أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء شهاب الدين - رهائن..رانا عمر














المزيد.....

رهائن..رانا عمر


وفاء شهاب الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


ألـ " أداةُ تعريفٍ .. تعرف المنكّر .. ليصبح القريب .. لكنها لاتستطيع أن تعرف من يريدون التنكر
-والليلة ثمة أشخاص يريدون التنكر. - المؤلف


الرهائن


" يقال أنا رهينٌ بــ : يعني مأخوذٌ به " - المعجم الوجيز ...

تقف الرهائن في صف منتظم الشكل وكأنه يوم حشرٍ .. تتقيد معاصمهن وأرجلهن إلى سلسلةٍ واحدةٍ طويلة .. وفي آخرالصف تستقر نهايتها بيده ِ "هو" .. عدد حلقات السلسلة يوحي بطول الأيام التي عكف فيها مجتهدا من أجل حشد هذا العدد اللعين منهن .
الحارس الأسمر على الباب ينتظر .. حان موعد العرض .. يشير إليه بالبدأ ..ككل ليلٍ يتحركن نحوه بخطوات وئيدة على القدر الذي يسمح به القيد فتعلو أصوات احتكاك القيود بلحمهن مع جلبة يصدرها صرير السلسلة تطرب أُذنه .. يُعرضن عليه .. يتأملهن مليًا .. ويفكر قليلا ويحدث نفسه بأنه كم هو مرهق اختيارك الفريسة .. ينظر في عينا كل منهن عله يجدها .. فلكلٍ منهن عينان فقط .. أما هي فلا مثيل لعينيها فلكُل ما فيها عين .. ولا هناك صوت يحمل إليه نبراتها .. تأخذه خطواته باتجاه أول الصف يوجه نظره إلى إحداهن فتلتفت إليه فيتذكر ماكان بينهما ويشتاق إلى تلك الأيام فالليلة هو يشتهي الشُقرغيرأنه لا يعشق سوى شعرها الأسود ملأ حلمه .. فليختارها شقراء إذن!!
بمجرد أن نظر إلى شقراءه بدأت في إصدار أصوات خافتة غير مفهومة ، وكأنه أنين مكتوم فالطالما اشتهته هي الأخرى لكنه دائم التنكر للعمر القديم .. يضع عنها قيدها .. ويصرفهن لتبقى معه وحيدة ..
الحارس الأسمر لا يتحرك من مكانه إلا عندما يشير إليه أيضا بالانصراف .. فينصرف.


"والليلة ثمة أشخاص يريدون التنكر " ..


اللحم الأحمر تحت القيد يغري ساديته بالتقبيل .. يُقبّل أماكن قيدها ويبكي .. يتلمس طريقه في حدائقها ويبكي .. ينام على سوسنة شعرها ويبكي .. يخطو خطوات في دروب الياسمين والزنبقات فيبكي .. تمتزج روحها فيه ولا تمتزج روحه أبدا إلا في حُلمهِ البعيد .. يبث حلمه البعيد فيها فيعلو صوت اشتياقها فيبكي .. يجتث من على أرضها حصادا لم يزرعه ويقطف ريحان نشوتها مرتجفا غير مرتوٍ ويسكن ..

***

"احتراف الحزن لعبته المفضلة .. التي تُجبل أي قلب ٍعلى اتباعه ..
فكل رهائنه مريديه ..

هو لن يشعر بفاجعة الفقد .. هو من يجبرهن على الرحيل .. ليعودو إليه ا رهائن فلا يرحلوا أبدا ..
حسبهن فقط .. أنه هو صاحب السلسلة ..
أما الليلة فهو صاحب الحزن وشيطانه !! .. ".


يصيب منها ما يصيب ينتهي منها وفيها فيذهب .. وقبل ذهابه يقيد معصميها وقدميها ويتركها لتعود إلى الصف ..



" تتسلل روحه بعيدا بقرب حلمه لتغفو هناك .. وتترك الشيطان حزينا "

يجلس وحيدا .. يطفيء كل مصادر الضوء ، وعينه .. وينتظر صوت حداءٍ خافتٍ يأتي من غرفة الحارس كل ليلة :

" هتسيبني ليه؟ .. وقت أما كنت خلاص باجيلك ..
يا جبن قلبك والفزع ..

يا جبن قلبك والوجع ..
تجري دموعي في سكتي قبل ما أجيلك ..
واقطع وريدي .. يمكن يحس بسيل دمايا في يوم وريدك !! "

يبكي وحيدا حتى الصباح .. لأنه يدرك بعد كل صباح بأنه هو الرهينة ..


***


" الرهن : هو حبس الشيء بحق ليستوفي منه عند تعذر الوفاء " – المعجم الوجيز -

...

يشتد الحارس إسمرارا .. فيشير إليه بالبدأ .. فيصطففن أمامه .. فيبتسم ابتسامة مع نظرة إلى اللاشيء تدل على الترحيب بمجيء صاحبه فحفاوة الترحيب به مطلوبة .. يقرر أن يغير قواعد اللعبة قليلا لتبدو أكثر متعة .. سيترك الاختيار لهن الليلة .. فهذه الليلة تحديدا تحمل بقلبه ذكرى خاصة ويريد أن يوئدها .. يصدرن جميعهن آنات خافتة فتجذبه أعلاهن صوتا وكأنها تناديه.. يدرك حينما ينظر إلى عيناها أنها أشرسهن وأنه لم يسافر من قبل مع غجريات قط .. والليلة لابد أن تبدو مختلفة ..
تبدأ مراسم الليلة بالإشارات حيث الاشارة بانصراف الصف ثم الحارس .. فينصرف .
يجنح صاحبه نحوها ليقتنصها معه فيمنعه لأنه بطل الليلة .. فيخبيء أجنحته ويخبو ..
يبدأ في مراوغتها .. تتمنع وتقوم بفرد سلال شعرها الأسود فيشتعل طرف جناح شيطانه فالطالما عشقا الشعر الأسود .. تخلع عن وجهها وجها .. وتتجرد من كل شيء ماعدا عينيها

يشتعل جناح صاحبه الآخر وهنا فقط يدرك أن الليلة تختلف - فعلا- عن كل ليلة .. إنها هي ..!!
كان يعلم أنها لن تتركه في يوم مولده وحيدا .. كم كان يحلم كل ليلة بأن يغفو على صدر حلمه .. وكم من المرات تسللت روحه تاركة جسده وكم من المرات أشتد سواد الحارس وحزن الشيطان ..
يالله ..
- تعاليّ ..
خبتْ كل شراستها وخبأت نصف غجريتها في نظرة عاشقة .. وأتت على استحياء .. لم يحلم أن تكون تلك اللحظة هكذا .. سلم لها كل مفاتيح أبوابه السرية وكل دهاليز روحه .. انتظر هذه اللحظة مدى الحياة .. أخرجت خنجرا منقوش عليه حروف اسمه الأولى وطعنته في قلبه فنزف حلوى .. قبلته برقة بادلها اشتهاء باشتهاء .. أوغلت في الطعن فنزف دمعا .. أطبقت على شفتيه فبادلها امتزاج بامتزاج .. ازداد الطعن سرعة وهي تقبل رقبته من الخلف قبلة لا يعرف معناها إلاها .. قذف في رحمها نطفة .. همست في أُذنه بكلمات تمنى أن يسمعها بصوتها .. ابتسم .. ثم ضحك ، وهنا توقفت الطعنات .. وفي نصف المسافة بين الوعي واللاوعي انسابت موسيقى تصدر نغمات متجانسة تصنع حالة من الخدر انساب معها حديث هامس حتى الصباح ..

في الصباح .. لم يشتد الحارس إسمرارا .. عندما رأي القيد في معصم سيده وفي قدمه .. وهو لايزال مبتسما



#وفاء_شهاب_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبعة العربية من كتاب : الصحافة: قضايا نقدية
- إدارة الأزمات المالية العالمية... منظومة الإصلاح الإداري بين ...
- الطبعة العربية لكتاب الحرب من أجل الثروة
- كتاب التغذية العلاجية
- الطبعة العربية لكتاب-الإعلام والسياسة ومجتمع الشبكات-
- الطبعة العربية لكتاب -الاقتصاد العاطفي
- الطبعة العربية من التنين الصيني.. وسباق التكنولوجيا
- الطبعة السابعة والأربعين من كتاب -المخ البشري
- المرأة العصرية محاضرة ومتحدثة
- هل سينجح كادر فيلم (اختطاف كمر) العراقي بضم النجم الاسترالي ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء شهاب الدين - رهائن..رانا عمر