أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس الربيعي - ثمانية عشر شهرا مع النصير الشيوعي الشهيد ابو ظفر














المزيد.....

ثمانية عشر شهرا مع النصير الشيوعي الشهيد ابو ظفر


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 22:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


" لست آسفا الا لأنني لا املك غير حياة واحدة اضحي بها في سبيل الوطن "

شيشرون



لو انك عاصرت وتعرفت على الدكتور محمد بشيشي الظالمي ، لوجدت ما في اعماقه ، عظمة إخضرار الروح وقدرته وهمته العالية في النضال . انه ذو حضور ويمتلك الضمير الحي والمرهف
يرى انه خُلق من اجل الوطن الممتلىء بالخوف وبالإنسان المُضطهد المُتعب بلا حقوق في العراق االصعب . كلما افتح كوخ ذاكرتي ، اجد ابا ظفر متألقا ، لديه ميراث رافض لتجربة الحزب ( الجبهة اللاوطنية ) وقيمها . واخذ على عاتقه بناء حياة اجتماعية تستند على قيم ومعايير ثقافية بكل نواحي الحياة وكان له مشروعا متكاملا من اجل إنتشال هذا الإنسان المتهالك الذي يخضع . للموت المروًع جوعا وعطشا وتخلفا ، وكطبيب في المركز الصحي التجريبي في الدغارة ، كان له مشروع صحي انساني لإنتشال الإنسان المحاصر بالتخلف والجهل والفقر .. اي انسان ممنوع عليه التعليم والثقافة . هكذا كان ابو ظفر الذي استشهد على جبال كردستان بقذيفة حقيرة حاقدة كحقد البعث المقبور وهويحمل بندقيته وصف الرصاص
ليس سهلا الكتابة عن هذا النموذج الإنساني .. طبيبا ومعلما . ، متسلحا بالفكر الإنساني يفهم ان الفرد كطاقة ووجود اجتماعي لايمكن اغفاله او تقييد حركته الثقافية والسياسية ليأخذ مكانه المناسب اقتصاديا ، اجتماعيا وسياسيا

.ابو ظفر حين التقيته مضاءا بين الملصقات وشعشع نورا كالبرق الراكض خلف الغيوم .
نزلت صيف عام 1976احمل حقيبتي وترحيلي من اللجنة الطلابية في البصرة لإكمال التدرج الصحي في محافظة القادسية و اخترت الدغارة مدينة الشاعر كزار حنتوش . التقيت به ، الطبيب الأنيق كما لو انني احسست احدا احتضنني ، وجها حنونا بهيا حازما ، دمث الأخلاق . ، احتفل بي كأنه الشفق ووعدني بصديق الفرد . هكذا التصقت بهذا المتفاني الأنيق ومنذ الجلسة الاولى .
لم يكن بيننا تعارف حزبي ، لكن هناك تقارب فكري وثقافي وطلب مني ان اجلب له صحفا دون ان يحدد نوعها . فجلبت معي مجلة الفكر الجديد وطريق الشعب وسلمتها له سرا . حين عرف البعثيون أن د. محمد بشيشي الظالمي يتصفح صحف حزبنا ، اصابهم الإندهاش ،وارادوا كشف من يجلب له هذه الصحف بشكل يومي ، وإنصبت شكوكهم عليً لأني الوحيد الذي يسكن خارج الدغارة . إستأجرت شقة مع بعض الرفاق في مدينة الديوانية . وحين اصل الى مقر عملي في ، المركز الصحي في الدغارة ، يستقبلني جواسيس البعث استقبالا حارا وتحتضنوني ويفتشون ما تحت الابط والخصر ، لكنهم لم يجدوا شيئا . يتفاجئون حين يعرفوا ان ابو ظفر يقرأ طريق الشعب وادبيات الحزب وكتب اخرى . ومع الصحف والادبيات كنا نتبادل الآراء
اما المشروع الثاني الذي طرحه الدكتور محمد بشيشي الظالمي هو القاء محاضرات على مراجعي ومراجعات المركز الصحي فيما يخص رعاية المرأة والطفل والرضاعة الطبيعية وتغذية المرأة الحامل قبل اعطاء العلاج للمريض ، وافرغ قاعتين في المركز لهذا الغرض . كما كان طبيب الاسنان الدكتور يسار بتقديم محاضرات حول العناية بالاسنان ، ويأتي دوري حول كيفية الاستفادة من الادوية وكيفية استعمالها والحفاظ عليها . كانت المحاضرات على مدى ساعة يوميا ومجانا من اجل رفع مستوى الوعي الصحي . كانت تجربة فريدة في العراق . وكنا جادون بهذا المشروع . انه يقين السياسي الملتزم . .
من عرف النصير الشهيد د. محمد .. صارما في اعماقه وامواجه الهادرة ، كانوا اطباء اثنان . كثيرة هي الذكريات في فترة الانصار على جبال كردستان . طوبى لرفاقنا الانصار وطوبى لإبي ظفر ، والى ام ظفر التي كانت مدرسة للغة الانكليزية في ثانوية الدغارة للبنات حينذاك .



مصطفى عبد عثمان



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات مضيئة ( 1 )
- بحيرة ساوة ... الإهمال
- تجربة اعتز بها
- لهجتي ... هويتي
- كم نحن بحاجة الى مثل هذه الشخصية
- بائعة السجاير
- الى ابي ظفر.. في الذكرى الثامنة والعشرين لإستشهاده
- من الذاكرة
- قالوا في الحب
- ابا ظفر ....ياخالدا في القلوب
- رسالة ارملة
- لن تقف اللغة عائقا مام الفن الرفيع
- نيسان الحب والفرح
- يوميات من عتق ( 3 )
- رسالة من الماضي
- فلادمير ماياكوفسكي .... في الذكرى الثمانين لرحيله
- ابا ظفر ... في عيد ميلادك لك الحب والوفاء
- اجمل الكلمات في عيد الأم
- تنسيق الأزهار
- ما اشبه اليوم بالبارحة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس الربيعي - ثمانية عشر شهرا مع النصير الشيوعي الشهيد ابو ظفر