أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - المصريون قاموا بأكبر حشود بشرية في تاريخ الإنسانية لخلع أوسخ رئيس في تاريخ الإنسانية















المزيد.....


المصريون قاموا بأكبر حشود بشرية في تاريخ الإنسانية لخلع أوسخ رئيس في تاريخ الإنسانية


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جاء مرسي بصناديق الانتخاب كما جاء هتلر تماماً ولكن استطاع المصريون ان يحموا منطقتهم من خطط وعنف الاخوان ولم يستطع الالمان حماية اوروبا من عنف هتلر وحزبه.. الفرق بين المصريون والالمان هو ٧-;-٠-;-٠-;-٠-;- سنة حضارة استُحضرت في الوقت المناسب....قد يتفق أبناء الوطن و يختلفون في الرؤي و المواقف و هو من طبيعة الأشياء و لكن يبقي الانتصار للمبادئ هو القيمة الكبري التي لا يجب الاختلاف عليها....لقد تميز الإنسان عن غيره من الكائنات - التي تأكل و تشرب و تتناسل مثلنا - بالانتصار للمبادىء القيمية الكبرى مهما اختلفت حولها الرؤي ... ما أجمل الانتصار للمبادى القيمية الكبرى حين تكون حريتك ثمن له و ما أروعه حين يكون في حب مصر كثيرة العشاق !!.. وخير مثال على الانتصار للمبادى القيمية الكبرى ما فعله الحسن ابن على رضى الله عنه عندما رأى ان دماء أهل الاسلام سالت من اجل الحكم فتنازل ليزيد حقنا للدماء ...هذا هو الانتصار للقيمة الكبرى التى لايجب الاختلاف عليها ...فلو كان الاخوان لهم حق -وهم طغاة-وجب عليهم ان يتنازلوا حقنا للدماء ....اما اذا اصروا على اراقة الدماء عندها لن يسكت شعب مصر وهنا سنزداد معرفة وعلما انهم طلاب سلطة ودنيا وتجار دين .... لماذا الاصرار على العنف من أجل الكرسى إلا أنه بعيداً عن استعراض القوة، فإن وجود هذه المظاهرات المؤيدة لمرسى عزز العجز المطلق لمرسي..... وعلاوة على ذلك، فإن حقيقة أن بعض من سيصبحون مقاتلين، والذين سيكونون مسلحين بأغصان الأشجار والعصى والشوم تجعل العملية برمتها وكأنها رواية "أمير الذباب" [وهي قصة رمزية تناقش كيفية فشل الثقافة التي أنشأها الإنسان، وذلك باستخدام مثال على ذلك مجموعة من تلاميذ المدارس البريطانيين علقوا على جزيرة مهجورة ويحاولون أن يحكموا أنفسهم، ولكن تحدث نتائج كارثية]؛ أو بمعنى آخر انعدام القانون والفوضى الأمر الذي جعل مرسي يبدو كمن تقطعت به السبل..... لكن الأهم من ذلك أن هذه المظاهرات واحتجاجات «الإخوان» بشكل أوسع نطاقاً تفوقها بكثير حشود جماهير المعارضة المتدفقة.... لذا ففي حين أن العنف أصبح أمراً حتمياً في ضوء المخاطر التي تواجهها «الجماعة»، إلا أنه سيكون من الصعب على حلفاء مرسي اللجوء إلى عنف ينهي الاحتجاجات أو يعيد مرسى الى سدة الحكم مرة اخرى لان مرسى خرج ولن يعود بشكل لايصدق...
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=sBQEoTWkxOs....

لن يعود مرسى لحكم مصر لان الشعب قال كلمته الفصل مهما حاولوا اعادته بالعنف او السلم لانهم انكشفوا أمام الشعب المصرى وانقلب السحر على الساحر حتى لو حاولوا تزييف الواقع والحقائق بزعم الشرعية ...تفكروا فى خطاب مرسي بتاريخ 3-7-2013 الذي ظهر بعد حديث السيسي فانظروا ماذا يقول :
1- في الدقيقة 5.27 انه اتصل بكل القوى السياسية بمشاركة القوات المسلحة ( وانتم تعلموا جميعا بان القوات المسلحة قالت انهم ارادوا ان يعملوا مصالحة وطنية في نوفمبر2012 التي كان بها غذاء وتم الغاؤه من قبل الرئاسة )....
2- في الدقيقة 6.00 قال مشكلة حل النائب العام قضائيا وقد قضي في ذلك اليوم بحكم المحكمة ( اولا ان حكم المحكمة كان يوم 2-7-2013 اي ان هذا الخطاب مسجل مسبقا وليس يوم 3-7-2013 )..
3- في الدقيقة 7.15 يقول ان كثير من وسائل الاعلام يقوم بهدم ما بدأناه ( طبعا يقصد قناه سي بي سي والنهار ودريم ... الا يتذكر مرسي وجماعته انه في ظل هذا الاعلام اصبح رئيسا لمصر وقد نجح الاخوان والجماعات الاسلامية واخذوا اكثر من 75 % من اعضاء مجلس الشعب والشورى في ظل هذا الاعلام )...
4- في الدقيقة 8.50 يطلب من الداخلية ومن القوات المسلحة ان يكون دورهم في حفظ امن الوطن وان يمنعوا اراقة الدماء ( لقد نسي مرسي في خطابة الاخير انه قال انني احافظ على الشرعية برقبتي او بدمي ( الشرعية هي انه رئيسا لمصر علما انه في خطابة الاخير قال ان الكرسي لا يعنية بشئ وفي نفس الخطاب يقول بدمي وهذا تحريض منه لاتباعه لعمل فتنة وارهاب من خلال العنف ...
لذلك بثت قناة «الجزيرة مباشر مصر» , فيديو مصور للمخلوع والمعزول محمد مرسي , القي فيه كلمة موجهة للشعب المصري , عقب اعلان الفريق السيسي قرار عزله من منصبه , وتوكيل المستشار عدلي منصور , رئيس المحكمة الدستورية , بإدارة البلاد ...وقد كشفت مصادر عن حقيقة تزييف هذا الفيديو , حيث أن مرسي متحفظ عليه منذ فترة تحت قيادة القوات المسلحة .... هذا الفيديو سقطة مهنية في تاريخ قناة الجزيرة تضاف الى سقطاتها الكثيرة , حيث أن هذا الفيديو هو الـ«بروفة », الخاصة بخطاب مرسي الأخير , والتي كان يتدرب فيها أمام قيادات مكتب الارشاد ,علي القاء الخطاب , واستخدام بعض الإشارات, والايحاءات من باب استعاطف مشاعر الشعب المصريhttps://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=73N9mKF2Ba4

السؤال الدائم والحرج الذي كان يسمع في الجلسات والمناقشات سواء داخل مصر أو خارجها، وسواء بين أشخاص عاديين أو نخبة سياسية، طوال العامين الماضيين، هو: إلى أين تتجه مصر؟ والإجابة دائما ملتبسة؛ فقد أثبتت الأحداث المتغيرة بسرعة على الأرض أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين..... وكانت هذه السمة العامة والغالبة منذ 25 يناير 2011، فلا أحد توقع، بما في ذلك قوى دولية مؤثرة، أن تكون المظاهرات بهذا الحجم، ولا أن يسقط النظام السابق بهذه السهولة. واستمرت بعدها الأحداث تقلب التوقعات والتحليلات والتنبؤات السياسية رأسا على عقب....لقد عادت الطبقة الوسطى المصرية التي كانت الشرارة التي أشعلت 25 يناير إلى الشارع مجددا بعد سنة فقط من ولاية أول رئيس منتخب، تدهورت خلالها شعبية تنظيم الإخوان بشكل كبير لا يخفى على أحد، وتخلى عنهم من أطلقوا على أنفسهم «عاصري الليمون»، وهو تعبير مصري عن الذين انتخبوا مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة كرها في الطرف الآخر وليس توافقا مع آيديولوجية المرشح الذي فاز بالرئاسة.....

لقد تصاعدت حدة الغليان حتى وصلت إلى نقطة الانفجار التي رأيناها في الأيام الأخيرة مع انسداد الأفق تماما لإمكانية الوصول إلى حلول وسط بين معسكرين كل منهما يريد إثبات أن جمهوره هو الأكبر، والأكثر استعدادا للبقاء مدة أطول في الميادين، وقدرة على حشد جمهور المتفرجين الأوسع الجالس في المنازل والذي يطلق عليه في مصر «حزب الكنبة».... وكان هناك الكثير مما جرى والذي أقلق الجمهور الجالس في المنازل وغير المسيس أصلا بدءا بمشاكل الاقتصاد والخدمات الأساسية إلى الاعتداء على القضاء ومهاجمته، والأخطاء في معالجة ملفات حيوية بالسياسة الخارجية، والتدهور الأمني الشديد في دولة بحكم جغرافيتها كان دائما الاستقرار الداخلي حيويا لأمنها....بعد الحشود في الميادين التي شهدتها القاهرة ومحافظات مصرية واستقالة عددكبير من الوزراء، فضلا عن استقالات المحافظين أو عدم قدرتهم على دخول مقارهم، ثبت أن تهوين الاخوان ومرسيهم من حجم المعارضة الشعبية أو الثقة الزائدة في حجم المؤيدين كان خطأ فادحا، فضلا عن الصدام المستمر مع مؤسسات الدولة مثل القضاء، وهو ما أوصل الوضع إلى ما هو عليه من حالة الصدام الحالية....قى ظل عدم الاستجابة إلى مطالب الشارع الذي تجاوب إيجابيا مع بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، وكان قبلها يطالبها بالتدخل، ولدينا على الجانب الآخر الإخوان وتيارات الإسلام السياسي التي لوّح بعضها باللجوء إلى القوة، وهو طريق يؤمل أن يتجنبه الجميع حتى لا يتحول الأمر إلى عنف ودم....

الحكمة تقتضي أن يقر الجميع، وعلى رأسهم مرسى نفسه وجماعته ، بأن هذه المرحلة الانتقالية العنادية وصلت إلى نهايتها، وأنها لن تؤدي إلى شيء في ظل حالة الاستقطاب، وبالتالي فإن البلاد تحتاج إلى خريطة طريق جديدة تعالج الأخطاء التي ارتكبت بدءا من خطأ إجراء الانتخابات قبل الدستور، والعمل على إعداد صيغة تستوعب الجميع في الخريطة السياسية من دون محاولة حرف هوية البلاد إلى موضوعات ليست من اهتمام الشارع أو على هواه مثل الحديث عن الخلافة الإسلامية، والإقرار بأن هناك مؤسسات هي كيان هذه الدولة لا يصح التلاعب بها أو محاولة ضربها لأن ذلك يخل بأهم مقومات الدولة نفسها.....لذلك شهدت الساحة المصرية تغييرات سياسية فارقة بعد إعلان القوات المسلحة تضامنها مع الموجة الثورية في 30 يونيو، وعزل الرئيس محمد مرسي، وإعلان القوات المسلحة -بمشاركة قوى سياسية ودينية- عن خارطة طريق جديدة تسلم بمقتضاها رئيس المحكمة الدستورية العليا "عدلي منصور" مهام منصبه كرئيس مؤقت للبلاد....
ويُعد هذا التطور تحولا هائلا في مسار ثورة 25 يناير بعد عامين ونصف من انطلاقها، ومرورها بمرحلة انتقالية قاد البلاد فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم المرور بحكم جماعة الإخوان المسلمين الذي أنهته الموجة الثورية في 30 يوليو بخروج الملايين للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، ورحيل الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد عام كامل من ولايته، واستكمال أهداف الثورة الأولى.....

لذلك خرج المصريون بالملايين للشوارع، فضلا عن انتشارها، خاصة وأنها وصلت إلى المحافظات المصرية، وبالتالي فقدت القاهرة وميدان التحرير مركزيتيهما برغم قوة الحشد فيهما....هذا الانتشار الأفقي شمل محافظات ومدن الدلتا والصعيد المحسوب دائمًا على القوى الإسلامية، مع العلم، بأن هذه المدن كانت هي مسرح المواجهات الأخيرة بين الإخوان ومناوئيهم.... من ناحية أخرى، انتشرت الموجة الثورية لـ30 يونيو رأسيًّا، فهذه المرة كانت عابرة للطبقات والشرائح الاجتماعية، فقد شملت الريف والبرجوازيات وأجزاء من أرستقراطيات المدن الكبرى.... اللافت أيضًا هو مشاركة رجال الشرطة وفئات من غير المسيسين، أو ما يطلق عليه حزب الكنبة في 30 يونيو....إن خروج فئات متنوعة إلى الشارع ومساندة القوات المسلحة لها جاء تدليلا على تعثر حكم الإخوان، وإثارته السخط لدى قطاعات عريضة ربما لم يستفزها حتى فساد نظام مبارك...ولا يغيب عن المشهد الحشد المؤيد للسلطة المعتصم منذ أحداث الجمعة 28 يونيو في ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر، والنهضة في الجيزة، غير أن تركيز الإخوان على مركزية الحشد، في مقابل انتشار المعارضين أضعف من تكتيكات الإخوان في إجهاض 30 يونيو.....كما أن تعامل مرسي المتغطرس والمتعال الذي استخف بالمعارضين واعتبرهم مجرد ثورة مضادة للفلول أسهم في عدم قدرته على إدارة الأزمة، وبدا ذلك في خطابات مرسي الذي اكتفى بتوجيه اتهامات، وتفسير التظاهرات على أنها مجرد مؤامرة.... في الوقت نفسه، غلب على خطاب جماعة الإخوان حالة الإنكار وربما الصدمة التي سببتها ضخامة الحشود وراديكالية مطالبها، فضلا عن حالات العنف التي وجهت لمقار الجماعة وحزب الحرية والعدالة. وهذا العنف هو استمرار لحالة الاحتراب المتصاعدة منذ أحداث الاتحادية في نوفمبر 2012 وهو لم ينقطع إلا لفترات بسيطة....

مما لاشك فيه لقد دفع الرد السلبي لمؤسسة الرئاسة على احتجاجات 30 يونيو المؤسسة العسكرية إلى التحرك بإعلانها في بيانها يوم 1 يوليو إمهالها جميع الأطراف 48 ساعة للاستجابة لمطالب المتظاهرين في إطار حمايتها للشرعية الشعبية... وهو ما كان يعني ضمنًا تنحي محمد مرسي عن الرئاسة بطريقة أو بأخرى....ومع اقتراب مهلة المؤسسة العسكرية من الانتهاء، واستمرار التظاهرات الرافضة لحكم الإخوان، ودفع الجماعة بمؤيديها يوم 2 يوليو إلى الشارع، جاءت كلمة محمد مرسي ليؤكد فيها تمسكه بالشرعية الانتخابية، ورفضه إنذار الجيش، بل وتلويحه بالعنف ضد الرافضين للشرعية، وهو ما دفع الوضع إلى التأزم مع وجود عنف متبادل، وسقوط قتلى وجرحى. فاستبقت القوات المسلحة انتهاء المهلة باجتماعها بالقوى الوطنية والسياسية والأزهر لتتخذ قرارات 3 يوليو التي أسست لمرحلة جديدة في الثورة المصرية....لقد تقرر في بيان القوات المسلحة والقوى السياسية تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسًا للبلاد، وتعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة توافق وطني قوية، وتشكيل لجنة بها جميع الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار مشروع قانون مجلس النواب، ووضع ميثاق إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق المصداقية والحيدة، والعمل على دمج الشباب، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بالمصداقية وتمثل مختلف التوجهات.... وهي القرارات التي لاقت ترحيب المتظاهرين في الشارع، كما أنه بمقتضاها تم عزل الرئيس مرسي....

ويمكن القول إن أزمة 30 يونيو أعادت القوات المسلحة إلى واجهة السياسة المصرية، غير أنها أشرت على الدور الحاسم الذي تلعبه هذه المؤسسة في بنية النظام السياسي المصري ما بعد الثورة، فعلى الرغم من أن جماعة الإخوان ومؤيديها قد رأوا في تحرك المؤسسة العسكرية انقلابًا عسكريًّا على الشرعية، فإن مشهد هذا التحرك المدعوم شعبيًّا لنزع فتيل الأزمة لم يكن إلا استكمالا لدور المؤسسة العسكرية المركزي منذ ثورة يناير....لقد أدارت المؤسسة العسكرية البلاد في عام ونصف، ولم يؤدِّ تغيير قيادتها عقب انتخابات الرئاسة 2012 إلا إلى تغيير موقعها في بنية القرار، وإن لم يغير من حجمها، فهي الجزء الأبرز في معادلة الحكم..... ويتضح هذا حتى قبل 30 يونيو عندما دعت المؤسسة العسكرية إلى الحوار بين الفرقاء السياسيين، عقب احتدام الأزمة بين الإخوان والرئاسة من جهة والقوى المدنية عقب الإعلان الدستوري المثير للجدل في نوفمبر 2011 ..... كما جاء تحركها الأخير في سياق الاستجابة للدعوات الشعبية المطالبة للجيش بأن يتحرك للضغط على الرئاسة والحكومة، وصولا إلى عزل مرسي، وتولي دفة الأمور، وهو ما كان....ويبقى أن يعى الجميع أن تحرك المؤسسة العسكرية في 30 يونيو مختلف عن خبرة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة (فبراير 2011 / يونيو 2012) وهي خبرة اتسمت بالتخبط، حيث شهدت هذه الفترة دخول القوات المسلحة في مواجهات على الأرض مع المتظاهرين، وهي العوامل التي أدت إلى تآكل في شعبيتها لدى قطاعات من المجتمع....ويبدو أن المؤسسة العسكرية ممثلة في قيادتها الحالية (الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع) قد عملت على تلاشي الدخول في أي مواجهة مع القوى الثورية والمتظاهرين، واختارت دعم مظاهرات 30 يونيو في مواجهة الرئاسة، وهو العامل الذي يستبعد عودة الحكم العسكري المباشر، طبقًا لخارطة الطريق التي يرعاها الجيش دون أن يكون طرفًا فيها.... وهو ما يؤكد سيناريو استمرار الدور البريتوري للجيش في أي نظام سياسي مدني مقبل، بمعنى غياب فعالية السلطة السياسية المدنية، والحاجة إلى جهاز قوي (الجيش) يفرض النظام....


لايختلف اثنان أن هناك ثمة تحديات محتملة تواجه التحولات في المشهد السياسي المصري ما بعد قرارات 3 يوليو للجيش، ولعل أبرزها إعادة دمج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية، حيث أوضحت هذه الموجة الثورية فشل الإخوان المسلمين عند انتقالهم من خانة المعارضة إلى سدة الحكم، وانتهى مسار الاستقطاب والعنف الذي شابه إلى اتهام الجماعة بإثارة الفتنة، وهو ما أدى إلى التحفظ على قياداتها، وهي عرضة للمساءلة القانونية وربما المحاكمة....ويخشى البعض من تكرار سيناريو عشرية الدم الجزائرية، حيث يرى الإخوان المشهد انقلابًا على شرعية ديمقراطية منتخبة، بما قد يدفع التيارات الإسلامية نحو تبني العنف في مواجهة الدولة، غير أن هذا السيناريو مستبعد مع وجود فوارق في تكوين وطبيعة الحركات الإسلامية الجزائرية وحدود خبرتها السياسية وتكوينها الأيديولوجي في التسعينيات وخبرة الحركة الإسلامية المصرية حاليًّا، بالإضافة إلى اختلاف طبيعة تدخل المؤسسة العسكرية في الحالتين....لاجدال بين الفرقاء أن الأزمة قد أوضحت أن جماعة الإخوان تعاني قصورًا في تكوينها الفكري، وخطابها، ومدى انفتاحها على المجتمع، مع انغلاق طبيعتها الطائفي، وهي الأمور التي تدفعها دفعًا نحو إعادة تنظيم نفسها وحركتها لتأهيل نفسها من جديد بعد الانتكاسة التي تعرضت لها....ومن ناحية أخرى، أوضحت الأزمة قدرة أطراف إسلامية أخرى على استيعاب معطيات الحياة السياسية والحركة الاجتماعية والتكيف معها، يأتي على رأس هذه الأطراف حزب النور الذي ربما يستعد لقيادة الحركة الإسلامية بديلا عن الإخوان....حيث صرح قادة حزب النور انهم اشتركوا فى اجتماع القوات المسلحة من أجل التأكيد على استمرار وجود التيار الإسلامي في المرحلة المقبلة والحياة السياسية...على صعيد أخر وصفهم الاخوان بالخيانة والخذلان والصفقات والخيانة للمشروع الإسلامي !!... ما لايعرفه الكثير من الناس أن مشاركة حزب النور ليست لوجه الله او درء الفتن التى تحيط بالوطن من كل جهة !!... ان مشاركة حزب النور جاءت من اجل تقليل المفاسد المتوقع وقوعها على التيار المتأسلم وخرافات واوهام حلم الخلافة !!..فمثلا محمد البرادعى طلب من القوات المسلحة دستورا جديدا , ووافق على طلبه الأزهر والقوات المسلحة لكن هذا المطلب رفضه حزب النور !!.. فتم تحويل دفة المطالب الى تغيير المواد المختلف عليها فى الدستور !!.. فاعترض حزب النور واشترط ألا تمس مواد الهوية فوافق الأزهر والقوات المسلحة !!!....على صعيد أخر كانت مطالب الكنيسة والقوى المدنية: إعلان مجلس رئاسي مدني برئاسة البرادعي، لكن "قوبل هذا المطلب بالرفض من قبل حزب النور، وتم تعديل المطلب إلى أن يرأس المرحلة الانتقالية رئيس المحكمة الدستورية، وفي ذلك إشارة إلى تثبيت الدستور ؛ لأنه سيقسم اليمين على احترامه... وهنا تظهر النوايا الخبيثة والسيئة لدى ابناء التيار المتأسلم بوجه عام وحزب النور السلفى بوجه خاص !!!...

لقد حاولوا منع إقالة محمد مرسى، ومنحه فرصة أخرى للمحاولة مع الرئاسة والإخوان المسلمين، ولكنهم رفضوا ؛ لأن وزير الدفاع جلس يوم الثلاثاء 2 ـ 7 ـ 2013 مع محمد مرسى، واتفقوا على أن يخرج مرسى ببيان لإعلان انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه "لم يفعل".... كما كان هناك مطلب بإلغاء مجلس الشورى.... ولم يتضمن البيان التعرض له لتمرير بقاءه في التشريع !!.. ما سبق غيض من فيض عما دار من لقاءات قبل اعلان البيان الذى تم عزل مرسى فيه تدل على أن حزب النور هو الآن الوجه الأخر لجماعة الاخوان لانه يريد تقليل المفاسد المتوقع وقوعها على التيار المتأسلم لان حزب النور السلفى يرى أن الشعب المصرى اجهض مشروعهم الفاشستى المسمى بالمشروع الاسلامى لذلك يحاولون تخفيف المفاسد الواقعة عليهم من أجل التقاط الانفاس واعادة ترتيب الاوراق والخطط !!...من خلال تأكيدهم _أى حزب النور _ على المصالحة الوطنية وعدم إقصاء أي تيار في المرحلة المقبلة، وعدم ملاحقة رموز التيار الإسلامي، خاصة من الإخوان المسلمين .... كيف يتم التصالح مع قتله سفكوا دماء الشعب والشباب دون محاسبتهم قانونيا !!..وللاغبياء اتباع نغمة الانقلاب العسكرى هل سمعتم عن انقلاب عسكرى يعطى فيه الجيش مهلة للرئيس لكى يلبى مطالب شعبه ..... ولكن للاسف الرئيس اخرج لسانه للشعب !!.. لايوجد انقلاب عسكرى فى مصر ماتم فى مصر عبارة عن : الشعب صاحب الشرعيه ومانحها حاسب رئيسا خرج عن الشرعية الشعبية فانحازت القوات المسلحة لرغبة الشعب وعزلت الرئيس الذى كان يعمل من أجل جماعة الاخوان فقط ولا يراعى فئات الشعب !!! لذلك تم اذاعة البيان فى حضور شيخ الأزهر وبابا الأقباط وممثل عن الإسلاميين والبرادعي وممثل حركة تمرد وممثلة عن المرأة.... ما حدث عبارة عن نقل سلطة من مؤسسة الرئاسة بسبب خيانتها لمصر وشعب مصر إلى مؤسسة المحكمة الدستورية العليا مؤقتاً وحتى انتخاب رئيس جديد يراعي مصالح الوطن والشعب....فمن كان منكم يدين بالاخوان ..... فالاخوان قد رحلوا ، و من كان منكم يدين بالاسلام .. فالاسلام باقٍ لا يموت.... وعجيب أمر الاخوان عندما قامت ثورة 25 يناير سلم مبارك الحكم للقوات المسلحة وحكمنا المشين ومجلسه العسكرى المتأخون ولم يعترضوا وسموها ثورة !!! ولكن ثورة 30يونيو التصحيحية القوات المسلحة انحازت لرغبة الشعب وسلمت الحكم لرئيس المحكمة الدستورية فاطلق عليها الاخوان الرصاص وسموها انقلاب !!!..

فليعلم الجميع : لقد قام المصريون بأكبر حشود بشرية في تاريخ الإنسانية لخلع أوسخ رئيس في تاريخ الإنسانية !!!..الجدير بالذكر انه يبقى تحدٍّ آخر متعلق بقدرة هذه القرارات التي أعلنت عنها القوات المسلحة على استيعاب مطالب الشارع الاقتصادية والاجتماعية وكفاءتها في العمل على تحقيقها..... حيث إنه إذ لم يؤدِّ المسار السياسي الديمقراطي إلى وضع خطة واضحة لتأطير برامج الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، فإن هذا يعني أن الاضطرابات لن تتوقف....وفي النهاية، فإن الدور الذي تلعبه المؤسسة العسكرية مرهون بقوة الحركة المدنية، وقدرتها على طرح نموذج سياسي ديمقراطي مستقر، لا يؤدي إلى تأزم الأوضاع، والاستدعاء المتكرر لدور الجيش بوصفه ركيزة الاستقرار، وهو الأمر الذي سيأخذ سنواتٍ طوالا، ويتطلب جهدًا وفكرًا في التعامل معه، بحسب ما تؤشر عليه تجارب التحول الديمقراطي، وعلاج أزمات العلاقات المدنية العسكرية....والأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد المسار الذي ستسير فيه مصر، ولا أحد يستطيع التنبؤ بالمسار الذي ستأخذه الأزمة لدى التيار المتأسلم ، لكن المؤكد أنها لحظة تغيير في المشهد السياسي، ويجب أن ترتفع فيه كل الأطراف إلى قدر المسؤولية، وألا يخطئ أحد في قراءة حجم الحشود والترحيب الذي حدث ببيان الجيش، فهي لحظة تغيير، والمصلحة العامة تقتضي أن يشترك الجميع في صياغة رؤية المستقبل السياسي.فهل تنجح مصر، بشبّانها وشابّاتها في ميدان التحرير وسائر الميادين، في إنقاذ الثورات وتسهيل العبور من الحرّيّة إلى الديموقراطيّة.. فإذا صحّ أنّ الحرّيّة تفتح الأبواب للتقدّم، بما فيه التقدّم نحو الديموقراطيّة، صحّ أيضاً أنّ الحرّيّة ليست سحراً يستطيع التغلّب على معضلات عصيّة ترعرعت في حضن تاريخ وثقافة بعينهما....



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورتنا التصحيحية طلقت الاخسوس الاخوانية
- مبروك أن خطاب مرسى خلص لقد هرمنا من اجل تلك اللحظة
- اخلع يا مرسى ... واترك الكرسى
- حاسبوا محمد حسان على قتل حسن شحاته
- مصر الى أين؟!
- البلطجة الكلامية والقلمية لعبيد الملالى لن ترهبنى
- فض الاشتباك حول قبر السيدة زينب
- الانتخابات الرئاسية الإيرانية وأدلجة الاسلام
- الاخطبوط الاخوانى والجيتو المعنوى
- الاقتصاد وتعزيز الديمقراطية
- الوهج السياسى للاخوان يقابله خفوت دينى
- ملف المياه مع اثيوبيا يرسم خريطة مصالح جديدة بعيدا عن الدور ...
- المشاخخ من امثال الحوينى هم اصل المشكلة وليس الاسلام
- الاتحاد الاوربى هو حصان طروادة الذى استخدمه اوردوغان لذبح ال ...
- لا مجال للتصادم بين دول حوض النيل فهم عائلة واحدة وارد بينهم ...
- الداخلية كالعاهرة التى تضاجع اى نظام غيروا السياسة الأمنية ب ...
- اشكالية تدجين العقول باسم الدين واستمرارية التشريع والتكليف ...
- فى ثقافة قمعستان العربية لا يرتقي سوى الأوغاد
- الرئيس الايرانى القادم سيكون شماسا وليس كاهنا
- بلطجة اخوانية ضد احد اعضاء حركة تمرد ببيلا


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - المصريون قاموا بأكبر حشود بشرية في تاريخ الإنسانية لخلع أوسخ رئيس في تاريخ الإنسانية