أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم إيليا - ما العلة الحقيقية في انهيار سوريا















المزيد.....

ما العلة الحقيقية في انهيار سوريا


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 03:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يورغن تودِنهِوفر. ترجمة نعيم إيليا

كتب يورغن تودِنهيفر في صحيفة Der Tagesspiegel الصادرة في برلين في الأول من تموز 2013 رقم 21734 بعنوان ( Woran Syrien wirklich zerbricht ):
((توالت زياراتي لسوريا، البلد الغارق في اليأس والقنوط، في السنتين الأخيرتين ستَّ مرات.
أشياء كثيرة تذكرني بما شاهدته في زيارتي الأولى بداية عام 2002 وبما شاهدته في زيارتي الثانية عام 2003 للمنطقة أثناء الحرب العراقية التي سبقت. كنت في أثناء هاتين الزيارتين قد صدمت تماماً كما صدمت في زياراتي لسوريا، بما يروجه الساسة الغربيون من الأضاليل عن هذا البلد، وصدمت بأشد من ذلك بما يعانيه الناس فيه من الجزع وفقدان الأمل.
الولايات المتحدة، والسعودية العربية، وقطر لا تهتم بالصراع الدائر في سوريا؛ أي ليس الصراع السوري الداخلي هو الذي يعنيها، وإنما يعنيها في الأصل إيران؛ الدولة التي أصبحت قوية جداً بفضل الحرب العراقية الطائشة الرعناء التي شنها الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش الابن. إن هذه الدول تسعى من خلال إسقاط الأسد؛ حليف إيران، إلى إضعاف النفوذ الإيراني المتفوق في الشرق الأوسط.
وقد أدت هذه الاستراتيجية إلى انهيار سوريا وانهيار مجتمعها المكون من أديان مختلفة وقوميات متعددة كانت تتعايش في وئام وتسامح رائع عجيب! علماً بأن هذا النموذج للتعايش الاجتماعي في سوريا– مع الأسف – لم تكن له قط صفة الديمقراطية.
وفي الوقت الذي تنهار فيه سوريا وبنيتها الاجتماعية، تزداد بالحرب قوة تنظيمات القاعدة ضراوة وبأساً. فجبهة النصرة – وهي فرع من القاعدة - تضم في صفوفها من المقاتلين 1500 مقاتل ثلثهم من الجهاديين الأجانب. إنها، في غضون هذا السياق، القوة التي تتبوأ مرتبة القيادة بين التنظيمات المقاتلة، والقوة التي لها الحظ الأوفى من التركيز والعناية من جانب التنظيم الأم؛ القاعدة. والقوة التي تنذر بخطر نشوء (تسونامي) من العنف والإرهاب.
وليس من المستبعد، فضلاً عن ذلك، أن يمتد خطر الحريق، حريق الحرب، ليشمل رقعة واسعة من المنطقة. فحتى الآن هناك عشرة بلدان متورطة في الصراع يمكن أن تمتد إليها الحرائق. وإذا ما اشتعلت الحرائق في الشرق الأوسط، فلا غرو أن تنطفئ عندنا – في أوروبا – المصابيح.
فكيف يمكن منع هذه التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط من الاشتعال والانفجار؟
في البدء لا محيد عن تنحية الأكاذيب الدعاوية لكلا الفئتين وإهمالها؛ لأن هذه الأكاذيب (البروباغندا) تصعِّب مهمة التحليل السليم للصراع الدائر، وذلك قبل الشروع في تحليل الصراع الذي يمكن حصره في النقاط التالية:
1- بخلاف ما يحدث في تونس وفي مصر وليبيا، لا يقاتل في سوريا (شعبٌ) ضد طاغية مستبد جائر معزول، وإنما هي أقلية معارضة قوية تقاتل ضد أكثرية حاكمة مستقرة نسبياً. فالأسد يحوز دعماً من الشعب السوري لا يقل عن الدعم الذي تحوزه المعارضة والثوار، وربما أكثر... أعجبنا هذا أم لم يعجبنا.
2- (جريمة) مئة الألف ضحية، شهيد، لا تدخل في الحساب الجاري للقوات النظامية للدولة السورية فحسب، بل تدخل أيضاً في الحساب الجاري للثوار؛ فالثوار يقتلون من الشعب مثلما يقتل النظام. وبحسب التقديرات الإحصائية التقريبية فإن ثلثاً من القتلى جنودٌ ورجال أمن، وثلثاً ثوار، وثلثاً مدنيون. صرح لي بطريرك سوريا، قال: "بل إن الثوار يقتلون أعداداً من المدنيين، تفوق أعداد المدنيين الذين يقتلهم النظام". ومتى كان تنظيم القاعدة يراعي أمن الناس ويحرص على أرواحهم!؟
3- الغالبية العظمى من الثوار، لم تعد تقاتل، منذ وقت طويل، من أجل الديمقراطية. لقد جنحت إلى التطرف الديني.
وحتى أبعاض (الجيش السوري الحر) وأقسامه التي كان مفترضاً أنها معتدلة، صار هدفها تحقيق مشروع الخلافة الإسلامية، صار هدفها إقامة ديكتاتورية دينية متطرفة.
في هذا الوضع الشائك، فإن تزويد الثوار بأسلحة غربية، سيكون بادرة خالية من الإحساس بالمسوؤلية؛ إذ لم يبق ثمة ثوار جديرون بصفة الاعتدال. أضف إلى ذلك أن تنظيم القاعدة السوري، أمسى من القوة والخبرة بحيث يستطيع أن يستولي على الأسلحة المصدرة للثوار، ويتخير لنفسه أفضلها وأكثرها تطوراً وفاعلية في ميادين القتال ضد أعدائه في كل مكان. ولهذا فإن من يزود الثوار بالأسلحة، فإنما يزوّد بها القاعدة فيدعمها ويقويها ويحميها. والولايات المتحدة تفعل هذا سراً منذ زمن بعيد، كما أنها تمنح الموافقة للسعودية وقطر لتصدير السلاح إلى القاعدة السورية؛ التنظيم الذي تدعمه هاتان الدولتان دعماً غير محدود . وبهذه السياسة تكون الولايات المتحدة جعلت القاعدة طابوراً خامساً لها؛ فنقضت مبدأ مكافحة الإرهاب.
إن حلّ الصراع في سوريا لن يتحقق إلا على طاولة المحادثات، لن يتحقق إلا بالحوار بين الفئتين المتحاربتين، وكذلك عبر الحوار مع إيران. وما فوز حسن روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية، إلا سانحة تاريخية، لإزالة حاجز العداء الصامت منذ ثلاثة وثلاثين عاماً بين طهران وواشنطن. كنت في الأشهر الأخيرة، كما كنت أكثر من مرة في السنوات الماضية في إيران زائراً، وأعلم أن إيران منذ عام 2010 وضعت أمام البيت الأبيض مقترحات شاملة لإنهاء النزاع.
ينبغي للولايات المتحدة أيضاً أن تتفاوض مع الأسد، إذا أرادت أن تبطل برنامج الإرهاب الذي زرعته في سوريا.
ولا يجوز أن تتقيد بحجة أن الأسد، سياسياً، مسؤول عن مقتل مائة ألف إنسان، ولا اعتبار هذه (الجريمة) عائقاً في طريق المفاوضات؛ فالولايات المتحدة نفسها تتحمل مسؤولية مقتل أكثر من هذا العدد في العراق وأفغانستان. وفي إحصائيات منظمة (أطباء ضد الموت النووي) يقدر ضحايا الحروب الأمريكية بما يزيد عن مليون وستمائة ألف ضحية.
من أجل "سلام عادل" يبدو الأسد مستعداً لتقديم تنازلات واسعة، ولقد تلمست ذلك عندما تهيأت لي فرصة الالتقاء به والبحث معه في هذه النقطة لساعات كثيرة. والولايات المتحدة على بينة من جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن.
أهم شروط حل العقدة السورية، أن توقف السعودية وقطر ضخ المال إلى المقاتلين، وتكفان عن تزويدهم بالسلاح، ويجب أن تلتحق بهما روسيا وإيران في التوقف عن ضخ المال وتصدير السلاح. فإذا تُوصِّل إلى هدنة، واستراح السلاح، أمكن الوصول إلى تحقيق المساعي والنتائج التالية: حكومة مؤقتة مؤلفة من النظام والمعارضة بعدد متساو، دستور ديمقراطي يحفظ للشعب السوري تعدديته الثقافية، استئصال شأفة القاعدة، انتخابات حرة.
أما إذا كان السوريون راغبين في تغيير النظام، فلهم الحق في التعبير عن رغبتهم باتخاذ قرار التغيير، وليس الأمر للولايات المتحدة التي عليها الآن أن تتدبر المسألة على هذا النحو: من هو الأخطر عليها، القاعدة أم الأسد؟
ولو كان الجواب لتشرتشل هنا لقال: " إنهم مصرون على ذبح الخنرير الذي أخطأوا في اختياره للذبح".
________________________
Jö-;---;-----;---rgen Todenhö-;---;-----;---fer: مؤلف. مرشح الحزب المسيحي الألماني الديمقراطي ( CDU ) في البرلمان من عام 1972 إلى عام 1990

مدير بوردا حتى عام 2008



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الروح
- في رحاب المطلق
- أنتي مالوم أبو رغيف. أو فلسفة التغيير
- شبح الطحان شمس الدين الكردي
- إلى السيدة الفاضلة الأديبة ليندا كبرييل
- مشكلة الوجود الإنساني
- خلق العالم . 3- الحياة
- خلق العالم 2- المغزى
- خلق العالم
- إيميل من صديقته السورية
- في ضيافة يعقوب ابراهامي
- ماركسيٌّ بل مسلم والحمد لله
- سامي لبيب تحت المطرقة
- المنهج القسري في أطروحة فؤاد النمري (الرسالات السماوية)
- الإباحية في أدب النساء العربيات
- الحوار المتمدن يسهم في التحريض على المسيحيين في بلاد الشام
- ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان
- حملة الأريب على سامي بن لبيب
- رسالة الطعن في النساء
- الحقيقة بين التلجلج واللجاجة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم إيليا - ما العلة الحقيقية في انهيار سوريا