حول -حسقيل قوجمان في أعلى مراحله-٣-;-

حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حول "حسقيل قوجمان في أعلى مراحله"٣-;-
استهل يعقوب ابراهامي مقاله المعنون حسقيل قوجمان في اعلى مراحله بالعبارة التالية:"الملاحظات التالية هي في الأساس تعليق كتبته ردّاً على بعض ما جاء في الحلقة الأخيرة من سلسلة مقالات صديقي (من جانب واحد) حسقيل قوجمان حول "الإستعمار هو أعلى (وربما آخر) مراحل الرأسمالية"
وقد ناقشت في مقال سابق موضوع العلاقة بين الكاتب والقارئ عموما وما يحق للقارئ او للمعلق او الناقد وما لا يحق له. وفي هذا المقال اود ان اناقش درة يعقوب الجديدة حول صديقه (من جانب واحد).
تعني كلمة صديقي من جانب واحد ان الصداقة بيني وبين يعقوب تتالف من شخص هو صديق وشخص هو لا صديق. وطبيعي ان يعقوب يقصد انه هو الصديق الصديق وحسقيل هو الصديق اللاصديق اذ من غير المعقول ان يعتبر نفسه اللاصديق.
في الحقيقة كان هذا مفاجأة بالنسبة لي لاني لم ابحث عن طبيعة الصداقة بيننا ولم افكر في ذلك. فكنت اعتقد اننا صديقان رغم ما يجري بيننا من اختلا فات في الراي غريبة احيانا. ان تاريخ الصداقة بين يعقوب وحسقيل طويل وينبغي تتبعه لكي نقرر من هو الصديق الصديق ومن هو الصديق اللاصديق.
ولاول مرة هنا ايضا كما في الكلمة العليا اعلم من يعقوب ان الصداقة لها علاقة بالاراء السياسية والنظرية والعلمية والثقافية وحتى الدينية. ففي كل حياتي كنت اعتقد ان الصداقة هي علاقة انسانية عاطفية ليس لها علاقة بالاراء السياسية او الفكرية او الثقافية او الدينية. وقد يختلف صديقان في ارائهما الفكرية والسياسية والثقافية وحتى الدينية ويؤدي خلافهما الى نقاشات حادة بينهما لكن ليست لهذا علاقة بالصداقة. فقد يختلف اخوان في ارائهما السياسية ولكن هل يؤدي خلافهما الى معاداتهما كاخوين؟ وحتى المبادئ المعادية في الحرب لا تربط بين العلاقة الانسانية والعلاقة السياسية. من هذا تنشأ مبادئ معاملة اسرى الحرب ومبادئ المعاملة الانسانية المختلفة عن العلاقة العدائية. وهذا ما يعين مثلا موقف انسان حين يرى عدوا جريحا يحتاج الى المساعدة الانسانية وضرورة مساعدته كانسان رغم عدائهما سياسيا. وهذا موضوع يمكن اتخاذه اساسا لبحث مفصل ليس مكانه في هذا المقال. ولكني اختلفت مع يعقوب طوال تاريخ صداقتنا في الاراء السياسية ولو كانت الصداقة مبنية على اساس الاراء السياسية او الفكرية لكان معنى هذا اننا لم نكن صديقين في اي يوم من الايام.
ان اطول فترة من فترات صداقتنا كانت في السجون السياسية العراقية حيث كنا في نفس السجن حوالى عشر سنوات اولا في سجن نقرة السلمان ثم في سجن الكوت وثانية في سجن نقرة السلمان واخيرا في سجن بعقوبة. فكيف كانت علاقتنا الصداقية طوال هذه الفترة؟ لم تكن في الواقع صداقتنا متينة وانما كانت صداقة عادية كما هي العلاقة بين سجينين يعيشان في نفس السجن وفي منظمة بقيادة الشيوعيين. كانت الصداقات الاكثر متانة بين السجناء العاملين في واجب سجني واحد كفرق الطبخ وغيرها.
كانت تجري في النقاشات العامة خلافات نظرية وسياسية وهذا كان شيئا عاديا ولم يسبب مقاطعة او زعلا وانما كان الهدف منها التوصل الى الراي الصحيح. فلم اشعر انذاك بوجود صديق ولاصديق ولم اسمع من يعقوب اشارة الى مثل هذا الامر. قد تتكون بين سجينين او اكثر علاقة صداقة متينة مبنية على اساس موقف سياسي موحد يختلف عن الاتجاه العام وفي هذه الحالة لا تكون العلاقة علاقة صداقة بالمعنى الحقيقي للصداقة. فهي علاقة فكرية ان صح التعبير.
ينصحني يعقوب مرارا وتكرارا بالا اعتمد على الذاكرة والذكريات ولا اعلم ان كان يتصرف بذكرياته كما ينصح الاخرين بها. ومع ذلك اتذكر ثلاث مناسبات كانت فيها علاقة خاصة بين يعقوب وبيني.
الاولى كانت في نقرة السلمان حين اصيب يعقوب بنزيف دموي حاد وجاء الي يستشيرني على اعتبار انني كنت في سجن الكوت مسؤولا عن صحة السجناء. لم يكن لنا في تلك الفترة ما يمكن استخدامه للمعالجة كما كان الامر في سجن الكوت. وقد ذكر يعقوب في احد تعليقاته الكثيرة ان حسقيل انقذ حياته في نقرة السلمان. والواقع هو ليس حسقيل هو الذي انقذ حياته بل ما انقذ حياته كان قشر الرمان. فلو لم احتفظ بقشر الرمان للطوارئ لما استطعت ان افعل شيئا من اجل انقاذ حياة يعقوب وايقاف النزيف الدموي الحاد الذي اصيب به.
والحادث الثاني وقع بعد خطاب خروشوف ضد ستالين في المؤتمر العشرين للحزب البولشفي. فقد ساد في المنظمة ارتباك شديد بسبب الخطاب. ونشأت من يعقوب وارا خاجادور وبعض السجناء الاخرين مجموعة اعلنت ان الخطأ الاساسي ليس من ستالين بل هو من لينين. وكانت هذه المجموعة تحاول اجتذاب اكبر عدد من السجناء. في حينه خشي يعقوب ان يؤدي تهجمه على لينين الى معاقبته او طرده من المنظمة فجاء الي واعلن لي عن خشيته وماذا يكون موقفي لو حدث ذلك. وكان جوابي له صريحا وواضحا، اذا كان يتذكره، بانني اخالفه في ارائه حول لينين اختلافا تاما ولكني مع ذلك ساقف الى جانبه اذا عوقب بسبب تهجمه على لينين. يدل هذا على ان راي يعقوب عن لينين كان منذ ذلك الحين وليس ناشئا في فترة قريبة. الا انه لم يحدث ما كان يخشاه لان المنظمة كلها عانت من فوضى في تلك الفترة ولم يبق في المنظمة من يدافع عن ستالين باعتباره قائدا بروليتاريا عظيما غير حسقيل.
والحادث الثالث كان يوم اطلاق سراحه فقد حملته رسالة شفوية لزوجتي حبيبة واعتقد انه اوصل الرسالة فعلا اليها.
اما علاقاتنا في اسرائيل فقد كانت طفيفة اذ حين انتميت الى الجامعة العبرية كان يعقوب في السنة الثالثة من دراسته حيث حصل على شهادة البكالاريوس في الرياضيات وفور انتهاء الامتحانات النهائية سافر الى حيفا للاشتراك في دورة لدراسة الكومبيوتر ومن ذلك الحين لم اره. كان لنا لقاءان في مناسبتين في اسرائيل احدهما كان حضوري حفلة زواجه التي جرت في الجامعة.
والمناسبة الثانية جرت بعد انشقاق الحزب الشيوعي الاسرائيلي الى حزبين. كان يعقوب من الهيئات القيادية او على الاقل احد الناشطين في احد الحزبين وجاء لمقابلتي وعرض على الانضمام الى الحزب الذي ينتمي اليه ورفضت ذلك كما رفضت الانضمام الى الحزب الثاني حين عرض علي الانضمام اليه. هذان اللقاءان كانا اهم لقاءاتنا في اسرائيل.
وحين انتقلت الى لندن كان يعقوب يزور لندن من حين لاخر وكان يزورني عند زيارته لندن في بيتي مع اخيه الذي يعيش دائميا في لندن. وكنت انا وزوجتي نستقبلهما كصيفين عزيزين.
هذا بالتفصيل تاريخ علاقتي بيعقوب قبل لقائنا على صفحات الحوار المتمدن. وقد اكون قد نسيت لقاءات اخرى قد يتذكرها يعقوب. ولم يشر طوال تلك الفترات الى اعتباره صداقتنا من جانب واحد. لعل كوني كنت المثقف الاول في السجون السياسية منذ ١-;-۹-;-٥-;-٢-;- حتى ثورة تموز كان سببا لان يشعر بان لي الكلمة العليا ولكن ذلك لم يظهر عليه باي شكل من الاشكال.
حين بدأ يعقوب ابراهامي الكتابة في الحوار المتمدن ضد حسقيل قوجمان حدد هدفه الاستراتيجي من الكتابة عن حسقيل قوجمان. كان الهدف الاول والاساس من ضمن ثلاثة اهداف اعلن انه يريد تحقيقها في الكتابة عن حسقيل قوجمان هو الا يترك لحسقيل قوجمان الكلمة العليا. والهدفان الاخران مرتبطان بهذا الهدف الاستراتيجي يستطيع من يعنيه الامر ان يراجعهما في اول مقالات يعقوب عن حسقيل. يبدو ان هدفه الاساسي هو انزال حسقيل من عرش الكلمة العليا لكي يتبوأ هو نفسه هذا العرش، عرش الكلمة العليا.
في الحقيقة دهشت حين قرات هذه الاهداف الثلاثة التي اعلن يعقوب انه يهدف الى تحقيقها في الكتابة عن حسقيل قوجمان. فانا في كل حياتي السياسية والادبية وفي كل كتاباتي وقراءاتي لم اسمع عن شيء في الادب او في العلم اسمه الكلمة العليا والكلمة الدنيا. كنت اتصور ان الكاتب يكتب من اجل تعريف قرائه بارائه ومبادئه ومعتقداته وما يؤمن به في كل مجالات الكتابة من الكتابة العلمية والنظرية والادبية والثقافية وحتى الدينية لكي يقدم لقرائه اراءه ومبادأه وليس لكي يحقق عليهم انتصاراته او الحصول من قرائه على الكلمة العليا. كنت في كل حياتي اعتبر العلاقة بين الكاتب والقارئ هي علاقة تهدف الى رفع مستوى الطرفين الثقافي والعلمي والنظري وليست تسابقا بين الكاتب والقارئ على الحصول على الكلمة العليا. ولاول مرة في حياتي علمت من يعقوب ابراهامي عن وجود كلمة عليا وكلمة دنيا في الادب. وعلى كل حال كان لابد كما في كل الاحوال ان يكون هدف كتاباته عن حسقيل تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي وضع على عاتقه تحقيقه من انزال حسقيل عن الكلمة العليا لكي يتبوأها بنفسه. وهذا ما ميز كل كتاباته عن حسقيل قوجمان.
بدأ يعقوب اول مقالاته لتحقيق هدفه الاستراتيجي بسلسلة مقالات بعنوان حسقيل قوجمان يؤمن بماركسية بدون ماركس. وفي اربع مقالات في هذه السلسلة وجه يعقوب عشرات الاتهامات الى حسقيل قوجمان ووعد قراءه بعد كل من هذه الاتهامات ان يثبت ويبرهن على صحة اتهامه في مقال قادم. وانتهت السلسلة في المقال الرابع دون ان يفي ولو بمقال واحد او بجملة واحدة للبرهنة على اي من الاتهامات التي اتهم بها حسقيل قوجمان ووعد قراءه بكتابته في المقالات التالية. فالهدف الاساسي من مقالاته هو العمل على تحقيق هدف انزال حسقيل عن الكلمة العليا بالقذف والتهجم ولم يهدف الى تحقيق اي هدف اخر لفائدة حسقيل ولا لقرائه. لست هنا بصدد مناقشة الاتهامات ولكني اشير هنا الى الاسلوب الذي اتبعه يعقوب في كل كتاباته عن حسقيل. الهدف الوحيد من كل كتاباته وتعليقاته هو حسقيل قوجمان وليس المواضيع التي يكتبها حسقيل قوجمان.
ومنذ تهمة الماركسية بدون ماركس الى حسقيل قوجمان في اعلى مراحله كان يناضل نضالا عنيفا في سبيل انزال حسقيل من الكلمة العليا والارتقاء اليها عن طريق مهاجمته الشخصية لحسقيل قوجمان. ومن المضحك انه جاء في احد تعليقاته اثناء كتابة هذه السطور افشاء سر من اسراري كتمته عن القراء وهو ان احباء حسقيل قوجمان هم حسن نصرالله واحمدي نجاد ورئيس كوريا الشمالية! وفي احد تعليقاته على موضوع الامبريالية اعلىى مراحل الراسمالية اعلن عن وجود قائمة سوداء في ارشيفه.
حين انتقده قارئ يبدو انه من اقرب المقربين اليه من الشلة على ارائه حول لينين اجابه يعقوب بعبارة يوليوس قيصر الشهيرة "حتى انت يابروتوس" وانذره في انه ان لم يعتذر فانه يعرض نفسه الى خطر ادخال اسمه في القائمة السوداء. وحين اجاب صديقه بشبه اعتذار قال له يعقوب في تعليق اخر على موضوع الامبريالية انه قد انقذ نفسه من خطر القائمة السوداء!!!! ومنذ قراءتي لهذا التعليق على مقالي وانا انام حافي القدمين خوفا من ان يدخل يعقوب اسمي في قائمته السوداء. وفي تعليق اخر اعلن بكل تواضع عن نفسه "وهل يخفى القمر؟"
يبدو ان نضاله الطويل والخطير من اجل بلوغ هدفه الاستراتيجي في انزال حسقيل من الكلمة العليا والاعتلاء اليها قد ابلغه الهدف فتبوأ الكلمة العليا. ففي الوقت الذي يعترض على تسمية ماركس وانجلز ولينين وستالين معلمي الطبقة العاملة على اساس ان الطبقة العاملة لا تحتاج الى معلمين فهو لا يعترض على تسميته هو ومخاطبته بلقب المعلم. فهو المعلم الاوحد للشلة باجمعها وقائدها بلا منافس.
في ختام هذا المقال :
اتحدى يعقوب ان يجد في كل مقالاته وتعليقاته واتهاماته لحسقيل مرة واحدة ابدى فيها رايه سلبا او ايجابا حول موضوع المقال الذي يناقشه او يعلق عليه.
اتحدى يعقوب ان يجد في كل كتاباته وتعليقاته واتهاماته لحسقيل حالة واحدة غير مقتصرة على التنقيب فيما كتبه حسقيل بحثاعن كلمة او عبارة او جملة لا تعجبه يتخذها وسيلة للتهجم الشخصي على حسقيل.
اتحدى يعقوب ان يجد في كل كتاباته عن حسقيل حالة واحدة انتقد فيها ما يعتبره خطأ ثم اخبر قراءه بما يعتبره الصحيح في الخطا الذي ينتقده.
رغم مقاطعتي ليعقوب منذ الحلقة الثانية من الماركسية بدون ماركس كنت اكتب للقراء، قرائي وقرائه، ردودا على اتهاماته وانتقاداته. اتحدى يعقوب ان يجد ولو مرة واحدة دافع فيها عن ارائه التي انتقدتها.
اتحدى يعقوب ان يجد في كل ما كتبه عن حسقيل مرة واحدة لم يتحول كلامه الى التهجم على شخص حسقيل قوجمان كانسان.
اتحدى يعقوب ان يجد تهمة واحدة اتهم بها حسقيل قوجمان على شكل انتقاد او تعليق ان يجد ولو مرة واحدة ناقش فيها الاتهام او الانتقاد وشرح فيها اسباب انتقاده والامر الصحيح لموضوع الانتقاد.
اتحدى يعقوب ان يجد مرة واحدة وعد قراءه بها ان يثبت او يبرهن على اتهامه في المستقبل او في مقال قادم ونفذ بها وعده.
اتحدى يعقوب ان يجد في كل ما كتبه حسقيل قوجمان عن يعقوب ان يجد جملة واحدة تهجم بها على يعقوب ابراهامي كشخص اي تهجم على يعقوب شخصيا ولم يقتصر ما كتبه على مناقشة اراء يعقوب والرد على اتهاماته الشخصية.
اتحدى يعقوب ان يجد في كل ما كتبه حسقيل من مقالات حالة واحدة هاجم فيها حسقيل شخصية اي كاتب او معلق رغم مشاركة العديد من اعضاء الشلة في التهجم على حسقيل. حسقيل يعتبر ان العلاقة بين الكاتب والقارئ هي علاقة بناءة تهدف الى رفع مستوى الطرفين الثقافي والنظري والعلمي وان اي تهجم شخصي هو خرق فاضح للعلاقة الطبيعية بين الكاتب والقارئ.
اخيرا اود ان اشكر الطبيعة التي رغم اني في اعلى مراحلي لم تسلبني بعد من القدرة على التعبير عن ارائي تعبيرا جيدا واضحا وجليا وبابسط اسلوب ممكن والدفاع عن ارائي دفاعا علميا وادبيا واخلاقيا ولم تسلبني بعد من القدرة على رد تهمة اللاصديق التي وجهها يعقوب الي واعادتها اليه والبرهان على ان يعقوب ما زال في ادنى مراحله.
 -;-

#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات