أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - من سيخرج اليوم؟














المزيد.....

من سيخرج اليوم؟


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 08:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



من المتوقع أن تخرج قطاعات واسعة من الشعب المصرى للتظاهر فى يوم 30 يونيو المقبل؛ فالحقيقة أن النظام الإخوانى لم ينجح فى كتابة ما سماه «أعظم دستور عرفته البشرية» بل بالأحرى نجح فى جذب «هذه البشرية» ضده.

القطاع الأول يمثله بالأساس جمهور ثورة 25 يناير من الشباب وجزء من الطبقة الوسطى المؤمنة بقيم الثورة، بالإضافة إلى الموظفين والعمال الذين شاركوا فيها وأسهموا فى إنهاء حكم مبارك بعد 3 أيام من الإضراب كادت تشل البلاد. نعم، لم يفشل الحكم الإخوانى فقط فى إرضاء هذا الجمهور الثائر، فحوله إلى كتلة ثائرة ضده هو، بل زاد عليه قطاعات أخرى، وكأنه يسعى بلا وعى منه إلى استنزاف ذاته.

ويتمثل القطاع الثانى فيما نسميه «جمهور الإعلان الدستورى». فصدوره كان لحظة مفصلية دفعت إلى تسييس قطاعات مجتمعية كانت قد رفعت خلال الثورة وبعدها شعار «الاستقرار وعجلة الإنتاج»، فما دون ذلك لم يكن يهمها. إلا أن إصدار هذا الإعلان نجح فى تحريكها وضمها إلى الجمهور الثائر لأنها شعرت، لأول مرة، بأن وجودها نفسه مهدد أمام نظام أعطى لنفسه سلطات إلهية فاقت النهج السلطوى المعتاد، هذا النهج الذى لم يكن ليمس مصالحهم أو نمط حياتهم، فتصالحوا معه.

وإبان الإعلان الدستورى والاستقطاب الذى لحق به، دخلنا مرحلة جديدة تشكل فيها قطاع أوسع نسميه «جمهور رفض الطائفة الإخوانية». فقد تكوّن إدراك جمعى مفاده رفض الإخوان كطائفة حاكمة. لم يرفضوهم لأنهم إسلاميون أو غير إسلاميين، فليست هذه هى القضية هنا. فحزب النور السلفى ذاته تركهم لأنه تأذى من سلوكهم الإقصائى مثله مثل الباقين. كما أن محرك الرفض لم يكن فقط إدارتهم للدولة بمنهج إقصائى، بل لأنهم أيضا تعاملوا مع الناس عامة بمنهج طائفى استعلائى. فمن انتمى لهذه الطائفة يشعر بأنه يتميز على خلق الله وأنه أعلى وذو سلطان. وهنا تحولت جماعة الإخوان إلى ما يشبه «العدو العام» الذى يريد المجتمع أن يقتلعه من داخله اقتلاعا حتى يتخلص مما يتسبب به من آلام اجتماعية ونفسية. وإن كنا لا نتفق مع مثل هذه الأفكار الإقصائية إلا أن ممارسات الجماعة هى التى عززتها مجتمعيا.

أما القطاع الأخير فهو يمثل الشريحة الأوسع من الفئات الاجتماعية غير المسيسة، ولا حتى المهتمة بالسياسة، ولكنها متضررة من غياب الأمن، انقطاع الكهرباء، سوء الأحوال الاقتصادية وأزمة البنزين، وما يتسبب فيه ذلك من قطع أرزاق فئات بعينها كسائقى الميكروباص أو عمال اليومية مثلا. والحقيقة أن دخول هذه القطاعات بوتقة الصراع سيزيد من حميته، وفى الوقت نفسه من صعوبة إنهائه لأن السياسة لا تحكم التحرك هنا.

ويتضح أخيرا مما سبق أن النظام الإخوانى قد استعدى الجميع بشكل يبدو وكأنه منهجى، وها هو الآن يحصد نتيجة ما زرع لكن للأسف على أنقاض دولة تنهار ومجتمع تقطعت أوصاله!



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكسر «30 يونيو» الدائرة؟
- حين تفشل الدولة والنخب
- حركة تمرد.. تأملات هادئة
- لماذا فشل الإخوان فى الإصلاح؟
- مبروك اتحاد عمال مصر الديمقراطى
- سر عجز النظام الإخوانى
- لماذا لا نتعلم من تجارب النجاح؟
- إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة
- عالجوا المرض قبل فوات الأوان
- هل نتشابه مع الثورات «الملونة» المتعثرة؟
- هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟
- أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟
- الدستور المصرى والبولندى: اختلافات ودروس
- كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - من سيخرج اليوم؟