أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث فائز الايوبي - المبدع .. وسرير الوظيفة














المزيد.....

المبدع .. وسرير الوظيفة


ليث فائز الايوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


المبدع .. وسرير الوظيفة

ليث فائز الايوبي

هل على المبدع ان يواصل النوم في سرير الوظيفة ؟
مجبرا نفسه على الاصغاء لشخير من يشاطرونه النوم على ذات السرير ..؟
خصوصا ... اذا كان هذا ( المخدع الرسمي ) معني بالثقافة وشؤونها ..
هنا يكون المأزق مضاعفا ..!

هل على المبدع ان يتنازل عن حريته وحلمه ونرجسيته وتمرده وجنونه .. مقابل حيازة رضا وترحيب ( العرف العام ) ؟
ان يرغم نفسه على الرضوخ لأوامر الحضور والانصراف بطريقة آلية بائسة , لا تختلف بتاتا عن سلوك السجناء , وهم يتدافعون لاجراء تعدادهم الصباحي بمنتهى الاذعان ...
دون أي شعور بالسخط وعدم الراحة او انتهاك للخصوصية , لتنفيذ انظمة ولوائح ( المعتقل ) بمعناه الوجودي .. لا اكثر !
هذه اللوائح التي من الممكن خرقها في الخفاء بسهولة , تجنبا لاثارة السخط والاستهجان او درءا للشبهات .. ليس الا ..!
مفتقرا لوجود تشريعات قانونية تحمي خصوصيته وتتيح له طلب التفرغ الادبي كما هو معمول به في كل دول العالم المتمدن , والخروج من هذه الدوامة , ضامنا حماية الدولة له .. لا مناصبته العداء كما يحصل حاليا .. والتعامل معه بريبة وتحسس ..
هل على المبدع ان يسعى الى التأقلم – خلافا لرغبته – في مزاولة اعمال ادارية مشاعة ( للتظاهر بمزاولة العمل لا اكثر) لا تلائم ميوله ولا خبرته ومزاحمة اجساد اناس بلا عمل ولا رؤية ولا خيال ولا طموحات ..؟
لمجرد ان يجنب نفسه المتاعب ومضايقات المحيط واتقاء اللاوامر الادارية الجائرة والاساليب المجحفة بالنفي والتهميش , اما اذا كان رافضا الانخراط في اتون هذه البطانات المتكلسة , مترفعا عن العدو في مضمارها المغلق ومنتقدا اداءها في كتاباته فان المحنة قد تتضاعف ..!
نتساءل ..هل على هذا المبدع ان يخطب ود هذه الثلة من الشغيلة الفائضة , ليأمن له حيزا للبقاء في حظيرة المؤسسة , محشورا بين اجساد اقل ما توصف به انها متهالكة لا شغل لها سوى ممارسة النميمة والضغينة , وتبادل عمليتي الشهيق والزفير , بطريقة آلية مضحكة طيلة ساعات من الفراغ والخواء , والتطلع بسعادة لا توصف لأناملها المتيبسة مرمية بلا جدوى على الطاولات ..؟!
لقد عجزت كل مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة وشؤونها, ان تحتوي هذا الكائن الساخط على كل اصنام الترهل والشللية والبيرقراطية والجهل والفساد .. وليتها تركته وشأنه يمارس حريته بدلا من زجه في قفص الروتين الوظيفي الخانق , لا لشيء الا لتجريده من فداحة الاحساس بالتفرد وتحويله الى ذرات غبار مرمية بلا جدوى على تلال هائلة من الانقاض ..!
في الواقع ان العمل في المؤسسة الثقافية , يحتم على المبدع الحقيقي والمستقل , ان يضع مسافة كافية بينه وبين من يسعى للهيمنة عليه وعلى رؤيته وفكره وخياله , وجعله كائنا ذيليا , فاقدا للوعي وماء الوجه , شأنه شأن العشرات ممن على هذه الشاكلة من الملفقين والمحسوبين على النخبة مع الاسف ممن يسيؤون لصورة المبدع الحقيقي , اعني ممن يتسيدون المشهد الرسمي للثقافة , على اعتبار ان من يخطب ود رجال السلطة وتابعيهم سيوفر له ولا شك حيزا للبقاء في بقعة الضؤ الكاذب ..!
الا يعد تكليف المبدع بممارسة وظيفة الجلوس بين اربعة جدران , بلا أي عمل ثقافي منتج , او ارغامه على المشاركة في اعمال ارتجالية ملفقة .. انتهاكا لخصوصيته وهدرا لطاقته الابداعية ونيلا من موهبته .
الا يعد التنكيل بالمبدع المستقل في دائرته ومحاربته بشتى الذرائع والاساليب الادارية الخسيسة , مصادرة للحريات واستهتار بقيم المواطنة وقمع وانتهاك لحقوق الانسان .
هل على هذا المبدع , ان يصبح بيضة فاسدة في حقول دواجن هذه المؤسسة المتلكئة او تلك , ليرضى عنه الطارئون واصحاب المعاطف الثقيلة ؟.
انها محنة .. واية محنة , عندما يحاصر المبدع , ايا كان اختصاصه في عقر داره , ويغدو نتيجة ( الجهل العام ) والقوانين الادارية المتكلسة ( غريب الوجه واليد واللسان ) ..!
مؤكدين وبيقين تام .. ان ليس ثمة قوة على وجه الارض قادرة على جعله راضخا أو ان يكون جليسا للاقداح الفارغة في ماخور ( النظافة ) ..!
خصوصا عندما يفقد الموصوف أي صلة بالوصف ..



#ليث_فائز_الايوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درويش .. اخر شاعر فلسطيني
- تنورات رسمية جدا ..!
- اتحاد الادباء .. اتحاد مع وقف التنفيذ ..!
- الشاعر العراقي ليث فائز الايوبي انا بطبيعتي كائن يبحث عن صوم ...
- المربد .. صفعة للذوق العام
- ادباء ام زوائد دودية..؟!
- نعم للمجلس الاعلى للثقافة .. ولكن حذاري !
- امير الشعراء .. ام بعير الشعراء ..؟!
- الأنطلوجيات الشعرية .. طوق نجاة ام ضحك على الذقون ؟!
- قصاص الشعب والطاغية اللعوب .. !
- المراكز الثقافية في الخارج


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث فائز الايوبي - المبدع .. وسرير الوظيفة