكرسة لذكرى النصر على الفاشية باعتبارها حدثا سياسيا هاما ، من اجل توحيد جميع بلدان العالم باتجاه اهداف السلم والبناء ولتعزيز التضامن. اضافة الى ذلك فان شعوب العالم وفي مقدمتها القوى المحبة للسلام وقوى التقدم والاشتراكية، تحتفل بالذكرى الستين للانتصار على الفاشية وستنظم احتفالات في غالبية عواصم العالم بمبادرة من الاحزاب والمنظمات السياسية ، لاستذكار بطولات المقاتلين الابطال من كل الدول المشتركة في التحالف المناهض والمقاوم للنظام الهتلري النازي الذي تبنى الافكار العنصرية والكره للبشر والسيطرة الاستعمارية القائمة على اسس الاضطهاد العرقي والقومي والفكري والاستغلالي . كان انهيار الفاشية والنازية عاملا اساسيا للنهوض الديمقراطي في كل ارجاء العالم ، وعاملا حاسما لاستيقاظ الوعي الوطني والقومي في المستعمرات في اسيا وافريقيا ، وساهم النصر على الفاشية في اعطاء دفعة لنهوض حركة التحرر الوطني في العالم العربي .
وفي غمرة الاستعداد للاحتفالات بالذكرى الستين للانتصار على الفاشية تحاول بعض القوى السياسية والمراكز الاعلامية وعامدة ، الاستمرار في تلك المحاولات القديمة التي تصدر عن مراكز سياسية وفكرية لم تعد تخفى على احد ، وتحاول هذه الجهود الجديدة القديمة اعتبار الاحتفالات هذا العام مجرد احتفالات بنهاية الحرب العالمية الثانية ، ومحاولة التقليل من مساهمة الجيش السوفياتي في صنع هذا النصر العظيم ، لكن كل هذه الجهود تصطدم بوعي شعوب العالم وطلائعها الفكرية ، التي تدرك تماما تلك المقاصد الفكرية للاساءة لقوى الاشتراكية والتقدم والسلام . ان كل شعوب العالم ، وحتى التي لم تكن ميدانا للحرب المباشرة ، تقف باحترام لنشاط منظمات وجبهات نصرة الحلفاء في صراعها ضد الفاشية والتي نشطت لجانها في كل بقاع العالم. وكان ابناء العراق ، وبمبادرات ونشاط القوى السياسية اليسارية ، وفي المقدمة الحزب الشيوعي العراقي ، ينظمون حملات الدعم والتبرعات للجيش الاحمر السوفياتي وجبهة دول التحالف في سعيها لدحر الفاشية وهزيمة جيوشها التي كانت تخطط لغزو تركيا وإيران ومن ثم الزحف على سورية والعراق بغية الالتقاء مع القوات النازية التي تتقدم لملاقاتها من شمال إفريقيا في سعي لوضع العالم العربي تحت سيطرة الاستعمارالفاشي المباشر. ان شعوب العالم لا يمكن ان تتجاهل تضحيات وبطولات الجيش السوفياتي الاسطورية الذي اخذ على عاتقه المهمة الاساسية في المعركة المصيرية لانقاذ البشرية من طاعون الفاشية الهتلرية ، فالاتحاد السوفياتي هو الدولة التي قدمت شعوبها اكثر من 27 ملايين قتيل ، وارقام خرافية من المعوقين والارامل واليتامى ، وتكبد خسائر مادية هائلة. وتحاول اوساط سياسية واعلامية ولمقاصدها الخاصة ، تصوير الجبهة العسكرية التي فتحها الجيش الامريكي ، والتي جاءت اساسا بشكل متأخر ، وكأنها هي الحاسمة في نهاية الحرب العالمية ، وحتى ستوديهوات هوليود وبتمويل من المؤسسات الاحتكارية الراسمالية تحاول المساهمة في ذلك ، من خلال انتاج افلام تبين وكأن انزال النورماندي كان الاساس في هزيمة الجيوش الهتلرية.
ان وعي شعوب العالم بالقسط الكبير والدور الاساس والفاعل الذي قدمه الجيش السوفياتي ، يدركون ان النصر لم يكن مجرد نصرا عكسريا فقط ، قدمت فيه الشعوب المتحالفة شهداء وماثر بطولية خالدة ، ولكن النصر كان فكريا ومصيريا ليحدد مستقبل العالم واجيال المستقبل وينقذ الشعوب من طاعون الفاشية . ولا يفوت المراقبين عند الحديث عن نتائج هذا النصر التاريخي ان يرصدوا انه لم يبق الان من يحتفل بذكرى هتلر وافكاره المجنونة سوى شراذم الجماعات المتطرفة في ألمانيا وبعض بلدان اوربا . ان منطق النصر واهميته التاريخية تجعل العالم يستعيد وبتقدير من جديد ليس تضحيات شعوب الاتحاد السوفياتي ، بل وذكرى جوزيف ستالين القائد الذي اثير لغط حول تاريخه واسلوب حكمه ، والذي يتوقع ان يزاح عن تمثال له في روسيا الفيدرالية اعترافا بجهوده كقائد تحقق في عصره وتحت قيادته المباشرة هذا النصر التاريخي رغم كل ما يقال عن الاخطاء الكارثية التي ارتكبت في فترة حكمه والتي كان مسؤولا عنها . وفي هذا الاطار لا تغيب عن البال تلك المحاولات التي تحاول المساواة بين ستالين وهتلر لاغراض ودوافع غرضها الاساس الاساءة الى قيمة النصر على الفاشية ، ولذا ومع ذكرى النصر على الفاشية ، تقوم العديد من المنظمات والقوى اليسارية بمواجهة هذه المحاولات مع عدم نيسان مساوئ واخطاء الفترة الستالينية . وفي متابعة لطبيعة التحولات الجارية في روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق ، نجد ان تقاريرالمراقبين تشير الا انه رغم كل التطورات في هذه البلدان وابتكار السلطات الجديدة لاعياد ومناسبات جديدة ، فان مناسبة ثورة اكتوبر 1917 وعيد النصر على الفاشية 1945 ، كانا ولايزالان اهم الاحداث الحية في حياة شعوب الروسي وبقية شعوب الاتحاد السوفياتي السابق ، والقادران على توحيد الناس هناك من اجل مستقبل مشرق. وهكذا سيظل يوم النصر على الفاشية ، عيدا عالميا ومناسبة خالدة ، لتحية تضحيات الشعوب ولتوحيد الجهود في التعاون والتضامن من اجل الديمقراطية والسلام والتقدم والعدالة الاجتماعية ، ولمواجهة التوجهات الفاشية الجديدة ، والنزعات العسكرية في سياسات القوى الكبرى التي تحاول انتاج الفاشية باثواب استعمارية جديدة .



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟
- تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !
- في ذكرى مجزرة حلبجة: شهادة شادمان علي فتاح ــ كنتُ هنــاك !
- ماذا سنقول لـ ليلى ؟
- هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟
- رحيل مبكر !
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...
- النائمون !
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يوسف ابو الفوز - نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟