أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - انا كنت هنا














المزيد.....

انا كنت هنا


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( انا كنت هنا)
عبد الله السكوتي
جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو، انه في اعماق احد كهوف نهر بينتوراس، طبع صياد يده الحمراء بالدم على الحجر، لقد ترك يده هناك في لحظة راحة مابين تسرع القتل وهلع الموت، وبعد زمن من ذلك طبع صياد آخر الى جانب تلك اليد يده المضرجة، ثم راح صيادون آخرون يتركون على الجدار آثار ايديهم المخضبة بالوان تنحدر من الدم، من الفحم من التراب او من النباتات، وبعد ثلاثة عشر الف سنة على مقربة من نهر بينتوراس في مدينة بيريتو مورينو، كتب احدهم على الجدار: ( انا كنت هنا)، وهاهم المصريون يكتبون بعد آلاف السنين ويتركون للاجيال القادمة انهم كانوا هنا، ففي ميدان التحرير وبعد مرور سنة واحدة يكتب المصريون ثانية لبداية ربيع الربيع، او تصحيح التصحيح، شعب مليء بالحياة يعلم الى اين تقوده اقدامه، ومع كل الدماء التي تجري بفضل شراسة الحركات الدينية وامتلاكها التفويض الالهي بحكم الناس وظلمهم واستعبادهم فان الشعب المصري له رأي آخر يختلف فيه مع الشعب العراقي، حيث اسلم العراقيون قيادهم لحركات اسلامية متخلفة عادت بالوطن الى الجهل والامية والغش والمرض واللصوصية والفقر.
لا اعتقد ان ربيع الربيع في مصر سيقف منعزلا بالميدان بمفرده، بل سيكون تجربة جديدة تعمم على الذين احتجوا بالديمقراطية، وحيازة قصب السبق في الربيع العراقي او الليبي او اليمني، هناك نهضة جديدة ستلقي بالحركات الدينية خارجا لانها غير صالحة لقيادة المجتمعات، انها تأتي بالتخلف والبطالة والفقر ، وتكاد ان تكون هذه المحددات الثلاثة ملازمة لكل حركة دينية تحاول ان تضع نفسها في قمة الصدارة، ان مرسي والمالكي ومصطفى عبد الجليل يصدرون من مصدر واحد والذي يصح على مرسي يصح على سواه سواء كانت الحركة سنية سلفية او شيعية، و التفويض الالهي الذي ادعاه الكهنة في سابق الازمان بدأ يظهر على ايدي الاخوان او حزب الدعوة او سواهم من التيارات، ما ادى الى حدوث فوضى عارمة في مشاعر الناس البسطاء من الذين لايستطيعون التمييز مع حجم الشعارات المطروحة على الساحة، فهناك الشريعة والشرعية، وهناك الخطباء المنبريون من الذين لايجيدون سوى الخطابة والنظرة الاستعلائية حيث يصفون الناس بالعامة والهمج، في حين يحتفظون لانفسهم باوصاف فصلوها هم على مقاساتهم، فهم الخاصة الذين يهدون الناس الى سبل الرشاد، ومع هذا نجد جيوبهم ملأى بالدولارات ونفوسهم مليئة بالضغينة، انهم يحملون ارث معارك قديمة يريدون اسقاطها على واقع مختلف تماما، وهذا الثمن الفادح الذي يدفعه الشعب العراقي او الشعب المصري ماهو الا ثمن دفعه الشعب من قبل وعاد في غفلة من الزمن على يد الاخوان او الحركات الاسلامية في العراق الى الظهور ثانية.
انا كنت هنا وساسجل موقفي وعلى جميع الشرفاء تسجيل مواقفهم وتعرية هذه الحركات التي لاتمتلك برامج حياتية تستطيع من خلالها ان تكون دولة حقيقية بعيدة عن الشعارات والاحتفالات والاعلام الرخيص الذي يحاول تجميل هذه الحركات ببث روح الفرقة والطائفية بين ابناء الشعب الواحد، ان مصر وبحسب ريادتها الفكرية والاعلامية والنهضوية ستتزعم العالم العربي من جديد في بسط الفكر المعتدل المتطور الذي لايبحث في اعماق التاريخ عن المتناقضات، ستعود الى طرح فكر يكون فيه المسيحي مع المسلم واليهودي والسني مع الشيعي ، فهذه هي مصر وكم قالت من قبل وعلى مر الاجيال قولها، فهي صاحبة اول ثورة في الاسلام حيث ثارت الجموع من مصر الى ميدان التحرير في المدينة المنورة في عهد الخليفة الثالث واستطاعت ان تسقط حكومة قامت على التمييز العنصري والقبائلي ، وها هي ثانية تكرر قولتها الشهيرة لتقول: انا كنت هنا.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت موس الحلاق
- اللي جوّه ابطه عنز ايبغج
- من يعرف فطيمه بسوك الغزل
- دك البوق
- الله يقبل دعا الاثنين
- لو يريد يجي جان اجه من عصمان
- العراق وسياسة ( بعير أكل بعير)
- بلابوش طائفية
- بالشتا تدفّي وبالصيف تهفّي
- يروح جلب اسود ويجي جلب اسود
- احنه مشينه للحرب
- تعليمات لقراءة الصحيفة
- بلابوش ديكتاتوريه
- مقاطعة الغرب
- جيقو
- ايشد لحيه بلحيه
- ايام المزبن كضن، تكضن يأيام اللف
- طرن
- العقاب
- هذا ذنب عتيك


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - انا كنت هنا