أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - المجازر ليست خطاً أحمر














المزيد.....

المجازر ليست خطاً أحمر


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 14:16
المحور: حقوق الانسان
    


(فتحت الانترنيت وعالفيس بوك شفت صورة موتتني..طفلة شي تسع سنين عمرها مقتولة ..لكن الصورة بتخليك تفكر وتتخيل لحظات قبل موتها ..مخباية وجهها بايديها وحاطة راسها بالارض من الخوف يمكن لما واجهها الوحش بسلاحه..عم اتخيل خوفها ورعبها بهديك اللحظات..عم بسمع صوتها وأديش ممكن توسلتلو حتى ما يقتلها..وجنبها يمكن أمها ..وشكلهن كانوا متخبايين بخزانة التياب لكن عرفانين محلهن..يا الله).
تختصر هذه الرسالة التي وصلتني من إحدى الصديقات الكثير مما ورد على صفحات التواصل الاجتماعي، ومن التعليقات التي انهمرت كما المطر مع بدء تسرب صور المجازر التي ارتكبتها القوات السادية بحق أهالي قرية البيضا وحي راس النبع في بانياس.
البيضا التي انزوت قرابة السنة والنصف بعيداً عن الأنظار بعد حادثة الرقص الشهيرة التي تم تسريبها لجنود النظام وهم يرقصون على أجساد المعتقلين، والتي نسبها إعلام النظام آنذاك لمقاتلي البشمركة، ثم تكشفت أكاذيبهم بعد ظهور أحد أبنائها حياً، وعلى شاشة التلفزيون السوري، تعود البيضا هذه الأيام لتتصدر المشهد بعد أن تحول جزء كبير من سكانها إلى شهداء...
بعد أن انقض عليهم مرتزقة النظام من جنود ومقاتلي ما يسمى بجيش الدفاع الوطني المكون من الشبيحة، وأعملوا سكاكين حقدهم وكراهيتهم في أجساد أطفالها..
ولأن الصور لا يمكن أن تكذب، فإن إعلام النظام هذه المرة بحث عن مخرج مناسب، فاحتفت قنواته المختلفة ومحللوه السياسيون بإنجازات البواسل الذين تمكنوا من "القضاء" على المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تروع أهالي البيضا، هكذا بكل بساطة باتوا يعترفون بجرائمهم، بل ويحولونها إلى انتصارات، فكل جريمة تصبح بطولة، حين تصير الضحية "عصابة إرهابية مسلحة".
الصور التي تناولتها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء في العالم بأسره تظهر أطفالاً ونساء تم ذبحهم، أمهات مع أطفالهن، بنت صغيرة إلى جانبها لعبتها، ولد على دراجته، شيخ طاعن في السن وقد جز عنقه، هذه هي المجموعات الإرهابية ليس إلا.. لكن هل نصدق إعلام المؤامرة الكونية ونكذب إعلام الممانعة والصمود؟؟!!
هل نكذب الإعلام الذي يتلذذ مقدمو نشراته الإخبارية بسرد أخبار قتل السوريين، وباستعراض عضلات ميلشيا حزب الله وهم يجزون رقاب أخوتهم في الوطن؟
هل نكذب الإعلام الذي يرى بشار الأسد آخر غايات الحكمة، ونصدق إعلاماً يحاول أن يرسم صورة لا ترى في "سيادته" حلماً للعالم بأسره؟
هل نكذب الإعلام الصادق الذي يقوده عمران الزعبي، ونصدق عشرات آلاف السوريين الذين رأوا بأم أعينهم ما يحدث، والذين اتشحت صفحاتهم بالسواد من هول ما يحدث؟.
الصورة باختصار هنالك في البيضا، حيث ووريت العوائل الثرى
الصورة باختصار هناك في جديدة الفضل
هناك في البياضة في حمص
هناك في بابا عمرو
في دير بعلبة
في إعزاز
في داريا
هذه هي الصورة باختصار، باختصار شديد، اختصار لا حدود له...
وما دامت المجازر في عرف العالم المتحضر ليست خطاً أحمر، وما دام العالم المتحضر يخشى أن تسيطر الجماعات المتطرفة على الحكم بعد سقوط بشار العلماني حتى الثمالة، إذاً فكل شيء مباح، دمنا مباح، أجساد أطفالنا، أحلامهم.. كل هذا مباح، نحن شعب مباح لسكين القاتل، والعالم يتفرج..
أوباما حذر، وهولاند ندد، والجامعة العربية أبدت قلقها، وحتى المجلس الوطني استنكر.
لكن لا بأس، فالسكين، ذاك السكين بيد القاتل ليس سلاحاً كيماوياً، والساطور كذلك ليس سلاحاً كيماوياً، هذي مجزرة بلا كيمياء ولا فيزياء ولا نحو ولا صرف، هذا الدم النازف يثبت أن القاتل لا يجتاز الخط الأحمر..
على تويتر تغريدة لسوري تقول: "يا الله، إذا كانوا سيقتلوننا هكذا، فالكيماوي أرحم".
وتغريدة أخرى تقول: "لا أريد أن أتوقع مكان المجزرة القادمة لأنها قد تكون في قريتي".
و كتب شاعر غاضب على صفحته على الفيس بوك: "إلى من تبقى من أهلي في بانياس، إن كان قد تبقى أحد، اغفروا لي بعدي عنكم، اعذروني لأني لم أستطع أن أكون معكم في رحلة صعودكم إلى السماء"..
السوريون يصعدون إلى السماء، فرادى وجماعات، فرادى وجماعات، فرادى وجماعات..
لكن نشيد الحرية لن يتوقف يوماً، وسيزلزل عرش القاتل.
ويا الله مالنا غيرك يا الله.

هامش: مر ستون يوماً على مجزرة البيضا. وهذه المقالة كتبت بعد يومين من المجزرة، لم تنشر في وقتها، لكني أنشرها الآن، كيلا أنسى.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست ثورة مثقفين
- رسالة مفتوحة إلى حسن نصر الله
- سارق الحزن
- ثوروا تصحّوا
- إعدام مدني
- وهو يترنم
- لاعب الريشة
- هيتو البطل
- سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟
- لماذا دخل الجهاديون سوريا؟
- ما الذي تبقى لنا؟
- سرقوا الثورة منا
- ما أجمل آذار
- الشهداء يتقنون اللعب
- سقوط الرجل الأخضر
- تحيا عقاقير الهلوسة ويسقط القذافي وابنه المعتوه
- حكاية مصرية.. من ظل الديكتاتور إلى الحرية
- قل هي الثورة أنتم.. وما لكم كفواً أحد
- بعبع اسمه الدولة الإسلامية
- ثورة مصر تعيد رسم ملامحنا


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - المجازر ليست خطاً أحمر