أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الرفيق طه - مصر: الاخوان ، الجيش و المعارضة اي سيناريو















المزيد.....

مصر: الاخوان ، الجيش و المعارضة اي سيناريو


الرفيق طه

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عام على تولي مرسي و الاخوان كرسي الرأسة في مصر ، هاهي الملايين من المصريين ، في اطار حركة تمرد، تخرج للشوارع في كل المدن المصرية اليوم الثلاثين من يونيو 2013 ، ترفع حناجرها بصوت واحد " يسقط نظام مرسي ، يسقط نظام المرشد يسقط الاخوان" .
مصر اليوم التي اسقطت حسني مبارك و حاشيته قادرة على ان تقف اليوم في وجه الاخوان الذين ادعوا توليهم الشرعية على الكرسي الرأسي بواسطة صناديق الانتخاب. هذه الاعداد الغفيرة من المتظاهرين ضد حكم الاخوان ،و التي اكدت كل المصادر ان عددها تجاوز الثلاث ملايين . و في المقابل هناك ترسانة بشرية قامت بتظاهرات استباقية لصالح الاخوان و دفاعا عن "شرعيتهم" ،. مظاهرات متناقضة حد المواجهة و الحصيلة عدد من القتلى و الجرحى مع التاكيد ان التظاهرات هي سلمية .
هذه الاوضاع المتسارعة تحتمل عدة سيناريوهات كلها قابلة للتحقق . فالشعب المصري اليوم في مجمله منقسم بين الاخوان و الاسلاميين الذين حدوا حدوهم من جهة و المعارضة بكل اطيافها من جهة اخرى . و الجيش هو الهيكل الذي مازال كل طرف يستعطفه كي يحسم له المعركة . الجيش اليوم هو الحاسم في ظل هذه الاوضاع باعتبار خاصية الانتفاضة الاولى ضد محمد حسني مبارك او الانتفاضة الحالية ضد محمد مرسي العياط .
في الانتفاضة الاولى تدخل الجيش و عزل مبارك بطريقة سلسة ، حيث استعمل المؤسسات و الشخصيات التي كانت في حاشية مبارك الى ان تولى الجيش السلطات كلها و بعدها سلمها للاخوان بعد انتخابات اظهرت انهم هم المؤهلين لربحها ،مؤهلون للفوز بها ليس فقط لانهم اكثر تنظيما او اكثر جماهيرية و لكن لان مصلحة التوازنات في تلك اللحظة ، ليس فقط دفاعا عن مصالح كبار الملاكين و الراسماليين و المؤسسات المالية في مصر، و لكن كذلك دفاعا عن مصالح القوى الكبرى في الشرق الاوسط و اللاعبين الكبار في لعبة التوازنات الدولية في المنطقة و انسجاما كذلك مع مخططات محبوكة سلفا ضد منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا و محيطهما .
الاخوان هم المؤهلون لردع الهيجان الشعبي للشباب المصري و قواه الحية الذين اصبحت لديهم بارقة امل للتخلص من العبودية و الاستغلال البشع و التهميش و الامية ، مؤهلون لتلك المهمة نظرا لعدم شيوع الفهم الحقيقي لطبيعة المواقع الاجتماعية لقوى المجتمع و سوء الفهم لمعنى الدمقراطية المنشودة و عدم انخراط المثقف المصري بشكل كبير في توجيه الانتفاضة نحو اهداف تخدم المجتمع الذي استشهد جزء منه فيها و ضحى الجزء الاخر باغلى ما يملك لها. كما الانتفاضة ليست لها قيادة تدافع عن الفأت الدنيا من المجتمع من عمال و فلاحين مسحوقين عاطلين و موظفين صغار ، و هم اكبر قاعدة للتغيير و التضحية .
جماعة الاخوان تجمع هلامي من المصالح المتناقضة اجتماعيا ، تضم جزءا من الكمبرادور و الراسماليين الكبار و الملاكين العقاريين و الراسماليين الماليين المرتطين بالبورصة ، و تضم كبار الموظفين في كبريات الشركات و المعاهد و الجامعات و الاطباء و المحامون و كل ممارسي المهن الحرة المنظمة و الغير المنظمة و لهم كارتيلات تعمل في القطاعات الغير المنظمة في تجارات متعددة من التهريب الداخلي و الخارجي و تسويق كل منتوجات الريع و اقتصاده ، كما ينضم الى الاخوان جميع الشرائح الاجتماعية من البرجوازية الصغيرة ، رجال التعليم و الطلبة و الموظفين الصغار و في الاخير نجد فئة مهمة من المسحوقين اجتماعيا من العمال و العاطلين و كل المهمشين .
رغم هذه التناقضات الصارخة بين الاخوان اقتصاديا و اجتماعيا فهم يجتمعون على الايديولوجية الاخوانية ، المرسخ في ذهن المنتمي للاخوان هو ان الصراع في المجتمع هو صراع عقيدة ، و الاخوان يجتهدون في تحصين هذا الفهم لدى اتباعهم . و يسيدون خطاب الرزق على الله و ان حظ الاخرة افضل من حظ الدنيا ... في حين هم يكدسون فيه الثروات بكل تلاوينها . و هذا ما يبعد عنهم صراعا طبقيا كان ممكنا ان تدور رحاه في مجتمعم الطبقي الاخواني .
اليوم و في ظل التجادبات القائمة ، هل هناك امكانية التزام حياد الجيش ( رغم ان الحياد غير ممكن ) ؟ و هذه حالة مستبعدة . ام ان الجيش سيتدخل لحسم الصراع بنزع الحكم من الاخوان . ام سيعمل على التدخل و تقسيم الكعكة بين اصحاب المصالح .
في حالة تدخل الجيش ، هل ينزع الحكم من الاخوان بشكل كامل ؟ هل ينزع منهم مؤسسة الرأسة و يحتفظ لهم بكل دواليب الحكم ؟ و في هذه الحالة اقتسام الحكم بين العسكر و الاخوان .
و اذا انتزع منهم مؤسسة الرأسة هل سيحتفظ بها لعسكري ام انه سيسلمها بتخريجة قانونية لاحدى الشخصيات المدنية . و لمن ستكون هذه الشخصية مقربة سياسيا و ايديولوجيا؟
ماذا سيكون رد فعل الاخوان في حالة كل سيناريو ؟
هل للاخوان القدرة على الدخول في لعبة المساومات بالتخلي عن مؤسسة الرأسة و الاستمرار في التوافقات مع الجيش على حساب رغبة المتظاهرين من اتباعهم ؟ ام انهم سيتشبتون بحقهم في الشرعية الرأسية و التي يعتبرونها الفرصة التاريخية و يدافعون عنها بكل ما يملكون ؟؟
في حالة التشبت بمؤسسة الرأسة من طرف الاخوان ، هل المواجهة يمكن ان تؤول الى حل تنظيم الاخوان و عودتهم الى الارشاد و الاديرة المغلقة و هو الحل السلمي. او ان الاخوان سينتقلون الى مرحلة الجهاد و المواجهة مع الجيش و ننتقل الى ما جرى في الجزائر بعد النتخابات التشريعية اي الحرب بين جبهة الانقاد و الجيش . الجيش في اي دولة مهما كانت لم يكن البثة محايدا و لن يكون محايدا . الجيش جزء من جهاز الدولة الذي تتحكم فيه الطبقة او الطبقات المسيطرة . و رغم ان الجيش يشير الى انه جهاز الدفاع عن الحدود الوطنية و القومية ، الا انه يستعمل في حسم الصراع الداخلي بقمع الثورات الشعبية و الانتفاضات بكل اشكالها و يسحقها لصالح الحاكمين . لكن في الجوهر ان الجيش يتدخل و يحسم الصراعات لانه جزء من اصحاب المصلحة في استمرار الاستغلال و القهر و الاضطهاد الذي تمارسه الطبقات المسيطرة على الطبقات المستغلة . و الاكيد ان الجيش يسير وفق مصالح كبار قيادييه .
و في حالة مصر هذه فان الجيش لا يمكنه ان يكون محايدا ، باعتبار ان الجيش منذ تولي الناصريين و هو منحاز للنظام السياسي الحاكم . بل ان قياداته متورطة في معاهدات كامبديفد و العلاقات المشبوهة ضد الشعب المصري و الشعوب العربية الاخرى ، كما انه جزء من الفساد الذي ساد في مصر حيث ان اغلب قادة الجيش يقتسمون كعكة الخيرات المصرية على حساب القوت اليومي للكادحين المصريين من عمال و فلاحين و صغار الموظفين و كل المهمشين.
من هنا فان الازمة الحالية تهم كبار قادة الجيش المصري و من قريب .كما انه لا يمكنه البقاء متفرجا في صراع بين المعارضة و الاخوان.
من هنا يتوجب على الجيش ان يحدد بدقة موقع مصالح قيادييه و تحالفاتهم الطبقية المستقبلية. هل التحالف مع القياديين الاخوانيين من ذوي المصالح المشتركة من الراسماليين الصناعيين و الماليين و كبار الملاكين العقاريين الاخوانيين و كل ذوي المصالح في التحكم بالة الحكم من المرشد و مريديه . لكن هذه الحالة لن تحافظ للاخوان بالرأسة على الاقل في اطار توافقات بين الطرفين . و اما ان ينحاز الى المعارضة في ميدان التحرير . و في هذه الحال ستبحث قيادات الجيش عمن يشترك معها في المصالح الطبقية ، هنا لن تتراجع لوبيات الراسماليين اللبراليين و الملاكين العقاريين و الاوغارشيا الصناعية و التجارية و الفلاحية و اباطرة النقل و غيرهم من اقارب نظام مبارك و حاشيته و حزبه اضافة الى كل من بامكانه انتهاز الفرصة لتسلق المواقع على حساب القوى الحية في الشارع بدعوى تمثيلية المعرضة في الشارع .
في الحالة التي يتمكن فيها الجيش من خلق تحالف بين مصالح قيادييه و مصالح الطبقات الاقطاعية و الراسمالية من طرفي النزاع سيكون الجيش هو صاحب الحل و العقد و سيصبح نظام الحكم في مصر نظام عسكري ذو واجهة مدنية لا يختلف في شيء عما كان في عهد مبارك تنضاف له قوى جديدة داعمة من القاعدة الجماهيرية التي يسيطر عليها الاخوان مع العلم انهم سيفقدون البعض من بريقهم امام اتباعهم .
اما الفئات المقهورة من المعارضين رغم انها ستفقد جزءا مهما منها ، الا انها ستبقى خزانا لكل الانفجارات التي يفرزها الصراع الطبقي في المجتمع المصري . كما ان تجربة الانتفاضتين لن تكون الا في مصلحة المقهورين في الفرز الطبقي في هذا المجتمع . لان التحاق الاخوان بموقعهم الاجتماعي الحقيقي الى جانب اللبراليين الراسماليين و حلفائهم سيجعل رحى الصراع الطبقي في مصر اكثر شفافية .
حالة تخلي الاخوان عن الحكم و ارتكانهم الى الارشاد و الابتعاد عن السياسة مستبعدة و شبيهة بالمستحيل .
اما ان يتخلى الاخوان عن الحكم بدون ارادتهم و في اطار توافقات فهو مجلب لصراع مفتوح بين قواعد الاخوان و الجيش . و هنا ستلعب القوة التنظيمية دورها في التحكم في مجريات الامور وفق ارادة القيادات . و اما انها ستنفلت من ايدي القيادات مما سيدفع الجيش الى اعتقالها و تحميلها المسؤولية الكاملة في الفوضى العارمة . و اما ان يقود الاخوان الحرب الحقيقية ضد الجيش المصري دفاعا عما يسمونه شرعية المؤسسات و الانتخابات . و هي حرب لن تكون الا قذرة سيكون حطبها الفأت المسحوقة من الاخوان خاصة و من الشعب عامة سواء عسكريين او مدنيين . لن تختلف تلك الحرب عن ما عرفته الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي بين جبهة الانقاذ و النظام العسكري في الجزائر . مأت الالاف من الضحايا و شلل في الخدمات الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها هي النتيجة النهائية دون ان يحظى طرف بنتيجة النصر الابتوافقات يتقاسم فيها قياديو الفريقين حق استنزاف البلاد و العباد .
السيناريو الاخير هو ان تكون هناك اداة ثورية قادرة على تحويل الانتفاضة الشعبية الى ثورة تنقل السلطة من طبقة التحالف الاقطاعي الراسمالي و الذي يعرف الان خللا مهما في بنيته ، الى طبقة العمال و الفلاحين بقيادة اطارهم الذي يحمي مصالحهم الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية . لكن واقع الحال ينطق بخلاف هذا حيث ان المعارضةلا تمثل فيها الطبقةالعاملة الا النذر البسيط . و حتى ان توسعت فانهاغير منظمة في اطار يحمل برنامجها الثوري . و لكنها ليست سوى جزءا من حركة الانتفاضة المؤطرة بشعارات اسقاط رئيس او جماعة او حزب و لكنها لم ترق بعد الى اسقاط سيطرة النظام الطبقي .
ضمن كلهذه السناريوهات فان العامل الخارجي له دوره المهم و الاساسي في عملية التوازنات في اطار تحالف الكمبرادور مع الرجعيات الريعية في المنطقة و الصهيونية و الامبريالية حماية لمصالحها في مصر و مراعاة لعملائها الاوفياء .
انتفاضات مصر المتتالية و المتوالية هي جزء من الدفع برحى الصراع الطبقي نحو حسمه لصالح المجتمع الذي تحكمه سلطة الطبقة العاملة .



#الرفيق_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان في علاقة 20 فبراير بالعدل و الاحسان
- فاتح ماي/ ايارللعمال اية علاقة ببن كران ؟
- اليسار و اشكالية النضال الدمفراطي ( مساهمة في ندوة psu 7/8/1 ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الرفيق طه - مصر: الاخوان ، الجيش و المعارضة اي سيناريو