أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طاهر مسلم البكاء - مصر من ثورة العولمة الى الفوضى














المزيد.....

مصر من ثورة العولمة الى الفوضى


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 17:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مصر هي ام العرب وثروتهم في الأدب والفن واللغة والفكر ،وقد بدأت فيها النهضة مبكرة وبنفوسها التي تفوق عدد نفوس أي قطر عربي آخر تشكل قوة الأمة في السلم والحرب ،ومع إمكانياتها الجبارة الاّ إنها عانت حالها حال كل أقطار العرب من سوء ما تعاقب عليها من قيادات ،حيث لم تأتي قيادة تتمكن من استغلال امكانياتها في تحقيق البناء والمنعة الذاتية ،وبدلا ًمن ان تكون ملايينها التي تناهز التسعين اليوم ، هي مفتاح قوة فقد جعلتها الحكومات عالة في بلادها وبقيت البلاد تعاني من الوضع الأقتصادي ، وكان حسني مبارك الذي خاطب المصريين بالوعود المعسولة بادئ حكمه ، بدأ بعد ان استقر جيدا ً وتمكن من الثبات يطالب المصريين بتقليل استهلاك الحنطة وتقليل النسل .
في زمن العولمة حدثت ثورة مصر وكانت ثورة جبارة هزت عرش دكتاتورها وأقتلعته رغم قوة مسانديه في الداخل والخارج ، غير ان العبرة بالنتائج فدليل نجاح كل عمل هو في ثمرة نتيجته ، وكان هناك خوف كبير يساور ليس المصريون فحسب بل كل عربي شريف وهو ان يؤخذ بثورة مصر الى اتجاه بالضد من مصلحة مصر وامتها العربية ،وهكذا حصل ما يشوب أغلب ثورات العرب الأخيرة من أحتواء وتغلب النزعات الفردية والفئوية ،ولم تفلح الأنتخابات في جلب شخصية علمانية يتوحد حولها أطياف الشعب المصري في السير نحو البناء .
الفكر الشمولي هو ماينقص الثورة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان من تقلد الحكم من ساسة مصر اليوم لايمتلكون أي فكر حديث شمولي يوحد البلاد ويبرز مصر بمكانتها اللائقة كقائدة في المنطقة ،كما كانت ايام عبد الناصر على سبيل المثال ،انها بحاجة الى قيادة تحفز طاقات الشعب في البناء والنهضة والأهتمام بالعلوم والنواحي الحديثة في مجالات الحياة المختلفة .
لقد عانى شعب مصر من التشرد والضياع بحثا ً عن لقمة العيش وهو ينظر بأمل كبير الى اليوم الذي تنهض فيه البلاد في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة والثروات المعدنية .. الخ ،مما يطلق الأقتصاد ويمكنهم من العيش بكرامة في بلدهم دون غربة ، هل يعقل ان دولة بمكانة مصر وأمكانياتها البشرية والعلمية لاتفكر أبدا ً بأستغلال التطورات الحديثة في الصناعة والطاقة مثل استغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية والتي اصبحت دول لاتصل الى مكانة مصر تمتلكها ،كما تمتلكها دويلة الصهاينة التي نشأت بالأمس قبالة مصر .
أن اتجاه القيادة الحالية وعلى مدى عام كامل برهن على فئوية ضيقة وفكر متخلف منغلق ، دل على ذلك ما أحدثه من عميق الخلاف في البنية الداخلية المصرية وشق النسيج الشعبي المصري وأوجد فجوة كبيرة في وحدة البلاد وانعدام الأطمئنان الشعبي مما لم تألفه مصر من قبل ولم يعتاده شعبها الذي كان مأوى لكل طريد من غير المصريين ، كما ان قطعه علاقاته مع سوريا والتي كانت تعد بمثابة جبهة موحدة بمواجهة الصهاينة ، مع إحتفاظه بعلاقاته مع دويلة الصهاينة وأتفاقات كامب ديفيد وإرتمائه بأحضان الرجعية العربية ،أظهره بمظهر المرتبك الذي ظل الطريق السليم وجعل دوره هامشيا ً في نظر المواطن المصري وظهر بمظهر الشخصية الهزيلة المسيرة والتي لاتخفى ابدا ً على حنكة المواطن المصري ، الذي قدم بالأمس الدماء العزيزة من اجل التغيير نحو الأفضل .
كان الأولى بحاكم مصر ان يعمل من اجل مصر وجميع المصريين دون تمييز ، وكان يجب عليه تقوية علاقاته بدول العرب لا بالصهاينة وكان يجب ان يهتم بالمشاكل الملحة لشعب مصر كتحسين الظروف المعاشية وايجاد السكن اللائق والحياة الكريمة ،والأهتمام بمشكلة منابع النيل الذي بموته لاسمح الله، تموت خصوبة مصر وكان هناك الكثير مما كان عليه فعله قبل ان يتبجح بالفئوية البغيضة وبقطع علاقاته مع العرب . أن ثقتنا بالشعب المصري الذي قدم أعظم الانجازات في مختلف مجالات الحياة ، أن يحافظ على وحدته وتماسكه،وأن يميز قادته الذين كان لهم الفعل الرئيسي في هذه الثورة ليكونوا هم قادته في دولة المستقبل ، وأن يمنع تسلق الطفيليين على ثورته وأن يتجه بمصر بما يخدم شعبها ووحدته مع امته العربية ودينه الحنيف وأن يخيب كيد الكائدين إذا أخذنا بنظر الأعتبار ان مصر ليست أي دولة لكي تترك لحالها ونستشهد بقول لنتنياهو بعد اشتداد أوار الثورة المصرية :
يقول : ( اننى نخشى تكرار النموذج الإيراني في مصر) .
فمما لا شك فيه هو ان وجود مصر قوية موحدة شامخة هو قوة للعرب وللأمة الأسلامية .
إذا اعتبرنا أن ثورة مصر الكبرى وإنهيار حكم مبارك هو ثورة العولمة الجديدة ،فأن ما يحصل اليوم وسيحصل غدا ً من تقاتل وتصارع ورفض للسلطة الحاكمة قد يولد فوضى عارمة ربما تؤخذ بالبلاد الى الأنهاك وقد يصل الحال الى الحرب الأهلية وتدمير البنى التحتية للبلاد ،وهذا ما يطلبه ويتمناه أعداء مصر وبألحاح شديد .
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة 1988 وفرحة 2013
- مصر الجديدة الى أين ؟
- محنة بلد يملك آخر برميل نفط
- لحظة السلام يكون الوقت قد فات
- الديمقراطية في العراق
- البطل من يربح السلام
- السياسة والطوبة
- أزمة ثقة وليست سانت ليغو
- سوريا ..حرب كونية جديدة
- بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية
- مشكلة فلسطين .. الحل الوحيد
- هل اصبحت لدينا سياسة ؟
- الأحزاب في العراق بين المكابرة والتصحيح
- الأرهابيون والمسالمون
- حزيران ذكرى لأستعادة الأمة وعيها
- فلسطين ضحية للدجل و تحريف التاريخ
- ما ذا أستفادت الدول التي صالحة أسرائيل
- عرس دم تحت علم الأمم المتحدة
- ادارة الصراع الأيراني الغربي
- اردوغان ..من يزرع الريح يحصد العاصفة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طاهر مسلم البكاء - مصر من ثورة العولمة الى الفوضى