أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد بقوح - عودة إلى علاقة السلطة بالحقل التعليمي














المزيد.....

عودة إلى علاقة السلطة بالحقل التعليمي


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 06:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


السلطة تعني نظام السيطرة و الهيمنة في اتجاه الاستعباد و تحقيقا للاستبداد و الفكر الشمولي العنيف. لكن، قد تكون السلطة هنا اقتصادية أو أمنية أو مادية مباشرة. و قد تكون خفية متوارية غير مباشرة، تمارس فعلها السلطوي و الهيمني العنيف، اعتمادا على أدوات عديدة مساعدة لها في مهمتها كالتعليم و الدين و الفن و الرياضة ..إلخ. رغم أن هذه الأنظمة كلها يمكن أن تكون قد أدت في وقت سابق، أدوارا طلائعية مضادة للدور النظامي الرسمي التخديري الذي باتت تؤديه راهنا.
بمعنى أننا يمكن أن نتحدث في فترة السبعينيات مثلا عن ما نسميه في المغرب و العالم العربي بالفن الراقي الملتزم. أي فن مرتبط بموقف فكري و رسالة فلسفية تتطلع بمهام مجتمعية و إنسانية. كأن نتحدث على سبيل المثال لا الحصر عن التجربة الغنائية الملتزمة لمجموعة إزنزارن الأمازيغية في المغرب. غير أننا اليوم في السياق التاريخي المختلف لا مجال للحديث عن الفن الملتزم، و لا المقارنة بين اليوم و الأمس، في ظل هيمنة الفن النظامي الرسمي الرخيص الذي نعتبره فن السلطة بامتياز. أي فن المهرجانات المضاد لوظيفة تكوين الفكر و استنهاض الوعي و الرقي بذوق الفرد المتلقي. بمعنى أننا هنا بصدد التأسيس الفعلي لفن الجسد التزييني الفولكلوري، المفرغ من محتواه الفكري البناء و العميق، الذي يراهن عليه تقدم المجتمعات و تحصن الأوطان.
و نفس التحليل ينطبق على النظام التعليمي. فهو إما أن يكون تعليما طبقيا يخدم مصلحة طبقة مهيمنة. يعني أنظمة السلطة خاصة منها النظام السياسي و الاجتماعي للدولة. و في هذه الحالة يتم إفراغ الحقل التعليمي و التربوي، بتشييئه و تمييع مصداقيته، كما هو الشأن بالنسبة للحقل الفني، من محتواه الإيجابي الفكري و التنويري المعرفي، ليصبح أداة طيعة تمارس به السلطة بمختلف تجلياتها، فعل إعادة إنتاج ما هو سائد و ثابت و مهيمن، وفق اختياراتها السياسية الهادفة إلى الهيمنة و السيطرة، و احتكار مختلف أسواق المجتمع الاستهلاكية بكل أنماطها و تجلياتها.

إننا هنا طبعا نفهم الحقل الفني و التعليمي و غيرها من الحقول الإجتماعية، التي تعتمد عليها أنظمة السلطة ،باعتبارها أدوات أيديولوجية ذكية و فاعلة، يتم استعمالها لتحقيق المزيد من اكتساب الأرباح المادية و الرمزية، و أيضا يتم عبرها فرض نمط عيش معين، و صنف تعليمي محدد، وفق خطة الطريق السياسية للدولة، التي هي الجهاز التنفيذي للسلطة المتحدث عنها.. و كذلك صناعة فن خدوم و أذواق ملتبسة و خلق و تحفيز رياضات التهافت من اختيار السلطة الحاكمة، بل تستمد منها هذه الأخيرة قوتها الفعلية التي تساعدها على الاستمرار في الحكم و الهيمنة بطريقة شرعية. لعل فرض التعليم الخصوصي باعتباره التعليم النموذجي في المغرب المعاصر، في السنوات الأخيرة، مع الحرص على تثبيت الأزمة و الاختلالات و الإشكالات في التعليم العمومي، رغم ما يسمى بتنفيذ الجهود الإصلاحية الشكلية الرسمية، هو آلية من آليات السلطة الحاكمة المراهنة على تحقيق المزيد من الأرباح النوعية هذه المرة. و هي هنا تفرغ المؤسسة التعليمية من وظيفتها التربوية المعرفية الأصلية، تحقيقا لربح مهم هنا هو التشويش على القدرات التربوية و المعرفية الكفأة للمدرسة المغربية العمومية العريقة، الهدف الذي فشلت فيه السلطة الإدارية المهيمنة، باعتبار أن هذه المدرسة مارست نوعا من المقاومة الداخلية لذلك التشويش المصطنع على دورها التنويري الطلائعي.

إذن، فالسلطة تستمد قوتها الحقيقة من واقع الخضوع، و انسياق و استجابة المهيمن عليه لفعل المهيمن، الذي يعتقد أنه يوجد في موقع قوة. غير أن العكس قد يعني نكوص السلطة و تراجع دورها كقوة مهيمنة. فيتحول دورها الجديد حينذاك إلى دور المتحدث و الواعظ و الخطيب. أي يصبح خطاب السلطة هنا خطابا تبريريا ضعيفا خاليا من قوة الفعل، التي لازمته في المرحلة الأولى، حين كان في السابق واقع سلطة قوية يبغي الاستمرار في السيطرة و الهيمنة على الوظيفة المادية و الشعبية المتقدمة الروحية للحقل التعليمي.



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة المثقف في تصور بيير بورديو
- الأصول الفلسفية لمفهوم الهابتوس عند بيير بورديو
- عنف المؤسسة التربوية ضد التلميذ
- السؤال الملتحي ربيعا
- نص إبداعي : الوزير المغربي المحترم و عودة الفيلسوف نيتشه
- حدث إبداعي شعري عالمي بصوت طفولي بمدرسة البساتين أيت ملول ( ...
- أمكنة ناطقة ( 7 ) : راس الما.. عبر الأبواب الزرقاء المعلقة - ...
- أمكنة ناطقة ( 6 ) : مقبرة الأندلس أو شتائل -لاغلاغ- الشجرية
- قراءة في كتاب ( الفكر الجذري - أطروحة موت الواقع - ) لجان بو ...
- قراءة في كتاب : ( مواقع - حوارات ) لجاك ديريدا
- قراءة في كتاب : ( التراث و الهوية ) لعبد السلام بنعبد العالي
- قراءة في كتاب : ( المتن الرشدي ) لجمال الدين العلوي
- قراءة في كتاب ( حوار فلسفي ) لمحمد وقيدي
- فلسفة جيل دولوز عن الوجود والاختلاف ( للكاتب عادل حد جامي )
- أمكنة ناطقة ( 5 ) : تبارين.. أو معوزفة السنونو
- الفلسفة و الابداع : البعد الفلسفي في الكلمة الغنائية لمجموعة ...
- عودة إلى أزمة المؤسسة التعليمية المغربية و رهان التغيير..
- الفلسفة و الدولة
- الصراع السياسي الحزبي تحول في البرلمان المغربي إلى ملاكمة سي ...
- الفلسفة باعتبارها سيرة الفيلسوف


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد بقوح - عودة إلى علاقة السلطة بالحقل التعليمي