أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - لئلا تفلت فرصة الحرب من أيديهم!















المزيد.....


لئلا تفلت فرصة الحرب من أيديهم!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المؤسسة الإسرائيلية تكذب، عندما تصور ان السلام الشامل والثابت هو شرط مسبق لتخليها عن ترسانتها النووية.. ونحن نقول ان المعادلة معكوسة، فتخلي اسرائيل عن ترسانتها النووية يجب أن يكون شرطا مسبقا لتحقيق السلام الدائم والثابت والعادل في المنطقة.

حتى يكون واضحا من هو الجانب المستفيد من تشديد الحصار الاقتصادي على إيران (الذي تلعب إسرائيل في فرضه دورا محفزا أساسيا)، فإن معطيات الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى أن الارباح التي جنتها شركات النفط الامريكية العملاقة قد بلغت في العام 2011، في ظل سياسة الحصار والعقوبات والحظر 150 مليار دولار، بزيادة 75% عن أرباحها في العام 2010.

إسقاطات الصراع الدائر في المنطقة في هذه المرحلة، قد تكون أكبر من المنطقة ومن القضايا الاقليمية الملتهبة على أهميتها. وقد يتكشف قريبا أن الدور الموازن الذي تلعبه روسيا والصين ودول البرينكس في المسألة السورية، في الحد من العدوانية الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية المنفلتة على الشعوب، ليست حدثا موضعيا آنيا وإنما حالة عالمية جديدة



كان لافتا في تصرف المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة في الايام القليلة الماضية، ردها الهستيري المذعور على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران. وعلى الرغم من قناعتنا بأن الخيارات الحقيقية في الانتخابات الرئاسية الايرانية قد جرت في داخل إطار النظام الحاكم، إلا ان ما أفقد المؤسسة الاسرائيلية الرسمية توازنها وأعصابها، كان خشيتها من الانطباع السائد في العالم، بأن الرئيس المنتخب حسن روحاني، هو المرشح الأكثر عقلانية بين المتنافسين. إن أشد ما يخشاه رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، هو أن تكون نتائج الانتخابات الايرانية والانطباع السائد عنها عالميا، قد خطفت فرصة الحرب ومواصلة التهديد بها من بين يديه، وسحبت أوراق اللعب على حافة الحرب من تحت أقدام السياسة الاسرائيلية.
إن جل اهتمام رئيس حكومة اسرائيل منصبّ في هذه الايام، على التعطيل على إمكانية أن يتعامل العالم مع نتائج الانتخابات الايرانية بإيجابية، يكون بمقدورها أن تعرقل مواصلة العقوبات والحصار والحرب على إيران. فنتنياهو لا يريد لأي تطور أن يعيق الترويج لضرورة توجيه ضربة عسكرية إلى ايران، والتلويح بالخطر الايراني على اسرائيل، ويصر على الاحتفاظ بفرصة العدوان على سوريا والمقاومة اللبنانية والإبقاء على مبرراتها حاضرة في الاذهان.
إن هذا الإلحاح على حرب إقليمية، ليست مبرراته أمنية وعسكرية بالضرورة. فالدور الذي تقوم به إسرائيل تجاه إيران، يتجاوز الجوانب العسكرية، ليطال موقع إيران الاستراتيجي في المنطقة وإضعافها سياسيا واقتصاديا، إضافة إلى تقليم أظفارها عسكريا، إن المطلوب من الالحاح على الحرب، خدمة مصالح الهيمنة الامبريالية في المنطقة وإخضاع المنطقة لمتطلبات رأس المال العالمي الكبير وفي طليعته احتكارات النفط الامريكية.
إن التهديدات الاسرائيلية على الملأ، بشن عدوان كارثي على إيران كانت قد لعبت في السنوات الاخيرة الماضية دورا أساسيا فاعلا في الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على شراء النفط الايراني، والضغط الابتزازي المتواصل من أجل تضييق الخناق على إيران اقتصاديا. إن نظرة إلى معطيات الوكالة الدولية للطاقة تظهر أن حجم الصادرات الايرانية من النفط، تقلّص منذ العام 2008 الى النصف (من 4 الى 2 مليار برميل يوميا). وحتى يكون واضحا من هو الجانب المستفيد من تشديد الحصار الاقتصادي على إيران (الذي تلعب إسرائيل في فرضه دورا محفزا أساسيا)، فإن معطيات الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى أن الارباح التي جنتها شركات النفط الامريكية العملاقة قد بلغت في العام 2011، في ظل سياسة الحصار والعقوبات والحظر 150 مليار دولار، بزيادة 75% عن أرباحها في العام 2010. كما أن خارطة جديدة للطاقة تنشأ في الشرق الاوسط، وتنشأ معها خارطة جديدة للمصالح المتضاربة والمطامع الامبريالية.
إن نظرة الى مستجدات خارطة انتشار مصادر الطاقة، تفسر الكثير من التطورات السياسية ومواقع التوتر على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم. منها دخول دول جديدة في المنطقة إلى نادي الدول المنتجة او المرشحة لإنتاج النفط والغاز مثل: جنوب السودان، واليمن، وسوريا (منطقة حمص)، ومرابض الغاز والنفط العملاقة شرق البحر الابيض المتوسط، قبالة سواحل سوريا ولبنان وإسرائيل وما يثيره ذلك من توتر، في ظل امتناع اسرائيل عن التوقيع على المعاهدة الدولية للبحار والمحيطات، واستغلال الثغرات القائمة في القانون الدولي لفرض سياسة الامر الواقع وتجاهل مصالح الدول الاخرى.
نحن حين نمعن النظر في مستجدات هذه الخارطة، نستطيع أن نستوعب خارطة التوتر، وخارطة الحروب والهجمات الارهابية، والخارطة التي تعتمدها الامبريالية الامريكية وأعوانها في المنطقة لتفكيك الدول، من السودان الى ليبيا الى العراق الى سوريا ولبنان وايران. وحتى فلسطين.




*الإيهام بأن النووي الايراني وليس القضية الفلسطينية هو محور الصراع في الشرق الاوسط*




هناك جانب آخر لخشية نتنياهو من أي تطور قد يعيق التركيز على المشروع النووي الايراني وعلى اعتباره هو محور الصدام في الشرق الاوسط، وليس الاحتلال الاسرائيلي والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. واعتباره هو، وليس الترسانة النووية المرعبة التي تمتلكها إسرائيل، مصدر الخطر النووي الذي يهدد المنطقة والعالم. وأن إيران تشكل مصدر خطر داهم على وجود إسرائيل ذاتها، مما يبرر الترويج لضرورة تشديد العقوبات العالمية المفروضة عليها واللعب على حافة الحرب الكارثية معها، وجر الولايات المتحدة الامريكية من أنفها إلى التورط فيها. ويبدو أن المؤسسة الاسرائيلية لن تدع الانطباع الناشئ عن الانتخابات الايرانية يغيّب بعبع الخطر النووي الايراني وإنزاله عن مقدمة منصة السياسة العالمية. لأنها معنية بإبعاد الانظار عن أن إسرائيل هي لب المشكلة النووية في الشرق الاوسط وليست المخرج منها ولا الجواب عليها.
ومن هنا فإننا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي نولي أهمية كبيرة لتصعيد المعركة من أجل منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط... ليس المشروع النووي الايراني فقط، وإنما الترسانة النووية في الشرق الاوسط وأولا وقبل كل شيء في اسرائيل ذاتها وفي القواعد والأساطيل المنتشرة في المنطقة.
إن المؤسسة الإسرائيلية تكذب، عندما تصور ان السلام الشامل والثابت هو شرط مسبق لتخليها عن ترسانتها النووية.. ونحن نقول ان المعادلة معكوسة، فتخلي اسرائيل عن ترسانتها النووية يجب أن يكون شرطا مسبقا لتحقيق السلام الدائم والثابت والعادل في المنطقة.
إن حزبنا، ومن خلال معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية يقوم بجهد كبير للإعداد لمؤتمر دولي في اسرائيل، كان من المفروض عقده في حزيران الحالي، وتأجل لاسباب تمويلية إلى شهر تشرين الثاني/نوفمبر القريب. هناك مؤسسات عالمية مناهضة للتسلح النووي بما فيها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي بشأن إعادة تقييم معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية للعام 2010 في نيويورك، قررت إعطاء رعايتها للمؤتمر، وهناك نشاط متواصل لبناء ائتلاف اسرائيلي من أجل منطقة خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط، وهناك أهمية لامتداد هذا النشاط نحو ائتلاف لقوى السلام المناهضة للتسلح النووي على مستوى منطقة شرق المتوسط للغرض نفسه.





*نحو يوم عالمي للنضال الشعبي لإسقاط المؤامرة ووقف العدوان على سوريا!*





لقد حذر الحزب الشيوعي الاسرائيلي من التداعيات الخطيرة على المنطقة، التي تنشأ عن التهديدات الحربية الهوجاء الصادرة عن الامبريالية الامريكية وبأمر منها لتصعيد العدوان الارهابي العالمي على سوريا، والتي رددتها حكومات العمالة والتبعية في المنطقة. وتقلقنا بشكل خاص التهديدات العدوانية الحربية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية فيها، ضد سوريا ولبنان، والعمل على جر إيران وربما العالم اليها.
لقد دعا حزبنا إلى لجم نداءات الحرب التي تتلهّى بها حكومة رأس المال والاستيطان في اسرائيل بالتنسيق مع الادارة الامريكية وفي خدمة مشاريعها في المنطقة. ودعا إلى وقف الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في سوريا وضدها، قبل فوات الاوان وقبل أن تجر المنطقة إلى مغامرة عسكرية مفتوحة، تشكل تهديدا كارثيا على شعوب المنطقة وعلى السلم العالمي.
إن الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل والأنظمة الرجعية العميلة في المنطقة ضد سوريا، وما يرافقها من تهديدات بالانتقال الى العدوان السافر، تأتي على خلفية قلق الدوائر الامبريالية والإسرائيلية والرجعية، من تماسك الدولة السورية ونظامها وجيشها أمام الحرب العدوانية الارهابية العالمية التي تشن على أرضها، وعلى خلفية تعثر المؤامرة الامبريالية لإسقاط سوريا وتفكيكها، وإخضاعها لمشاريع الهيمنة الامريكية. وتعتقد الدوائر الحاكمة في اسرائيل، أنها بعدوانها السافر، تستطيع أن تنجز أهداف المؤامرة الامبريالية على سوريا، حيث فشلت كل أشكال التدخل الامبريالي وأدواتها من قوى الرجعية العربية، والعثمانية الجديدة في أنقرة وأنظمة العمالة في الخليج والسعودية وأعتى قوى الارهاب.
إن حكومة اليمين السياسي والاجتماعي في اسرائيل تجعل من اسرائيل مرة أخرى، أداة للامبريالية العالمية ورأس حربة للعدوان على شعوب المنطقة. ومن المفارقات، أن التهديدات الحربية الصادرة عن حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل تتصاعد في وقت أخذت فيه، حتى الادارة الامريكية بالتراجع عن غيها واضطرت الى ان تفتح الباب أمام البحث عن حل سياسي في سوريا في إطار مؤتمر دولي في جنيف، بالتعاون مع روسيا وبناء على مبادرتها، من دون أن يعني هذا أن الولايات المتحدة وعملاءها في المنطقة قد كفّوا عن مناوراتهم ومؤامراتهم لإفشال الحل السياسي. لقد رأى حزبنا دائما أن الحل السياسي دون غيره من الاوهام الدموية، هو المؤهل والقادر على تشكيل مخرج من الوحل السوري.
إننا نوجه نداءنا من هذه المنصة الهامة، إلى الاحزاب الشيوعية والعمالية وكل القوى الشعبية السلامية العاقلة في المنطقة وفي العالم، الى أخذ دورها الفعال في التصدي للمؤامرة الامبريالية الامريكية في المنطقة، نحن ندعو الى تحرك جماهيري وعمالي واسع ومتزامن أمام السفارات الامريكية والاسرائيلية في مختلف دول العالم. وإعلان يوم عالمي للتظاهر المتزامن ضد تهديدات الحرب والعدوان على سوريا ولبنان وايران، والدفع في اتجاه وقف حمام الدم في سوريا، واللجوء الى حل سياسي معاد للمشروع الامبريالي في المنطقة. أيها الامبرياليون وأدواتهم الإرهابية ارفعوا ايديكم عن سوريا.





*الحسم في سوريا – ليس من خلال المشروع الامبريالي بل من خلال مقاومته!*





ويجب أن يكون واضحا أن العدوان الارهابي العالمي على سوريا، لا يهدف الى نشر الديمقراطية ولا الدفاع عن حريات الشعب السوري. إنه لا يهدف الى اسقاط النظام فقط، وانما إلى إسقاط سوريا بكل ما هو وطني فيها، وتغيير ملامح المنطقة. إن المطلوب هو رأس سوريا، ورأس شعوب المنطقة، وتحويل المنطقة وخيراتها بشكل نهائي الى تابع ذليل للامبريالية الامريكية. إن ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، جميعها معا وكل منها على حدة، لم يتوقف يوما ولا يتوقف اليوم عن التآمر على المنطقة وشعوبها. هذه هي المشكلة وهذا هو التحدي المطروح أمام الشعوب. وحيث يكون هذا التحالف الثلاثي الدنس، وحيث تكون مصالحه، لا تستطيع القوى التقدمية والثورية والديمقراطية أن تكون.. مهما كانت حجتها وأيا كانت ذرائعها وتبريراتها.
إن السؤال الحاسم، الذي يشكل خط توزيع المياه السياسي التقدمي والثوري: هو هل يتم الحل في سوريا، من خلال خدمة مشروع الهيمنة الامبريالية والتبعية في المنطقة؟! أو من خلال مقاومته؟!. هل يكون في إطار الموقف الوطني التحرري الذي يحافظ على سوريا ووحدتها، ويعمّق التزامها بسياسة معادية للمشاريع الامبريالية؟! أو يتم في الاطار الامبريالي التآمري في المنطقة وعليها؟!.. هذه هي الخيارات وعلى هذا يدور الصراع في سوريا وخارجها، ومن حوله سيتم الفرز، ليس على الساحة الإقليمية والدولية فقط، بل على ساحة الشعب السوري والمعارضة السورية نفسها أيضا.
إن قرار الولايات المتحدة تزويد الارهابيين بالسلاح، وتصعيد التهديدات بفرض منطقة حظر طيران في سوريا من داخل الاردن، وتصعيد التوجه العدواني السافر للرئيس المصري محمد مرسي ودعوته إلى الجهاد في سوريا، وقيامه بطرد السفير السوري في القاهرة، هي التعبير الفاضح عن عمق العمالة والتبعية للامبريالية التي اختارها نظام الاخوان في مصر بعد ان اختطف ثورتها الشعبية الشجاعة. وليس صحيحا أن هذا التصعيد هو الرد على استعمال السلاح الكيماوي المزعوم من قبل الجيش السوري. ولكنه الرد على تماسك سوريا وتماسك قواها الوطنية، وصلابة موقفها، ونجاحها في النيل من الارهابيين العاملين نيابة عن الامبريالية وعملائها في سوريا، وهو الرد على انتصار الجيش السوري على الارهاب في القصير، واستباقا لحسم المعركة مع الارهاب في حلب. إنه خوف الامبريالية من هزيمة حملة الارهاب العالمي التي تقودها على سوريا وعلى المنطقة وانعكاسها على مستقبل أنظمة العمالة في المنطقة.





*مع انتفاضة الشعب التركي وقواه التقدمية!*





نحن نفترض أن الحكومة التركية، ورئيسها أردوغان يعرفون المثل القائل: ان "من يلعب بالنار يحرق أصابيعه".. ومن يبني على تفكيك سوريا والعراق، أو لبنان وفلسطين في خدمة مشروع الشرق الاوسط الامبريالي الجديد والكبير.. سيكتوي بالنار التي يشعلها وسيجر الكوارث على بلده هو ايضا ويشكل خطرا على نظام حكمه هو.



إن تركيا شكلت في الماضي وتشكل اليوم، رأس حربة متقدم لحلف الناتو في المنطقة – هي جزء من العدوان والتآمر على شعوب المنطقة. ولذلك فإن المعركة الشعبية الجبارة التي أخرجت الشعب التركي بملايينه الى الشوارع والميادين هي في صلبها رد على هذا الدور العميل وعلى مشاركة حكومتهم في المؤامرة على سوريا، مهما كانت الاسباب المباشرة لاندلاع الانتفاضة الشعبية. إن معركة أردوغان كما كشفت الانتفاضة الشعبية الواسعة من الجهة الأخرى، لا تختلف عن معركة مرسي والسعودية وقطر - عملاء الامبريالية ودعامتها الجديدة والقديمة، هي معركة على أسلمة الشعوب الاسلامية أصلا، في بلدانها وفي المنطقة. وإذا كانت الامبريالية تطمح إلى تثبيت مشروع هيمنتها على خيرات الشعوب ودول المنطقة، فإن الدور الذي تضطلع به أنظمة العمالة والتبعية يتمثل في إخراج شعوبها من دائرة الصراع مع الامبريالية والعدوانية الاسرائيلية وتحييدها، وليس هناك وسيلة أفضل لتحييدها، من افتعال معركة ثقافية داخلية قوامها التفكيك الاثني والديني والمذهبي، وإدخال هذه الشعوب في دوامة الأسلمة بديلا وبعيدا عن انتمائها الاسلامي الديني والثقافي الطبيعي.





*من يتآمر على سوريا لن ينتصر لفلسطين!*





لقد حددنا في وقت مبكر، أن نجاح المؤامرة على سوريا، من شأنه أن يخلق مناخا لتصفية قضية الشعب الفلسطيني العادلة وإخضاع شعوب المنطقة. وحددنا بالمقابل أن انتصار سوريا، الدولة والجيش والقوى الوطنية في النظام والمعارضة الوطنية، ونجاحها في دحر حملة الإرهاب وإسقاط المؤامرة، سيفتح الباب بقوة أمام إخراج القضية الفلسطينية من دوامة الجمود والتفكيك والابتزاز والتنكر والتصفية. وحذرنا في وقت مبكر من تواطؤ الانظمة الرجعية العربية على القضية الفلسطينية، وحذرنا من أن من يتآمر على تدمير سوريا، لا يؤتمن على إقامة فلسطين وإعمارها.
وجاءت التنازلات التي تبرع بها وفد الجامعة العربية مؤخرا في وزارة الخارجية الامريكية، باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عنه، حول الالتزام بتبادل الاراضي في اطار حل اقليمي، والتلاعب بالحقوق القومية للشعب الفلسطيني ليثبت صحة تحذيراتنا. فإن مشروع الحل الاقليمي هو مشروع مؤسسة الرفض الاسرائيلية، التي تروج لحل للقضية الفلسطينية مركزه غزة وليس الضفة الغربية والقدس، يقوم على تبادل أراضٍ بين مصر وإسرائيل والفلسطينيين، يتنازل الفلسطينيون في إطاره عن أجزاء كبيرة من الضفة الغربية (إضافة الى القدس)، ويحصلون على أرض بديلة بنفس النسبة من شمال سيناء.
وفي صلب الحل بناء مدينة فلسطينية كبرى شمال العريش، حيث يجري توطين اللاجئين ويتم انشاء ميناء اقليمي ومطار دولي، وشبكة شوارع سريعة وسكك حديدية وأنفاق الى العقبة، والى مصر، تشكل مخرجا لدول الخليج والعراق ونفطها وتجارتها الى البحر المتوسط، ومنه الى اوروبا. وإذا كان قد ساد في الماضي خطاب "سلاح النفط العربي" في الصراع مع إسرائيل، فقد باتت المواقف من إسرائيل ومن القضية الفلسطينية اليوم، هي التي تخضع لحاجات الصراع على النفط ووسائل تصديره وشبكات الأنابيب لنقله.
إن إسقاطات الصراع الدائر في المنطقة في هذه المرحلة، قد تكون أكبر من المنطقة ومن القضايا الاقليمية الملتهبة على أهميتها. وقد يتكشف قريبا أن الدور الموازن الذي تلعبه روسيا والصين ودول البرينكس في المسألة السورية، في الحد من العدوانية الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية المنفلتة على الشعوب، ليست حدثا موضعيا آنيا وإنما حالة عالمية جديدة. وقد يكون من المفارقات أن "النظام العالمي الجديد"، نظام القطب الواحد الامريكي، الذي انطلق ارتباطا بالحرب الامبريالية على العراق واحتلاله بداية تسعينيات القرن الماضي، سيبدأ بالأفول وسيجد نهايته على صخرة صمود سوريا وتماسك قواها الوطنية لمواجهة المؤامرة وإسقاطها. لقد أثبتت تجارب الشعوب وأثبتت تجربة العراق، أن رفض المشاريع الامبريالية ومقاومتها، هي أقصر الطرق وأقلها كلفة على المدى الطويل.



(نصّ المداخلة التي قدمها عصام مخول – عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي في مؤتمر الاحزاب الشيوعية والعمالية في منطقة شرق البحر المتوسط الذي عقد في أثينا الاسبوع الماضي بدعوة من الحزب الشيوعي اليوناني، وشارك إلى جانب مخول الرفيق يوآف غولدرينغ عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو مجلس بلدية تل أبيب)



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت ...
- انتخابات الازمة .. وأزمة الحكم في اسرائيل !
- الخدمة العسكرية ومشروع -السلخ القومي-
- ليست إسرائيل هي الضحية.. وليست الحل !
- النووي الاسرائيلي ليس ضمانة للسلام بل العقبة الاساسية أمامه
- وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل..
- -القاعدة -... والشذوذ عن القاعدة!
- المضيق والضائقة! بين مضيق هرمز وضائقة السياسة الامريكية
- خطر الفاشية.. والأزمة الرأسمالية
- قرار التقسيم- والخيارات الصعبة
- سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!
- الهستيريا النووية والمؤامرة الامبريالية في المنطقة
- ما يحدث في سوريا... و-الاهداف الاستراتيجية الكبرى-
- تصدير الثورة المضادة- عنوان المرحلة! (2)
- تفكيك اللغز حول الموقف من سوريا!
- ما بعد مجلس الأمن !
- بين الانتماء إلى المعركة الاجتماعية وأدلجة ضيق الأفق !
- توفيق طوبي إسم لطريق مشرّف وعنوان لمرحلة
- ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - لئلا تفلت فرصة الحرب من أيديهم!