أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - العفيف الأخضر ...نهاية تراجيدية في زمن الربيع العربي














المزيد.....

العفيف الأخضر ...نهاية تراجيدية في زمن الربيع العربي


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 00:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


" نعامل أجسادنا بالطريقة التي عاملها بها مربّونا" (العفيف الأخضر)
استيقظت على خبر محزن يقول بأن العفيف الأخضر قد انتحر . ولكن ماهي الأسباب؟ كيف لمفكر أن يفعل بنفسه كذلك؟ هل هو المرض والمعاناة من الألم ام الاحتجاج على الأوضاع؟ هل هو موقف متشائم ونتيجة منطقية لنظرة سوداوية وعدمية سياسية أم هو يأس من أفعال الناس النكوصية وضياع المجهود التثقيفي؟ كيف ألقت تداعيات الخريف العربي بمشاكله على وجدان الشاعر وأثر في قدرته على الحلم؟ هل يمكن لمفكر يتبني العقلانية ان ينتحر بإرادته؟ وماهو الدرس المستخلص من ذلك؟ وماذا يريد أن يقول لنا وأن يبلغنا من رسالة وجودية؟ ولماذا رفض المكوث بيننا ودنيانا على هذه الحال؟ وكيف السبيل الى فهم الانتحار عند التوجه نحو الفكر؟
27 جوان يوم الخميس الفارط حلت الكارثة على النخبة المثقفة في تونس وفقدت الساحة العربية أحد ابرز المشاكسين والكتاب الأحرار وأحد الاشتراكيين الراديكاليين الذين تحولوا الى الليبرالية، والغريب أن "الانتحار الرحيم" تم بمحض ارادته وفي فترة شرع فيها في كتابة نصوص حول اصلاح الاسلام وتحديث العربية، وكأن المغادر أراد ان يختار بنفسه شكل خاتمته ورفض أن تسرق منه لحظة الانتهاء بعدما كان القدر قد حدد له لحظة الميلاد وجعل من مكثر موطنه الأول.
يا له من خبرغير منتظر، في الواقع منذ انتحار خليل حاوي احتجاجا على الغزو الصهيوني للبنان سنة 82 لم نشاهد حادثة مماثلة خلفت الصدمة مثل نهايتك المفجعة ايها العفيف. والحق أنها نهاية تراجيدية لثائر هجم على جميع السلط والأنساق. لقد قام بثورته الفكرية على اليأس والمرض والتصحر والجهل وجعل من يتمه المبكر وقودا من أجل التمرد وطاقة على الرفض.
لقد كان ثائرا على الجهل المقدس باحثا عن تنوير الحشود ومناصرا للدولة المدنية ورافضا مآل العرب نحو التقهقر. يا له من "مفكر حر" لقد كان رائعا من شدة وقاحته. كم كان يعجبني بالرغم من اختلافي معه في العديد من التصورات والرؤى. مهما كان موقفه من الاسلام ومن القضية الفلسطينية ومن العروبة والتراث بعيدا عن موقفنا فإنه يوجد مشترك معه وألتقى به عند مطلب التنوير والتقدم والخروج عن المألوف والارتقاء بالإنسان والدفاع عن القيم الكونية والتحريض على الحرية والانفتاح على الغير والنهل من الأمم المتطورة وحب الحياة وحقوق الانسان والحريات العامة والخاصة. لقد اقترنت علمانيته الصارمة بكفره بالأصنام وتصميمه على محاربة الأوهام بالنقد والنقد الذاتي ومقارعة الفكرة بالفكرة والتصدي للماضوية ودعاة التقليد والمحاججة النصية. كما انتصر الى نظرية تجفيف المنابع وناهض الفكر الأصولي والارهاب.
لقد كان مكافحا شرسا من أجل العقلانية والعلمانية والحداثة السياسية والاجتهاد الديني وسعى الى اصلاح الاسلام ونفخ روح ابداعية في العروبة.لقد عاش الغربة والهجرة والتشرد وذلك هو ضعفه وهشاشة وجوده لقد مات وحيدا غريبا محتضنا نصوصه وواضعا حدا لتعقله وعبثه بالأنظمة المعرفية والمقولات البديهية. ربما كان الحاده المنهجي الذي حارب به طبقات الميراث وحراس التاريخ التذكاري هو الايمان الحقيقي في ظل موجة النفاق والقتل باسم الايمان. لقد نظر الأخضر للانتحار الرحيم وعاش تجربة الهذيان الشعري والالتزام السياسي وقدس النزعة الفردية. لكن هل كان الانتحار عند عفيف لخضر تجربة رحيمة وحلا وجوديا مريحا أم هروبا من تردي ومأزق تارخي وقعت فيه الثقافة التي ينتمي اليها ؟ والى أي مدى يتفق التفكير العقلاني مع تلك الحركة النزوية والقرار الطائش بايقاف حياته ومغادرة الوجود والدخول الى دنيا العدم؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدل والمساواة والإنصاف
- الفلسفة اليوم : حوار مع زهير الخويلدي
- أفكار فلسفية حول مشروع الدستور
- نظرية الهابيتوس والرأسمال الرمزي عند بيير بورديو
- بوليفارية تشافيز ومناهضة الامبريالية
- الحاجة الى تثوير فلسفة التربية والتعليم
- مبادىء أولية في الثورة الثقافية
- فن السياسة وحسن التدبير
- من الثورة الى التثوير، حول أطياف 17 ديسمبر والثورة الثقافية
- تشذر الخطاب الفلسفي
- شذرات ثورية في زمن مؤقت
- شذرات ثورية
- الإرادة والإختيار والعدل عند الفارابي
- منهج التربية: من الاستبداد الى الديمقراطية
- معركة الإعلام بين المعارضة والسلطة
- ما معنى أن يكون المرء على اليسار حسب جيل دولوز؟
- ورقة فلسفية عن الثورة العربية
- ثلاثة نماذج معيارية للديمقراطية عند هابرماس
- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد في مرآة التراث والذات والآخ ...
- من التنمية الاقتصادية الى الترقي الاجتماعي


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - العفيف الأخضر ...نهاية تراجيدية في زمن الربيع العربي