أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!














المزيد.....

ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
إنَّ أحداً لا يجادل (ولا يشكِّك) في شرعية الرئيس مرسي؛ فهو أوَّل رئيس مصري مدني منتخَب، وفي انتخابات حُرَّة نزيهة، بشهادة العالَم، وبشهادة خصومه الآن؛ لكنَّ قسماً كبيراً من الناخبين الذين صوَّتوا لمرسي، والذين ليسوا من أنصار ومؤيِّدي جماعة "الإخوان المسلمين"، انضم الآن إلى صفوف معارضيه ومناوئيه.
وانصافاً للحقيقة، نقول، وينبغي لنا أنْ نقول، إنَّ قوى كثيرة، بعضها من معارضيه في "جبهة الإنقاذ"، وبعضها من معارضيه من بقايا عهد مبارك، قد توفَّروا على جعله أكثر عجزاً عن أنْ يُنْجِز من الأعمال والمهمَّات ما يُضيِّق الفجوة (التي ازدادت اتِّساعاً) بين "الرئاسة" وبين ثورة الخامس والعشرين من يناير، بما تُمثِّل في المطالب والغايات. وساء الأمر أكثر إذْ بدا مرسي يحكم في طريقة تسمح لقوى وجماعات بالتأسيس لدولة منافية، من حيث الجوهر والأساس، للدولة الديمقراطية المدنية الحديثة؛ فَفَقَد مرسي تأييد القسم الأكبر من الشباب الثوري، الذي هو لا غيره من يُنْزِل الشعب إلى الشارع.
وإنَّ أحداً من الحريصين على ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى روحها على وجه الخصوص، لا يُنْكِر، وينبغي له ألاَّ يُنْكِر، أنَّ كثيراً من قيادات "جبهة الإنقاذ" استبدَّت بها "الانتهازية السياسية"، وجَنَحَت لتحالفٍ (غير مُعْلَن على وجه العموم) مع قوى وأشخاص (في الدولة، وفي خارجها) من بقايا عهد مبارك، والذين يتربصون بالثورة الدوائر، ويسكبون الزَّيْت (في طرائق وأساليب شتَّى) على نار كل أزمة ونزاع، غير مكترثين لمصر وشعبها وأمنها القومي.
وإنَّ أحداً من الثوريين اليقظين، الذين لا تغشى الأوهام أبصارهم وبصائرهم، لا يثق بـ "ثورية" المؤسَّسة العسكرية، وبحرصها على ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولا يصدِّق زعمها الانحياز إلى الشعب وثورته، في أوقات الضيق، أو تساميها عن كل نزاعٍ سياسي بين "الموالين" و"المعارضين"؛ ولا يثق، أيضاً، بجهاز القضاء، والمحكمة الدستورية؛ فإنَّ ذاك الجهاز، وهذه المحكمة، ما زالا سجينين لدى السجين مبارك.
وإنَّ أحداً من العقلاء، ومن الثوريين العقلاء، لا يجادِل في الأهمية الثورية (والسياسية) التاريخية لثورة الثلاثين من يونيو، وفي أنَّ هذه الثورة الشعبية أكبر وأعظم من طرفيِّ الصراع ("الرئاسة" و"جبهة الإنقاذ") معاً؛ وإنَّ الموقف الحقيقي منها هو المقياس الذي به نقيس كل المواقف؛ وإنَّها لحماقة ما بعدها حماقة أنْ نَنْسِب هذه الثورة العظيمة إلى "جبهة الإنقاذ"، أو إلى قوى منسوبة إلى عهد مبارك. حتى حملة "تمرُّد"، والتي أبلت بلاءً حسناً، لا يحق لها أنْ تنسب إليها هذه الثورة، التي ينبغي لنا فهمها، لجهة الدافع إليها، والغاية التي تنشدها، على أنَّها ثورة للشعب المصري على كل ما تعرفه مصر الآن من أحوال وأوضاع تتنافى مع كل ما أرادته، وسعت إليه، ثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى؛ وعلى الرئاسة، وجبهة الإنقاذ، وبقايا عهد مبارك، والجيش، والولايات المتحدة، أنْ يفهموا ثورة الثلاثين من يونيو على أنَّها "الوليدة الولاَّدة"؛ لقد ولدتها ثورة الخامس والعشرين من يناير إذْ اشتدت أزمتها، ولسوف تَلِد هي مزيداً من أشباهها إذا ما خرجوا في سَيْرهم عن سِكَّتها البائنة الواضحة الجلية.
هذه الثورة إنَّما جاءت لتقول إنَّ مصر أكبر وأعظم من أنْ تُحْكَم بما يُطْلِق العنان لـ "الأسلمة"، أو من أنْ تحكمها قوى كتلك التي يمثِّلها البرادعي وموسى، أو من أنْ تعود إلى حكم مبارك، أو القوى التي مثَّلها هذا الحكم، أو من أنْ يحكمها العسكر، ولو من طريق أنْ يجعلوا أنفسهم الرَّقبة التي تحرِّك الرأس.
جاءت لتقول أيضاً إنَّ على كل القوى والجماعات، التي قطعت كل صلة لها بعهد مبارك، أو ببقايا عهده، والتي لا تَقْبَل أبداً بحكم العسكر، ولو خلقوا على عجلٍ ما يشبه "أتاتورك"، أنْ تلتقي، في مناخ هذه الثورة الجديدة، وأنْ تتَّفِق، بعد إعطاء حصة الأسد في التمثيل والرأي والقرار للشباب الثوري، على البدء في خلق كل شيء من "العدم"؛ على أنْ يكون "مخلوقهم الأوَّل" هو "الدستور"، الذي يؤسِّس للدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، بعد أنْ يقره الشعب؛ وإنَّ "مدنية" هذه الدولة لا تَتَّسِع، على اتِّساعها، لا للعسكر، ولا لاتِّجاه "الأسلمة".
مرسي ليس "الخليفة العثماني"، والسيسي لن يكون "أتاتورك"، وجيشه لن يكون "الحارس للدولة المدنية الحديثة"؛ ويجب ألاَّ يُسْمَح لهذا الجيش (الحارِس) بِلَعِب لعبة "إطاحة الحكومات المنتخَبَة"، حتى يتهيَّأ لمصر ما تهيَّأ لتركيا أخيراً، فتَلِد، بعد طول وعُسْر مخاض، حزباً إسلامياً كحزب أردوغان.
هذا مسارٌ لا يصلح لمصر، ولا تستصلحه ثورة بحجم وأهمية وعظمة ثورة الخامس والعشرين من يناير، ووليدها الجديد، ثورة الثلاثين من يونيو.
ولكل من ارتضى الخداع، خداع نفسه، وخداع الشعب، خياراً، أقول إنَّ المؤسَّسة العسكرية المصرية، التي بدت في بيانها زاهِدةً في الحكم والسلطة، منزَّهَةً عن كل نزاع سياسي بين الطَّرفين، قد أكَّدت وأوضحت، في مستهل بيانها، أنَّ الجيش هو "طرف أساسي في معادلة مستقبل مصر"؛ فَلِمَ يضربون صفحاً عن هذه الجملة الأهم في البيان؟!
الجيش وجبهة الإنقاذ يعتزمان ركوب هذه الموجة الشعبية؛ أمَّا حزب مرسي فيمكن أنْ يركب الموجة الشعبية الإسلامية؛ وإنَّ أخشى ما أخشاه، من ثمَّ، أنْ تَقَع الكارثة، وأنْ يكون هتاف "النصر" هو "النصر، النصر، حَكَم العسكر، وذهبت مصر"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -يناير- الذي تجدَّد في -يونيو-!
- عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!
- مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!
- هل سمعتم ب -الطلقات الخنزيرية-؟!
- -جنيف 2- كما يراه المعلِّم!
- ظاهرة اشتداد الطَّلَب على الفتاوى!
- الثلاثون من يونيو!
- لماذا -المادة الداكنة-؟
- بينيت وقصة التملُّك بالاغتصاب والأسطورة والجريمة..!
- حربٌ وقودها الأحياء ويقودها الموتى!
- -مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!
- إطالة أمد الصراع في سورية هي معنى -الحل السياسي-!
- حركة الزمن عند تخوم -ثقب أسود-
- ما معنى -بُعْد المكان الرابع- Hyperspace؟
- -الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!
- ما سَقَط في سقوط القصير!
- الصحافي والسلطة!
- أين -الربيع العربي- من -السلطة القضائية-؟!
- مصر هِبَة النِّيل لا هِبَة أثيوبيا!
- جوهر التفاهم بين كيري ولافروف


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!