أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ربحان رمضان - موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًالجزء الثالث















المزيد.....


موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًالجزء الثالث


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 15:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًالجزء الثالث

عرض وتقديم : ربحان رمضان


من عام 1920 إلى الوقت الراهن

يقدم الأستاذ " ن" فصل الكتاب الثامن بلمحة تاريخية لتلك الفترة حيث انفصلت على رأيه الامبراطورية العثمانية عن البلدان العربية ، أما أنا فأرى أن السلطنة العثمانية تنازلت إبان خسارتها في الحرب العالمية الأولى عن الأراضي التي كانت تسيطر عليها وهي ليست العربية فحسب ، وإنما دول البلقان ، والدول المحيطة بتركيا مثل سورية وغيرها ، والتي لم تصبح أسماءها عربية إلا بعد حكم عبد الناصر الذي أصبغ صفة العروبة عليها سيما سورية المتعددة القوميات .
وفعلا تم خلال هذه الفترة الغاء السلطنة واعلان الجمهورية التركية في الثاني والعشرين من تشرين الأول لعام 1924 ، وأيضا ألحقت كردستان العراق بالعراق عندما ضم مجلس عصبة الأمم ولاية الموصل إلى العراق عام 1925 وبذلك تقسمت كردستان إلى خمس دول هي تركيا ، ايران ، العراق ، سورية، ومايعرف الأن بكردستان الحمراء التي أصبحت جمهورية حكم ذاتي في بداية حكم لينين للدول السوفيتية في السابع من تموز عام 1923 ، تابعة لحكومة أذربيجان السوفيتية وانتهت بشكل تراجيدي في الثامن من نيسان/أبريل عام 1929 على يد جوزيف ستالين ، كانت عاصمتها لاجين وتضم مدن كلباجار وقوبادلي وتقع اليوم داخل منطقة ناكورنو قراباغ التي يسيطر عليها الارمن منذ 1992
وليس كما أورد الأستاذ نذير بعض أقليات مهمة في سورية لأن الأصح جزء من كردستان قدر المرحوم عبد الرحمن قاسملو مساحتها بثمانية عشر ألف كم2 ، ويتجاوز عدد أفراد الشــعب الكردي في سورية المليونان والنصف مليون نسمة حاليا ً .

الأكراد في تركيا :
للأسف يكرر الأستاذ " ن" خطأه بقوله أكراد ، والأصح " كرد " ويضيف خطأ آخر بوصفه للثورات في كردستان بإثارة المشاكل حيث كتب يقول : " قام بعض الأكراد بإثارة المشاكل بعد الحرب العالمية الأولى .. " ويتابع قائلا ً : أن سبب المشاكل على رأيه رأوا أن آمالهم برؤية كردستان موحدة ومستقلة قد تبخرت بعد أن كانت معاهدة سيفر 1920 لحظتها .
وعندما عقدت معاهدة لوزان في 24/1923 وطمست ماتوصل إليه المجتمعون في سيفر قاد الشيخ سعيد النقشبندي انتفاضات أورفا ، وسيفر بك ، ودياربكر " آمد " 1 ويعرفها الأستاذ نذير بأنها استندت إلى التعصب الديني ، وهذا التحليل غير دقيق أبدا ً لأن الإنتفاضات الكردي كان مضمونها ثوري تهدف إلى التحرر الوطني من السلطات التركية .
ويتابع الأستاذ جزماتي فيقول : وما لبث الشيخ أن وقع أسيرا ً و" حوكم " من قبل محكمة "الاستقلال " وشنق مع 23 ثائر في ديار بكر .
وفي عام 1936 أعلنت الرابطة القومية الكردية "خويبون" إنصهار الهيئات والجمعيات القديمة ، وأصبح إحسان نوري باشا قائدا ً عاما ً، في تلك الفترة أقيمت إدارة مدنية ، ووعدت الحكومة التركية بالعفو عن المطلوبين خلال المحادثات التي جرت بين الطرفين عام 1928 ، غير أنه قد أعدم عدد من الكرد الذين صدقوا وعود الحكومة التركية ، يصفها الأستاذ جزماتي بالعدد القليل .
ثم بعد ذلك قمعت ثورة آكري داغ في آرارات عامي 1930 – 1932 يقول عنها الأستاذ جزماتي بأنها استسلمت ، ولم يقل انها قمعت بضربات جيش تركي قوي مؤلف من 45 ألف مقاتل مزودين بتجهيزات عصرية في الآليات والطائرات .
ويعتبر الأستاذ جزماتي اتصال الأممية الثانية ذات النهج السوفييتي بالكرد عبر جهاز مخابراتها اهتماما سوفيتيا ، ذلك بالرغم من كل النكسات التي أصابت شعوبنا من الستالينية وجهاز استخباراتها المجرم والذي لايزال يساهم في قتل الشعب السوري حاليا َ في ظل ثورة الشعب السوري المجيدة .
يتابع أنه في 5/5/1932 صدر قانون تركي يقضي إلى رسم خطة لتنظيم تهجير الشعب الكردي بصورة عملية إلى داخل تركيا .واعتبار الشعب الكردي الذي يصفه الأستاذ جزماتي بالسكان في المقاطعات التركية ، "أتراك الجبال " مما دفع بالوطنيين الكرد إلى ثورة ديرسيم بقيادة الشيخ سعيد ، وهنا يعتبر جزماتي هذا التصرف بالخطأ السيكولوجي / النفسي ، في حين انه جريمة مبرمجة تهدف إلى إذابة الشعب الكردي تماما كما حدث في سورية أثناء حكم نظام البعث ، واستمر حتى الآن .
هذه الثورة وكما يصف نتائجها أحبطت بقسوة حيث أعدّ الشيخ سعيد مع عشرة من رفاقه ، ومسحت مدينة ديرسيم من الخريطة واستبدلوا اسمها باسم " تونجلي " ، واختفى الكرد من الوظائف الرسمية وبقيت المنطقة تحكم بقانون الطوارئ حتى عام 1946 . " 1"
في أيار /1960 حدث انقلاب عسكري ، ووضع دستور أكثر ليونة تجاه الكرد حيث ظهرت ولفترة قصيرة صحف باللغة الكردية ، وصحف أخرى باللغتين الكــردية والتركية معا ، مالبثت أن أوقفت ومنعت من جديد .سيما بعد ثورة أيلول المجيدة التي يقول عنها الأستاذ جزماتي أحداثا ً حيث وردت الجملة التالية : " .. وخوفا ً من أي تأثير للأحداث الجارية في كردستان العراق .." بينما هي ثورة بقيادة البارزاني الخالد .
يتابع قائلا : يذكر الكاتب الجرائم التي ارتكبت في نيسان /1970 ، وما جرى في 24/تموز في المجلس التشريعي التركي بنفس العام بصوص النائب الكردي محمد علي ايبار الذي أعلن مؤتمر حزبه أنه يعترف بحق الشعب الكردي الموجود في تركيا .
ثم يذكر أنه بدأ ومنذ عام 1970 تكوين جماعات سياسية لإقامة حزب أعلن عن تأسيسه عام 1978 هو حزب العمال الكردستاني .
للأسف الأستاذ لا توجد لديه المعلومات الكافية عن الحركة الوطنية الكردية في تركيا حيث أنه لم يذكر اسم أي حزب آخر .
مع العلم أن حزب عمال كردستان " T.D.K.D " بقيادة عمر جتين ، والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان ممثله موجودا بيننا في دمشق عام 1972 باسم حركي هو" سورو" رحمه الله ، ثم تحول في الحزب إلأى حركة اسمها كوك ، وأيضا كوكسا ، وآلارزكاري بقيادة سليم الذي أقام في مخيمم اليرموك بدمشق والحزب الاشتراكي الكردستاني ، وغيرهم قبيل وصول عبد الله أوجلان وظهور P.K.K وقضاءه على الأحزاب الكردية الأخرى بقوة السلاح ، كما يحاول أتباعه اليوم القضاء على أحزاب المجلس الوطني الكردي في سورية .

الأكراد في ايران :

هنا نفس الملاحظة أؤكد عليها وهي لفظة لكلمة أكراد بدل كرد ، وعن كرد ايران يقول كاتبنا أن الحكومات الايرانية تعتبر ان هناك قرابة بين الكرد والفرس ، لكن اسماعيل آغا سمكو استطاع توحيد القبائل الكردية واحرز انتصارات عديدة عل القوات التركية والآشورية والايرانية وامتدت قواته حتى وصلت غرب بحيرة أورمية ، حتى ُأغتيل في أوشنو بيد الفرس الايرانيين في 21/6/1930 .
في 25/آب/1941 ، وتنازل رضا شاه عن عرشه في 16/9/1941 أيضا ً ..
في عام 1942 سيطرت كومه له جياني كردستان على منطقة " بانه " وماحولها ، ومالبث أن انتسب إليها القاضي محمد . وما أن انتهت الحرب حتى أعلنت وبتاريخ 22/1/1946 قيام جمهورية كردستان في مدينة مهاباد ، وهنا يخطئ الأستاذ جزماتي فيقول أعلنت في قلب جمهورية آذربيجان ، ولا أعلم من أين حصل على هذا المصدر ، لأن كردستان ايران جنوب آذربيجان وليس في قلبها ، وقد أجمع الكتاب والباحثين أنها كانت منظمة تنظيما جيدا ، حيث افتتحت المشافي والمدارس ، وأصدرت العديد من الكتب القيمة والدراسية ، وبذلت مساع كبيرة لتطوير الصناعة والتجارة والصحة العامة ، وأسست جيش باشراف الشهداء الأربعة مصطفى خوشناو وخيرالله عبد الكريم وعزت عبد العزيز ومحمد محمود القدسي وغيرهم إضافة إلى القائد ملا مصطفى البارزاني الذي التحق بالجمهورية الفتية مع مجموعة من رجاله البيشمركة .
وعندما يصف الأستاذ حادثة سقوط مهاباد لم يقل أن السوفييت انسحبوا وتركوها لقمة سائغة للشاه والبريطانيين بل قال : وعند مغادرة الجيوش السوفيتية المناطق الايرانية أيار / 1946 كانت قد ساعدت على إقامة حكومة آذربيجان ذات الحكم الذاتي وكانت حكومة ايران في طريقها لاستعادة " المناطق المنشقة " ..
بالمقابل فان الحكومة الايرانية أقدمت على اصلاحات اجتماعية وثقافية ، وحملها النظام العراقي مسؤولة مساعدة الحركة الوطنية الكردستانية التي يقول عنها الاستاذ جزماتي " حركة النهضة الكردية في العراق " لكن فيما بعد استولت الحركة الدينية على مقاليد الحكم في ايران واغتالت القائد عبد الرحمن قاسملو في مدينة فيينا ، تم اغتيال خليفته صادق شرف كندي في برلين .

الأكراد في الاتحاد السوفييتي (السابق) :

يستشهد الكاتب بكتاب مينورسكي " الأكراد ، ملاحظات وانطباعات" من اصدار رابطة كاوا للثقافة الكردية عندما يقول كاتبه : " .. إن أرض الأكراد تتعدى حدودنا فتدخل في قفقاسنا .. وأنهم يسكنوا في مقاطعة يريفان في الأقسام التي تتصل بآرارات وكذلك في مناطق أخرى من نواحي أردهان وقاقزمان في منطقة فارس ، وفي منطقة زنكنة زور ، وجوانشير في منطقة اليزابيث بول مستندا إلى واستنادا إلى مصدر في مجلة الثقافة الجديدة الصادرة عن إلام الحزب الشيوعي العراقي يقول أنه كان تعداد الكرد في يرفان وفارس عام 1910 كان 125 ألفا َ، ، لقد استند الأستاذ جزماتي في كتابه إلى ماجاء في جريدة أنباء موسكو بقوله : " .. أن المقاطعة الكردية في آذربيجان تأسست عام 1923 بقرار من الحكومة الآذربيجانية السوفيتية وأعلنت مدينة لاشين مركزا للمقاطعة ..وصدرت صحيفة " كرستان السوفييتية .. " ، وبث منها برامج اذاعية باللغة الكردية ، وافتتحت في شوشا دارا للمعلمين الكرد ، غير ان هذا اختفى في الثلاثينيات دون تفسير رسمي .

هنا أود أن أعقب على ان نهاية وجود المقاطعة الكردية ، والحقوق القومية لكرد الاتحاد السوفييتي السابق كان نتيجة سياسة ستالين تجاه الكرد .
لقد أعلن عنها كمقاطعة كردية ذات حكم ذاتي في السابع من تموز 1923 أي بداية عهد لينين ، وانتهت في الثامن من نيسان 1929 أي في عهد ستالين الذي قام بفعل أتاتورك في كردستان تركيا تمامالا حيث هجر الآلاف الكرد من أذربيجان وارمينيا وجورجيا إلى قفارى كازاخستان وسيبيريا ، وانخفض عدد السكان الكرد في المقاطعة بشكل كبير .
وفي هذا الصدد قال نادروف الذي شغل وظيفة الامين العام لاكاديمية العلوم في جمهورية كازخستان السوفيتية سابقا ً : (لم تعمر فرحة الكرد بكردستان السوفيتية في اذربيجان حين تم اغلاق المدارس الكردية سنة 1929 فعلاً)
ويقول البروفيسور (شكري خودو) :
(كل ما كان يفوح منه رائحة الكرد منع وصودر في عهد ستالين. ويضيف: كانوا يكتبون في جوازات سفرنا يزيدي أو مسلم والكرد المسلمون كانوا يبعدون أو يبادون ولهذا السبب فان القروييون كانوا ولا يزالون يدعون بانهم يزيدون خوفاً من الظلم الذي لحق بهم في عهد ستالين. لقد قطع ستالين اوصال امتنا وفعل ذات الشئ بالامم الاخرى ايضاً في القفقاز ومناطق اخرى كثيرة.
فسر الشاعر الكردي هجار السياسة التعسفية تجاه الكرد بقوله : ربما كان موقف ستالين تجاه الكرد نتيجة كون صديق أم ستالين كان كرديا واسمه شيركو الذي دفن إلى جانب والدة ستالين .
الأكراد في العراق :
في هذا البند يرجع الأستاذ نزير الثورات الكردية إلى انفتاح المندوب البريطاني على العراق فيقول أن الرائد نيل البريطاني نصّب الشيخ محمود حاكما ً على القبائل الكردية عام 1918 ، لكن الشيخ ، وأقول رحمه الله تمرد على الحكومة البريطانية وأعلن الثورة بعد ستة أشهر فقط ،
يقول الدكتور عبد الحسين شعبان في ... لم يتجاهل الانتداب البريطاني الذي فرض على العراق في 25 نيسان(ابريل) 1920 وجود الاكراد وحقوقهم، فقد نصت المادة 16 على إن " لا شيء مما في هذا الانتداب يمنع المُنتدِب من تأسيس حكومة مستقلة ادارياً في المقاطعات الكردية...) .
ولما أسره البريطانيون حكموا عليه بالموت ، ثم استبدلوا العقوبة بنفيه إلى الهند ، ونصب البريطانيون الرائد سوان بدلا من الشيخ محمود ، ، وأغتيل عدد من الضباط البريطانيون ، ولما نصب الملك فيصل حاكما على العراق في 23/آب/1921 ، عادت الاضطرابات إلى كردستان مما أجبر الحكومة البريطانية على إعادة الشيخ محمود الذي شكل حكومة من ثمانية أعضاء ، وأصدر طوابع بريدية ومالية باسم كردستان .
في الثالث والعشرين من ك1/1922 اعترفت حكومة الملك البريطاني وحكومة العراق بحق اقامة حكومة كردية ضمن حدود العراق .
وقامت مناوشات بين الملك محمود والبريطانيين هرب نتيجتها الشيخ محمود إلى سردشت وبقي فيها حتى 3 /3/1933 عام انتهاء الانتداب البريطاني على العراق .
وهنا يقول الأستاذ جزماتي بأن الطغمة الحاكمة لم تساعد على تحسين اوضاع الكرد حيث قررت نقل الموظفين الكرد من المناطق الكردية لتعيين موظفين عرب بدلا عنهم ، وأرادت أن تقضي على تعليم اللغة الكردية ، فاندلعت الثورة بقيادة الشيخ محمود عندما اطلق الجنود العراقيون على السكان المدنيين في السليمانية بتاريخ 6/9/1930 ودعت الحكومة العراقية الجيش البريطاني إلى التدخل ، وألقي القبض ثانية على الشيخ محمود وأرسل مخفورا إلى معتقلات بغداد .
الجمهورية العراقية :
يطيل الأستاذ جزماتي السرد التاريخي للجمهورية العراقية فيقول :
في الرابع عشر من تموز عام 1958 قمت ثورلة 14 تموز بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي عفى عن الملا مصطفى البارزاني ، واستقبله في بغداد في السلبع من ت1 /1958 ومن ثم مرافقيه في نيسان 1959 ، وأعلن الدستور الذي نصّ على أن العرب والأكراد شركاء في الوطن ..
وسُمح للحزب الديمقراطي الكردستاني باصدار جريدته الاسبوعية "خه بات" وعدة نشرات وصحف كردية أخرى .
يقول الكاتب ترأس البارزاني الثورة في 9/9/1961 لكن الأصح هو في الحادي عشر من ايلول وقد كانت ثورة تحرر وطني بامتياز ، ساهم فيها إلى جانب الكرد الكثير من العرب والآشوريين بغية تحقيق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان .
أضيف من جانبي حقيقة أن اللذان كتبا هذا الدستور هما محمد حديد وزير المالية وصديق شنشل وزير الارشاد والاعلام .
وفي 8/شباط/1963 قام صديق عبد الكريم قاسم ورفيقه عبد السلام عارف بانقلاب عليه وحكم عليه بالإعدام ، فتم رميه بالرصاص وهو فاتح عينيه بدون وجل رحمه الله وكاننت فعلة عارف كفعلة الأسد المقبور الذي اعتقل رفاقه وأودعهم السجون لمدد طويلة ، وسلم السلطة للبعثيين .
لقد صرح الزعيم قاسم لـ”لوموند” قبل الانقلاب بثلاثة أيام اتعهد علناً بان يشهد عام 1963 ولادة البرلمان العراقي المنتخب ..
وعلى رأي الأستاذ جزماتي فإن الكرد أوقفوا إطلاق النار منذ اليوم الثاني للانقلاب البعثي وبهذا الصدد يقول الأستاذ حامد الحمداني في مقال له بعنوان : انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي
: " .. لقد أخطأ قادة الحركة الكردية خطأً جسيماً عندما تعاونوا مع الانقلابيين ظنناً منهم أن حزب البعث والقوميين المتعصبين سوف يلبون مطالب الشعب الكردي وحقوقه الديمقراطية !!،وشاءت الصدف أن اطلع على الرسائل المتبادلة بين [ طاهر يحيى ] ممثل الانقلابيين و[ ابراهيم احمد ] سكرتير حزب البارتي قبيل الانقلاب. لكن البعثيين وحلفائهم لم يمهلوا الشعب الكردي سوى ثلاثة اشهر حتى يشنوا عليهم حرباً شعواء لم يسبق لها مثيل في بشاعتها وتدميرها وقتل الأبرياء ،وتدمير وحرق قراهم بكل وحشية ... ."
ورغم ان الكرد رفعوا مذكرة بتاريخ 24/حزيران/1963 عبروا فيها عن أمانيهم إلا أن حكومة البعث أقدمت على اعتقال النواب الكرد مع توجيه إنذار في العاشر من كانون الثاني 1964 في نفس الوقت الذي استؤنفت فيه العمليات القتالية ضد الشعب الكردي ، وأيضا أضيف من جانبي بأن الثورة التحررية الكردية بقيادة ملا مصطفى البارزاني واجهت القوات العسكرية العراقية والقوات السورية التي وصلت العراق بقيادة فهد الشاعر وردها على أعقابها .
فاقترح عبد السلام عارف "المهزوم" هدنة بين الطرفين وافق عليها البارزاني رحمه الله بعد أن حقق إضافة للنصر العسكري نصرا إعلاميا بتعريف المجتمع الدولي على حقيقة وجود الشعب الكردي وضرورة تحقيق طموحاته القومية .
وفي تشرين أول 1964 قرر الكرد تنظيم استقلالهم ضمن إطار الجمهورية العراقية حيث فرضوا الرسوم الجمركية والضرائب ، ونشروا العدل في مناطقهم .
وفي 19/4/1964 صدرت كراسة عن المكتب السياسي المنشق عن البارتي بقيادة ابراهيم احمد وجلال الطالباني تحت عنوان "اتفاق عارف – بارزاني ، هل هو سلام أم استسلام؟" ويضيف الأستاذ جزماتي استنادا ً إلى اللوموند " .. واعتبر الاتفاق بمثابة خيانة " .
برأيي أن إصدار هذه الوثيقة كان بعد انشقاق المكتب السياسي بقيادة ابراهيم احمد وجلال طالباني حيث عقدوا مؤتمرا في الرابع من نيسان 1964 وأعلنوا خروجهم على القيادة البارزانية مما سبب ضعفا في الحركة الكردي أدت إلى انتصار الجيش العراقي بقيادة عبد الرحمن عارف الذي دمر مدنا بكاملها كمدينة بنجوين .
ولما مات عبد السلام عارف وره في الحكم أخوه عبد الرحمن في ايار 1966 فجرد حملات عسكرية أخرى على راوندوز أو هندرين وتحولت المعركة إلى هزيمة منكرة رغم استخدام الجيش للنابالم المحرم دوليا كردستان .
إزاء الهزائم التي لحقت بجيش النظام اضطرت حكومة الدكتور عبد الرحمن البزاز في 29 حزيران(يونيو 1966) أن تتفق مع الثوار الكرد ، حيث قام عارف بزيارة الملا مصطفى البارزاني في عرينه بكردستان بتاريخ 28/10/1966 . .. وأكرر أن الأستاذ جزماتي يكرر كلمة التمرد الكردي أو المتمردين الأكراد .
في 17/تموز /1967 قام انقلاب عسكري في العراق ، ونصب احمد حسن البكر نفسه رئيسا َ للجمهورية ووضع جميع الصلاحيات بيده ، وأعاد تأسيس ديكتاتورية البعث .
في تلك الفترة يقول الأستاذ جزماتي أن الكرد بذلوا جهودا َ ملموسة في مجال التعليم الابتدائي ، وافتتحت جامعتان باللغة العربية في السليمانية وفي دهوك .
من جهة أخرى شنت قوات النظام حملة عسكرية على داكان وشيخان ، وقصفت الفلاحين في اربيل وحلبجة وبادينان بحمض الكبريت وقنابل النابالم ، فأسقط الثوار حسب الليكسريس التي يشير إليها الجزماتي 151 طائرة .
مما اضطر الحكومة العراقية الجنوح إلى المفاوضات فوقع الطرفان بيان الحادي عشر من آذار لعام 1970 متضمنا 15 بند أقر ّ بالحكم الذاتي لكردستان العراق ضمن إطار الجمهورية العراقية .
بعد ثلاث سنوات تراجع النظام ، وبدأ يراوغ ، وأرسل مجموعة ألبسها البسة مشايخ وحاولوا اغتيال الملا مصطفى في 29/1/1979 .
يقول الأستاذ جزماتي أن النظام : " أقام جبهة وطنية – قومية في العراق شم إليها الشيوعيين العراقيين ، وبذلك عزل الزعامة الكردية إلآق الباب الايراني دونها كما عزلها شعبيا بابعاد أوساط جماهيرية – تقدمية واسعة عنها ، وعندما لم تقو حكومة البرزاني على المقاومة استنجدت بالرجعية عموما .. "
هذا الكلام غير دقيق ، ووقع الأستاذ جزماتي في غلطة فادحة وهي اعتبار النظام اصبح تقدميا َ ..!!
لماذا ؟ لأنه فقط أشرك الشيوعيين في جبهته الكرتونية ، وهو نفسه أي الأستاذ جزماتي يتابع ليقول أن الحكم العراقي فتح النار على الشيوعيين العراقيين وصفى ماسمي بالجبهة التقدمية .. نعم صدام صفى مابقي من جبهته التقدمية كما سيصفي بشار الأسد مابقي من جبهته المزورة ، جبهة الزور والكذب التي تؤيده في حربه ضد الشعب السوري .
ويتابع قوله أن بعد وفاة البارزاني وجهت القوات الحكومية العراقية سلاحها وعلى رأسها السلاح الكيمياوي نحو نحر المعرضة في الشمال أي " كردستان" وارتكبت الطغمة الحاكمة جرائم أثارت وسخط العالم ، وباشرت إلى (محاولة ) تعريب كركوك ، ويستمر في المتابعة إلى أن وضعت حرب الخليج أوزارها وضمنت الأمم المتحدة حماية كردستان .
وأخيرا وبعد كل هذا السرد عن الكرد والحركة الكردية في أجزاء كردستان الثلاثة ، يلتفت إلى كرد سورية فيكتب عنها 11 سطرا بالتمام والكمال ، معتبرا ان العائلات الكردية الكبيرة أعلنت تبعيتاها للعرب ، وهذا لا ينطبق على جميع العائلات ، غامزا منهم قائلا : أن تلك العائلات لم تسبب مشكلة سياسية لسلطة الانتداب ، وهذا مناف للحقيقة تماما ، بل ربما أقول بأن الشيوعيين السوريين بقيادة خالد بكداش هم الذين لم يسببوا مشكلة للآنتداب ، وأن الثورة الوطنية السورية قامت بقيادة البرجوازية والاقطاع ، أمثال شكري بك القوتلي الذي كان يملك الأراضي الواسعة في غوطة دمشق ، وابراهيم هنانو ، ويوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش ..
وللأسف أيضا يغاير الحقيقة عندما يقول بين سطوره الإحدى عشر بأن " .. الكرد في الجزيرة كان لهم نصيب في الازدهار الاقتصادي الذي أصاب الجزيرة .."
في حين أن النظام وخاصة نظام الأسد السلف والخلف أشاع الفوضى والسرقة والاختلاس ، وروح الذل بين الناس ، وحكما كما حكم الفرعون في مصر .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا :: الجزء ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًللأستاذ ...
- حول المقال المتعلق بالأزمة الكردية السورية - للأستاذ صلاح بد ...
- وفاة الفنان الكردي طلحت حمدي كاكا
- السقوط في حضن الأسد- الحزب الشيوعي السوري نموذجا ً -
- صاحبة الابتسامة الخبيثة
- قصيدة لم تنشر في حينها ، دعوة إلى الثوريين الفسطينيين للتضام ...
- مابين الأستاذان وليد عبد القادر وموسى موسى حقيقة - ضرورة - ق ...
- حول مقال د. صالح بكر الطيار : اسرائيل بين كردستان وجنوب السو ...
- نازك العابد ، جان دارك الشرق ورائدة تحرر المرأة السورية
- ظاهرة انشقاقات قوى المعارضة السورية
- برنامج المجلس الوطني الكردي السوري ،خطوة إلى الأمام ، خطوتان ...
- موقف الكتلة الكردية في مؤتمر اسطنبول للمعارضة السورية *
- ورد النوروز ينزف دم !!
- قراءة في كتاب الأستاذ جريس الهامس (مملكة الاستبداد ..)
- سهير الأتاسي أعادت للمرأة السورية اعتبارها منذ بدايات الثورة ...
- فلنقف إلى جانب مطالب الاخوة الإيزيديين بحزم
- عن مشاركة الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري المنعقد مؤخ ...
- المجلس الوطني السوري بين صديق معاتب وعدو شامت*
- صورةعن قرب لبرهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري*


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ربحان رمضان - موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًالجزء الثالث