أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - - غلين بيك- بين أخلاقيات وسفالات المأزق السوري !















المزيد.....

- غلين بيك- بين أخلاقيات وسفالات المأزق السوري !


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دائما ما يوصف السياسي الداهية بـالثعلب! و لشرف الثعالب في شريعة الغاب قصص وحكايات تعرفها شعوبنا "المدجنة"، طعام الثعالب المفضل . نؤكل نياً مرة، وأخرى نشوى بنار الطائفية.!
ثعلب السياسة تشرشل، مرَّ على شاهد قبر كـُتب عليه : هنا يرقد السياسي الشريف فلان !فعلق ساخرا:عجيب ان يدفن شخصين بقبر واحد.! وضربت مثلا لشرف السياسي.
اذا سلمنا بمقولة أقدم الديمقراطيات في العالم، يعني اننا نعيش بعالم يحكمه السفلة والأفاقون وسماسرة السياسة. لكن نتاج الديمقراطيات لا يقدم لنا سياسيين سفلة فقط، فمرتع الحرية الخلاق هذا، أنشأ مجتمعات مدنية حيوية متكافلة ومتكاملة المهام، ينمو في مفاصلها ومناخها الحر، سمو الأخلاق والشرف الإنساني، نرى ذلك بوضوح في مواقف الصحافة ورواد الفكر : من المثقفين اللبراليين الأحرار المهتمين بحقوق الإنسان وهمومه المعاصرة. .
"غلين بيك" واحد منهم، إعلامي ومذيع تحقيقات تلفزيونية أمريكي قام مؤخرا بحملة ذكية ومؤثرة لصناعة رأي عام أمريكي ضاغط يقف بالضد من قرار الإدارة الأمريكية الأخير بتسليح المعارضة السورية.
حذر غلين الرأي العام الأمريكي من مغبة السماح بتكرار الإدارة الأمريكية بزج بلدهم في حماقة جديدة، وفي صراع غير مشروع وغير أخلاقي حد قوله . ولتأسيس قوة رأي عام فاعلة تتفهم حقائق ما يجري من أحداث في سوريا، اعتمد غلين على شريط فيديو(*) مروع، انتشر بيننا مؤخرا.
يُظهر الشريط فدائي من" جيش النصرة " اسمه ابو ستار، ومثل جراح أخصائي، راح ابوستار بسكين يفتح صدر جندي "سوري" صريع، ليخرج قلب وكبد الضحية ليأكله نياً بوحشية وبرود أعصاب. لكن لماذا الثأر أمام الكاميرا.!؟ لقطة لعلها تعيدنا الى فجر الإسلام، لقصة "هند" آكلة الكبود ، ما عدا تبادل أدوار الوحشية، ما بين الإسلام والكفار .!
غلين يفهم واجبه المهني ودوره الأخلاقي والإنساني ، راح يفضح قرار تسليح آكلي الكبود واللحم البشري. إنه يفضح مؤامرة الغرب في استبدال آخر معاقل دكتاترياتنا القومية الساقطة، بوحوش كهوف ما قبل الدولة والتاريخ.
عمل طوعي كهذا يلخص احد مهام السلطة الرابعة ، ويمثل شرف الصحافي المهني بكشف حقيقة هكذا قرار لا أخلاقي، قرار بعيد كل البعد عن الموقف الإنساني والشرف الذي تدعيه الإدارة الأمريكية.

فهل يحقق غلين بشريطه هذا، ما فعلته الصورة التي التقطها الصحفي تيك اوت في حرب فيتنام(*). صورة طفلة فيتنامية وهي تركض عارية محروقة بالنابالم، ووراءها جنود "المارينز". تلك الصورة نالت بجوائز عدة، و ربما كانت هي السبب في تأليب الرأي العام الأمريكي لإنهاء حرب فيتنام.

فهل هذا الفديو الذي أثار ذعر العالم، سوف يوقف نزيف الدم وسفالة التدخلات ، أم لبث الرعب فينا وترويعنا لنرضى بنار وذل وسفالة أحد الخيارين: نار التسلط الأحمق أو ذل الطائفية السياسية البغيضة !؟

حين نشرت أنا نفس الفديو بالفيسبوك مع تعليق عن التطرف، علق صديق عليه : " أنت أبو مصلحة، كيف ميزت بين الحر والشبيحة ! هذا اذا لم تكن الصورة مفبركة" نعم هو على حق، فكل ما يتعلق بحياتنا السياسية مفبرك جملة وتفصيلا.. لكن وكأنه يتهم الصحفي غلين بكونه يدافع عن نظام بشار وأعوانه، لا عن كشف حقائق الدور الأمريكي، ولا عن وصف سفالة ووحشية هذا الصراع الطائفي المصنوع في اقبية مخابرات دول الجوار والغرب.
يبدو ان اغلب المتمشكلين في المأزق السوري ليس لديهم أخلاق، ولا حتى إنصاف حلول ، ولا حتى بدائل توفيقية لتهدئة الصراع على اقل تقدير. وما بدا واضحا قبل عام ، صار ضبابيا بل معتما اليوم ، خاصة بالنسبة للقوى المنغمسة حتى النخاع بالدم والجرائم. فكل القوى أثقلها الإثم، لم تعد تميِّز عدا اللون الأحمر، وضمن ثقافة العار والدم لا يمكنها التراجع حتى ، لا بل عليها الإيغال أكثر في الجريمة، و ابتكار أفعال أكثر قذارة وشراسة ووحشية وترويع، من مجرد أكل كبد إنسان، نيا ً ! ان غداً لناظرنا قريب، فعن أي أخلاقيات وتسامح يتحدث الإسلام وأحزابه حين تلوثها السياسة بالدم!

يقينا ليس هناك في أحداث سوريا ثمة أمل لمواقف سياسية محايدة تخضع لمعايير أخلاقية وإنسانية ، لا في قرار الحكومة الامريكية الأخير ، ولا في مواقف معارضيه من الدول الأوربية وروسيا..! كلها تصب في صراع المصالح، وتخدم مشروع تفكيكي واحد لتقسيم المنطقة، منطقة من الهشاشة وقياداتها السياسية البليدة، لا تصلح إلا للتقسيم كمناطق نفوذ ونزاعات طائفية ليس إلا.

هدد كيسنجر قبل أشهر، بحرب طائفية لمائة عام قادمة، حرب يشارك فيها " شباب الغرب الذين تدربوا القتال على العاب الكومبيوتر" حد قوله. حينها تحدث كيسنجر بمديح عن نظام الاسد، فقد أكد بيقين رقمي، إن سوريا الأسد، البلد العربي الوحيد الذي لديه اكتفاء ذاتي وفائض صناعي وزراعي تصديري وفائض نقدي في الميزانية. وان ميزان القوى فيه يميل لصالح قوات النظام . لكن موقفه الإنساني والأخلاقي كديمقراطي، مَلى عليه بتغيير نظام سوريا الدكتاتوري بأي طريقة، واستبداله بديناصورات العمائم لما قبل التاريخ، كي تعينه في حروبه المذهبية الطويلة القادمة.
وعلى الجانب الروسي، لعلنا نتذكر اسئلة لافروف المحرجة للمعارضة السورية "الشريفة":" هل تريدوننا ان نقاتل جيش النصرة عوضا عنكم" ، سؤال كان نابعاً من الواقع الشائك، من "لا أخلاقية" الصراع ذاته، من شوارعه المدمرة الدامية.. فلافروف كأي سياسي مخادع مثل كيسنجر، يعي ما يقول ويعمل حيث مصالح بلده، يعمل بمقولة تشرشل ، خارج مفاهيم وأطر الشرف والأخلاق الإنسانية، فهذه دعوات مصنوعة كي يصدقها للحمقى البلهاء في ربيعنا الإسلامي المزدهر بالدم وثقافة الموت والخرافة!

(*)-غلين بيك- فديو -
http://www.youtube.com/watch?v=Bw8pJCo6bKY&feature=youtube_gdata_player

(*)- اهم صور عن حرب فيتنام. يلاحظ التعليق على الصورة الأهم لا يذكر جنود امريكان بل جنود فيتنام الجنوبية.. أخلاقيات نشر !!!

http://www.lovely0smile.com/Msg-3992.html



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العود- من زرياب غرناطة الى سفاهات السلفيين!!
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون:هل كنا مكون يهودي أم جالية ...
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون -هل كنا مكون يهودي أم جالية ...
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –
- قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1
- الحرية للمفكر-الجاسوس- أحمد القبانجي !؟
- هل تستحق الاعتقال، تساؤلات السيد أحمد القبانجي..!؟
- تظاهرات السلطة، نهج طائفي!!
- حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
- الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة
- بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
- - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
- نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
- -عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
- الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - - غلين بيك- بين أخلاقيات وسفالات المأزق السوري !